• عدد المراجعات :
  • 1485
  • 11/16/2008
  • تاريخ :

علل الحجّ في كتب شيخ صدوق (2)
حج

أبواب علل الأحكام وغيرها

1 ـ باب علّة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس

1 ـ عن أبي بصير ـ ليث المراديّ ـ ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، قال : لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة(1) .(2)

2 ـ باب علّة وضع البيت

1 ـ عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : لو عطّل الناس الحجّ لوجب على الإمام أن يجبرهم على الحجّ(3) إن شاءوا وإن أبوا ; لأنّ هذا البيت إنّما وضع للحجّ(4) .

3 ـ باب علّة وضع البيت وسط الأرض

1 ـ عن محمد بن سنان : أنّ أبا الحسن الرضا(عليه السلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علّة وضع البيت وسط الأرض; لأنّه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض ، وكلّ ريح تهبّ في الدنيا فإنّها تخرج من تحت الركن الشامي ، وهي أوّل بقعة وضعت في الأرض; لأنّها الوسط ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب(5)سواء(6) .

4 ـ باب علّة ما كان ينبغي أن يوضع لدور مكّة أبواب

1 ـ عن عبيدالله بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سألته عن قول الله تعالى : } سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ{(7) .

فقال : لم يكن ينبغي أن يُصنع على دور مكّة أبواب ; لأنّ للحاجّ أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتّى يقضوا مناسكهم ، وإنّ أوّل من جعل لدور مكّة أبواباً معاوية(8) .

2 ـ عن حفص بن البختريّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : ليس ينبغي لأهل مكّة أن يجعلوا على دورهم أبواباً ، وذلك أنّ الحاجّ ينزلون معهم في ساحة الدارحتّى يقضوا حجّهم(9) .

5 ـ باب علّة وجوب الحجّ ، والطواف بالبيت ، وجميع المناسك(10)

1 ـ عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أراد أن يتوب على آدم(عليه السلام) أرسل جبرئيل ، فقال له : السلام عليك يا آدم ، الصابر على بليّته ، التائب عن خطيئته ، إنّ الله تبارك وتعالى بعثني إليك لاُعلّمك المناسك التي يريد أن يتوب عليك بها ، وأخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتّى أتى البيت ، فنزلت عليه غمامة من السماء ، فقال له جبرئيل : خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام .

ثمّ انطلق به حتّى أتى به منى فأراه موضع مسجد منى ، فخطّه وخطّ المسجد الحرام بعدما خطّ مكان البيت .

ثمّ انطلق به إلى عرفات فأقامه على العرفة وقال له : إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم ، ولذلك سمّي العرفة; لأنّ آدم(عليه السلام)اعترف عليه بذنبه ، فجعل ذلك سنّة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم ، ويسألون الله عزّوجلّ التوبة كما سألها أبوهم آدم(عليه السلام)(11) .

ثمّ أمره جبرئيل(عليه السلام) فأفاض من عرفات ، فمرّ على الجبال السبعة ، فأمره أن يكبّر على كلّ جبل أربع تكبيرات ، ففعل ذلك آدم .

ثمّ انتهى به إلى جمع ثلث الليل فجمع فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء الآخرة ، فلذلك سمّي جمعاً ; لأنّ آدم جمع فيها بين صلاتين ، فوقت العتمة في تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع(12) .

ثمّ أمره أن يتبطّح في بطحاء جمع ، فانبطح حتى انفجر الصبح .

ثمّ أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع ، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرّات ، ويسأل الله تعالى التوبة والمغفرة سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل وإنّما جعل اعترافين ليكون سنّة في ولده ، فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعاً فقد وفى بحجّة ، فأفاض آدم من جمع إلى منى فبلغ منى ضحًى ، فأمره أن يصلّي ركعتين في مسجد منى ، ثمّ أمره أن يقرّب إلى الله تعالى قرباناً ليتقبّل الله منه ويعلم أنّ الله قد تاب عليه ويكون سنّة في ولده القربان ، فقرّب آدم(عليه السلام) قرباناً فقبل الله منه

قربانه ، وأرسل الله عزّوجلّ ناراً من السماء فقبضت قربان آدم ، فقال له جبرئيل(عليه السلام) : إنّ الله تبارك وتعالى قد أحسن إليك إذ علّمك المناسك التي تاب

عليك بها وقبل قربانك ، فاحلق رأسك تواضعاً لله تعالى إذ قبل قربانك ، فحلق آدم رأسه تواضعاً لله تبارك وتعالى .

ثمّ أخذ جبرئيل(عليه السلام) بيد آدم (عليه السلام) فانطلق به إلى البيت ، فعرض له إبليس عند الجمرة العقبة ، فقال له : يا آدم ، أين تريد؟

قال جبرئيل : يا آدم : ارمه بسبع حصيّات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم(عليه السلام) كما أمره جبرئيل ، فذهب إبليس .

ثمّ أخذ جبرئيل بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة الاُولى فعرض له إبليس ، فقال له جبرئيل : ارمه بسبع حصيّات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة . ففعل آدم ذلك فذهب إبليس .

ثمّ عرض له عند الجمرة الثانية ، فقال له : يا آدم ، أين تريد؟ فقال جبرئيل : ارمه بسبع حصيّات وكبّر مع كلّ حصاة . ففعل ذلك آدم فذهب إبليس .

ثمّ عرض له عند الجمرة الثالثة ، فقال له : يا آدم ، أين تريد؟

فقال له جبرئيل(عليه السلام) : ارمه بسبع حصيّات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة . ففعل ذلك آدم فذهب إبليس .

ثمّ فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب إبليس ، فقال له جبرئيل : إنّك لن تراه بعد مقامك هذا أبداً .

ثمّ انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم(عليه السلام) ، فقال له جبرئيل : إنّ الله تبارك وتعالى قد غفر لك ، وقبل توبتك ، وحلّت لك زوجتك(13) .

2 ـ عن يحيى بن أبي العلاء الرازي أنّ رجلا دخل على أبي عبدالله(عليه السلام) ، فقال : جعلت فداك ، أخبرني عن قول الله تعالى : } ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ{(14) ، وأخبرني

عن قول الله عزّوجلّ لإبليس : } فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{(15) ، وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه؟

قال : فالتفت أبو عبدالله(عليه السلام) إليه وقال : ما سألني عن مسألتك أحد قطّ قبلك ، إنّ الله عزّوجلّ لمّا قال للملائكة : } إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً{ ضجّت الملائكة من ذلك وقالوا : ياربّ ، إن كنتَ لابدّ جاعلا في الأرض خليفة فاجعله منّا ممّن يعمل في خلقك بطاعتك ، فردّ عليهم : } إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{(16) ، فظنّت الملائكة أنّ ذلك سخط من الله تعالى عليهم ، فلاذوا بالعرش يطوفون به ، فأمر الله تعالى لهم ببيت من مرمر ، سقفه ياقوتة حمراء ، وأساطينه الزبرجد ، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم .

قال : آ«ويوم الوقت المعلومآ» يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الاُولى والثانية(17) .

وأمّا آ«نونآ» فكان نهراً في الجنّة أشدّ بياضاً من الثلج ، وأحلى من العسل ، قال الله تعالى له: كن مداداً، فكان مداداً ، ثمّ أخذ شجرة فغرسها بيده ، ثمّ قال : واليد القوّة وليس بحيث تذهب إليه المشبّهة(18) ، ثمّ قال لها : كوني قلماً ، ثمّ قال له :  اكتب .

فقال له : ياربّ ، وما أكتب؟

قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، ففعل ذلك ، ثمّ ختم عليه ، وقال : لا تنطقنّ إلى يوم الوقت المعلوم(19) .

