• عدد المراجعات :
  • 623
  • 2/17/2008
  • تاريخ :

مذكرات بوتو.. أوراق تكشف الجريمة قبل وقوعها

‎‎ بي نظير بوتـو

 المصالحة والإسلام والديمقراطية والغرب، عنوان لكتاب سيصدر قريبا عن مذكرات لرئيسة الوزراء السابقة بوتو بعد وفاتها، ويعتقد الكثير ان هذه المذكرات ستكون الخيوط الأولى التي من الممكن الوصول عن طريقها إلى الجاني، وفي هذه المذكرات وضعت بوتو وصاياها وآمالها للشعب الباكستاني. التقرير يعرض جانبا من تداعيات لأزمة في باكستان بعد إغتيال بوتو:

حمزة بن لادن وبيت الله محسود وأصابع الاتهام

كتبت رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت في كانون الاول/ديسمبر الماضي في مذكرات نشرت صحيفة "صنداي تايمز" مقاطع منها ان اربع مجموعات كانت تنوي ارسال انتحاريين لقتلها.

وبين هؤلاء المتآمرين احد ابناء زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن والزعيم القبلي الباكستاني بيت الله محسود الذي تشتبه السلطات الباكستانية بانه مدبر الهجوم الذي اودى بحياتها.

وتكشف بوتو انها ابلغت قبل عودتها الى باكستان في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بهذه المعلومات من قبل حكومة الرئيس برويز مشرف، وحكومة إسلامية أجنبية تؤيد قضيتها، لم تحددها. بحسب (ا ف ب).

وكتبت في مذكراتها ان، نظام مشرف وحكومة مسلمة اجنبية قالتا لي ان اربع مجموعات انتحارية ستحاول قتلي. وأضافت، ان هذه المجموعات هي فرق يرسلها الزعيم القبلي الذي ينتمي الى طالبان بيت الله محسود، واحد أبناء اسامة بن لادن وهو حمزة بن لادن وناشطون من المسجد الاحمر ومجموعة ناشطين تتمركز في كراتشي.

وعبرت عن أسفها لأنها "لم تتلق" ـ على الرغم من انها طلبت ذلك ـ أي معلومات حول اجراءات اتخذتها (حكومة مشرف) بعد هذه التحذيرات قبل وصولها الى باكستان. واضافت، ان مشرف كان قلقا على امني لكن انصاره لم يقدموا الحماية اللازمة التي كنا بحاجة اليها والتي كان يمكنني الحصول عليها بصفة رئيسة حكومة سابقة.

آصف علي زرداري..زعيم مؤقت حسب وصية بوتو

كما ذكر تقرير اخباري محلي ان زعيمة المعارضة الباكستانية الراحلة بي نظير بوتو حثت في وصية مكتوبة قبل أسابيع من اغتيالها في ديسمبر أنصارها على مواصلة محاربة الارهاب والديكتاتورية.

وكتبت بوتو في رسالة قبل يومين من عودتها من المنفى الاختياري يوم 18 أكتوبر عام 2007 انها تخشى على مستقبل باكستان وسط استمرار الحكم العسكري وتزايد التطرف الاسلامي.

ولم تذكر الرسالة المكونة من صفحتين التي نقل مضمونها تلفزيون (دون نيوز) أي شيء عن ممتلكات بوتو الشخصية وكيفية تقسيمها. الا أن أعضاء حزبها حزب الشعب الباكستاني يشيرون الى الوثيقة بأنها وصية. بحسب د ب أ.

وكتبت بوتو، أحيي شجاعتكم وشعوركم بالكرامة. وأحييكم لوقوفكم بجوار شقيقتكم خلال اثنين من النظم الديكتاتورية العسكرية. وكتبت، أرجوكم واصلوا الحرب ضد الارهاب والديكتاتورية والفقر والجهل. وأضافت، أتمنى لكم النجاح في تنفيذ بيان حزبكم وفي خدمة شعب باكستان المضطهد والمقهور.

وفي الوصية عينت بوتو زوجها آصف علي زرداري كزعيم مؤقت حتى يقرر ما هو أفضل بالنسبة لأكبر حزب سياسي، ووصفته بأنه رجل شجاع وشريف، وقالت انه سيجمع أواصر حزب الشعب الباكستاني.

خبراء اسكوتلنديارد يؤكدون مقتل بوتو بفعل ضغط الانفجار 

واستخلص محققو شرطة اسكتلنديارد البريطانية، ان رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو قتلت جراء ارتطام رأسها بسقف سيارتها نتيجة التفجير الانتحاري الذي استهدفها في 27 كانون الاول/ديسمبر قرب اسلام اباد وليس بالرصاص مثلما يؤكد حزبها.

غير ان نتائج التحقيق هذه التي نشرت في اسلام اباد لم تحسم الجدل القائم بين الحكومة وحزب الشعب الباكستاني الذي كانت بوتو ترئسه بشأن اسباب الوفاة ومنفدي الاعتداء ومدبريه.

واستخدم خبراء اسكتلنديارد تجهيزات تقنية شديدة التطور ليرسموا بثلاثة ابعاد مسار الرصاصات التي اطلقها الانتحاري في بادئ الامر على بوتو قبل ان يفجر القنبلة التي كان يحملها.

وبحسب هذا الرسم فان الرصاصات الثلاث اخفقت هدفها رغم ان واحدة منها لامست رأس بوتو فرفعت الوشاح الذي كان يغطيه.

