• عدد المراجعات :
  • 6769
  • 1/26/2008
  • تاريخ :

متي تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المكرمة

الکعبة المکرمة

لقد كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي " بيت المقدس " الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها ، و ظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاث عشرة عاماً يتوجهون إليه في عباداتهم و صلواتهم و ما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة .

كان النبي صلى الله عليه وآله يصلي بمكة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ، فلما عرج به إلى السماء أمر بالصلوات الخمس فصارت الركعتان في غير المغرب للمسافر وللمقيم أربع ركعات ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة أمر أن يصلي نحو بيت المقدس لئلا يكذبه اليهود ، لان نعته صلى الله عليه وآله في التوراة أنه صاحب قبلتين ، وكانت الكعبة أحب القبلتين إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فأمره الله تعالى أن يصلي إلى الكعبة ، قال محمد بن حبيب الهاشمي : حولت في الظهر يوم الثلثاء للنصف من شعبان زار رسول الله صلى الله عليه وآله أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فتغدى هو وأصحابه وجاءت الظهر فصلى بأصحابه في مسجد القبلتين ركعتين من الظهر إلى الشام ، ثم امر أن يستقبل الكعبة وهو راكع في الركعة الثانية ، فاستدار إلى الكعبة فدارت الصوف خلفه ، ثم أتم الصلاة فسمي مسجد القبلتين .

بیت المقدس

سبب تغيير القبلة :

لمّا كثُر تعيير اليهود للنبي و للمسلمين بسبب إستقبال المسلمين لقبلة اليهود ، تأذى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من تعيير اليهود له و للمسلمين ، فنزلت الآية المباركة : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } [2] تخبر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بتغيير القبلة و تحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة .

عن علي بن إبراهيم بإسناده عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " تحوّلت القبلة إلى الكعبة بعدما صلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس ، و بعد مهاجرته إلى المدينة صلّى إلى بيت المقدس سبعة أشهر " .

قال : " ثم و جّهه الله إلى الكعبة ، و ذلك أن اليهود كانوا يُعيّرون رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و يقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا ، فأغتمّ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) من ذلك غمّاً شديداً و خرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمراً ، فلمّا أصبح و حضر وقت الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين ، فنزل عليه جبرائيل ( عليه السَّلام ) فأخذ بعضديه و حوّله إلى الكعبة و انزل عليه : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } و كان صلّى ركعتين إلى الكعبة فقالت اليهود و السفهاء : { ... مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ... } [3] " [4] .

هذا و لعل من أسباب تغيير القبلة و وجوب إستقبالها حال الصلاة و الذبح و غيرها من الأمور ، هو أن الله تعالى يمتحن الناس و يميّز المؤمنين بهذه الطريقة عن غيرهم أمثال اليهود ، و أمثال الذين كانوا يدّعون الإسلام و يتظاهرون به ، لكنهم لم يكونوا ملتزمين واقعاً و قلباً بأوامر الله و أوامر رسوله المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) .

قال عز من قائل : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [5] .

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)