• عدد المراجعات :
  • 1822
  • 11/11/2008
  • تاريخ :

آية سقاية الحاجّ
مکه

حرص القرآن الكريم على تحديد مقاصد وأهداف فريضة الحج ومناسكها ، والدور الذي يضطلع به بيت الله الحرام ، واستنكر المحاولات التي تجعل ما ليس في المقاصد والأهداف والقيم مقصداً أكبر وهدفاً أسمى وقيمةً أعلى .

من هذا المنطلق نزلت آية (سقاية الحاج) لتحبط إحدى تلك المحاولات الخاطئة في تشخيص القيم والأولويات ، على أثر تلك الحادثة المعروفة التي يذكرها المفسِّرون في أسباب نزول قوله تعالى: }أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله . . .{ .

يرى الإمام الخميني أنّ هذه الآية الشريفة كأنها نزلت اليوم ، وفي واقعنا المعاصر ، حيث اعتبر بعض أنّ سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام من أكبر الأعمال والمنجزات والمقاصد في موسم الحج ، وراح يفتخر بذلك . . من خلال الحديث عن الخدمات التي يوفّرها ، والتوسعات المعمارية التي أنشأها ، وما إلى ذلك من الاُمور التي تدخل تحت عنوان (سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) .

ولهذا يقول الإمام:

«كأنّ هذه الآية الشريفة نزلت في عصرنا ، وتحكي عن حالنا ، وتصف الانشغال بسقاية الحاج وبعمارة المسجد الحرام ـ مع الغفلة عن الإيمان بالله وباليوم الآخر ، والابتعاد عن الجهاد في سبيل الله ـ بأنّه ظلم ، وتعتبر الفاعلين لذلك ظالمين» .

وقد نبّه الإمام إلى هذه الحقيقة القرآنية ، قائلاً:

«ها أنا أغتنم هذه الفرصة; لأشير إلى إحدى آيات الكتاب الكريم ، حيث يقول جلّ وعلا: }أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين{ .

ويوضّح الإمام دلالات الآية المباركة بقوله:

«إنّ الله سبحانه وتعالى يقول في هذه الآية: أنتم ذوي القلوب العمياء ، أمِنَ الممكن أن تساووا بين سقاية الحجيج وعمارة المسجد الحرام ، وبين أولئك الذين آمنوا بالله وبيوم الجزاء وجاهدوا في سبيل الله؟!

حاشا أن تتساووا أنتم وأولئك ، فالله لا يهدي القوم الظالمين» .

ثمّ يستفيد من سياق الآية المباركة نكتة رائعة ، بذكر الجهاد في سبيل الله بعد الايمان بالله واليوم الآخر ، فيقول:

«إنّ ما يلفت النظر في هذه الآية هو أنّ الله سبحانه قد ذكر الإيمان بالله واليوم الآخر ، وقد اختار من بين كلِّ القيم الإسلامية الإنسانية ، الجهاد في سبيل الله ضدّ أعداء الله وأعداء البشرية ، وجاء به مباشرةً بعد الايمان بالله ويوم الجزاء ، وقد علم المسلمون كافّة من هذا الاختيار أنّ أهمّية الجهاد تفوق كلّ شيء».

ويؤكّد الإمام ـ في خطاب آخر ، وانطلاقاً من آية (سقاية الحاج) ـ أنّ «سدانة البيت وسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام غير كافية ، ولا ترتبط بالهدف والمقصد» .

ولهذا يرى أنّ «بساطة البيت والمسجد ـ كما كانا عليه زمان إبراهيم(عليه السلام) وفي صدر الإسلام ـ مع تلاحم المسلمين الوافدين على ذلك المكان البسيط ، أفضل ألف مرّة من تزيين الكعبة والأبنية المرتفعة فيها ، مع الغفلة عن الهدف الأصلي ، والمقصد الأساس المتمثّل بقيام الناس وشهود المنافع: }أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين{ ، كأنّ هذه الآية الشريفة نزلت في عصرنا ، وتحكي عن حالنا!!» .

