الشاعر السيد أحمد العطار ( رحمه الله )
( ت ـ 1215 هـ )
اسمه ونسبه :
السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسيني البغدادي ، الشهير بـ( السيد أحمد العطار ) .
ولادته :
كان حيّاً سنة ( 1145 هـ ) .
دراسته وأساتذته :
هاجر من بغداد إلى مدينة النجف الأشرف ، وعمره عشر سنوات ، فدرس العلوم العربية وغيرها حتّى برع فيها ، ثم قرأ الفقه والأصول على مشاهير ذلك العصر ، ذكر منهم ما يلي :
1 - السيد مهدي بحر العلوم .
2 - الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
3 – يقال أنه درس عند الشيخ الوحيد البهبهاني .
مكانته العلمية :
كان السيد العطار فاضلاً ، فقيهاً ، أصولياً ، رجالياً ، محدِّثاً ، زاهداً ، ناسكاً ، صاحب كرامات ، أديباً ، شاعراً ، علَماً من أعلام عصره ، وكانت له خزانة كتب فيها نفائس الكتب .
شعره :
للسيد أحمد العطار ديوان شعر في نحو خمسة آلاف بيت ، توجد نسخته في خزائن كتب مدينة النجف الأشرف ، وله شعر كثير في رثاء الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، وبالأخص سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
مؤلفاته : ذكر منها ما يلي :
1 - التحقيق في الفقه .
2 - التحقيق في أصول الفقه .
3 - رياض الجنان في أعمال شهر رمضان .
4 - منظومة في الرجال .
5 - الرائق من أشعار المتقدمين والمتأخرين .
6 - ديوان شعره .
وفاته :
توفّي الشاعر العطار ( رحمه الله ) عام 1215 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودُفن في صحن الإمام علي ( عليه السلام ) .
الشاعر السيد أحمد العطار
ينظم في الإمام الحسين ( عليه السلام )
أيّ طَرفٍ مِنَّـا يَبيـتُ قَريـراً |
لَـم تُفجَّـر أنهـارُه تفجيـرا |
أيّ قَلبٍ يستر مِن بَعـد مَن كَانَ |
لِقلبِ الهادي النَّبـي سُـرورا |
آه وا حسرتاً عليه وقـد أُخْرِجَ |
عَـن دارِ جَـدِّه مَقهُــورا |
كاتَبوه فَجاءهم يَقطَـع البَيْـدَاء |
يَطـوي سُـهولَها والوعُورا |
أخلَفوه ما عَاهَـدُوا اللهَ مِن قَبلٍ |
وجاءوا إذ ذاك ظُلماً وزَوْرا |
أخلَفُوا الوعْدَ أبدَلـوا الوِدَّ خَانُوا |
العَهْدَ جاروا عتوّاً عتوّاً كَبيرا |
فأتاهُــم مُحــذِّراً ونَذيـراً |
فأبَـى الظَّالمـون إلا كُفُورا |
وأصرّوا واستكبروا ونَسوا يَوماً |
عَبُوساً على الوَرَى قَمْطَرِيرا |
لستُ أنسـى إذ قَام فِي صَحبِه |
يَنْثُرُ مِن فِيه لُؤلـؤاً مَنثُورا |
قائِلاً ليـس للعِدَى بُغيةً غَيري |
ولا بُــدَّ أن أردي غَفيـرا |
اِذهبوا فَالدُّجَى سَتيرٌ وما الوَقت |
هَجيراً ولا السَّـبِيل خَطيرا |
فأجابـوهُ حَـاشَ للهِ بَل نَفْدِيكَ |
والمـوتُ فيـكَ ليس كَثيرا |
لا سَلِمْنا إذن إذا نحن أسْلَمْناكَ |
وِتْراً بيـن العِدى مَوتُـورا |
أَنُخَلِّيكَ فـي العـدوِّ وحيـداً |
ونولِّي الأدبار عَنكَ نُفُـورا |
لا أرانَا الإلـه ذلكَ واختَارُوا |
بِدَار البقـاءِ مُلكـاً كَبيـرا |
