• عدد المراجعات :
  • 2441
  • 10/14/2008
  • تاريخ :

الشاعر طلائع بن رزيك ( رحمه الله )

الوردة

 

( 495 هـ ـ 556 هـ )

اسمه ونسبه :

الشاعر طلائع بن رزيك بن ‏الصالح الإرمني ، نسبة إلى أرمينية ، الملقّب بالملك الصالح .

ولادته :

ولد الشاعر ابن رزيك في التاسع عشر من ربيع الأوّل 495 هـ .

سيرته وفضائله :

قد جمع الله سبحانه له الدنيا والدين ، فحاز على شرف الدارين ، وحَبَاه بالعلم الناجع ، والإمرة العادلة ، وكان من الفقهاء البارعين في العصر الفاطمي ، وأديبٌ ، شاعرٌ ، مُجيدٌ ، كما طفحت به المعاجم .

فإذا به ذلك الوزير العادل‏ تزدهي القاهرة بحسن سيرته ، وتعيش الأُمَّة المصرية بلطف شاكلته ، وتزدان الدولة الفاطمية بأخذه بالتدابير اللازمة في إقامة الدولة ، وسياسة الرعية ، ونشر الأمن ، وإدامة السلام .

ولُقِّب بـ( الملك الصالح ) ، وقد طابق هذا اللفظ معناه كما يُنبئك عنه تاريخه المجيد ، فلقد كان صالحاً بعلمه الغزير ، وأدبه الرائق .

صالحاً بعدله الشامل ، وورعه الموصوف ، صالحاً بسياسته المُرضِيَة ، وحسن مداراته مع الرعية ، صالحاً بسيبه الهامر ، ونداه‏ الوافر ، صالحاً بكلِّ فضائله وفواضله ، دينية ودُنيوية ، وقبل هذه كلِّها تفانِيهِ في ولاء الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ونشر مآثرهم ، ودفاعه عنهم بفمه ، وقلمه ، ونظمه ، ونثره .

وكان يجمع‏ الفقهاء ويناظرهم في الإمامة والقدَر ، وكان شديد المغالاة في التشيُّع ، وكان شجاعاً ، كريماً ، جواداً ، فاضلاً ، محبّاً لأهل الأدب ، جيِّد الشعر ، وكان محافظاً على الصلوات ‏، فرائضها ، ونوافلها .

وزارته للفاطميين في مصر :

لمّا قتل الظافر إسماعيل صاحب مصر سيّر أهل القصر إلى ابن رزيك الصالح فتوّجه الصالح إلى القاهرة ومعه جمع عظيم ودخل إلى القاهرة ، وتولّى الوزارة في أيّام الفائز ، واستقلّ بالأُمور ، وتدبّر أحوال الدولة حيث حكم الناس بالعدل وانصاف والمساوات ، وكان جواداً فاضلاً ، كثير الصدقات ، حسن الآثار ، ويعود الفضل في نشر مذهب الشيعة الإمامية بصعيد مصر وفي بقاع أُخرى من أنحاء البلاد إلى طلائع بن زريك ، وقد أظهر المذهب الإمامي حين وصل إلى الحكم ، وهناك محلّة تسمّى حارة الصالحين منسوبة إلى الصالح طلائع ، وقد خربت فيما بعد على أيدي الأيوبيين الذين سعوا إلى محو كل آثار الشيعة في مصر .

أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :

قال ابن خلكان في تاريخه : كان فاضلاً ، سمحاً في العطاء ، سهلاً في اللقاء ، محبّاً لأهل الفضائل ، جيّد الشعر ، وهو الذي بني الجامع الذي على باب زويلة بظاهر القاهرة ، وكان والياً بمنية بني الخصيب من أعمال صعيد مصر .

قال عماد الدين الكاتب : نفق في زمانه النظم والنثر ، واسترق باحسانه الحمد والشكر ، وقرّب الفضلاء واتخذهم لنفسه جلساء ، ورحل إليه ذوو الرجاء ، وأفاض على الداني والقاصي بالعطاء ، وله قصائد كثيرة مستحسنة ، وله ديوان كبير واحسان كثير .

قال يوسف بن تغري بردي في النجوم الزاهرة : وساس الأُمور ، ولقّب بالملك الصالح ، وسار في الناس أحسن سيرة ، وكان أديباً كاتباً مائلاً لمذهب الإمامية ، وقد تسلّم الأمر من بعده ولده فسار على سيرته .

قال جوهر الصقلي : فاتح مصر ، وباني القاهرة ، وكان يظهر الإحسان إلى الناس ، ويجلس بنفسه في كلّ يوم سبت للمظالم بحضرة الوزير والقاضي وجماعة من أكابر الفقهاء ، ولم يبق بمصر شاعر إلاّ رثاه ، وذكر مآثره حين موته .

5ـ قال المقريزي : كان شجاعاً كريماً جواداً فاضلاً ، محبّاً لأهل الأدب ، جيّد الشعر ، رجل وقته فضلاً وعلماً وسياسةً وعقلاً وتدبيراً .

كان مهاباً في شكله ، عظيماً في سطوته ، وكان محافظاً على الصلوات فرائضها ونوافلها .

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :

الاعتماد في الردِّ على ‏أهل العناد .

ديوان شعر .

وفاته :

قُتل الشاعر ابن رزيك ( رحمه الله ) يوم الإثنين التاسع عشر من شهر رمضان 556 هـ ، ودُفن في القاهرة .

الشاعر طلائع بن رزيك

ينظم في التوبة والتمسكبالنبي وآله ( عليهم السلام )

 

لا تبك للجيرة السارين في الظعن
ولا تعرج على الأطلال والدمن
فليس بعد مشيب الرأس من غزل
ولا حنين إلى إلف ولا سكن
وتب إلى الله واستشفع بخيرته
من خلقه ذي الأيادي البيض والمنن
محمّد خاتم الرسل الذي سبقت
به بشارة قس وابن ذي يزن
فاجعله ذخرك في الدارين معتصماً
 له وبالمرتضى الهادي أبي الحسن
وصيه ومواسيه وناصره على
أعاديه من قيس ومن يمن
أوصى النبي إليه لا إلى أحد
سواه في خمّ والأصحاب في علن
فقال هذا وصيي والخليفة من
بعدي وذو العلم بالمفروض والسنن
قالوا سمعنا فلمّا أن قضى غدروا
والطهر أحمد ما واروه في الجبن

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)