المسجد: مركز انطلاق زحف القوّات الإسلامية

«إنّ المسجد في صدر الإسلام ، كان دوماً مركز النهضة والتحرّكات الإسلامية . من المسجد كانت تنطلق الدعوة إلى الإسلام . ومن المسجد كانت تزحف القوات الإسلامية لقمع الكفّار ، أو لجذبهم تحت راية الإسلام» .

«هذا المسجد الحرام ومساجد عصر الرسول(صلى الله عليه وآله) كانت مركز الحروب والمعارك ، ومركز السياسات والشؤون الاجتماعية والسياسية . لم يكن مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) مقتصراً على المسائل العبادية كالصلاة والصيام فحسب بل إنّ مسائله السياسية كانت أكثر ، فمتى ما أرادوا إرسال المقاتلين إلى ساحات القتال والجهاد ، وتعبئتهم في الحروب والمعارك ، كان المسجد هو المركز والمنطلق» .

لقد كان الإمام ـ وانطلاقاً من آيات القرآن التي تتحدّث عن الكعبة ودورها في القيام والنهضة ـ يرى أنّ البيت الحرام آ«اُسس للقيام . . لقيام الناس ، كما أُسس للنّاس . . فيجب ـ إذن ـ الاجتماع فيه لهذا الهدف الكبير ، ويجب تحقيق منافع الناس في هذه المواقف المشرّفةآ» ، ويؤكّد ـ انطلاقاً من آية (سقاية الحاج) ـ على أنّ «سدانة البيت وسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام غير كافية ، ولا ترتبط بالهدف والمقصد» .

ولهذا كان يخاطب الحجّاج الوافدين على بيت الله بأن يتجهزوا من (مركز تحطيم الأصنام) لتحطيم الأصنام السياسية والطاغوتية في العالم ، حيث يقول:

«أنتم يا حجّاج بيت الله الحرام ، يا من وفدتم من أقطار العالم وأكنافه على بيت الله ، مركز التوحيد ومهبط الوحي ومقام إبراهيم ومحمد الرجلين العظيمين الثائرين على المستكبرين ، وسارعتم للوصول إلى المواقف الكريمة التي كانت في عصر الوحي أرضاً يابسة وهضاباً قاحلة ، غير أنّها كانت مهبط ملائكة الله ومحلاًّ لهجوم جنود الله . . . اعرفوا هذه المشاعر الكبرى وتجهّزوا من مركز تحطيم الأصنام لتحطيم الأصنام الكبرى التي ظهرت على شكل قوى شيطانية ، وغزاة يمتصون الدماء ، ولا تخشوا هذه القوى الفارغة من الإيمان . وفي هذه المواقف الكريمة ، وبالتوكل على الله العظيم ، اعقدوا بينكم ميثاق الاتحاد والاتفاق في مواجهة جنود الشرك والشيطان ، واحذروا من التفرّق والتنازع }ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{» .

«إنّ ريح الإيمان والإسلام ـ التي هي أساس النصر والقوّة ـ تزول وتذهب بالتنازع والتشرذم المنطلق من الأهواء النفسية والانانيات» .

إعلان البراءة: الخطوة الأولى في طريق الجهاد والنضال

يؤكّد الإمام أنّ إعلان البراءة في موسم الحج ، في مكة المكرّمة ، ليس مجرّد «شعارات وهتافات» فحسب ، بل إنّه يتعدّى ذلك «إلى تعبئة الأمة وتنظيم جنود الله في مواجهة جنود إبليس» .

ويصرّح: بأنّ إعلان البراءة «هو المرحلة الاُولى في طريق الجهاد والكفاح ، وأنّ مواصلة المراحل الاُخرى هي من واجبنا ، حيث إنّ أداءه في كلّ عصر وزمان يختلف باختلاف الأساليب ومتطلّبات العصر» .