3 ـ عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما(عليهما السلام) أنّه سئل عن ابتداء الطواف ، فقال : إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أراد خلق آدم(عليه السلام) قال للملائكة : } إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً{ فقال ملكان من الملائكة : } أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ{(20) ، فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عزّوجلّ ، وكان تبارك وتعالى نوره(21) ظاهراً للملائكة ، فلمّا وقعت الحجب بينه وبينهما علما أنّه قد سخط قولهما ، فقالا للملائكة : ما حيلتنا ، وما وجه توبتنا؟

فقالوا : ما كنّا نعرف لكما من التوبة إلاّ أن تلوذا بالعرش .

قال : فلاذا بالعرش حتّى أنزل الله تعالى توبتهما ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما ، وأحبّ الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة فخلق الله البيت في الأرض ، وجعل على العباد الطواف حوله ، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة(22) .

4 ـ عن الفضل(23) بن يونس ، قال : كان ابن أبي العوجاء(24) من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد ، فقيل له : تركتَ مذهب صاحبك ودخلتَ فيما لا أصل له ولا حقيقة .

فقال : إنّ صاحبي كان مخلطاً(25) ، كان يقول طوراً بالقدر ، وطوراً بالجبر ، وما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه .

قال : ودخل مكّة تمرّداً وإنكاراً على من يحجّ ، وكان يكره العلماء مساءلته إيّاهم ومجالسته لهم لخبث لسانه وفساد سريرته ، فأتى جعفر بن محمد(عليهما السلام) فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، ثمّ قال له : يا أبا عبدالله ، إنّ المجالس أمانات ، ولابدّ لكلّ من به سعال أن يسعل ، أفتأذن لي في الكلام؟

فقال أبو عبدالله(عليه السلام) : تكلّم بما شئت .

فقال : إلى كم تدوسون هذا البيدر(26) ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطُّوب والمدر(27) ، وتهرولون هرولة البعير إذا نفر ، إنّ من فكّر في الأمر قد علم أنّ هذا فعل أسّسه غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنّك رأس هذا الأمر وسنامه ، وأبوك أسّه ونظامه؟

فقال أبو عبدالله(عليه السلام) : إنّ من أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحقّ(28) فلم يستعذبه ، وصار الشيطان وليّه يورده مناهل الهلكة ثمّ لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله تعالى به خلقه; ليختبر به طاعتهم في إتيانه فحثّهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محلّ أنبيائه وقبلة للمصلّين له ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدّي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجتمع العظمة والجلال ، خلقه الله تعالى

قبل دحو الأرض بألفي عام ، وأحقّ من اُطيع فيما أمر ، وانتهي عمّا نهى عنه وزجر ،  الله المنشئ للأرواح والصور .

فقال ابن أبي العوجاء : ذكرت يا أبا عبدالله فأحلت على غائب .

فقال : ويلك وكيف يكون غائباً من هو في خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ، ويرى أشخاصهم ، ويعلم أسرارهم؟! وإنّما المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان وخلا منه مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه . فأمّا الله العظيم الشأن ، الملك الديّان ، فإنّه لا يخلو منه مكان ، ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان ، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة وأيّده بنصره ، واختاره لتبليغ رسالاته صدّقنا قوله بأنّ ربّه بعثه وكلّمه .

فقام عنه ابن أبي العوجاء فقال لأصحابه : من ألقاني في بحر هذا سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني إلى جمرة(29) .

قالوا : ما كنت في مجلسه إلاّ حقيراً .

قال : إنّه ابن من حلق رؤوس من ترون(30) .(31)

5 ـ عن محمد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : إنّ علّة الحجّ الوفادة إلى الله تعالى ، وطلب الزيادة ، والخروج من كلّ ما اقترف ، وليكون تائباً ممّا مضى ، مستأنفاً لما يستقبل ، وما فيه

من استخراج الأموال، وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذّات ، والتقرّب في العبادة إلى الله عزّوجلّ ، والخضوع والاستكانة والذلّ ، شاخصاً في الحرّ والبرد ، والأمن والخوف ، دائباً في ذلك دائماً وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع ، والرغبة والرهبة إلى الله سبحانه وتعالى ، ومنه ترك قساوة القلب ، وخساسة الأنفس ، ونسيان الذكر ، وانقطاع الرجاء والأمل ، وتجديد الحقوق ، وحظر الأنفس عن الفساد ، ومنفعة من في المشرق والمغرب ومَن في البرّ والبحر ، ممّن يحجّ وممّن لا يحجّ ، من تاجر وجالب وبائع ومشتري ، وكاسب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم .

وعلّة فرض الحجّ مرّة واحدة ; لأنّ الله تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم قوّة، فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحد، ثمّ رغّب أهل القوّة على قدر طاعتهم(32).(33)

6 ـ عن هشام بن الحكم ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) فقلت له : ما العلّة التي من أجلها كلّف الله العباد الحجّ والطواف بالبيت؟

فقال : إنّ الله تعالى خلق الخلق لا لعلّة ، إلاّ انّه شاء ففعل فخلقهم إلى وقت مؤجّل ، وأمرهم ونهاهم ما يكون من أمر الطاعة في الدين ، ومصلحتهم في أمر دنياهم ، فجعل فيه الاجتماع من المشرق والمغرب ليتعارفوا ، وليتربّح كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك المكاري والجمّال ، ولتعرف آثار رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتعرف أخباره ، ويذكر ولا ينسى ، ولو كان كلّ قوم إنّما يتّكلون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد ، وسقط الجَلَب(34) والأرباح ، وعميت الأخبار ، ولم تقفوا على ذلك ، فذلك علّة الحجّ(35) .

7 ـ عن محمد بن سنان أنّ الرضا(عليه السلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : علّة الطواف بالبيت أنّ الله تبارك وتعالى قال للملائكة : } إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ{(36) فردّوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب ، فعلموا أنّهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش فاستغفروا ، فأحبّ الله تعالى أن يتعبّد بمثل ذلك العباد ، فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش يسمّى الضراح ، ثمّ وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّى البيت المعمور بحذاء الضراح ، ثمّ وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور ، ثمّ أمر آدم(عليه السلام) فطاف به ، فتاب الله عليه ، وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة(37) .

8 ـ عن أبي حمزة الثمالي ، قال : دخلت على أبي جعفر(عليه السلام) وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون ، فقال : يا أبا حمزة ، بما

اُمروا  هؤلاء؟

قال : فلم أدر ما أردّ عليه .

قال : إنّما أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار ، ثمّ يأتونا فيعلمونا ولايتهم(38) .

9 ـ عن عبد الرحمان بن الحجّاج ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن رجل رمى صيداً في الحلّ وهو يؤمّ الحرم فيما بين البريد والمسجد فأصابه في الحلّ فمضى يرميه حتّى دخل الحرم ، فمات من رميه ، هل عليه جزاء؟

فقال : ليس عليه جزاء ، وإنّما مثل ذلك مثل رجل نصب شركاً في الحلّ إلى جانب الحرم ، فوقع فيه صيد فاضطرب حتّى دخل الحرم ، فمات فليس عليه جزاء ; لأنّه نصب وهو حلال ، ورمى حيث رمى وهو حلال ، فليس عليه فيما كان بعد ذلك شيء .

فقلت : هذا عند الناس القياس .

فقال(عليه السلام) : إنّما شبّهت لك شيئاً بشيء لتعرفه(39) .

10 ـ عن خلاّد ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) في رجل ذبح حمامة من حمام الحرم ، قال : عليه الفداء .

قال : فيأكله .

قال : لا .

قال : فيطرحه .

قال : إذن يكون عليه فداء آخر .

قال : فما يصنع به؟

قال : يدفنه(40) .

11 ـ عن معاوية بن وهب ، قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : مكّة والمدينة كسائر البلدان؟

قال : نعم .

قلت : قد روى عنك بعض أصحابنا أنّك قلت لهم : أتمّوا بالمدينة بخمس .

