• عدد المراجعات :
  • 2055
  • 12/16/2008
  • تاريخ :

التمثيل الاَربعون :لقمان الحکيم
دريا

( وَما يَسْتَوي البَحْران هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمن كُلّ تَأْكُلُون لَحْماً طَريّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِليةً تَلْبَسُونَها وَتَرى الفُلكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ). (1)

تفسير الآية

"الفرات": الماء العذب، يقال للواحد والجمع ، قال سبحانه: ( وأَسْقَيناكُمْ ماءً فُراتاً )، وعلى هذا يكون عذب قيداً توضيحياً.

"الاَُجاج" : هو شديد الملوحة والحرارة من قولهم أجيج النار.

"مواخر" من مخر، يقال مخرت السفينة مخراً، إذا شقت الماء بجوَجئها مستقبلة له.

فالآية بصدد ضرب المثل في حقّ الكفر والاِيمان، أو الكافر والموَمن.

وحاصل التمثيل: انّ الاِيمان والكفر متمايزان لا يختلط أحدهما بالآخر، كما أنّ الماء العذب الفرات لا يختلط بالملح الاَُجاج.

وفي الوقت نفسه لا يتساويان في الحسن والنفع ، قال سبحانه: ( وَما يَسْتَوى البَحْران هذا عَذبٌ فُراتٌ سائِغٌ شرابهُ وَهذا مِلحٌ أُجاج ) بل انّ الكافر أسوأ

حالاً من البحر الاَُجاج الذي يشاطر البحر الفرات في أمرين:

أ: يستخرج من كلّ منهما لحماً طرياً يأكله الاِنسان، كما قال سبحانه: ( وَمن كلٍّ تأكُلون لَحماً طَرياً ).

ب: يستخرج من كلّ منهما اللآليَ التي تخرج من البحر بالغوص وتلبسونها وتتزينون بها.

إلى هنا تمَّ التمثيل، ثمّ إنّه سبحانه شرع لبيان نعمه التي نزلت لاَجلها السورة، وقال:

( وَتَرى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله لعلّكم تشكرون )، والدليل على أنّه ليس جزء المثل تغير لحن الكلام، حيث إنّ المثل ابتدأ بصيغة الماضي، و قال: ( وَما يستوى البحران ) ولكن ذيله جاء بصيغة المخاطب ( وترى الفلك ) وهذا دليل على أنّه ليس جزء المثل.

مضافاً إلى أنّ مضمون الجملة جاء في سورة النحل، وقال: ( وَهُوَ الّذي سَخَّرَ البَحْرَ لتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ). (2)

وبذلك يظهر انّ وزان الآية، وزان قوله سبحانه: ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوُبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهى كَالحِجارة أَو أَشَدُّ قَسوةً وانّ مِنَ الحِجارةِ لَمَا يَتفجّرُ مِنْهُ الاََنْهارُ وَإنّ مِنْها لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنهُ الماءُ وإِنّ مِنْها لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَما اللهُ بِغافلٍ عَمّا تعْمَلُون ). (3)

فكما أنّ الحجارة ألين من قلوبهم، فهكذا الملح الاَُجاج أفضل من الكافر ، حيث إنّه يفيد.

____________

1 ـ فاطر:12.

2ـ النحل:14.

3ـ البقرة: 74.


التمثيل التاسع والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الثامن والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل السابع والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل السادس والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الخامس والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الرابع و الثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الثالث والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الثاني والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الواحد والثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل الثلاثون :لقمان الحکيم

التمثيل التاسع والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الثامن والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل السابع و العشرون :لقمان الحکيم

التمثيل السادس والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الخامس والعشرون :لقمان الحکيم

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)