ويشجب الإمام تلك المحاولات التي تريد تفريغ الحج من مضمونه الجهادي الثوري التعبوي ، من خلال:

أوّلاً: «إلقاء روح اليأس والعجز والخنوع في نفوس المسلمين» .

ثانياً: «الإيحاء بأنّ محاربة ومقارعة الأنبياء للأصنام ولعبادة الأوثان ، تنحصر وتقتصر على الحجارة والأخشاب الجامدة التي لا روح فيها ، وأنّ أنبياء من مثل (إبراهيم) الذي كان سبّاقاً في تحطيم الأصنام ، قد اقتصر عمله ـ والعياذ بالله ـ على تلك الأصنام الحجرية ، وترك ساحة الجهاد وميدان النضال ضدّ الظالمين» .

ويردّ الإمام على هؤلاء المتآمرين على الحقائق القرآنية والتاريخية بأنّ «كلّ ما أقدم عليه النبيّ إبراهيم من تحطيم الأصنام وجهاد النمروديين وعبدة الشمس والقمر والنجوم ، ما هو إلاّ مقدّمة لهجرة كبرى ، وإنّ كلّ تلك الهجرات والشدائد والصعاب والعيش في واد (غير ذي زرع) وبناء البيت والتضحية بإسماعيل ، كانت مقدّمة لبعثه ورسالة ختمت فيها الرسل ، وضمّت عودة لحديث أوّل وآخر بناة ومؤسسي الكعبة، وأبلغت رسالتها الأبدية بكلام خالد: }إنّي بريءٌ ممّا تشركون{!

مقارعة الأوثان المعاصرة

يرى الإمام أنّ الاقتصار على الرؤية التاريخية القديمة للأصنام ومعابدها ، يوصلنا إلى نتيجة خاطئة وهي: «عدم وجود صنم أو وثن وعبادته في هذا العصر» ، ولذا يرى أنّه لا يوجد إنسان عاقل في الدنيا «لا يدرك عبادة الأصنام الجديدة وأحابيلها ، ولا يعرف هيمنة معابد الأصنام في واقعنا المعاصر ـ كالبيت (الأسود) الأمريكي ـ على البلاد الإسلامية ، وعلى أرواح وأعراض المسلمين والعالم الثالث . .» .

يرى الإمام أنّ عصرنا زاخرٌ بالأصنام والأوثان ومعابدها ، وأنّ الطاغوت السياسي هو الصنم الكبير الذي دعانا القرآن إلى رفضه والثورة عليه:

فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

}الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات{ .

إنّه الصراع التاريخي المرير بين أولياء الله وأولياء الطاغوت ، وما صراعنا المعاصر إلاّ امتداد لذلك التصارع والتدافع ، وتبقى المصاديق للطاغوت والظلمات ثابتة في مضمونها وإن اختلفت أشكالها .

ويعطي الإمام المصاديق المتنوّعة للظلمات:

(الجهل) و(المعصية) و(التبعية للغرب والانبهار به) ، ويعتبر الأخير من أشدّ الظلمات «لأنّ جميع مشاكلنا ومصائبنا تكمن في أننا فقدنا أنفسنا ، ونسينا مفاخرنا ، وقضينا على كرامتنا واستقلالنا ووطنيتنا . كلّ هذه ظلمات ، والطاغوت هو الذي أخرجنا من نور الاستقلال والوطنية والإبداع العلمي ، إلى ظلمات التبعية والذيلية والشعور بالدونية» .

بيد أنّ أكبر هذه الظلمات وأحلكها وأخطرها هي ظلمة (الأنانية) لأنها «العدوّ الأسوء من كلّ الأعداء ، والوثن الأكبر من كلّ الأوثان ، بل هي اُمّ الأوثان ، وما لم يحطِّم الإنسان هذا الوثن لا يمكن أن يُصبح إلهياً; لأنّه لا يمكن الجمع بين الله والوثن ، وبين الإلهية والأنانيّة» .