فقال : إنّ أصحابكم هؤلاء كانوا يقدمون فيخرجون من المسجد عند الصلاة فكرهت ذلك لهم فلذلك قلته(41) .

12 ـ عن معاوية ، قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : إنّ معي والدتي وهي وجعة .

فقال : قل لها فلتحرم من آخر الوقت ، فإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل المغرب الجحفة .

قال : فأحرمت من الجحفة(42) .

13 ـ قال إبراهيم الكرخيّ : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن رجل أحرم بحجّة في غير أشهر الحجّ من دون الوقت الذي وقّت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال : ليس إحرامه بشيء ، إن أحبّ أن يرجع إلى منزله فليرجع ولا أرى عليه شيئاً ، وإن أحبّ أن يمضي فليمض ، فإذا انتهى إلى الوقت فليحرم منه ويجعلها عمرة ، فإنّ ذلك أفضل عن رجوعه ; لأنّه أعلن الإحرام بالحجّ(43) .

14 ـ عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن المحرم يشدّ على بطنه المنطقة التي فيها نفقته ، قال : يستوثق منها ، فإنّها تمام الحجّة(44) .

15 ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر(عليه السلام) في المحرم يأتي أهله ناسياً قال : لا شيء عليه إنّما هو بمنزلة من أكل في شهر رمضان وهو ناس(45) .

6 ـ باب علّة جعل الطواف سبعة أشواط

1 ـ عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين(عليهما السلام) ، قال : قلت : لِمَ صار الطواف سبعة أشواط؟

قال(عليه السلام) : لأنّ الله تبارك وتعالى قال للملائكة : } إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً{ فردّوا على الله تبارك وتعالى وقالوا : } أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ{ قال الله : } إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{(46) وكان لا يحجبهم عن نوره ، فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام ، فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة ، فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة وجعله مثابة(47) وأمناً ، ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور ، فجعله مثابة للناس وأمناً ، فصار الطواف سبعة أشواط واجباً على العباد لكلّ ألف سنة شوطاً واحداً(48) .

2 ـ عن أبي خديجة ، قال : سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول : مرّ بأبي(عليه السلام) رجل وهو يطوف فضرب بيده على منكبه ، ثمّ قال : أسألك عن خصال ثلاث لا يعرفهنّ غيرك وغير رجل آخر(49) ، فسكت عنه حتى فرغ من طوافه ، ثمّ دخل الحجر فصلّى ركعتين وأنا معه ، فلمّا فرغ نادى : أين هذا السائل؟

فجاء وجلس بين يديه فقال له : سل ، فسأله عن } ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ{(50) فأجابه ، ثمّ قال : حدّثني عن الملائكة حين ردّوا على الربّ حيث غضب عليهم وكيف رضي عنهم .

فقال : إنّ الملائكة طافوا بالعرش سبع سنين(51) يدعونه ويستغفرونه ويسألونه أن يرضى عنهم فرضي عنهم بعد سبع سنين .

فقال : صدقت .

ثمّ قال : حدّثني عن رضا الربّ عن آدم .

فقال : إنّ آدم اُنزل فنزل في الهند ، وسأل ربّه تعالى هذا البيت فأمره أن يأتيه فيطوف به اُسبوعاً ويأتي منى وعرفات فيقضي مناسكه كلّها ، فجاء من الهند وكان موضع قدميه حيث يطأ عليه عمران ، وما بين القدم إلى القدم صحارى ليس فيها شيء ، ثمّ جاء إلى البيت فطاف اُسبوعاً وأتى مناسكه فقضاها كما أمره الله ، فقبل الله منه التوبة وغفر له .

قال : فجعل طواف آدم لمّا طافت الملائكة بالعرش سبع سنين(52) ، فقال جبرئيل : هنيئاً لك يا آدم ، قد غفر لك ، لقد طفتُ بهذا البيت قبلك بثلاثة آلاف سنة . فقال آدم : ياربّ ، اغفر لي ولذرّيّتي من بعدي .

فقال : نعم ، من آمن منهم بي وبرسلي .

فقال : صدقت ، ومضى .

فقال أبي(عليه السلام) : هذا جبرئيل أتاكم يعلّمكم معالم دينكم(53) .

7 ـ باب علّة الطواف حول الحجر

1 ـ عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّ إسماعيل دفن اُمّه في الحجر وجعله عليّاً ، وجعل عليها حائطاً لئلاّ يوطأ قبرها(54) .(55)

2 ـ عن معاوية بن عمّار ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن الحجر أمن البيت هو أو فيه شيء من البيت؟

فقال : لا ، ولا قلامة ظفر ، ولكنّ إسماعيل(عليه السلام) دفن اُمّه فيه فكره أن توطأ فحجّر عليه حجراً . وفيه قبور أنبياء(56) .

3 ـ وصار الناس يطوفون حول الحجر ولا يطوفون فيه ; لأنّ اُمّ إسماعيل دُفِنت في الحجر ، ففيه قبرها ، فطيف كذلك كيلا يوطأ قبرها(57) .

8 ـ باب علّة جعل العمرة واجبة على الناس بمنزلة الحجّ

1 ـ عن معاوية بن عمّار الدهنيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحجّ من استطاع ; لأنّ الله تعالى يقول : } وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِِ{(58)وإنّما نزلت العمرة بالمدينة ، وأفضل العمرة عمرة رجب(59) .

2 ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : إنّ العمرة واجبة بمنزلة الحجّ ; لأنّ الله يقول : } وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِِ{ هي واجبة مثل الحجّ ، ومن تمتّع أجزأته ، والعمرة في أشهر الحجّ متعة(60) .

9 ـ باب علّة جواز المسواك للمحرم

1 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : قلت : المحرم يستاك؟

قال : نعم .

قلت : فإن أدمى ، يستاك؟

قال : نعم ، هو من السنّة(61) .(62)

10 ـ باب علّة كراهية لبس الطَيلَسان(63) المزرّر للمحرم

1 ـ عن عبيدالله الحلبيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : وجدنا في كتاب جدّي(عليه السلام) : لا يلبس المحرم طيلساناً مزرّراً ، فذكرت ذلك لأبي ، فقال : إنّما فعل ذلك

كراهية أن يزرّه عليه الجاهل ، فأمّا الفقيه فإنّه لا بأس أن يلبسه(64) .

11 ـ باب علّة عدم استحباب الهدي إلى الكعبة ، وما يجب أن يعمل بما قد جعل هدياً للكعبة

1 ـ جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عليّ(عليهم السلام) ، قال : لو كان لي واديان

يسيلان ذهباً وفضّة ما أهديت إلى الكعبة شيئاً ; لأنّه يصير إلى الحجبة دون المساكين(65) .

2 ـ وإنّما لا يستحبّ الهدي إلى الكعبة; لأنّه يصير إلى الحجبة دون المساكين(66) .

3 ـ عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن(عليه السلام) ، قال : سألته عن رجل جعل ثمن جاريته هدياً للكعبة كيف يصنع بها؟

فقال : إنّ أبي(عليه السلام) أتاه رجل قد جعل جاريته هدياً للكعبة فقال له : قوِّم الجارية أو بعها ، ثمّ مر منادياً يقوم على الحجر فينادي : ألا من قصرت نفقته أو قطع به طريقه أو نفد طعامه ، فليأت فلان بن فلان ، ومره أن يعطي أوّلا فأوّلا حتّى ينفد ثمن الجارية(67) .

4 ـ عن حريز ، قال : أخبرني ياسين ، قال : سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول : إنّ قوماً أقبلوا من مصر ، فمات رجل فأوصى إلى رجل بألف درهم للكعبة ، فلمّا قدم الوصيّ مكّة سأل عن ذلك فدلّوه على بني شيبة ، فأتاهم فأخبرهم الخبر ، فقالوا : قد برئت ذمّتك ادفعها إلينا ، فقام الرجل فسأل الناس فدلّوه على أبي جعفر محمد ابن علي(عليهما السلام) .

