• عدد المراجعات :
  • 2466
  • 10/27/2008
  • تاريخ :

الازمة المالية في العالم
الازمة المالية

 

من بين ابرز اهتمامات الصحف الايرانية واتجاهاتها السياسية، إخترت لكم موضوع الازمة المالية وانعكاساتها على ايران.

الجدير في هذا المجال ان كل صحيفة وحسب انتماءاتها السياسية والفكرية تقرأ هذه الازمة بشكل مختلف عن الصحيفة الاخرى، الصحف الاصولية والمحافظة ترى في هذه الازمة تحقيقاً للوعد الإلهي وانتقاماً إلهياً من المستكبر الامريكي والاوروبي، بينما الصحف الاصلاحية تحذر من التفاؤل كثيرا وتركز على آثارها السيئة على الدول النامية ومنها ايران.

• آثار هبوط اسعار النفط

صحيفة (رسالت) وتحت عنوان (آثار هبوط اسعار النفط علي السياسة) تناولت في افتتاحيتها صباح اليوم آثار انخفاض اسعار النفط على الاقتصاد والسياسة في الدول المنتجة للنفط وكتبت تقول: بالرغم من خفض الانتاج، انخفضت اسعار النفط في الايام الاخيرة الى 60 دولار في البرميل الواحد ويتوقع الخبراء الاقتصاديون ان ينخفض السعر الى 50 دولارا في الشهرين القادمين، وحسب الرؤية الغربية في قراءة السياسة في البلدان النفطية والتي يسموها بتروبوليتكس أي السياسة في الدول النفطية، حسب هذه الرؤية هناك علاقة معكوسة بين اسعار النفط والديموقراطية في هذه الدول يعني كلّما ارتفعت اسعار النفط تنخفض نسبة الديموقراطية وتزداد نسبة التشدّد في هذه الدول، وعلى هذا الاساس يقول الغربيون ان ظهور حكومات متشددة كحكومة احمدي نجاد في ايران وهوغر شاوز في فنزويلا هي نتيجة ارتفاع اسعار النفط في السنوات الاخيرة بينما كانت حكومة خاتمي معتدلة وتطالب بالحوار والتفاهم مع الغرب في ظل اسعار زهيدة للنفط اي اقل من عشرة دولارات للبرميل واليوم تتوقع الاوساط الغربية ان تتغير لهجة حكومة احمدي نجاد بعد انخفاض اسعار النفط والركود العام في اقتصاد العالم.

واعتبرت صحيفة (رسالت) ان هذا التحليل صحيح عندما يصف اقتصادات الدول النفطية بانها مرتبطة ارتباطاً عضوياً باسعار النفط وبالتالي قوة المواقف السياسية ايضاً تنبع من قوة الموارد الاقتصادية.

ورأت الصحيفة ان البديل الوحيد لهذه السياسة وهذه الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط هو فك الارتباط بين ميزانية الحكومة واموال النفط بحيث لا تعتمد الحكومة على الايرادات النفطية كمورد اساس في الميزانية.

واكدت الصحيفة ان هذا البديل لا يمكن تنفيذه بسهولة ولابد من اعتماد خطة لعشرين سنة قادمة نتخلص فيها من الاتكال شبه التام على النفط ونعتمد الموارد الاقتصادية المستديمة كالانتاج الصناعي والتقني والزراعي والعلمي.

• لم نكن مسرورين

لماذا لم نكن مسرورين؟... تحت هذا العنوان تناولت صحيفة (كيهان) المبدئية في افتتاحيتها صباح اليوم موقف الاسلاميين من الازمة المالية التي تشهدها الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية ورأت في هذه الازمة مبعث سرور للمسلمين وانجاز للوعد الإلهي وانتقام سماوي من المستكبرين في العالم وتابعت الصحيفة بالقول: علينا ان لا نقع في فخ الافراط والتفريط في قراءة الانهيارات المالية الغربية.

فليس من الصحيح ان نقلّل من أهمية هذه الازمة ونقول ان اقتصاد امريكا واوروبا اقوى من هذه الازمة وانه لم يتأثر كثيرا بهذه الانهيارات المالية، وفي نفس الوقت لا يجوز ان نقلل من شأن العدو ونقول انه سقط او إنهار بسبب هذه الازمة المالية.

وانتقدت صحيفة (كيهان)، القريبة من وجهات نظر حكومة السيد احمدي نجاد، انتقدت الذين يبالغون في آثار هذه الازمة على اقتصاد ايران وقالت: الأثر الوحيد الذي نراه اليوم هو انخفاض اسعار النفط ولم يشهد الاقتصاد الايراني انهياراً في اسواق المال والتجارة كما شهدته الدول الغربية.

واكدت (كيهان) على ان القدر المتيقن من الوضع الحالي هو ان اقتصاد امريكا واوروبا وبسبب الاعتماد على الرأسمالية المتطرفة والتغافل عن الابعاد الاخلاقية والانسانية في الاقتصاد، يشهد ركوداً وانكماشاً حاداً لم يشهد له مثيل منذ ثمانين سنة تقريباً، وهذا ما يدلّ على خواء المنظومة الفكرية التي تأسست عليها الحضارة الغربية الحديثة وهي منظومة الليبرالية الرأسمالية خاصة النوع الامريكي منها.

وختمت (كيهان) مقالها بالقول: ان الاقتصاد الايراني وبسبب عدم ارتباطه الوثيق بالاقتصاد الغربي وبسبب العقوبات التجارية والمالية التي فرضتها الدول الغربية على ايران في السنوات الاخيرة، لم يتأثر كثيرا بالازمة المالية التي عصفت بالاقتصادات الغربية. وهذه من الوعود الإلهية ان ينصر المؤمنين على المستكبرين بأيدي المستكبرين انفسهم.

• تسونامي عام

اما صحيفة (اعتماد ملي) الاصلاحية وتحت عنوان (تسونامي عام) رأت في افتتاحيتها صباح اليوم ان الازمة الاقتصادية التي شهدتها اميركا واوروبا في الاسابيع الاخيرة لم تقتصر على هذه البلدان فقط، بل تؤثر سلباً على كل اقتصادات العالم ومنها ايران.

وحذرت هذه الصحيفة الاصلاحية من التفاؤل بمقولات كانهيار اقتصاد امريكا وانهيار الرأسمالية وقالت: اول آثار هذه الازمة على بلداننا جاءت سريعاً بانخفاض اسعار النفط حيث انخفضت من 147 دولار الى 64 دولار، واعلنت الاوساط الاقتصادية الايرانية انها ستخسر 54 مليار دولار خلال الستة اشهر القادمة جراء هذا الانخفاض في اسعار النفط.

وانتقدت صحيفة (اعتماد ملي) سياسة الحكومة الحالية في الاعتماد على اموال النفط وارتفاعها المضطرد في السنوات

الاخيرة وقالت: رغم تحذير العديد من الخبراء، استخدمت الحكومة اموال النفط بكثرة ولم تصغ الى نصحية الخبراء لأنها كانت مصابة بنشوة الاسعار الخيالية للنفط التي ظنّت بانها ستبقى مرتفعة الى امد بعيد.

ووصفت الصحيفة العالم اليوم بالقرية المعولمة واكدت ان الازمة والانهيارات المالية والاقتصادية في امريكا واوروبا ستؤثر سلباً على كل دول العالم والدول النامية والناهضة والفقيرة هي التي ستكون الضحية الكبرى والاكثر تضررا من هذه الازمة.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)