• عدد المراجعات :
  • 734
  • 5/25/2009
  • تاريخ :

خطر الشائعات و النقد الهدام

الامام الخميني

الوصية السياسية الالهية لقائد الثورة الاسلامية الكبير ، و مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران ، اية الله العظمي الامام الخميني(قدس) .

و من نفس قماش المؤامرات هذا - و لعله اكثر ايذاءً - اذاعة الشائعات على نطاق واسع في كافة انحاء البلاد ، و في المدن اكثر حول ، ان الجمهورية الاسلامية ايضا ، لم تفعل للناس شيئا... ، مساكين هؤلاء الناس ، رغم ذلك الشوق و الشغف و التضحية من اجل التحرر من نظام ظالم طاغوت ، الا انهم ابتلوا بنظام اسوا ، لقد اصبح المستكبرون اكثر استكبارا و المستضعفون اشد استضعافا ؛ السجون مليئة بالشباب ، امل البلد في المستقبل ، و انواع التعذيب ، اسوا مما كانت في النظام السابق و اكثر وحشية .. ، كل يوم يعدمون جمعا باسم الاسلام ،  و يا ليتهم ، لم يطلقوا اسم الاسلام على هذه الجمهورية ، هذا الزمان اسوا من زمان رضا خان و ابنه ، يتخبط الناس في عذاب الغلاء القاتل ، و مشقته ، و المسؤولون يقودون هذا النظام نحو نظام شيوعي ... ، اموال الناس تصادر، و قد سلبت من الشعب الحرية في كل شيِ .. ، و كثير من الامور من هذا القبيل ، التي تنفذ بتخطيط .

و الدليل على وجود خطة و مؤامرة ، هو انه كل عدة ايام ، تتناقل الالسن امرا في كل زاوية و جانب ، و في كل محلة  و منطقة ، في السيارات الصغيرة ، يتردد هذا الامر الواحد ، و في الباصات ، و في الاجتماعات المحدودة كذلك ، و اذا استهلك شان ، يطرح بدلا منه شان اخر.

و مع الاسف ، فان بعض الروحايين الذبن لا علم لهم بالحيل الشيطانية ، و بمجرد اتصال شخص او شخصين من ادوات االمؤامرة بهم ، يظنون ان الحق هو ذلك ، و اساس المسالة هو ذلك لا غير...

اذ ان كثيرا من الذين يسمعون هذه المسائل ، و يصدقون بها ، لا اطلاع لهم على وضع الدنيا و الثورات في العالم ، و حوادث مرحلة ما بعد الثورة ، و مشاكلها العظيمة ، التى لا يمكن تجنبها ، كما انهم لا اطلاع لهم على التحولات الصحيحه ، التي هي جميعا لصالح الاسلام ، فيصغون الى هذه المطالب مغمضين اعينهم جاهلين ، وي لتحقون بالمتامرين غفله او عامدين .

انني اوصي ، ان لا تهبوا لاختلاق الاعتراضات و الانتقاد المدمر و السب ، قبل التامل في الاوضاع الحالية للعالم ، و مقايسة الثورة الاسلامية في ايران بسائر الثورات ،

و قبل معرفة اوضاع الدول و الشعوب اثناء الثورة ، و بعدها ، و ماذا كان يجري عليهم ، و قبل الانتباه الى مصائب هذة الدولة ، فالذي اصيبت بنكبة الطاغوت على  يد رضاخان ، و يد ابنه الاسوا منه محمد رضا ، و الارث الذي تركاه لهذه الدولة بدءً بالتبعيات الخطيرة المدمرة ، مرورا باوضاع الوزارات و الادارات و الاقتصاد و الجيش ، و مراكز الفساد ، و محالّ بيع المسكرات ، و ايجاد الابتذال و الانحلال في جميع شؤون الحياة ، و اوضاع التعليم و التربية، و اوضاع الثانويات و الجامعات ، وا وضاع دور السينما و دور البغاء ، و وضع الشباب و النساء، و وضع الروحانيين و المتدينين و طلاب الحرية الملتزمين ، و النساء العفيفات المظلومات و المساجد في عهد الطاغوت .