قال أبو جعفر محمد بن عليّ(عليهما السلام) : فأتاني فسألني فقلت له : إنّ الكعبة غنيّة عن هذا ، اُنظر إلى من أمّ هذا البيت وقطع ، أو ذهبت نفقته ، أو ضلّت راحلته ، أو عجز أن يرجع إلى أهله ، فادفعها إلى هؤلاء الّذين سمّيت لك .

قال : فأتى الرجل بني شيبة فأخبرهم بقول أبي جعفر(عليه السلام) فقالوا : هذا ضالّ مبتدع ليس يؤخذ عنه ولا علم له ، ونحن نسألك بحقّ هذا البيت وبحقّ كذا وكذا لما أبلغته عنّا هذا الكلام .

قال : فأتيت أبا جعفر(عليه السلام) فقلت له : لقيت بني شيبة فأخبرتهم فزعموا أنّك كذا وكذا ، وأنّك لا علم لك ، ثمّ سألوني بالله العظيم لما أبلغك ما قالوا .

قال : وأنا أسألك بما سألوك لما أتيتهم فقلت لهم : إنّ من علمي لو ولّيت شيئاً من اُمور المسلمين لقطّعت أيديهم ثمّ علّقتها في أستار الكعبة ، ثمّ أقمتهم على المِصْطَبّة(68) ، ثمّ أمرت منادياً ينادي : ألا إنّ هؤلاء سرّاق الله فاعرفوهم(69) .

5 ـ عن أبي الحرّ ـ أبو أبي الحسن ـ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : جاء رجل إلى أبي جعفر فقال : إنّي أهديت جارية إلى الكعبة فاُعطيت بها خمسمائة دينار فما ترى؟

قال : بعها ، ثمّ خذ ثمنها ، ثمّ قم على هذا الحائط ـ يعني الحجر ـ ، ثمّ ناد وأعط كلّ منقطع به وكلّ محتاج من الحاجّ(70) .

6 ـ عن سعيد بن عمر الجعفيّ ، عن رجل من أهل مصر ، قال : أوصى أخي بجارية كانت له مغنّية فارهة وجعلها هدياً لبيت الله الحرام ، فقدمت مكّة فسألت ، فقيل لي : ادفعها إلى بني شيبة ، وقيل لي غير ذلك من القول فاختلف علي فيه ، فقال لي رجل من أهل المسجد : ألا اُرشدك إلى من يرشدك إلى الحقّ؟

قلت : بلى .

قال : فأشار إلى شيخ جالس في المسجد فقال : هذا جعفر بن محمد(عليهما السلام)فاسأله .

قال : فأتيته فسألته وقصصت عليه القصّة ، فقال : إنّ الكعبة لا تأكل ولا تشرب وما أهدي لها فهو لزوّارها ، فبع الجارية ، وقم على الحجر فناد : هل من منقطع به؟ وهل من محتاج من زوّارها؟ فإذا أتوك فسل عنهم(71) وأعطهم واقسم فيهم ثمنها .

قال : فقلت له : إنّ بعض مَن سألته أمرني بدفعها إلى بني شيبة ، فقال : أما إنّ قائمنا لو قد قام لقد أخذهم وقطع أيديهم وطاف بهم ، وقال : هؤلاء سرّاق الله(72) .

7 ـ عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، بإسناده عن بعض أصحابنا ، قال : دفعت إليّ امرأة غزلا وقالت لي : ادفعه بمكّة ليخاط به كسوة الكعبة ،

فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلمّا صرت إلى المدينة دخلت على أبي جعفر(عليه السلام)فقلت له : جعلت فداك ، إنّ امرأة أعطتني غزلا وأمرتني أن أدفعه بمكّة ليخاط به كسوة الكعبة ، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة .

فقال : اشتر به عسلا وزعفراناً وخذ طين قبر أبي عبدالله(عليه السلام) واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئاً من العسل والزعفران وفرّقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم(73) .(74)

مکه

12 ـ باب علّة وجوب التمتّع بالعمرة إلى الحجّ دون القران والافراد

1 ـ عن عبيدالله بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّ الحجّ متّصل بالعمرة ; لأنّ الله عزّوجلّ يقول : } فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي{(75) فليس ينبغي لأحد إلاّ أن يتمتّع ; لأنّ الله عزّوجلّ أنزل ذلك في كتابه وسنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)(76) .

13 ـ باب علّة غسل دخول البيت

1 ـ عن عبيدالله بن عليّ الحلبيّ ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) : أتغتسل النساء إذا أتين البيت؟

قال : نعم ، إنّ الله عزّوجلّ يقول : } أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ{(77) ، فينبغي للعبد أن لا يدخل إلاّ وهو طاهر قد غسل عنه العرق والأذى وتطهّر(78) .(79)

14 ـ باب علّة الرَّمَل(80) بالبيت

1 ـ عن زرارة أو محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر(عليه السلام) عن الطواف أيرمل فيه الرجل؟

فقال : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لمّا أن قدم مكّة وكان بينه وبين المشركين

الكتاب الذي قد علمتم ، أمر الناس أن يتجلّدوا ، وقال : أخرجوا أعضادكم ، وأخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) عضديه ثمّ رمل بالبيت ليريهم أنّهم لم يصبهم جهد ، فمن

أجل ذلك يرمل الناس ، وإنّي لأمشي مشياً ، وقد كان عليّ بن الحسين(عليه السلام) يمشي

مشياً(81) .

2 ـ عن يعقوب الأحمر ، قال : قال أبو عبدالله(عليه السلام) : لمّا كان في غزوة الحديبيّة وادع رسول الله(صلى الله عليه وآله) أهل مكّة ثلاث سنين ، ثمّ دخل فقضى نسكه ، فمرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)بنفر من أصحابه جلوس في فناء الكعبة ، فقال : هؤلاء قومكم على رؤوس الجبال لا يرونكم فيروا فيكم ضعفاً ، قال : فقاموا فشدّوا اُزرهم وشدّوا أيديهم على أوساطهم ثمّ رملوا(82) .

15 ـ باب علّة عدم تمتّع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالعمرة إلى الحجّ ، وأمر بالتمتّع

1 ـ عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : خرج رسول الله حين حجّ حجّة الوداع خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتّى أتى مسجد الشجرة فصلّى بها ، ثمّ قاد راحلته حتّى أتى البيداء فأحرم منها(83) وأهلّ بالحجّ وساق مائة بدنة وأحرم الناس كلّهم بالحجّ لا يريدون عمرة ، ولا يدرون ما المتعة ، حتى إذا قدم رسول الله مكّة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثمّ صلّى ركعتين عند مقام إبراهيم واستلم الحجر ، ثمّ أتى زمزم ، فشرب منها وقال : لولا أن أشقّ على اُمّتي لاستقيت منها ذَنوباً أو ذَنوبين(84) ، ثمّ قال : ابدؤا بما بدأ الله عزّوجلّ به ، فأتى الصفا فبدأ به ، ثمّ طاف بين الصفا والمروة سبعاً .

فلمّا قضى طوافه عند المروة قام فخطب أصحابه وأمرهم أن يحلّوا ويجعلوها عمرة ، وهو شيء أمر الله عزّوجلّ به ، فأتى الصفا فبدأ به ، فأحلّ الناس . وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ، ولكن لم يكن يستطيع أن يحلّ من أجل الهدي الّذي معه ، إنّ الله عزّوجلّ يقول : } وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ{(85) .

فقام سراقة بن مالك بن جعثم الكنانيّ ، فقال : يارسول الله ، علّمتنا ديننا كأنّا خلقنا اليوم ، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لكلّ عام؟

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لا ، بل للأبد .

