• عدد المراجعات :
  • 1450
  • 10/5/2008
  • تاريخ :

خطة إسرائيلية جديدة لاشعال الحرب الأهلية بين الفصائل الفلسطينية
اسرائيل

   

كشف مصدر بالمخابرات الإسرائيلية اليوم السبت عن اجتماعات جرت بين قادة الجيش في الضفة الغربية، ونظرائهم من قادة الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة برام الله محمود عباس، لرسم مسار مخطط مواجهة قريبة مع حركة حماس بدعم أمريكي.

وقال أبراهام هليفي، رئيس الموساد السابق، إنّ مواجهة تلوح في الأفق بين جناح السلطة الفلسطينية بالضفة وحركة حماس, موضحاً في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنّ قادة جيش الاحتلال حلّوا على مائدة إفطار في إحدى أمسيات رمضان ضيوفاً على قادة سلطة رام الله، واستغلوا الحدث ليرسموا المسار المخطط له لما سمّوه "القضاء على حماس"، سواء بالضفة الغربية أم في قطاع غزة.

دعم إعلامي

وأشار هليفي إلى أنّ هذه المناسبة الاستثنائية دعي لها صحافيون يهود كبار، منوها بأنه من الواضح أن قراراً اتخذ "ليس فقط بالدفع إلى الأمام بالخطة المشتركة؛ بل وأيضاً بإعطائها فرصة العلانية",

ويتسق هذا المخطط الذي سرّبه المسؤول الأمني الإسرائيلي الكبير، مع تصريحات صدرت عن قيادات أجهزة الأمن والسلطة برام الله ومسئولين بفتح في الآونة الأخيرة "باستخدام القوة"، أو اعتماد "خيار المواجهة" مع حماس لمحاولة الهيمنة على قطاع غزة إذا فشلت جهود الحوار الفلسطيني بالقاهرة.

وأكد أنّ قيادات أجهزة الاستخبارات التي تأتمر بأمر محمود عباس، بدوا مفعمين بثقة عالية بالنفس بأنّ قواتهم ستنجح أيضاً في أن تعالج بنجاعة انتفاضة محتملة لـ"حماس" بالضفة، والعودة لتنصيب حركة "فتح" كحاكم وحيد وناجع، بل وإعادة النظام إلى نصابه بقطاع غزة.

علاقات استراتيجية

وحرّض رئيس جهاز "الموساد" الأسبق، سلطات الاحتلال على دعم الخطة المذكورة ليس بسبب اتفاقاتها الأمنية مع "مقاطعة رام الله" فحسب؛ بل لما يربطها من علاقات استراتيجية مع واشنطن, وقال هليفي:" إذا كان بالفعل قد اتُخذ القرار، فعلينا أن نأمل في خروجها لحيز التنفيذ وتتوج بالنجاح، إسرائيل ملزمة بذلك ليس فقط بسبب منظومة الاتفاقات التي رسمتها مع الشريك الفلسطيني (فريق عباس)، بل وأيضاً بسبب التجنّد الكبير للولايات المتحدة بالمعركة"، على حد تعبيره.

وتحدث هليفي عن أنه إذا اتُخذ القرار بتنفيذ الخطة؛ فإن "هزيمة أمن سلطة عباس لن تكون مقبولة أو محتملة من ناحية إٍسرائيل أو من ناحية الولايات المتحدة، وعليه فيمكن أن يكون مطلوباً دور إسرائيلي مباشر في القتال إلى جانب الفلسطينيين (عناصر فتح وأجهزة عباس) أو بدلاً منهم، كلّ ذلك وفقاً للظروف"، على حد قوله.

تصريحات متكررة

وكانت قد تكرّرت خلال الشهر الماضي عدة تصريحات من جانب مسئولي السلطة وحركة فتح، بما ينسجم مع ما طرحه هليفي, من ذلك وعيد ما يسمى بقائد قوات الأمن بالضفة الغربية، اللواء دياب العلي، باستخدام القوة لاستعادة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، في حال فشلت "الجهود السلمية"، على حد تعبيره. كما يندرج في هذا السياق عدم استبعاد مفوض التعبئة والتنظيم في حركة "فتح"، أحمد قريع، خيار المواجهة مع "حماس" "من أجل إنهاء الانقسام الداخلي"، وفق وصفه.

وعلى نحو متصل؛ فقد كشفت مصادر إعلامية بحركة فتح، النقاب عن أنّ اللجنة المركزية للحركة وتحت دعم كل أعضائها، أقرّت أنه "لا مفر من المواجهة في حال فشل الحوار", وخلال سلسلة من الاجتماعات العلنية والمغلقة؛ تبيّن أنّ "اللجنة المركزية لفتح مستعدة تماماً لتبني مرحلة الصدام بكل ما تحمل من آلام"، في إشارة إلى تبلور قرار بتفجير حرب أهلية.

ورفض قياديون كبار في فتح، عُرف منهم أبو ماهر غنيم الاستمرار في أي تهادن مع حماس بعد رفضها للحوار"، وقال مصدر الحركة:" إنّ القيادة الفتحاوية أبلغت الرئيس عباس وبكل صراحة أنها لن تسكت بعد فشل الحوار، وأنها ستدير العمليات العسكرية صراحة ولا بلا هوادة، كما ورد.

استخدام القوة

وبسبب ذلك؛ فقد رأت حركة حماس على لسان الناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري، أنّ فكرة استخدام القوة لمواجهتها، كما في التصريحات الآنفة، لم تغادر عقلية فريق رام الله، ورأى أنّ إطلاقها في مثل هذا التوقيت "يهدف لممارسة الضغوط على حماس للقبول بأي نتائج للحوار، وإلاّ فإنّ عليها أن تكون جاهزة للقبول بخيار المواجهة"، حسب تقديره.

ورغم التصريحات الصادرة عن جناح السلطة بالضفة وحركة "فتح"؛ فقد شككت شخصيات فتحاوية في جدوى اعتماد القوة لسيطرة "فتح" والأجهزة الأمنية التي تدور في فلكها مجدداً على قطاع غزة، نظراً لقوّة حماس على الأرض, فقد استبعد أحمد قريع، مفوّض عام حركة فتح، خلال لقاء له مع كوادر من الحركة بمناسبة عيد الفطر أن يكون للأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس القدرة على استعادة قطاع غزة بالقوّة، مشيراً إلى أنّ حركة حماس مسلّحة بشكل جيد، على حد تعبيره.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)