وقتلت بوتو عقب مهرجان انتخابي في روالبندي بضاحية اسلام اباد في خضم حملة الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير وتم تاجيلها فيما بعد الى 18 شباط/فبراير بسبب موجة الاحتجاجات واعمال الشغب التي تلت اغتيالها.

وكانت بوتو تحيي جماهير مؤيديها من فتحة سقف سيارتها المصفحة حين قام شاب غير ملتح يرتدي ملابس غربية ويضع نظارات شمس باطلاق النار في اتجاهها وهو ما اظهرته اشرطة فيديو صورها بعض الذين كانوا حاضرين هناك.

وبحسب اسكتلنديارد فان مطلق النار نفسه فجر عبوته على الفور فارتطم رأس بوتو من قوة الانفجار بحافة فتحة سقف السيارة وهي تحاول دخولها للاحتماء ما ادى الى كسر في الجمجمة تسبب في وفاتها. بحسب (ا ف ب).

وثار جدل في باكستان حول الاسباب الفعلية التي ادت الى مقتل بوتو غير ان تقرير اسكتلنديارد دعم فرضية الكسر في الجمجمة التي طرحتها الحكومة غداة الاعتداء واثارت اعمال شغب قام بها مناصرو حزب الشعب الباكستاني.

واكد حزب بوتو انها قتلت برصاصة في الرأس متهما اركانا في السلطة ومسؤولين في اجهزة الاستخبارات بتدبير اغتيالها.

التفاوض مع قيادي متهم بقتل بوتو

اعلن وزير الداخلية الباكستاني حميد نواز ان الحكومة تستعد للتفاوض حول "السلام" مع زعيم احدى قبائل شمال غرب باكستان موال لتنظيم القاعدة وتتهمه اسلام اباد وواشنطن بانه دبر سلسلة لا سابق لها من الاعتداءات بما فيها الهجوم الذي اودى بحياة بنازير بوتو.

وكان الزعيم القبلي بيعة الله محسود اعلن عبر ناطق باسمه انه امر رجاله بوقف هجماتهم لفترة غير محددة على الجيش في معقله في جنوب وزيرستان على الحدود الافغانية حيث يقول الجيش انه يكبده خسائر جسيمة منذ ثلاثة اسابيع. وسارع الجيش الى رفض وقف اطلاق النار، مؤكدا انه سيواصل هجومه حتى القضاء على معاقلهم. بحسب(ا ف ب).

واعلن وزير الداخلية حميد نواز: لم نتبلغ بوقف لاطلاق النار لكنه مطبق عمليا اذ توقف المتمردون والعسكر عن تبادل اطلاق النار. واضاف، ان مجلسا تقليديا لزعماء القبائل وممثلي الحكومة سيعقد للتفاوض حول السلام.

وقال نواز: انهم فارون وقواتنا تبقي الضغط عليهم والان يطالبون بوقف لاطلاق النار، لكن علينا ان ننتبه كثيرا لاننا في الماضي وقعنا العديد من اتفاقات السلام مع مقاتلين اسلاميين لكنهم انتهكوها كلها. واكد، على كل حال ليس هناك مجال للشك، التفاوض هو الوسيلة الوحيدة لاقناعهم بالتخلي عن السلاح.

قبل الانتخابات الباكستانية: الآلاف يشاركون في إحياء ذكرى اربعين بوتو

تليت آيات القرآن في أنحاء قرية بينظير بوتو، فيما احتشد ألاف الباكستانيين عند قبر رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت، لإحياء ذكرى الأربعين واليوم الأخير في الحداد.

ومازالت نظريات المؤامرة تطرح بقوة بشأن من الذي يقف وراء الهجوم الانتحاري بالاسلحة النارية والقنابل الذي قتل زعيمة المعارضة في بلدة روالبندي يوم 27 ديسمبر كانون الاول الماضي.

ويزداد الجدل اشتعالا بشأن ان كانت بوتو وهي أكثر السياسيين الباكستانيين حضورا في العشرين عاما الاخيرة قتلت بطلقة أم اصابات لحقت بها نتيجة لتفجير قنبلة انفجرت بعد ان اطلق المهاجم النار عليها من مسافة قريبة.

ودفنت بنازير بوتو بعد يوم دون اجراء تشريح في الضريح الذي بنته في جارهي خودا بخش باقليم السند الذي ينتمي اليه والدها ذو الفقار علي بوتو اول رئيس وزراء منتخب شعبيا في باكستان. واطاح الجيش بوالدها واعدم في اواخر السبعينات لكن حزب الشعب الباكستاني مازال يكسب تأييدا نتيجة لجاذبيته الشعبية. بحسب رويترز.

وعلقت صور ضخمة لبوتو بجوار اعلام حزب الشعب الباكستاني بألوانه الاحمر والاخضر والاسود عند المقبرة الرخامية وحولها.

وفي الخارج تجمعت الحشود في منطقة ممتدة حيث اذاعت مكبرات الصوت كلمات لبوتو وتلاوات من القرآن.

وقال ماجد سومرو وهو مزارع في الاربعينات من العمر جاء من قرية قريبة: عائلة بوتو بالكامل قدمت تضحيات من اجل هذا البلد. وهي مسؤوليتنا ان ندعم وان نقدم احترامنا لهذه العائلة العظيمة.

ووصل اصف علي زرداري زوج بنازير بوتو والزعيم الفعلي لحزب الشعب الباكستاني الى الضريح ليصلي عند القبر الذي زين بالورود. ولم يحضر أي من اولادهما الثلاثة الذين يعيشون جميعا في الخارج.

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)