• عدد المراجعات :
  • 1528
  • 6/9/2009
  • تاريخ :

الاسماء و التاريخ

 هابیل و قابیل

مرت على تاريخ البشرية منذ آدمنا ، أبي قابيل و هابيل ، أحقاب و أمم، و بادت حكومات و سادت دول، و انهارت حضارات و قامت مدنيات، و دب على أديم الأرض مليارات و مليارات من بني  البشر، ولكن كم من الأسماء من شرها و خيرها قيدتها كتب التاريخ ، و حفظتها سجلات الأمم ، و خطتها أقلام الكتاب؟

ليست الإجابة صعبة، فما نحتفظ من أسماء هي أقل من القليل ، بل أقل من كل قليل ، بيد أن الثابت ، أن الأسماء المنقوشة في الأذهان هي لشخصيات (ذكرانا و إناثا) رسموا بفرشاة سلوكهم لوحة التاريخ ، فجاءت اللوحة منيرة في جوانب و مظلمة في أخرى ، و هي تحكي بألوانها و أطيافها ، دورة حياة الأمم التي مرت من هنا ، من قطب المركز البشري، و تعكس ماضيهم و آثارهم.

يتذكر الناس كل الناس إبراهيم (ع) ، و لا ينسون نمرود ، يتذكر الناس موسى (ع) ، و لا ينسون فرعون ، يتذكر الناس الحسين (ع) ، و لا ينسون يزيد ، يتذكر الناس هتلر ، و لا ينسون خراب لندن، يتذكر الناس أفلاطون و كونفشيوس و لقمان الحكيم و جابر بن حيان و الفراهيدي و نيوتن، و لا ينسون محاكم التفتيش ، التي أزهقت روح غاليلو، و لا ينسون إعدام مكتبات مصر و ايران عند فتحهما ، و لا مكتبات بغداد في العهد المغولي ، و لا مكتبات الأزهر إثر سقوط الحكم الفاطمي ، فكل هذه الحوادث لها شخوصها و رجالاتها عملوا ذات الخير وذات الشر ، و من يترك أثرا يبقى اسمه و رسمه ، و إن غاب جسمه و جسده.

و لا يخبو ضوء الذاكرة عن دائرة كربلاء أبدا ، و لا يبتعد عقرب التاريخ عن عاشوراء بتاتا ، فواقعة الطف ، حيث شهادة سيد شباب أهل الجنة ، و سبط محمد (ص) شاخصة للقريب و البعيد، محفورة في ذاكرة المحب و الموالي، و قريبة من أوعية الناس كل الناس ، مسلمهم و غير مسلمهم، مؤمنهم و ملحدهم، إذ لا يوم كيوم الحسين في كربلاء ، و نهضته المباركة معلم من معالم البشرية ، التي تسقى شجرتها كل حين ، و آن من ماء الوجود ، فهي حركة نابضة أحيت النفوس و الأرواح ، و أزالت الغبش عن البصائر و الأبصار ، قرأها غاندي في الهند ، و تعاطاها هوشي منّه في فيتنام، و قبل ذلك تمثلها المسلمون عبر حركات التحر ر، و لازالو ا، فمركب الحرية يمخر عباب الزمن.

الأسماء اللامعة ، التي حضرت كربلاء عام 61هـ ، و استشهدت أو أسرت ، و بخاصة من البيت الهاشمي ، يواصل المحقق الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي بيان معالمها في الجزء الثاني من (معجم أنصار الحسين – الهاشميون) الصادر العام 2008م في طبعته  الأولى عن المركز الحسيني للدراسات بلندن ، في 620 صفحة من القطع الوزيري ، بدءاً من حرف الباء و انتهاءاً بحرف العين وفق التسلسل الهجائي.


الخطاب الديني عبر الأثيـــر

السلم ركيزة الإسلام

تأثير الصلاة على الفرد و المجتمع

الإسلام بين غيوم التشويه و شمس الاصالة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)