• عدد المراجعات :
  • 4714
  • 4/27/2009
  • تاريخ :

الشاعر محمد مجذوب السوري و قصيدته في مقام الامام علي عليه السلام 

الامام علي

كان معاويه في حياته ، يسكن في قصر فخم ، و الان قبره خلف اسوار من حديد صديء ؛

قبر معاوية

و اذا اردنا توصيف الحال ، نذكر هذا الموقف من الشاعر محمد مجذوب السوري ،

عندما تأسست المملكة العراقية في الربع الاول من القرن العشرين ، قامت الحكومة العراقية حينها باستضافة الشخصيات العربية من فقهاء و ادباء لتعريفهم بالمملكة ، و كان من بينهم الشاعر محمد مجذوب السوري ، و عندما زار الوفد النجف الاشرف ، و شاهد الشاعر مقام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، تعجب مما رأى من بنيان شامخ مهيب ، و الزوار يحيطون بالقبر الشريف ، فقرر بعد عودته الى سوريا ، ان يزور قبر معاوية بن ابي سفيان ، فرأى العجب العجاب ، و كانت النتيجة هذه القصيدة . و قد نشرت في الطبعة الاولى من ديوانه ، ولكن عملت دولارات البترول سحرها ، و ضغوطات الدول فعلها ، مما ادى الى اختفاء القصيدة من الطبعات اللاحقة . و اليكم القصيدة :

 

أين القصور أبا يزيد ولهوها
والصافنات وزهوها والسؤددُ
اين الدهاء نحرت عزته على
أعتاب دنـــيا زهوهــــا لا ينفدُ
آثرت فانيها على الــحق الذي
هو لو علمت على الزمان مخلدُ
تلك البهارج قد مضت لسبيلها
وبقيت وحــــدك عبرة تتجــــددُ
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه
لأسال مدمعك المصير الأسودُ
كتل من الترب المهين بخربــــةٍ
سكـــر الذباب بها فراح يعربدُ
خفيت معالمـــــها على زوارهــا
فكـــأنها في مجهــل لا يقصــدُ
والقبة الشمــــاء نكـــس طرفهــا
 فبكــــل جزء للــــفناء بهـــا يدُ
تهمي السحائب من خلال شقوقها
والريح فـــي جنـــباتها تــترددُ
وكذا المصلى مظـــــلم فكــــــأنه
مــــذ كان لم يجـــتز به متعـــبدُ
أأبا يزيد وتلك حكـــــمة خالق
تــــجلى على قلب الحكيم فيرشدُ
أرأيت عاقبة الجــــــموح ونزوة
أودى بـــلبك غّــــيها الترصــــدُ
تعدوا بها ظلما على من حــــــبه
ديــــن وبغضتــه الشقاء السرمدُ
ورثت شمائـــــله بـــــراءة أحمد
فـــيكاد من بريــــده يشرق احمدُ
وغلــــوت حتى قد جعلت زمامها
ارثــــا لكــــــل مـــدمم لا يحمدُ
هتك المحــــارم واستباح خدورها
ومضى بـــغير هــــواه لا يتقيدُ
فأعادها بعد الــــهدى عصــــــبية
جــــهلاء تـــلتهم النفوس وتفسدُ
فكأنـــما الأســـلام ســــلعة تــاجر
وكــــــأن أمــــته لآلــــك أعـــبدُ
فاســــأل مرابض كربلاء ويثرب
عن تــــلكم الــــنار التي لا تخمدُ
أرسلت مارجـــــها فـــــماج بحره
أمـــــس الجـــدود ولن يجّنبها غدُ
والزاكـــيات من الدمــــــاء يريقها
بــــــاغ على حرم الــــنبوة مفسدُ
والطاهرات فديــــــتهن حواســـرا
تـــنــثال من عـــبراتهن الأكـــبدُ
والطــــيـبـيـن من الصغار كـــأنهم
بـــيض الزنابق ذيد عنها الموردُ
تشـــــكو الظــــــما والظــــــالمون أصمهم
حقد أناخ على الجوانح موقدُ
والذائــــــدين تبعـــثرت اشـــلاؤهم
بــــــدوا فثمة معصــــــم وهنا يدُ
تطأ السنابـــــــك بالظــــــغاة أديمها
مثــــل الكتاب مشى عليه الملحدُ
فعلــــــى الرمــال من الأباة مضرج
وعلى النــــياق من الهداة مصفدُ
وعلى الرماح بقّـــــية من عابـــــــد
كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ
ان يجهــــــش الأثــماء موضع قدره
فـــلقــد دراه الراكـــــعون السّجدُ
أأبا يزيد وســـــــــاء ذلك عـــــــثرة
ماذا أقول وباب سمعــــك موصدُ
قم وارمق النجف الشريــــف بنظرة
يرتد طرفك وهو بـــــــــاك أرمدُ
تلك العظــــــــام أعز ربك قــــدرها
فتـــــكاد لولا خــــــوف ربك تعبدُ
ابدا تباركــــــــها الوفــــــود يحثــها
من كــــــــل حدب شوقها المتوقدُ
نازعـــــتها الدنـــيا فـــفزت بوردها
ثم انقــــضى كالحــــلم ذاك الموردُ
وسعت الى الأخــــــرى فخلد ذكرها
في الخالديــــن وعطف ربك أخلدُ
أأبا يزيد لتـــــلك آهــــــــــــة موجع
أفــــــــــضى اليك بها فؤاد مُقصدُ
أنا لســـــــــت بالقالي ولا أنا شـامت
قـــــــلب الكريم عن الشتامة أبعدُ
هي مـــــــــــهجة حرى اذاب شفافها
حــــــزن على الاسلام لم يك يهمدُ
ذكرتـــــــــــــها الماضي فهاج دفينها
شمل لشعب المصــــــــطفى متبددُ
فبعـــثته عتـــــبا وان يـــــك قاســـيا
هــــــــو في ضلــوعي زفرة يترددُ
لم اســـــتطع صـــــبرا على غلوائها
أي الضلـــــوع على اللضى تتجلدُ

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)