• عدد المراجعات :
  • 2193
  • 4/25/2009
  • تاريخ :

الشهيد مطهري 

(الدراسة) 

مطهري

          بدأ الشهيد مطهري دراسة العلوم الدينية في سن العاشرة.

 و في عام 1312هـ ش ‏، توجّه إلى مشهد لإكمال دروسه الدينية. و بعد عامين أقدم رضا خان على إغلاق ‏المدارس الدينية، فعاد الشهيد إلى مسقط رأسه ، و واصل دراسته الحرّة لمدة سنتين. ‏ينقل عنه أنه كان يقول: "إن كل ما لدي من مطالعات تاريخية، تعود إلى السنتين ‏، اللتين رجعت فيهما من مشهد إلى فريمان". ‏

و قد بدأ الشهيد بالبحث والدقة منذ الأيام الأولى لتلقّيه العلوم الدينية، و ذلك بغية ‏الحصول على إجابات واضحة و وافية حول موضوع (معرفة الله). ‏

رغم وجود العلماء الكبار في الحوزة العلمية بمشهد، إلا أن صيت قم قد ذاع في ‏الآفاق، مما جعل الشهيد مطهري يهاجر إليها، هذا في وقت كانت قد بلغت فيه ‏محاربة رضا خان للحوزات العلمية أوجها، و العلماء معرّضون لأشد الضغوط. ‏و من جانب آخر ، كان أقارب و أصدقاء الشهيد ، يعارضون ذهابه إلى الحوزة العلمية ‏بقم. ‏

درس الشهيد مطهري كفاية الأصول لدى آية الله السيد محمد داماد ، و البحث ‏الخارج لدى الآيات العظام: الخوانساري، الحجة و الصدر، ثم استفاد من دروس ‏الإمام الخميني قدس سره، و كان يعتبر الدراسة على يد الإمام الخميني قدس سره ‏اثنا عشر عاماً ـ و الذي تعدّت علاقته بالإمام حدود علاقة التلميذ بالأستاذ ، حيث ‏كان الإمام يزوره في غرفته في المدرسة الدينية ـ ذي تأثير كبير على تبلور ‏شخصيته. ‏

كما

أن لتتلمذ الأستاذ مطهري عند العلامة الطباطبائي دور كبير في بلورة ‏شخصيته العلمية و الروحية. و رغم أن مدة دراسة الأستاذ الرسمية لدى العلامة ، ‏كانت في حدود الثلاث سنوات، إلاّ أن علاقته بالمرحوم العلامة ، كانت مستمرة ‏حتى استشهاده،

و كان يستفيد منه حتى نهاية حياته. و عبارة "سماحة أستاذنا الأكرم ‏العلامة الطباطبائي" لدليل على ما يكنّه الشهيد من احترام للعلامة. ‏

مطهري

كان المرحوم مطهري ، مجتهداً و صاحب رأي في العلوم الإسلامية ، من قبيلالتفسير ‏و الفقه و أصول الفقه و أصول الدين و الفلسفة الشرقية ، خصوصاً أنه لمس بدقة ‏مسائل فلسفة صدر المتألهين الشيرازي ، وكانت تأليفاته دقيقة و ناضجة و مفيدة ‏و قيمة جداً لجيل الشباب الباحثين. ‏

 وكان للمرحوم دور مؤثر في التعريف بالإسلام الأصيل و في الكفاح بزعامة الإمام ‏الخميني، و كان ضمن العلماء الأعلام و المثقفين الذين اعتقلوا في الخامس عشر من ‏خرداد.

و كان دائماً من أنصار الثورة الأوفياء، و كان من خصوصياته أن أجواء ‏طهران المتلاطمة لم تلوثه، و بقي على خلوصه و صفائه و بساطته و أخلاقه ‏و معنويته، ويالها من فضيلة عظيمة ، أن لا تؤثر الأجواء سلباً على الانسان، بل ‏يترك آثاراً ايجابية في المحيط الذي يعيشه. كما أن من خصوصيات المرحوم ، هي ‏الالتزام و العلاقة المفرطة للذكر و الدعاء و التهجد. ‏

هذا المرحوم قد نال فيض الشهادة العظيم، فهنيئاً له ، و حشره الله تعالى مع الشهداء ‏و الصالحين ، والهم الله أولاده و أهل بيته الصبر و الأجر بجاه محمد و آله. ‏

فالإمام قد بدأ تدريس خارج الفقه و الأصول في إطار خاص ، بطلب من الشهيد ‏و أحد تلامذته الآخرين، فعندما كان المرحوم آية الله البروجردي ، يدرّس خارج الفقه ‏و الأصول، طلب الشهيد مطهري من الإمام ، أن يدرّس خارج الأصول له مع جمع ‏من التلامذة. ‏

مطهري

و إضافة إلى درس خارج الأصول، درس الشهيد شرح المنظومة لملا هادي ‏السبزواري ، و جزءً من الأسفار لدى الإمام الخميني قدس سره، و كان يتمتع بذكاء ‏وافر و استعداد قوي و جهد مضاعف ، بحيث تخطى المدارج العلمية بسرعة، و نال ‏الاجتهاد في العلوم النقلية و العقلية. ‏

و معمول في الحوزات العلمية منذ القدم ، أن يبدأ الطالب إضافة إلى دراسته للدروس ‏العليا، بتدريس العلوم الحوزوية، عاملاً بالحديث الشريف "زكاة العلم نشره". ‏والشهيد مطهري لم يشذ من هذه القاعدة، فبدأ بالتدريس في الحوزة إلى أن نال ‏لقب (الأستاذ) في الحوزة العلمية، و أصبح من الأساتذة المعروفين فيها. ‏

كان الشهيد مطهري منسجماً مع منظمة "فدائيان اسلام" و مع أفكارهم. و قد سمعت ‏الشهيد نواب مرّات، يذكر الشيخ مطهري باحترام، و يسأل عنه. ‏

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)