و (قبل ) التحقيق في ملفات ، الذين اعدموا ، و المحكومين بالسجن و ادارة السجون ، و طريقة عمل المتصدين ، و دراسة احوال اصحاب رؤوس الاموال ، و اكلة الارض الكبار ، و المحتكرين و المستغلين ، و اداره المحاكم العدلية ، و محاكم الثورة. و مقارنة ذلك بالوضع السابق للمحاكم و القضاة ، و التحقيق في حال نواب مجلس الشورى الاسلامي و الوزراء و المحافظين ، و سائر الموظفين الذين تولوّا عملهم في هذه الفترة ، و مقارنة ذلك بما مضى ، لا و التحقيق في طريقة عمل الدولة ، و جهاد البناء في القرى المحرومة من كل المواهب ، حتى ماء الشرب و المستوصف ، و مقايسة ذلك مع النظام السابق رغم طول مدته ، مع الاخذ بنظر الاعتبار مشكلة الحرب المفروضة ، و نتائجها من قبيل ملايين المشردين ، و عوائل الشهداء ، و المتضررين في الحرب ، و ملايين المشردين الافغان و العراقيين ، و مع الاخذ بنظر الاعتبار الحصار الاقتصادي ، و المؤامرات المتوالية من امريكا و عملائها في الخارج و الداخل .

اضيفوا الى ذلك فقدان العدد الكافي من الملبغين الواعين و قضاة الشرع ، و محاولات زرع الفوضى من قبل اعداء الاسلام و المنحرفين ،و حتى الاصداقاء الجهلة و عشرات المسائل الاخرى..

و المطلوب منكم ، ان لا تتسرعوا بوضع الاشكالات ،  و الانتقادات الهدامة و السباب قبل معرفة الواقع اولا .

و ارحموا حال هذا الاسلام الغريب - الذي هو اليوم بعد مئات السنين من ظلم الحبابرة و جهل الشعوب - طفل حديث عهد بالمشي ، و وليد محفوف باعداء الخارج و الداخل.

و انتم ايها المختلقون للاشكالات فكروا السؤ من الافضل ، ان تنصرفوا الى الاصلاح و المساعدة بدلا من الاحباط ؟

و بدلا من تاييد المنافقين و الظالمين و الراسماليين ، و المحتكرين غير المنصفين الجاهلين بالله ، انصرفوا الى نصرة المظلومين و المضطهدين و المحرومين . .

و بدلا من الاهتمام بالفئات المشاغبة و القتلة المفسدين و دعمهم غير المباشر ، انصرفو الى الاهتمام بالمقتولين من الروحانيين المظلومين و الخدام الملتزمين المظلومين ...

انني لم اقل ابدا و لا اقول انه،  يعمل اليوم في هذه الجمهورية بالاسلام العظيم بكل ابعاده ، و انه لايوجد اشخاص يخالفون القوانين و الضوابط جهلا او بسبب عقده ما او لعدم انضباطهم ... ، الا اني اقول ، ان السلطات التشريعية و الفضائية و التنفيذية ، تبذل جهودا جبارة لاسلمة ، هذه الدولة ، و الشعب بعشرات ملايينه يؤيدها ، و يمدها ... ، و اذا بادرت هذه الاقلية المختلقة للاعتراضات الى المساعدة ، يصبح تحقق هذه الامال اسهل و اسرع .

اما اذا - لا سمح الله - لم يَثِبْ هؤلاء الى رشدهم ، فلان الشعب بملايينه قد استيقظ ، و ادرك الامور، و هو حاضر في الساحة ، فان الامال الانسانية الاسلامية ستحقق - بارادة الله - بشكل لافت ، و لن يستطيع اصحاب الافهام المعوجّة المفتعلون للاعتراضات ، ان يصمدوا في وجه هذا السيل الهادر.

26 بهمن /1361 / 1 جمادي الاولي / 304 1 هـ

روح اللّه الموسوي الخميني

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)