• عدد المراجعات :
  • 1921
  • 1/15/2008
  • تاريخ :

وصول سبايا الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى الكوفة

 سبايا الإمام الحسين

تحرَّك موكب سبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) في الحادي عَشر من المحرم ، وهو يقطع الصحاري ، حامِلاً الذكريات الموحِشة والمؤلمة للَيلَة الفِراق والوحشة ، التي قضَوها على مَقربة من مَصارع الشهداء .

فدخَلَ الركب الكوفةَ في اليوم الثاني عشر من المحرَّم 61 هـ ، ففزع أهلُ الكوفة ، وخرَجوا إلى الشوارع ، بين مُتسائِلٍ لا يدري لِمَن السبايا ، وبين عَارفٍ يُكفْكِف أدمعاً ويُضمِر نَدَماً .

ثمَّ اتَّجه موكبُ السبايا نحو قَصْر الإمارة ، مُخترقاً جموع أهل الكوفة ، وهُم يبكون لِما حَلَّ بالبيت النبوي الكريم .

ولمَّا اكتسبت أيديهم ، وخَدَعتْ وعودُهم سبط النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإمام المسلمين الحسين ( عليه السلام ) ، وهَاهُم يرَوْن أهله ونساءه أسَارَى .

وهاهو رأسُ السبط الشهيد يحلِّق في سَماء الكوفة على رأسِ رمح طويل ، وقد دعوه ليكون قائداً للأمَّة الإسلامية ، وهادياً لها نحو الرشاد .

فحدَّقت زينب ( عليها السلام ) بالجموع المحتشدة ، ومَرارة فقدان أخيها تملأ فَمها ، وذُلّ الأَسر يحيطُ بموكِبها ، فنظرت ( عليها السلام ) إلى أهل الكوفة نظرة غَضَبٍ واحتقار ، وخَطَبت بهم خطبة مُقرعة ومؤنِّبة .

وأدخِلَ رأس الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى القصر ، ووُضع بين يدي ابن زياد ، فأخذ يضرب الرأسُ الشريف بقضيب كان في يده ، وعليه علامات الفرح والسرور .

ثم أُدخل النساءُ والأطفال ، ومعهم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب ( عليها السلام ) وشامتاً بها : الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أحدوثتكم .

فردَّتْ ( عليها السلام ) عليه بلسانِ المرأة الواثقة بأهدافها : ( الحمْدُ لله الذي أكرَمَنا بنبيِّه محمدٍ ( صلى الله عليه وآله ) ، وطهَّرَنا مِن الرِّجس تطهيراً ، إنما يَفتضحُ الفاسِق ، ويكذبُ الفاجِر ، وهو غَيرُنا ) .

فقال ابن زياد : كيف رأيت فِعلَ الله بأهلِ بيتك ؟

فقالت ( عليها السلام ) : ( كتبَ اللهُ عليهم القتل ، فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهم ، وسيجمع اللهُ بَينك وبَينَهُم ، فتحاجُّون إليه ، وتَخْتصِمون عِنده ) .

ثم جاء الدور بعد ذلك للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، ليقف أمام عبيد الله بن زياد .

فسأله : مَن أنت ؟

فأجاب الإمام ( عليه السلام ) : ( أنَا علي بن الحسين ) .

فقال : ألمْ يقتلُ الله علي بن الحسين ؟

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( كَانَ لي أخٌ يُسمَّى علياً قَتَله الناس ) .

فقال ابن زياد : بل قتله الله .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) الزمر : 42 .

فغضب ابن زياد لِرَد الإمام ( عليه السلام ) ، فنادى جلاوزته : اِضربوا عنقه .

فتعلَّقت عَمَّته زينب ( عليها السلام ) به وصاحت : ( يَا بْن زياد ، حَسْبك مِن دِمائِنا ، والله لا أفارِقُه ، فإن قَتلتَهُ فاقتلني معه ) .

فتراجع عن ذلك .

ولم يقف حِقد ابن زياد وقَساوته ، وأسلوبه الوحشي إلى حَد ، بل راح يطوف في اليوم الثاني برأس الحسين ( عليه السلام ) في شوارع الكوفة ، يُرهِب أهلَها ، ويتحدَّى روح المعارضة والمقاومة فيها .

خروج سبايا الإمام الحسين (عليه السلام) من كربلاء إلى الكوفة

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)