وإنّ رجلا(86)قام، فقال: يارسول الله، نخرج حجّاجاً ورؤوسناتقطرمن النساء؟

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : إنّك لن تؤمن بها أبداً .

وأقبل عليّ(عليه السلام) من اليمن حتّى وافى الحجّ فوجد فاطمة(عليها السلام) قد أحلّت ، ووجد ريح الطيب ، فانطلق إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) مستفتياً ومحرشاً(87) على فاطمة(عليها السلام) .

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عليّ ، بأيّ شيء أهللت؟

فقال : أهللت بما أهلّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) .

فقال : لا تحلّ أنت ، وأشركه في هديه ، وجعل له من الهدي سبعاً وثلاثين(88) ، ونحر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثاً وستّين نحرها بيده ، ثمّ أخذ من كلّ بدنة بَضعة(89)فجعلها في قدر واحد ، ثمّ أمر به فطبخ ، فأكلا منها وحسوا من المرق ، فقال : قد أكلنا الآن منها جميعاً ، فالمتعة أفضل من القارن السائق الهدي وخير من الحجّ المفرد ، وقال : إذا استمتع الرجل بالعمرة ، فقد قضى ما عليه من فريضة المتعة .

وقال ابن عبّاس : دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة(90) .

2 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة الوداع لمّا فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله وأثنى

عليه ، ثمّ قال : يا معشر الناس ، هذا جبرئيل ـ وأشار بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحلّ ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت(91) لفعلت كما أمرتكم ، ولكنّي سقت الهدي وليس لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه ،

فقام إليه سراقة بن مالك بن جعثم الكنانيّ ، فقال : يارسول الله ، علّمنا ديننا فكأنّا خلقنا اليوم ، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا أم لكلّ عام؟

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ، بل للأبد .

وإنّ رجلا قام ، فقال : يارسول الله ، نخرج حجّاجاً ورؤوسنا تقطر من النساء(92)؟

فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّك لن تؤمن بها أبداً(93) .

3 ـ عن فضيل بن عياض ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن اختلاف الناس في الحجّ فبعضهم يقول : خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مهلاًّ بالحجّ ، وقال بعضهم : مهلاًّ بالعمرة ، وقال بعضهم : خرج قارناً ، وقال بعضهم : خرج ينتظر أمر الله عزّوجلّ ، فقال أبو عبدالله(عليه السلام) : اعلم الله عزّوجلّ أنّها حجّة لا يحجّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعدها أبداً فجمع الله عزّوجلّ له ذلك كلّه في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنّة لاُمّته ، فلمّا طاف بالبيت وبالصفا والمروة أمره جبرئيل(عليه السلام) أن يجعلها عمرة إلاّ من كان معه هدي فهو محبوس على هديه لا يحلّ لقوله عزّوجلّ : } حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ{(94)

فجمعت له العمرة والحجّ ، وكان خرج على خروج العرب الاُول ; لأنّ العرب كانت لا تعرف إلاّ الحجّ وهو في ذلك ينتظر أمر الله تعالى ، وهو يقول(عليه السلام) : آ«الناس على أمر جاهليّتهم إلاّ ما غيّره الإسلامآ» وكانوا لا يرون العمرة في أشهر الحجّ فشقّ على أصحابه حين قال : اجعلوها عمرة لأنّهم كانوا لا يعرفون العمرة في أشهر الحجّ ، وهذا الكلام من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما كان في الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ الحجّ فقال : دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة وشبّك بين أصابعه ـ يعني في أشهر الحجّ ـ قلت : أفيعتدّ بشيء من أمر الجاهلية؟

فقال : إنّ أهل الجاهليّة ضيّعوا كلّ شيء من دون إبراهيم(عليه السلام) إلاّ الختان والتزويج فإنّهم تمسّكوا بها ولم يضيّعوها(95) .

16 ـ باب علّة عدم عذوبة ماء زمزم وصار غوراً

1 ـ عن ابن عقبة ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : كانت زمزم أبيض من اللبن ، وأحلى من الشهد ، وكانت سائحة ، فبغت على المياه(96) ، فأغارها الله عزّوجلّ ، وأجرى إليها عيناً من صبر(97) .

فارس حسّون كريم

المصادر:

(1) قال الفيض الكاشاني(رحمه الله) : يعني بقيامها قيام طوافها وحجّها كما قال سبحانه : } جعل الله الكعبة . . قياما للناس{، ]المائدة : 97[ ، ويحتمل قيام بنيانها .

(2) الكافي 4: 271 ح4 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 243 ح2307 ، علل الشرائع : 396 ب132 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 132 ، الوافي 12 : 40 ح8 ، وسائل الشيعة 11 : 21 ح5 ، و13 : 242 ح15 ، بحار الأنوار 99 : 57 ح10 ، مرآة العقول 17 : 154 ح4 .

(3) قال المجلسي(رحمه الله) : أي يجبر من وجب عليه الحجّ منهم .

ويحتمل : أن يكون مع عدم الاستطاعة أيضاً واجباً كفائيّاً لئلاّ يتعطّل البيت كما هو ظاهر الخبر ، ولم أرَ قائلا به .

(4) الكافي 4 : 259 ذ ح30 ، علل الشرائع : 396 ب133 ح1 ، تهذيب الأحكام 5 : 23 ذ ح12 ، وسائل الشيعة 11 : 24 ح1 و ص119 ذ ح1 ، بحار الأنوار 99 : 18 ح65 ، مرآة العقول 17 : 132 ذ ح30 ، ملاذ الأخيار 7 : 223 ذ ح12 .

(5) في بعض المصادر : لأهل الشرق والغرب .

(6) من لا يحضره الفقيه 2 : 191 صدر ح2114 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 : 90 ضمن ح1 ، علل الشرائع : 396 ب134 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 5 ، وسائل الشيعة 13 : 241 ح13 ، بحار الأنوار 6 : 97 ضمن ح2 ، و57 : 64 ح39 ، و99 : 57 ح11 .

(7) سورة الحجّ : 25 .

(8) من لا يحضره الفقيه 2 : 194 صدر ح2121 ، علل الشرائع : 396 ب135 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 20 ـ 21 ، وسائل الشيعة 13 : 268 ح3 ، بحار الأنوار 99 : 81 ح31 .

(9) تهذيب الأحكام 5 : 463 ح261 ، وسائل الشيعة 13 : 269 ح5 ، ملاذ الأخيار 8 : 519 ح261 .

(10) لقد ذكر أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بعض علل الحجّ في خطبته المسمّاة آ«القاصعةآ» في نهج البلاغة : 292 ـ 294 خطبة رقم 192 :

ألا ترون أنّ الله سبحانه اختبر الأوّلين من لدن آدم صلوات الله عليه إلى الآخرين من هذا العالم ، بأحجار لا تضرّ ولا تنفع ، ولا تبصر ولا تسمع ، فجعلها بيته الحرام } الذي جعله للناس قياماً{ . ثمّ وضعه بأوعر بقاع الأرض حجراً ، وأقلّ نتائق الدنيا مدراً ، وأضيق بطون الأودية قطراً ، بين جبال خشنة ، ورمال دمثة ، وعيون وشلة ، وقرًى منقطعة ، لا يزكو بها خفّ ، ولا حافر ولا ظِلف . ثمّ أمر آدم(عليه السلام) وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه ، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم ، وغاية لملقى رحالهم . تهوي إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار سحيقة ، ومهاوي فجاج عميقة ، وجزائر بحار منقطعة ، حتى يهزّوا مناكبهم ذللا يهلّلون لله حوله ، ويرملون على أقدامهم شُعثاً غُبراً له . قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم ، وشوّهوا بإعفاء الشعور محاسن خلقهم ، ابتلاءً عظيماً ، وامتحاناً شديداً ، واختباراً مبيناً ، وتمحيصاً بليغاً ، جعله الله سبباً لرحمته ، ووصلة إلى جنّته .

