مواقف العلامة اقبال لاهوري
• محاربة التصوف الإنسحابي
• موقفه من الوطنية
• موقفه من حركة أتاتورك
• محاربة التصوف الإنسحابي
رأى إقبال ، أن الصوفية الهندية الحالمة ، و الصوفية الإسلامية المتواكلة ، قد كان من أثرهما في المسلمين ، نشر اليأس و الاستسلام، و الهروب من الدنيا، و القعود عن العمل و الإقدام،
فنهض إقبال المصلح لمحاربة الفلسفة الصوفية الهندية الحالمة ، و الصوفية الإسلامية المتواكلة ، التي ترادف الضعف و الفناء، و عارضها بفلسفة جديدة ، تبشر بالقوة و التفاؤل و النماء، أو ما أطلق عليها بتقدير الذات.
و الشخصية عند إقبال حالة فريدة من التجلد و الجهد أمام المكاره، و لما كانت بهذا ، هي أثمن ما يحققه الإنسان، فقد وجب عليه ، أن يدأب علي الصمود للأحداث و ركوب الأخطاء، و تجنب مزالق التواكل و الاسترخاء، و كل ما يجعلنا نمضي إلى السعي و ضبط النفس و مغالبة العوائق و الصعاب ، إنما ييسر لنا الانخراط في سلك الحياة الخالدة.
الحياة حركة دائمة، جوهرها استمرار خلق الرغبات و المثل العليا، و أكبر عقبة تعترض طريق الحياة ، هي المادة و الطبيعة، ومع ذلك فالمادة ليست شرًا، وإنما هي وسيلة لإبراز ما في الحياة من قوىً كامنة،
و تصل الذات إلى التحرر ، و الانطلاق بإزالة جميع العوائق التي تعترض سبيلها، و هي تصل إلى حرية أتم ، و أكمل إذا اقتربت من الفرد الأعلى ، الذي هو مبرأٌ من كل قيْد ، و هو الله سبحانه وتعالى.
• موقفه من الوطنية
جاهر إقبال برأيه في الوطنية ، و أعلن أنها دخيلة على مبادئ الإسلام ، إذ أن الإسلام كله وطن، و أن الهندي أخ المغربي و الفارسي و العربي و الإفريقي و الأوربي ، إذ جمعتهم عقيدة واحدة ، و هي عقيدة الدين ، فهي أقوى العقائد، و لن يقوم مقامها ما يصطنعه الناس من حدود جغرافية ، تسيطر عليها الجبال و الصحاري و الأنهار أو تفرضها السياسة الغاشمة فرضًا، وي وضح موقفه القاطع من الوطنية بقوله:«
أنا لا أقبل الوطنية كما تعرفها أوربا، و ليس إنكاري إياها خوفًا من أن تضر بمضالح المسلمين في الهند، ولكني أنكرها لأني أرى فيها بذور المادية الملحدة،
و هي عندي أعظم خطرًا على الإنسانية في عصرنا، لا ريب أن الوطنية لها مكانها و أثرها في حياة الإنسان الأخلاقية ، ولكن العبرة بإيمان الإنسان و ثقافته و سننه التاريخية، هذه في رأيي الأشياء التي ، تستحق أن يعيش لها الإنسان ، و يموت من أجلها، لا بقعة الأرض ، التي اتصلت بها روح الإنسان اتفاقًا».
• موقفه من حركة أتاتورك
انتقد إقبال حركة كمال أتوتورك في تركيا الحديثة ، التي أدارت ظهرها للإسلام، و انسلخت تمامًا منه، و من كل ما يتصل به، فألغت الخلافة و منصب شيخ الإسلام، و الحروف العربية ، التي كانت تكتب بها اللغة التركية، و عطلت المدارس الإسلامية، و عدَّ إقبال هذه الحركة نوعًا من التجدد القائم على رفض القديم برمته، و الأخذ بكل جديد دون وعي، و
العلامة وصف أتاتورك ، بأنه محروم من الإبداع و الابتكار و أنه مقلد فحسب ،
وقد عبر عن ذلك بقوله: "إن زعيم تركيا ، لا يملك أغنية جديدة، و إنما هي أغان مرددة معادة ، تتغنى بها أوربا من زمان، إن الجديد عنده هو القديم الأوربي ، الذي أكل عليه الدهر و شرب، ليس في صدره نفس جديد، و ليس في ضميره عالم حديث، فاضطر إلى أن يتجاوب مع العالم الأوربي المعاصر.. إنه لم يستطع ، أن يقاوم وهج العالم الحديث، فذاب مثل الشمعة ، و فقد شخصيته".