• عدد المراجعات :
  • 1472
  • 5/18/2009
  • تاريخ :

الحرية عين العبودية

الحریة

الحرية و العبودية من منظور الشرع و الوضع

العبودية السلبية من منظور الشرع والوضع

 

فنحن أمام مفردة ، تتوزع معانيها على العبودية لله، و العبودية لشهوات النفس ، وا لعبودية للطاغوت، و العبودية لكل من ، أو ما يتم الخضوع ، و الإنقياد إليه أو طاعته ، حتى لو كان المطاع ، صنما من تمر يؤكل عند المجاعة، أو من خشب يستعمل حطبا عند البرد القارص ، أو دجال يغري الناس بقراءة الطالع و المستقبل عن بعد ، عندما تجف النفوس عن تلمس برد الحقيقة و الطمأنينة!

و كما ، إن الحرية أصيلة في كينونة الإنسان ، فان الأصل في الإنسان العبودية ، ولكن العبودية للخالق ،

 لان: " الأصل في الإنسان الحرية في قبال الإنسان الآخر ، بجميع أقسام الحرية ، إذ لا وجه لتسلط إنسان على آخر ، و هو مثله ، كما إن الأصل في الإنسان العبودية لله سبحانه ، فانه هو الذي خلقه و كل أموره بيده، لا تصرفا فقط ، بل بقاءاً أيضا ، حيث إن الإنسان باق بإرادة الله تعالى ، فان اقل لحظة صرف الله لطفه عن الإنسان يلحقه بالعدم ، و قد مثل الحكماء لذلك – و الأمثال تضرب يقرب من جهة ، و يبعد من جهة - بالصورة الذهنية ، فإنها موجودة في الذهن ، مادام اللاحظ يعيرها الانتباه ، فإذا صرف ذهنه عنها لم تكن شيئا ".

و هذا المعنى ، ربما اُخذ من حديث الإمام جعفر الصادق (ع) الذي جاء فيه: " التشهد ثناء على الله ، فكن عبدا له بالسر خاضعا له بالفعل ، كما انك عبد له بالقول و الدعوى، وصل صدق لسانك بصفاء صدق سرك ، فانه خلقك عبدا ، و أمرك أن تعبده بقلبك و لسانك و جوارحك ، و ان تحقق عبوديتك له ، و ربوبيته لك ، و تعلم أن نواصي الخلق بيده ، فليس لهم نفس ،  و لا لحظة إلا بقدرته و مشيته ، و هم عاجزون عن إتيان أقل شيء في مملكته ، إلا بإذنه و إرادته " ، قال الله عز وجل: ( و ربك يخلق ما يشاء ، و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عمّا يشركون) ، ( القصص:68 ) ، فكن له عبدا شاكرا بالقول و الدعوى ، وصل صدق لسانك بصفاء سرك فانه خلقك ، فعز و جل ، أن تكون إرادة و مشية لأحد ، إلا بسابق إرادته و مشيته ، فاستعمل العبودية في الرضا بحكمته  والعبادة في أداء أوامره " ، فالسنّة الإلهية كما يقول الطباطبائي (ت 1982م) في تفسير قوله تعالى في قصة نوح بن لمك بن متوشلخ بن إدريس (ع) ، (5824 ق.هـ -3322 ق.هـ): (إنه كان عبدا شكورا ) ، ( الإسراء:3 ) : "جرت على هدايتهم إلى طريق العبودية و سبيل التوحيد و أمكنهم من الوصول إلى ذلك باختيارهم".

و الحرية مفهوم مرادف لمفهوم العبادة المطلقة لله سبحانه و تعالى، ذلك إن معنى ، أن تكون عبدا لله ، هو أن تكون حرا إزاء غيره ، سواء كان هذا الغير حاكما أم غيره،

 من هنا وقف الصحابي ربعي بن عامر التميمي ( ولي مقاطعة طخارستان و عاصمتها بلخ العام 31هـ ) في مجلس قائد الفرس ، رستم ، في معركة القادسية العام 15هجري ة، قائلا له: " الله ابتعثنا ، و الله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، و من ضيق الدنيا إلى سعتها ، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام "، و يذهب الميلاد ، و هو باحث سعودي إلى أن: " العلاقة بين العبودية لله سبحانه و تعالى و الحرية، علاقة جوهرية ، فالعبودية إلى الله ، ترشد الحرية و تصوبها، و تحميها بإرادة صلبة ، هي الخشية من الله ، و لا خشية من الناس، و تطهر الإنسان من الأغلال و الشهوات و الأهواء كافة "، و لهذا يرى التسخيري: " إن الإسلام يعتقد ، إن أي خروج عن طاعة الله يعني – أول ما يعني- القضاء على الكرامة الإنسانية ، و الفسق عن السبيل المعد للوصول إلى الهدف ، أي يعني القضاء على الحرية الإنسانية نفسها ".

د. نضير الخزرجي


ذاتية الحرية

حرية الضمير والعقيدة الدينية

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)