ومن منطلق هذه الرؤية القرآنية الرائعة والمعاصرة لمعنى (الطاغوت) و(الوثن) و(الصنم) يمتزج البعد السياسي ـ الاجتماعي لفريضة الحجّ بالبعد النفسي ـ العرفاني; ليشهد الحجيج الآتون من كلّ فجّ عميق منافع على أصعدة متعدّدة ، وساحات متنوّعة ، وميادين شتّى .

إنّ هذا الالتحام الرائع بين أبعاد الحجّ وآفاقه لا يتحقق إلاّ بوعينا لأبعاد (الطاغوت) ومصاديقه ، التي تمتدُّ من ميدان النفس إلى ميادين القتال والجهاد والنضال .

ومن هنا ندرك مقولة الإمام ومدى دلالاتها العميقة:

«إنّ البعد (السياسي ـ الاجتماعي) للحج لا يتحقق إلاّ بتحقق بعده (المعنوي ـ الإلهي)»!

ولهذا يدعو حجّاج بيت الله الحرام قائلاً:

«لتكن تلبياتكم تلبية لدعوة الله ، وليكن إحرامكم من أجل الوصول إلى ساحة الحضور الإلهي . وأنتم تلبّون ارفضوا الشرك بجميع مراتبه ، وهاجروا من ذواتكم التي هي مصدر الشرك الأكبر إلى الله عزّوجلّ» .

 

ويتمنّى للحجّاج المهاجرين الوصول إلى «الوفاة التي تعقب الهجرة ، لينالوا ما وقع على الله من أجر» .

وهذه إشارة واضحة إلى آية الهجرة: }ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثمّ يدركه الموت فقد وقع أجره على الله{ .

وآية الهجرة هذه طالما ركّز عليها الإمام في خطاباته ورسائله وكتبه إلى درجة تكاد تكون في المقام الثاني بعد آية القيام ، ذلك لأنه يؤمن إيماناً عميقاً بأنّ وصول السالك إلى مرحلة الفناء التام ، والمحو المطلق ، ثمّ الصحو بعد المحو ، هو الذي يجعله ذا إرادة نافذة للحق تعالى ، حينما يزول غبار الكثرة ، وتتكسّر أصنام كعبة القلب ، وما لم تتكسّر تلك الأصنام لا يمكن للإنسان أن يسعى في تكسير الأصنام الاُخرى الحجرية أو البشرية المتمثِّلة بالطاغوت السياسي ـ الاجتماعي .

من هذا المنطلق يؤكّد الإمام على حقيقة بعثة الأنبياء والمرسلين ، والمقصد الأساس وراء إنزال الكتب السماوية ، قائلاً: «لقد بعث الأنبياء كافّة ، وأنزلت الكتب السماوية كافة ، من أجل إخراج الإنسان من معبد الأصنام هذا ـ (الأنانية التي هي اُمّ الأوثان) ـ وتحطيمها ، وتحويله إلى عابد للهآ» ، وعندما يخرج الإنسان من ظلمات الأنانية آ«يصبح عاملاً لله ، مقاتلاً في سبيل الله» .

من هذا المنطلق ـ أيضاً ـ يخاطب الإمام حجّاج بيت الله قائلاً: «ما دمتم مكبّلين بأغلال ذاتياتكم وأهوائكم وأنانياتكم لا تستطيعون الجهاد في سبيل الله ، ولا الدفاع عن حريم الله» .

«ولو تحقّق في الإنسان هذا الجانب العرفاني والمعنوي وحده ، واقترنت التلبية  ـ (لبّيك اللهمّ لبّيك) ـ صدقاً بنداء الله تعالى ، فإنّ الإنسان سيحقّق الانتصار في جميع الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية ، وحتّى العسكرية . وإنّ مثل هذا الإنسان لا يفهم معنى الهزيمة والفشل» .