الشاعر السيد أحمد العطار
ينظم في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
مَا هاجَ حُزني بعـدَ الدار والوَطـنِ |
ولا الوُقـوفُ على الآثـارِ والدمنِ |
ولا تذكَّـر جِيــران بِـذِي سـلمٍ |
ولا سَرَى طَيفُ مَن أهوى فَفَارقَني |
ولم أُرِقْ في الهَـوى دمعـاً علـى |
طَلَلٍ بالٍ ولا مربع خالٍ ولا سَكَنِ |
نَعْم بُكائي لِمَن أبكى السـماءَ فَـلا |
تزالُ تَنهلّ مِنهـا أدمـعَ المُـزُنِ |
كأنَّنـي بِحسـينٍ يسـتغيثُ فَـلا |
يُغاثُ إلاَّ بِوَقْعِ البِيـضِ واللُّـدَنِ |
وذِمَّةً لِرُعاة الحـقِّ ما رُعِيَـتْ |
وحُرمةً لِرسـولِ الله لَـمْ تُصَـنِ |
أعظِمْ بِها مِحنـةً جَلَّت رزيَّتُهـا |
يُرى لديها حقيراً أعظـمُ المِحَـنِ |
يا بابَ حِطَّة يا سُـفنَ النَّجاةِ ويا |
كنزَ العفاة ويا كَهفـي ومرتَكَنـي |
يا عِصمة الجارِ يا مَـن ليس لي |
أمَلٌ إلاَّ ولاه إذا أُدرِجتُ في كَفَني |
هل نظرةً منكَ عين الله تلحظني |
بها وهَل عَطفَة لي منـك تُدرِكُني |
إن لم تكن آخِذاً من ورطَتي بِيَدي |
ومُنجِدِي في غدي يا سَـيِّدي فَمَنِ |
وكيف تبرأُ منِّي في المَعاد وقـد |
مَحضتُ وِدَّك في سِرِّي وفي عَلَني |
أمْ كيفَ يُعرَض يوم العَرض عنّي |
من بغير دِينٍ هـواه القلب لم يدنِ |
وهل يُضـام مَعـاذَ الله أحمدُكم |
ما هَكذا الظنُّ فيكـم يا ذَوي المِنَنِ |
إليكـم سـادَتي حَسـناء فائقـة |
في حُسنِ بَهجتها مِن سـيِّدٍ حَسَني |
عليكمُ صَـلوات الله ما ضَحِكَتْ |
حديقةٌ لِبُكـاء العـارض الهتـنِ |
الشاعر السيد أحمد العطار
هِيَ سـامرّاء قَـد فَـاحَ شَـذَاها |
وتراءى نُـور أعـلامِ هُداهَا |
يَا لَهــا مــن بَلــدةٍ طَيِّبـةٍ |
تُربُها مِسْـكٌ ويَاقوتٌ حَصَاهَا |
حَضـرة قَد أشـرَقتْ أنــوارُها |
بِمصابِيح الهُدَى من آلِ طَاهَا |
حضرة تهـوى سَـماوَات العُلَـى |
أنَّها تَصلُح أرْضـاً لِسَـمَاهَا |
فاســتلِمْ أعتَابَهَــا مســتعبِراً |
باكِياً مسـتنشِقاً طِيـبَ ثَرَاهَا |
لائـذاً بالعسـكريَّيْـنِ التقيَّيْــنِ |
أوفى الخَلـقِ عنـدَ اللهِ جَاهَا |
واســتجِرْ بالقائـمْ الذائـدِ عـن |
حوزةِ الإسلامِ والحَامِي حِمَاهَا |
حُجَّـة الله الـذي قَــوَّم مِــن |
قَنَوَات الدِّيـن مِن بعد التِوَاهَا |
قُطْـبُ آلِ الله بـل قُطْـبُ رَحَى |
سائِرِ الأكوان بل قُطْبُ سَمَاهَا |
ذو النّهى رَبّ الحِجَى كَهفُ الوَرَى |
بَدْر أفلاكِ العُلَى شَمسُ هُداهَا |
عِصمَة الدين مَلاذُ الشـيعة الغُـرّ |
منجـى هلكهـا فُلك نَجَاهَـا |
منقذُ الفرقة مـن أيـدي العِـدَى |
ُطلِـق الأمَّةَ من أسْرِ عِناهَا |
مُدرِك الأوتـارِ سَـاقي واتـري |
عترةَ المختار كَاسَـات رداهَا |
يا ولـيَّ اللهِ هـل مِـن رَجعَـةٍ |
شرقُ الأرضَ بأنـوارِ سَنَاهَا |
ويعـودُ الديـنُ دينــاً واحـداً |
لا يُرى فيه التِباسـاً واشتباهَا |
ليتَ شِـعري أوَلَـم يَـأنِ لِمَـا |
َحنُ فيه مِن أسَـى أن يَتَناهَى |