• عدد المراجعات :
  • 2073
  • 12/15/2007
  • تاريخ :

تجول بين العوالم الافتراضية

تجول

رموز وتطبيقات مشتركة لتأسيس مواقع إلكترونية في الإنترنت ثلاثية الأبعاد

العوالم الافتراضية اليوم، لا تزال عبارة عن «حدائق» محاطة بالجدران، طبيعتها مقسّمة بذات الاسلوب الذي اعتمدته شركتا «أميركان أون لاين» و«كومبيوسيرف» وغيرهما، عندما بدأتا بتقديم خدمات الانترنت الثنائي الابعاد في التسعينات. لكن الامور تتغير، فقد شرعت الآن مجموعة من اكثر من 20 شركة، بما فيها «آي بي إم» و«مختبرات «ليندن لاب» و«مالتي فيرس» و«فورتيرا سيستمس» في الحديث عن كيفية الوصل بين عوالم اليوم الافتراضية لتشكيل انترنت ثلاثية الابعاد، عن طريق تأسيس مجموعة من المقاييس والمواصفات المشتركة. وعلى الرغم من انه لا يزال هناك العديد من الاسئلة حول الشكل الذي ستتخذه الانترنت الثلاثية الابعاد الا ان الهدف الرئيسي سيكون تمكين المستخدمين من الانتقال من عالم الى آخر بسهولة انتقال الاشخاص بين الشبكات.

تواصل افتراضي

* مايكل راو مدير الانترنت الثلاثي الابعاد (المجسّم) والعالم الافتراضي في شركة «آي بي إم» يقول ان هذا الانتقال بين العوالم الافتراضية هو «الخطوة المنطقية المقبلة في نمو الانترنت بشكل عام»، ويضيف في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ان حدائق اليوم المسورة تعوق تطوير الانترنت لأنها تجعل من الصعب تقديم السلع والخدمات الافتراضية في اكثر من موقع واحد. ومثال على ذلك كما يقول، انه اذا اراد احدهم تأسيس مخزن او محل افتراضي في العديد من العوالم الافتراضية، عليه الآن تصميم وتشييد هذا المحل بشكل مستقل في كل عالم من هذه العوالم، مستخدما اساليب جذرية مختلفة. في حين ان القياسات والمواصفات الموحدة للانترنت الثلاثية الابعاد، قد تتيح لصاحب المخزن تأمين الوصلات التي يمكن للاشخاص استخدامها لبلوغ مخزنه من اي عالم افتراضي آخر بالاسلوب ذاته الذي يستخدم فيه الاشخاص اسم الموقع وعنوانه، مثل «أمازون. كوم» للوصول الى مواقع التسوق المختلفة. ولجعل خبرة العالم الافتراضي غنية بقدر الإمكان، يقول راو ان المطورين بحاجة الى العثور على وسائل تكون فيها الامور متناسقة في كل العوالم الافتراضية، بما في ذلك الرموز الشخصية التي يستخدمها الناس لتمثلهم في مثل هذه العوالم على انواعها. وعلى سبيل المثال فقد يرغب احدهم في نقل سيارته التي شيدها في العالم الافتراضي Virtual pimp My Ride التابع الى MTV الى «الحياة الثانية» التي طورتها «مختبرات «ليندن لاب» لعرضها هناك. ومن اجل ان تظل السيارة كما هي في كلا العالمين، فانه يتوجب على كلا الموقعين، او النظامين استيعاب برنامجها الضمني. ويقول راو ان اعتماد مقاييس الانترنت الثلاثية الابعاد سيتيح للمطورين حل مثل هذه الانواع من المشكلات، وبالتالي ازالة الحدود الفاصلة بينها.

إنترنت مجسم

* لكن المسألة اعمق من ذلك بكثير، من سيارات افتراضية ومحلات كبرى للتسوق، اذ يقول جارون لانيار الباحث المقيم في مركز المشاريع الكبرى والتقنيات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في اميركا، ورائد الواقع الافتراضي، ان البحث عن الانترنت الثلاثية الابعاد هو امر مهم بالنسبة الى البشرية، فالادراك والمعرفة الانسانية مصممان للعمل على الابعاد الثلاثية، وان على اجهزتنا الكومبيوترية ان يكون لها في النهاية واجهة استخدام ثلاثية الابعاد لزيادة حجم التوازي مع العقل البشري في تطوره على حد قوله. وعلى البشر العثور على سبيل للجمع بين فهم الفضاء الثلاثي الابعاد، مع قوة الوصل والاتصال للانترنت الثنائية الابعاد كما يقول لانيار.

