• عدد المراجعات :
  • 1592
  • 7/6/2008
  • تاريخ :

الإسلام السياسي ولعبة الشيطان
الدعاء

الإسلام والسياسة

الإسلام السياسي والغرب

ترويض الإسلامويين من خلال إشراكهم بالحياة السياسية

حقائق الدوافع المالية والتحالف مع الأنظمة!

أكثر من سؤال يثيره كتاب "لعبة الشيطان" للأمريكي روبرت دريفوس وقبله كتاب "كريستين سمث" عن كيفية تحالف قوى أموال الجناح اليميني الإسلامي مع قوى الأقليات الحاكمة حين تتعرض للتهديد، الكتاب عرض تاريخي طويل الأمد لصعود هذا التيار اليميني الإسلامي منذ أواخر القرن التاسع عشر، وصولاً الى أيامنا الراهنة، ولأن هذه المدة الزمنية أكثر طولاً من أن يحتوي تفاصيلها كتاب واحد، فمن الممكن أن يشوبه التعميم المفرط أحياناً، بل الخلط بين التيارات الإسلامية واتجاهاتها ولكن تبقى هناك أسئلة مشروعة وأجوبة موثقة عن دور هذه التيارات الإسلامية اليمينية، وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين في تنمية وتطوير قدرات مالية عملاقة استناداً الى تمويل نظم تبادلها الانتفاع في تجنيد قوى كلا الطرفين ضد الحركات الوطنية من قومية ويسارية شغلت ساحة الصراع الاجتماعي- السياسي طيلة القرن الماضي• بالطبع هذا ليس إلا جانبا من القصة أما الجانب الآخر فهو تعامل مخابرات الدول الأجنبية وبخاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة مع هذه التيارات وقدراتها على توجيهها نحو ساحات معاركها، فعلى غرار ما فعل البريطانيون من توجيه لهذه التيارات اليمينية الإسلامية ضد المنافس الروسي في أفغانستان في القرن التاسع عشر وفي البلدان العربية إبان الصراع مع الدولة العثمانية وإيران في القرن التاسع عشر تكررت التجربة مع الأمريكيين الذين حرصوا منذ أوائل الخمسينات على دعوة ممثلي هذه التيارات الى مؤتمرات تديرها وتشرف عليها منظمات تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية، واستطاعت أن تثمر في تجنيد هذا اليمين الإسلامي في معركتها ضد الاتحاد السوفييتي وضد الحركات الوطنية العربية وتشوه طبيعة الصراع في المنطقة العربية وتنقله من صراع بين قوى الاستعمار الغربي وقاعدته إسرائيل الى صراع ضد السوفيات والصين•

ما تشهده المنطقة العربية حالياً، حيث تتحالف قوى اليمين الإسلامي السياسي مع الحكومات ضد معارضة وطنية مدعومة بقوى المال والامتداد المسموح به رسميا في كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية يرسخ ألوان الصورة نفسها وكأن الليلة لا تشبه البارحة، بل هي نسخة عنها، ونسخة دقيقة تجد فيها المخابرات الغربية فرصة للدخول في لعبة مشتركة مع هذا الذي يسميه كتاب "دريفوس شيطانا" ولكن تتبع الوقائع التاريخية يبرهن على أن هذا الشيطان كان مطيعا أكثر من شيطان المصباح السحري، فقد خدم السياسات الغربية في البلدان العربية حين وجه قواه ضد كل قوى التحرر مهما كانت ألوانها ودخل في مغامرات خارجية مهدت لامتداد النفوذ الغربي أو ساهمت فيه كعنصر فعال، في آسيا الوسطى، وفي تقسيم يوغوسلافيا السابقة وتحويلها الى دويلات•• خاضعة لحلف الناتو وهو يستعد الآن كما تشير التقارير المتسربة عن التوجيهات السرية لإشعال الحروب الأهلية في البلدان العربية وتقسيمها، الى الانضمام الى حملة تفتيت الأوطان الى "دويلات" طائفية•

في الكتاب إشارة ذات مغزى الى أن درس التحالف مع قوى الإسلام السياسي اليميني المتضخمة ماليا والتي توفر لها فرص النمو الديناصوري حكومات تخشى كل تغيير نحو الديمقراطية والمشاركة الشعبية في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هو درس متناقل، أي أنه موضع تبادل فحين تحتاج دولة خليجية مثلاً الى تدعيم وضعها ضد قوى المعارضة الوطنية، تلتفت الى الدرس الذي قدمه النظام الأردني حين سانده الإخوان المسلمون في الأردن ضد المقاومة الفلسطينية مساندة مطلقة في أواخر الستينات والى نظام السادات الذي سارع التيار نفسه الى مساندته ضد حركات التغيير المصرية•

ولا ننسى بالطبع أن هذا التيار نفسه بالتحالف مع بعض الحكومات العربية ومن مراكزه الدولية في ألمانيا وسويسرا وبريطانيا واجه بقوة حركة التحرر العربية التي كانت الناصرية عنوانها في الخمسينات والستينات•

في هذا الضوء لا يبدو أن اللعبة قائمة مع الشيطان كما يريد أن يوحي الكاتب بل هي لعبة شيطانية بمجملها مازالت نافعة ومتمددة منذ مئة عام تقريبا، وحتى الآن•

المصدر: حمد حسين/ جريدة الطليعة


المسلمون وتحديات الإندماج في المجتمعات الغريبة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)