الدعـارة و الفقر
إن للدعارة ارتباطا وثيقا بظاهرة الفقر، فنجد أرباب هذه المهنة ، يستغلون مساحة الفقر المنتشرة في الفقيرة ، و الظروف المعيشية الصعبة لبعض فئات المجتمع.
و يدفع الفقر الكثير من العائلات ، الفاقدة المعيل أو التي يكون دخلها ضعيف أو منعدم ، بحيث لا يلبي حاجياتها ، إلى هوة الدعارة و إغراءاتها في ذات الآن ، إذ تبرر الكثير من العاهرات عملهن بالحاجة للمال من أجل توفير الغذاء و اللباس و حاجيات اخرى.
كما أن ثقافة الفقر ، التي شرحتها بعض الدراسات بأنها انخفاض في مستوى التعليم ، يؤدي إلى نقص في الخبرة المهنية ، ما يدفع إلى العمل في مهن لا تحتاج إلى الخبرة ، ما ينتج عنه الحصول على أجر زهيد لأعمال ، تتصف بالتذبذب ما يولد حالة من البطالة و الفقر ، تؤدي إلى حالة ، يتدنى فيها المعيار السكني و العمراني ، ما ينجم عنها انتشار الأمراض البدنية و النفسية و الاجتماعية، ما يؤدي لاحقا إلى ضعف القيم الأخلاقية ، و تدني الطموح ما ينعكس سلبا على أفراد الأسرة ، حيث يقوم الفقير بتوريث أفراد الأسرة ثقافة الفقر ، ما يدفعهم إلى العمل في أعمال حقيرة و متواضعة بأجور زهيدة ، حيث يؤدي عملهم إلى التسرب من الدراسة و امتهان حياة الشارع بكل أشكالها.
و أكدت العديد من الدراسات على أن عددا من العوامل المؤدية إلى تفشي ظاهرة الدعارة في الشوارع ، منها الأبعاد الاقتصادية و الاجتماعية المتصلة بالأسرة ،
حيث أن شعور أفراد الأسرة ، بعجز الأسرة عن دفع تكاليف التعليم ، يؤدي بهم إلى تركه و التوجه إلى العمل إضافة إلى أن الأزمات المالية ، التي يتعرض لها معيل الأسرة ، تدفع بهم إلى اللجوء إلى الشارع ، يضاف إليها انخفاض دخل الأسرة ،
حيث أكدته دراسات أجريت في المغرب و لبنان و اليمن و الأردن، كما أن من العوامل المحفزة لخروج إلى الشارع ، و امتهان الدعارة ، اليتم و التصدع الأسري و العنف الأسري و التمييز بين الأبناء و الإدمان ،
حيث عرضت بعض الدراسات النتائج التي توصل إليها عدد من الباحثين الذين رأوا ، أن العنف تجاه أفراد الأسرة ، و ما يعانيه بعضهم من تعرض للضرب و الحرق و التعذيب، وا لحرمان من الغذاء من العوامل ، التي تدفع بأفراد الأسرة إلى
الهروب إلى الشارع ، بينما يعاني أبناء المدمنين من انعدام التوافق النفسي و الاجتماعي، و صنفت الهجرة الريفية غير المخططة إلى الحضر من الأسباب ، التي تدعم ظاهرة الدعارة ، حيث أن هذه النقلة السريعة ، يترتب عليها احتياجات للأسرة تستعدي عمالة أفرادها ، التي قد تتطور إلى حالات تسكع و الإدمان و الاتجار في المخدرات و الجريمة و الدعارة ، و من العوامل التي تساعد في تعزيز ظاهرة الدعارة ،
اللامساواة الاجتماعية ، و
تدهور الحالة السكنية في المجتمع ، و الحروب ، و النزاعات الأهلية ، و الكوارث الطبيعية ، و نظام العولمة ، و تفشي الليبرالية الاقتصادية المتوحشة ، و كثرة عدد أفراد الأسرة.
الفقر و الانحراف الجنسي
كيف قضى الإسلام على الفقر و الاستغلال؟
دور الدين في تغذية العقل و التفكير
علاقة النفس بالجسم و العقل و الروح