ولو أراد سبحانه أن يضع بيته الحرام ، ومشاعره العظام ، بين جنّات وأنهار ، وسهل وقرار ، جمّ الأشجار داني الثمار ، ملتفّ البنى ، متّصل القرى ، بين برّه سمراء ، وروضة خضراء ، وأرياف محدقة ، وعراص مغدقة ، ورياض ناضرة ، وطرق عامرة ، لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضَعف البلاء .

ولو كان الأساس المحمول عليها ، والأحجار المرفوع بها ، بين زمرّدة خضراء ، وياقوتة حمراء ، ونور وضياء ، لخفّف ذلك مصارعة الشكّ في الصدور ، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، ولنفى معتلج الريب من الناس ، ولكنّ الله يختبر عباده بأنواع الشدائد ، ويتعبّدهم بأنواع المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره ، إخراجاً للتكبّر من قلوبهم ، وإسكاناً للتذلّل في نفوسهم ، وليجعل ذلك أبواباً فُتُحاً إلى فضله ، وأسباباً ذُلُلا لعفوه .

(11) تقدّمت هذه الفقرة في أبواب 1 باب علّة تسمية عرفات ح2 .

(12) تقدّمت هذه الفقرة في باب علّة تسمية المزدلفة جمعاً ح5 .

(13) علل الشرائع : 400 ب142 ح1 ، بحار الأنوار 11 : 167 ح15 ، و99 : 29 ح5 .

(14) سورة القلم : 1 .

(15) سورة الحجر : 37 و 38 ، سورة ص : 80 و 81 .

(16) سورة البقرة : 30 .

(17) اُخرجت هذه الفقرة في : تفسير البرهان 3 : 365 ح1 ، بحار الأنوار 6 : 328 ح10 .

(18) المشبِّهة : هم الذين حملوا الصفات على مقتضى الحِسّ الذي يوصف به الأجسام . فقالوا : إنّ لله تعالى بصراً كبصرنا ، ويداً كأيدينا ، وقالوا : إنّه ينزل إلى السماء الدنيا من فوق ، فهم يشبّهون صفات الله بصفات المخلوقين . والمشبِّهة أصناف . آ«معجم الفرق الإسلامية : 225آ» .

(19) علل الشرائع : 402 ح2 ، بحار الأنوار 11 : 108 ح17 ، و57 : 367 ح4 ، و99 : 32 ح7 .

(20) سورة البقرة : 30 .

(21) قال المجلسيّ(قدس سره) : المراد بنوره تعالى إمّا الأنوار المخلوقة في عرشه ، أو أنوار الأئمّة صلوات الله عليهم ، أو أنوار معرفته وفيضه وفضله ، فالمراد بالحجب على الأخير الحجب المعنوية .

(22) علل الشرائع : 402 ح3 ، بحار الأنوار 11 : 109 ح23 ، و99 : 31 ح6 .

(23) في من لا يحضره الفقيه والتوحيد والاحتجاج : عيسى .

(24) هو عبد الكريم بن أبي العوجاء ، أحد الزنادقة في أواسط القرن الثاني للهجرة . اُنظر في ترجمته والحديث : الكنى والألقاب 3 : 192 .

(25) أي لم يكن له رأي مستقيم ، كان مرّة له رأي القدريّة الذين يقولون بقدرة العبد ، ومرّة له رأي الجبريّة بأن لا قدرة للعبد ، وإذا تكلّم بالجبر لم يدع قدرة العبد ، وإذا تكلّم بالاستطاعة لم يترك التوفيق من الله لعبده ، أو لم يكن له مذهب مستقيم .

(26) البيدر : الموضع الذي يداس فيه الطعام .

(27) الطوب : الآجر . والمدر : قطع الطين اليابس .

(28) أي وجده وخيماً ثقيلا ولم يسهل عليه إساغته .

(29) الخمرة : ما يخمر به وعكر النبيذ ، وحصيرة صغيرة من السعف ، والورس ، وأشياء من الطيب تطلي به المرأة لتحسّن وجهها ، ولكلٍّ مناسبة .

أمّا الجمرة : أي النار الموقدة .

(30) أي أبوه رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان في طالعه أو قدرته واستيلائه على قلوب العالمين كان بحيث حلق رؤوسهم ، وحلق الرأس في العرب كان عاراً عظيماً لتكبّرهم ونخوتهم لئلاّ يعلى على رؤوسهم ، فإذا كان الأب بهذه القدرة فلا يستبعد أن أصير مغلوباً له .

(31) الكافي 4 : 197 ح1 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 249 ح2325 ، علل الشرائع : 403 ح4 ، الأمالي للصدوق : 714 ح4 ، التوحيد : 253 ح4 ، الإرشاد للمفيد 2 : 199 ـ باختلاف ـ ، كنز الفوائد 2 : 75 ، الاحتجاج 2 : 206 ، روضة المتّقين 4 : 145 ، بحار الأنوار 3 : 33 ح7 ، و10 : 209 ح11 ، و57 : 64 ح38 ، و84 : 57 ح8 ، مرآة العقول 17 : 22 ح1 .

(32) قال الشيخ الصدوق(رحمه الله): جاء هذا الحديث هكذا والّذي أعتمده وأفتي به أنّ الحجّ على أهل جدة في كلّ عام  فريضة:

1 ـ حدّثنا محمد بن الحسن(رحمه الله) ، قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي جرير القمّي ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : الحجّ فرض على أهل جدة في كلّ عام .

]انظر : علل الشرائع : 405 ، بحار الأنوار 99 : 113 ح2[ .

2 ـ وحدّثنا أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن السنديّ بن الربيع ، عن محمد بن القاسم ، عن أسد بن يحيى ، عن شيخ من أصحابنا ، قال : الحجّ واجب على من وجد السبيل إليه في كلّ عام .

]انظر : علل الشرائع : 405 ، بحار الأنوار 99 : 113 ح3[ .

3 ـ حدّثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن محمد ، عن عليّ بن مهزيار ، عن عبدالله بن الحسين الميثمي ، رفعه إلى أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّ في كتاب الله تعالى فيما أنزل : } ولله على الناس حج البيت ـ في كلّ عام ـ من استطاع إليه سبيلا{ ]سورة آل عمران : 97[ .

]انظر : علل الشرائع : 405 ، بحار الأنوار 99 : 113 ح4[ .

(33) علل الشرائع : 404 ح5 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 : 90 ، بحار الأنوار 99 : 32 ح8 و : 113 ح1 .

(34) الجَلَب : ما يجلب من خيل وغيرها .

(35) علل الشرائع : 405 ح6 ، وسائل الشيعة 11 : 14 ح18 ، و27 : 97 ح66 ، بحار الأنوار 99 : 33 ح9 .

(36) سورة البقرة : 30 .

(37) علل الشرائع : 406 ح7 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 : 91 ، بحار الأنوار 11 : 110 ح24 ، و58 : 58 ح5 ، و99 : 33 ح10 .

(38) علل الشرائع : 406 ح8 ، وسائل الشيعة 14 : 324 ح9 ، بحار الأنوار 99 : 34 ح11 .

وأورد قطعة منه في مجمع البيان 6 : 85 ، بحار الأنوار 12 : 90 .

(39) الكافي 4 : 234 ح12 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 260 ح2361 ، علل الشرائع : 454 ح8 ، تهذيب الأحكام 5 : 360 ح1252 ، الاستبصار 2 : 206 ح704 ، روضة المتّقين 4 : 175 ، وسائل الشيعة 13 : 66 ح2 و : 67 ح3 ، و : 68 ح4 ، بحار الأنوار 99 : 153 ح29 ، مرآة العقول 17 : 88 ح12 ، ملاذ الأخيار 8 : 312 ح165 .