«بتلبيتكم قولوا (لا) لكلّ الأصنام . وأي صنم أكبر من الشيطان الأكبر أمريكا الطامعة؟! أرفضوا كلّ الطواغيت الصغار والكبار .اجعلوا قلوبكم في الطواف حول بيت الله خالية من غير الله ، فإنّ الطواف يرمز إلى عشق الله .

نزّهوا أنفسكم من أن تخاف من غير الله تعالى .تبرّأوا ـ مع عشق الله ـ من الأصنام الكبيرة والصغيرة ، ومن الطواغيت وأتباعهم . .وفي لمسكم للحجر الأسود بايعوا الله لأن تكونوا أعداءً لأعداء الله ورسوله والصالحين والأحرار . .اقتلعوا جذور الخوف من قلوبكم فإنّ كيد أعداء الله ـ وعلى رأسهم الشيطان الأكبر ـ كان ضعيفاً ، مهما تفوّقوا في وسائل القتل والدمار والإجرام . .وفي السعي بين (الصفا) و(المروة) اسعوا ـ بصدق وإخلاص ـ لتجدوا المحبوب ، فإن وجدتموه يتقطع كلّ انشداد إلى الدنيا ، وينقلع كلّ شكٍّ وتردّد ، وتنفصم كلّ القيود ، وعندها تتفتّح براعم الحرية وتتحطّم الأغلال التي كبّل بها الطواغيت عباد الله ، وأسروهم واستعبدوهم .واتّجهوا إلى (المشعر الحرام) و(عرفات) بشعور وعرفان ، وزيدوا دوماً من ثقتكم بوعد الله وحكومة المستضعفين ، وتفكّروا بآيات الله في هدوء وسكون . . وفكّروا في إنقاذ المحرومين والمستضعفين من مخالب المستكبرين .اِذهبوا إلى (منى) لتنالوا فيها الأماني الحقّة المتمثِّلة في تقديم أعزّ ما عندكم قرباناً على طريق المحبوب . .» .

«برجمكم (العقبات الثلاثة) عاهدوا الله على رجم وطرد شياطين الإنس والقوى المستكبرة من بلدان العالم الإسلامي» .

وهكذا تلتحم الثورة والعرفان ، وتتعانق السياسة والعبادة ، ويتزامن السعي بين الصفا والمروة بالسعي نحو تحقيق الأماني الحرّة ، ورجم العقبات برجم الطاغوت ، وطواف الكعبة بالقيام والنهضة والثورة .

وهكذا ـ أيضاً ـ يتحوّل عيد الأضحى المبارك إلى عيد التضحية والبذل والفداء والعطاء في سبيل الله ، ومقارعة الظالمين والطاعنين; لأنّه «العيد الذي يذكّر الواعين بالتضحية الإبراهيمية ، ويقدّم دروس الفداء والجهاد في سبيل الله إلى أبناء آدم وأصفياء الله وأوليائه» .

لقد علّمنا إبراهيم ـ شيخ الموحّدين ومحطّم الأصنام ومؤسس الإيثار ـ كيف نعيِّد ومتى ،

«علّمنا وعلّم الجميع أن نقدّم أعزّ ثمار حياتنا في طريق الله ، ثمّ نعيِّد!!»: }فلمّا أسلما وتلّهُ للجبين* وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين* إنَّ هذا لهو البلاءُ المبين * وفديناه بذبح عظيم* وتركنا عليه في الآخرين.

الحجّ في نهج البلاغة

الحجّ الإبراهيمي والحجّ الجاهلي

الحجّ في السنّة

الأهداف الاجتماعيّة للحجّ الإبراهيمي

الإخلاص في الحج

أضواء، من أسرار الحج

عظمة الحج  و منافعه

الحجُّ عبادة وحركة وسياسة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)