وحتى الآن لم يجر اتخاذ سوى خطوات قليلة نحو هذا الهدف. وكان جون واط المدير التنفيذي لانظمة «فورتيرا سيستمس» قد اقترح مقياسا ممكنا قامت شركته بتصميمه يدعى «الصيغة التضارسية التي يمكن استدعاؤها» يأمل منها المحافظة على العوالم الافتراضية على ارضية مشتركة. واذا ما جرى اعتماد هذه الصيغة، فانها ستتيح للمطورين انتاج مناظر طبيعية بحيث ان الانظمة المختلفة تتفق على مزاياها. وقد صممت هذه الصيغة بشكل خاص لإتاحة المجال امام المطورين استخدام الغرافيكس العالي النوعية، وهو مزية مفقودة، كما يقول واط، من مستويات التضاريس الحالية التي قام العسكريون بتطويرها. وتخطط «فورتيرا» الى توفير مواصفات هذه الصيغة مجانا.

وقامت شركات اخرى مثل «ليندن لاب» و«مالتي فيرس» بتصميم منصات يمكن للمطورين المستقلين استخدامها لإنتاج عوالم افتراضية بصورة اكثر سهولة من تشييدها من العدم، مما يؤدي الى انتاج شبكات من العوالم الافتراضية التي يمكنها التواصل مع بعضها بعضا لكونها تتشارك بالرمز التأسيسي ذاته. وعلى الرغم من ان هذه الشبكات من العوالم الافتراضية هي نسخة صغيرة عما قد تبدو عليه في نهاية المطاف على الانترنت الثلاثية الابعاد، الا ان هناك حاجة ماسة الى تطوير مستويات ومقاييس اضافية لتتواصل العوالم المشيدة على منصات مختلفة. تطبيقات مشتركة

* ويقول كوري بريدجيس المؤسس المشارك والمنتج التنفيذي لمؤسسة «مالتي فيرس» ان شركته قد اوجدت رمزا يمكن للمطورين ايلاجه في اي وقت يحلو لهم مما يتيح للمستخدمين جلب رموزهم عبر حدود العوالم، مستخدمين منصة «مالتي فيرس». ويضيف ان المشكلة الاساسية هي جعل المنصة مرنة بما فيه الكفاية بحيث لا ترغم المطورين على انتاج العالم ذاته مرات عديدة مع الحفاظ على التناغم والنسق المطلوب للحفاظ على العوالم متصلة بعضها بعضا. اما كوري اوندريجيكا المدير التنفيذي لـ «ليندون لاب» فيقول ان الخطوة الاولى المطلوبة باتجاه حمع العوالم الافتراضية معا، هو البحث عن مقاييس ومستويات مرشحة حاليا. لذلك فهو يخطط للنظر في منظومات مثل «أوبن آي دي» يمكن للاشخاص استخدامها لتخزين المعلومات في ما يتعلق بهوياتهم، وبالتالي نقلها بين العوالم حسب ما يحلو لهم.

ويقول لانيار الذي لاحظ ان له العديد من الارتباطات المهنية مع الاشخاص الذين لهم نشاطاتهم مع العوالم الافتراضية، انه على الرغم من رغبته الملحة في نجاح الانترنت الثلاثي الابعاد، الا انه يشك في ما كان ممكنا للمطورين ان يتفقوا على مجموعة من المقاييس، «فهناك هجمة من قبل الاشخاص الراغبين في الامساك بمثل هذه المقاييس»، كما يقول ملاحظا ان تاريخ شركتي «آي بي إم» و«مايكروسوفت» يقدم بعض الدلائل حول امكانية تحقيق الارباح عن طريق تأسيس المقاييس. لكن لانيار يعتقد انه من غير المحتمل للمقياس الناجح للانترنت الثلاثية الابعاد ان ينمو ويتطور بالاسلوب ذاته الذي فعله HTML الذي كان تحديدا مطلقا عندما اعتمده الناس. وهو يعتقد ان رزمة موضبة جيدا من هذه الخدمات قد تصبح امرا معمولا به كمقياس مشابه للاسلوب الذي اصبحت فيه «أدوبي فلاش» مقياسا لتطبيقات الانترنت الغنية.

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)