(40) الكافي 4 : 233 ح8 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 259 ح2356 ، علل الشرائع : 454 ح9 ، تهذيب الأحكام 5 : 378 ح1319 ، الاستبصار 2 : 215 ح739 ، روضة المتّقين 4 : 172 ، وسائل الشيعة 12 : 102 ح1 و : 431 ح2 ، بحار الأنوار 99 : 153 ح30 ، مرآة العقول 17 : 87 ح8 ، ملاذ الأخيار 8 : 347 ح232 .

(41) علل الشرائع : 454 ح10 ، وسائل الشيعة 8 : 531 ح27 ، بحار الأنوار 89 : 80 ح5 .

(42) علل الشرائع : 455 ح11 ، وسائل الشيعة 11 : 316 ح2 ، بحار الأنوار 99 : 129 ح15 .

(43) الكافي 4: 321 ح1 ، علل الشرائع : 455 ح12 ، تهذيب الأحكام 5 : 52 ح159 ، الاستبصار 2 : 162 ح530، وسائل الشيعة 11: 319 ح2، بحارالأنوار 99: 129ح16، مرآة العقول17: 240 ح1، ملاذالأخيار 7: 287 ح5.

(44) الكافي 4: 343 ح2، من لا يحضره الفقيه 2: 346 ح2646، علل الشرائع: 455 ح13، روضة المتّقين 4: 413، وسائل الشيعة 12 : 491 ح2 وص492 ح5 و 6 ، بحار الأنوار 99 : 144 ح14 ، مرآة العقول 17 : 286 ح2 .

(45) علل الشرائع : 455 ح14 ، وسائل الشيعة 10 : 51 ح4 ، و 13 : 109 ح7 ، بحار الأنوار 99 : 171 ح11 .

(46) سورة البقرة : 30 .

(47) مثابة : أي مرجعاً ، أو محلاًّ لحصول الثواب .

(48) علل الشرائع : 406 ب143 ح1 ، وسائل الشيعة 13 : 331 ح2 ، بحار الأنوار 11 : 110 ح25 ، و58 : 58 ح4 ، و99 : 201 ح6 .

(49) قال المجلسي(رحمه الله) : لعلّ المراد بالرجل الآخر : الصادق(عليه السلام) .

(50) سورة القلم : 1 .

(51) كذا في البحار ، وهو الصحيح ، وفي العلل : سبعة آلاف سنة .

(52) قال المجلسي(رحمه الله) : أي كانت العلّة في جعل طواف آدم وسيلة لقبول توبته طواف الملائكة قبل ذلك وتوسّلهم بذلك إلى قبول التوبة ، وفيه إيماء إلى علّة عدد السبع أيضاً . . . ويمكن الجمع بين ما ورد في هذا الخبر من كون قبول توبتهم بعد سبع سنين وما ورد في خبر الثماليّ . . . من سبعة آلاف سنة بحمل هذا على أصل القبول ، وحمل ذلك على كماله .

ثمّ إنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ الملائكة كانوا يظهرون لائمّتنا(عليهم السلام) وينافيه بعض الأخبار .

(53) علل الشرائع : 407 ح2 ، بحار الأنوار 11 : 169 ح17 ، و26 : 351 ح2 ، و99 : 201 ح7 .

(54) في الكافي : دفن اُمّه في الحجر وحجر عليها لئلاّ يوطأ قبر اُمّ إسماعيل في الحجر .

(55) الكافي 4 : 210 ح13 ، علل الشرائع : 37 ب34 ح1 ، قصص الأنبياء للراونديّ : 111 ح108 ، وسائل الشيعة 13 : 353 ح2 ، بحار الأنوار 12 : 104 ح13 ، روضة المتّقين 4 : 17 ، مرآة العقول 17 : 46 ح13 .

(56) الكافي 4 : 210 ح15 ، مدارك الأحكام 8 : 128 ـ 129 ، روضة المتّقين 4 : 17 ، وسائل الشيعة 13 : 353 ح1 ، بحار الأنوار 12 : 117 ح55 ، مرآة العقول 17 : 47 ح15 .

وروي صدره في:تهذيب الأحكام5: 469ح289، وسائل الشيعة 5: 276 ح2، ملاذالأخيار 8: 530 ح289.

وروي ذيله في : من لا يحضره الفقيه 2 : 193 ح2117 ، وسائل الشيعة 13 : 355 ح6 .

(57) من لا يحضره الفقيه 2 : 193 ذ ح2116 ، روضة المتّقين 4 : 16 ، وسائل الشيعة 13 : 354 ح5 .

(58) سورة البقرة  : 196 .

(59) تفسير العيّاشي 1 : 88 ح223 ، علل الشرائع : 408 ب144 ح1 ، دعائم الإسلام 1 : 342 ح1383 وذ ح 1386 ، بحار الأنوار 99 : 331 ح2 و : 332 ح8 و 11 و : 333 ذ ح 13 .

(60) تفسير العيّاشي 1 : 87 ح219 ، بحار الأنوار 99 : 97 ح11 و : 332 ح10 .

(61) قال الكليني(رحمه الله) : وروي أيضاً : لا يستدمي; أي إن أمكنه ، لا بأن يترك السواك إذا لم يمكن بدون الإدماء .

كما روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام 5 : 313 ح76 عن الحلبيّ ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن المحرم يستاك؟ قال : نعم ، ولا يُدمي . أي يسعى في الرفق حتّى لا يدمي . عنه وسائل الشيعة 12 : 534 ح3 .

(62) الكافي 4 : 366 ح6 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 347 ح2650 ، علل الشرائع : 408 ب145 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 416 ، وسائل الشيعة 12 : 532 ح4 و : 561 ب92 ح1 ، بحار الأنوار 99 : 180 ح2 ، مرآة العقول 17 : 331  ح6 .

(63) قيل : الطيلسان : ثوب منسوج محيط بالبدن . وقيل : شبه الأردية يوضع على الرأس والكتفين والظهر .

(64) الكافي 4 : 340 ح7 و 8 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 338 ح2614 ، علل الشرائع : 408 ب146 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 400 ، وسائل الشيعة 12 : 475 ح2 و 3 ، بحار الأنوار 99 : 144 ح13 ، مرآة العقول 17 : 280 ح7 و : 281 ح8 .

(65) علل الشرائع: 408 ب147 ح1، روضة المتّقين 4: 19، وسائل الشيعة 13: 255ح2، بحارالأنوار 99: 67 ح5.

(66) من لا يحضره الفقيه 2 : 193 ضمن ح2119 ، روضة المتّقين 4 : 19 ، وسائل الشيعة 13 : 255 ح1 .

(67) قرب الاسناد : 246 ح971 ، الكافي 4 : 242 ح2 وص543 ح18 ، علل الشرائع : 409 ح2 ، تهذيب الأحكام 5 : 440 ح175 و : 483 ح364 ، و9 : 214 ح20 ، روضة المتّقين 4 : 19 ، وسائل الشيعة 13 : 247 ب22 ح1 و : 248 ح2 ، و : 250 ح7 ، و19 : 392 ح1 ، بحار الأنوار 99 : 68 ح6 وصدر ح9 ، مرآة العقول 17 : 104 ح2 ، و18 : 249 ح18 ، ملاذ الأخيار 8 : 466 ح175 و : 560 ح364 ، و15 : 123 ح18 .

(68) المِصْطبَّة ـ بالتشديد ـ : مجتمع الناس ، وهي أيضاً شِبْه الدُّكان ، يُجلس عليها ويُتّقى بها الهوامّ من الليل . آ«النهاية لابن الأثير 3 : 28 ـ صطب ـ آ» .

(69) الكافي 4 : 241 ح1 ، علل الشرائع : 409 ح3 ، تهذيب الأحكام 9 : 212 ح18 ، وسائل الشيعة 13 : 249 ح6 ، بحار الأنوار 99 : 66 ح1 ، مرآة العقول 17 : 103 ح1 ، ملاذ الأخيار 15 : 121 ح16 .

