• عدد المراجعات :
  • 3140
  • 2/9/2008
  • تاريخ :

الرد علي شبهات المستشرقون

اهل القران

شبهة أنّ الإسلام انتشر بالسيف

هذا القول يحمل بهتاناً عظيماً ، ذلك أنّه لو كان الإسلام قد انتشر بالسيف لما وجد في الدول التي أعلنت إسلامها غير المسلمين ، ولكن وجد في الدول الإسلامية اليهود والنصارى ، وظلوا على دينهم ، لم يحاول أحد أن يقتلهم أو يدخلهم في دين الإسلام قهراً ، بل تركوا ودينهم ، وما تمتع هؤلاء بحرية العبادة وأمان الحياة - باعترافهم - إلاّ في ظل الدولة الإسلامية .

ولنقرأ التاريخ جيداً ، فإنّه يروي لنا أنّ أقباط مصر الذين كانوا يختفون في المغارات وقت الحكم الروماني ، قد خرجوا إلى الآفاق في أيام الحكم الإسلامي ، وكانوا يؤدّون عبادتهم في حماية الخلافة الإسلامية .

ومن هنا ، فإنّ القول بأنّ الإسلام قد انتشر بالسيف قول كاذب ، والإسلام حين استخدم السيف استخدمه ليدافع عن حرية الكلمة ، وحرية العقيدة للبشرية كلّها ، فقد كان دعاة الإسلام يعرضون الإسلام على الأمم ، فيشرحون الدين الجديد للناس .

وبعد إبلاغهم بالدين الجديد والحجج التي نزل بها القرآن من شاء فليؤمن ، ومن لم يشأ ظل على دينه .

إذن ، كان المسلمون يطالبون بحرية الرأي وحرية العقيدة ، وكانوا يعرضون الإسلام على الناس ، فمن كانت له - حجّة ولله الحجّة البالغة – فليتقدم ، ثمّ بعد ذلك تترك حرية العقيدة لكل إنسان .

فما كان من بعض حكّام هذه الدول إلاّ أن قتلوا دعاة المسلمين ، وبعضهم الآخر منعوا المسلمين من أن يعرضوا دينهم على الناس ، وصادروا حرية الرأي وحرية العقيدة ، محاولين فرض دين الكفر ، وحملوا السيف ليمنعوا الإسلام من أن يصل إلى قلوب وآذان البشر .

فكان لابد أن يحمل المسلمون السيف ، ليضمنوا للبشرية حرية الرأي ، وحرية العقيدة ، ويخلصوها من جبروت فرض الكفر والإلحاد على الناس بالقوّة .

وبعد أن وصلوا إلى الموقف الذي يستطيعون فيه إبلاغ تعاليم الإسلام ، تركوا السيف وألقوا به بعيداً ، وبدءوا في شرح تعاليم الدين ، ثمّ تركوا بعد ذلك كل إنسان حراً في أن يدخل الإسلام أو يبقى على دينه ، فمن دخل الإسلام كان له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم بلا تمييز ، وإن بقي على دينه كانت له حرية العقيدة يحميها المسلمون في ظل خلافة إسلامية ، وقوانين ربانية تحفظ لكل ذي حق حقّه .

ومن باب من فمك أدينك ، أجاب عن هذه الشبهة أيضاً المستشرق توماس كارليل فقال : من الشبهات التي يثيرها بعض المسيحيين هي : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قام بنشر الدين الإسلامي بقوّة السيف .

وهذا القول بعيد كل البعد عن الصواب ، لأنّ الذين يدّعون ذلك عليهم أن يتدبّروا قليلاً ، فلابد أن يكون هناك سر في هذا السيف الذي خرج في جزيرة العرب ، ووصل بأيدي القادة المسلمين إلى جبال إسبانيا غرباً ، وإلى سمرقند شرقاً .

فما هو هذا السر ؟

بلا شك أنّ السر في ذلك يقود إلى الشريعة الإلهية ، التي جاء بها النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، تلك القوّة العظمى التي دفعت بِعَبَدَة الأصنام والأوثان في جزيرة العرب إلى القبول والإذعان بهذا الدين ، الذي جاء بالقوانين الإلهية ، التي وضعها الحكيم العليم ، والتي تضمن سعادة الإنسان ورقيه .

والمسألة الأخرى التي نلفت الأنظار إليها هي : أنّ الإسلام عندما انتشر شرقاً وغرباً كان قد قضى على جميع العقائد والمذاهب الباطلة ، لأنّه كان حقيقة ثابتة نابعة من صميم الإنسان ، وما غيره من الطرق والمذاهب مزيف لا ينسجم مع الطبيعة الإنسانية ، كما هو زائل أو في طريقه إلى الزوال .


شبهة أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يأتِ بمعجزة

شبهة الأخطاء النحوية في القرآن

شبهة تعدد الزوجات

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)