(70) الكافي 4 : 242 و : 545 ح24 ، علل الشرائع : 409 ح4 ، تهذيب الأحكام 5 : 486 ح380 ، روضة المتّقين 4 : 19 ، وسائل الشيعة 13 : 250 ح8 ، بحار الأنوار 99 : 67 ح4 ، مرآة العقول 17 : 105 ح3 ، و18 : 252 ح24 ، ملاذ الأخيار 8 : 567 ح380 .

(71) أي : سل الناس عنهم هل يصدقون فيما يدّعون ، فيدلّ على عدم جواز الاعتماد على ادّعاء الفقر بغير بيّنة .

(72) الكافي 2 : 242 ح4 ، علل الشرائع : 410 ح5 ، تهذيب الأحكام 9 : 213 ح19 ، وسائل الشيعة 13 : 251 ح9 ، بحار الأنوار 99 : 67 ح3 ، مرآة العقول 17 : 105 ح4 ، ملاذ الأخيار 15 : 122 ح17 .

وأورد قطعة منه في : من لا يحضره الفقيه 2 : 194 ضمن ح2119 ، روضة المتّقين 4 : 19 .

وروي ذيله في : الإرشاد للمفيد 2 : 383 ، الغيبة للطوسي : 472 ح492 ، روضة الواعظين : 265 ، إعلام الورى 2 : 289 ، بحار الأنوار 52 : 317 ح14 و : 373 ح168 .

(73) قال الشيخ الحرّ العامليّ(رحمه الله) : لعلّ المراد على حجّاج الشيعة المحتاجين على أنّ ذلك الدواء لا يستعمل إلاّ مع الحاجة والضرورة ، أو لعلّه مخصوص بهذه الصورة أو بالماء القليل جدّاً الذي لا يمكن قسمته على المحتاجين كالغزل المذكور .

(74) الكافي 4 : 243 ح5 ، علل الشرائع : 410 ح6 ، روضة المتّقين 4 : 20 ، وسائل الشيعة 13 : 252 ح10 ، بحار الأنوار 99 : 68 ح7 ، مرآة العقول 17 : 106 ح5 .

(75) سورة البقرة : 196 .

(76) علل الشرائع : 411 ب149 ح1 ، تهذيب الأحكام 5 : 25 ح4 ، الاستبصار 2 : 150 ح493 ، وسائل الشيعة 11 : 240 ح2 ، بحار الأنوار 99 : 91 ح10 ، ملاذ الأخيار 7 : 229 ح4 .

(77) سورة البقرة : 125 .

(78) مراده(عليه السلام) : أنّه تعالى أراد بتطهيرهما للبيت أمرهما الناس بالاغتسال ، والظاهر أنّ المراد أنّ الله تعالى لمّا أراد بتطهير البيت لكم إعظاماً وإكراماً فينبغي أن تتطهّروا أيضاً تعظيماً له .

(79) الكافي 4 : 400 ح3 ، علل الشرائع : 411 ب151 ح1 ، تهذيب الأحكام 5 : 98 ح6 و : 251 ح12 ، وسائل الشيعة 13 : 200 ح3 و : 281 ح1 ، و14 : 247 ح3 ، بحار الأنوار 99 : 369 ح3 ، مرآة العقول 18 : 9 ح3 ، ملاذ الأخيار 7 : 373 ح6 ، و8 : 105 ح12 .

(80) الرَّمَل : هو الهرولة ، وهو إسراع المشي مع تقارب الخطا . آ«مجمع البحرين 5 : 385 ـ رمل ـ آ» .

(81) علل الشرائع : 412 ب152 ح1 ، وسائل الشيعة 13 : 351 ح2 ، بحار الأنوار 99 : 195 ح5 .

(82) علل الشرائع : 412 ح2 ، وسائل الشيعة 13 : 352 ح3 ، بحار الأنوار 99 : 195 ح5 .

(83) لعل المراد بالإحرام هنا عقد الإحرام بالتلبية ، أو إظهار الاحرام وإعلامه لئلاّ ينافي الأخبار المستفيضة الدالّة على أنّه(صلى الله عليه وآله) أحرم من مسجد الشجرة .

(84) الذَّنوب : الدَّلْو العظيمة; وقيل : لا تسمّى ذَنوباً إلاّ إذا كان فيها ماء .

(85) سورة البقرة : 196 .

(86) هو عمر بن الخطّاب .

(87) أي مغضباً . والمراد هنا نوع عتابه لها ، وهذه اللفظة ليست في أخبارنا ، بل هي في أخبار العامّة .

(88) لعل أحد الخبرين في العدد محمول على التقيّة أو نشأ من سهو الرواة .

(89) البَضعة  : القطعة من اللحم  .

(90) الكافي 4 : 248 ح6 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 236 ح2288 ، علل الشرائع : 412 ب153 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 117 ، وسائل الشيعة 11 : 222 ح14 ، بحار الأنوار 21 : 395 ح18 ، و99 : 88 ح6 و : 89 ح7 و : 242 ح1 ، مرآة العقول 17 : 116 ح6 .

(91) أي لو عنَّ لي هذا الرأي الّذي رأيته آخراً وأمرتكم به في أوّل أمري ، لما سقت الهَدي معي وقلَّدته وأشعرته ، فإنّه إذا فَعل ذلك لا يُحلّ حتّى ينحر ، ولا ينحر إلاّ يوم النحر ، فلا يصحّ له فسخ الحجّ بعمرة ، ومن لم يكن معه هديٌ فلا يلتزم هذا ، ويجوز له فسخ الحجّ .

وإنّما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه ; لأنّه كان يشقّ عليهم أن يُحلّوا وهو مُحرِم ، فقال لهم ذلك لئلاّ يجدوا في أنفسهم ، وليعلموا أنّ الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه ، وأنّه لولا الهديُ لَفَعَله . آ«النهاية لابن الأثير 4 : 10 ـ قبل ـ آ» .

(92) أي من ماء غسل الجنابة ، وقد قال ذلك تقبيحاً وتشنيعاً على ما أمر الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) به .

(93) الكافي 4 : 246 ضمن ح4 ، علل الشرائع : 413 ح2 ، تهذيب الأحكام 5 : 455 ضمن ح234 ، مستطرفات السرائر : 22 ح3 ، وسائل الشيعة 11 : 214 ضمن ح4 و : 218 ح5 ، بحار الأنوار 99 : 90 ح8 ، مرآة العقول 17 : 112 ضمن ح4 ، ملاذ الأخيار 8 : 500 ضمن ح234 .

(94) سورة البقرة : 196  .

(95) علل الشرائع : 414 ح3 ، بحار الأنوار 99 : 90 ح9 .

(96) قال المجلسيّ(قدس سره) : يدلّ بظاهره على أنّ للجمادات شعوراً ما ، ويمكن أن يكون المراد بغي أهلها بحذف المضاف كقوله : } واسأل القرية{ ]سورة يوسف : 82[ أو يكون كناية عن أنّها لما كانت لشرافتها مفضّلة على سائر المياه ، نقص من طعمها للعدل بينها ، فكأنّها بغت لفضلها .

(97) المحاسن للبرقي 2 : 400 ح22 ، الكافي 6 : 386 ح1 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 195 ضمن ح2121 ، علل الشرائع : 415 ب154 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 22 ، بحار الأنوار 66 : 449 ح10 ، و99 : 242 ح2 و3 ، مرآة العقول 22 : 237 ح1 .


الحجّ في نهج البلاغة

الحجّ الإبراهيمي والحجّ الجاهلي

الحجّ في السنّة

الأهداف الاجتماعيّة للحجّ الإبراهيمي

الإخلاص في الحج

أضواء، من أسرار الحج

عظمة الحج  و منافعه

الحجُّ عبادة وحركة وسياسة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)