• عدد المراجعات :
  • 1367
  • 11/24/2007
  • تاريخ :

 

الحج في الشعر الإسلامي في عصر النبوّة و الراشدين
الحج

كان الشعر في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) ينصبّ على الدفاع عن الرسول (صلى الله عليه وآله)و دعوة الإسلام ، و الردّ على مشركي قريش وشعرائهم . ولكن الحج ومشاهده مع ذلك ورد في شعر ذلك العصر بالرغم من أنّ المشركين كانوا يتولون الحج إلى العام التاسع من الهجرة (631 م) ، وهي أوّل حجّة في الإسلام ، وقد أناب الرسول (صلى الله عليه وآله)أبا بكر أولا ثمّ أرسل مكانه عليّ بن أبي طالب، ليقرأ عليهم سورة براءة، (1) ، التي يتبرأ فيها الرسول (صلى الله عليه وآله) ممن يحجّ من المُشركين بعد هذا العام إلى مكّة .

و بعد هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله) واستقراره بالمدينة وظهور الدين الإسلامي ، يذكر الشاعر أبو قيس صِرْمة في قصيدة له ما خصّ الله سبحانه وتعالى أهل يثرب وأكرمهم بنزول الرسول (صلى الله عليه وآله) عليهم ، فيقول :

 

ثوى في قريش بضع عشرة حجة
يذكّر لو يلقى صديقاً مواتياً
ويعرض في أهل المواسم نفسه
فلم يرَ من يؤوي ولم يرَ داعياً
فلمّا أتانا أظهر الله دينه
فأصبح مسروراً بطيبة راضياً، (2)

 

و خلال غزوات الرسول (صلى الله عليه وآله) لنشر الإسلام وتدعيم الدعوة الإسلامية والحفاظ على سيادتها في الجزيرة العربية ، تناول بعض الشعراء انتصارات الرسول (صلى الله عليه وآله) شعراً ، وذكروا فيه معاني ومشاهد عن الحج . فهذا الشاعر حسّان بن ثابت

 يحلف في قصيدة له بربّ الإبل الماشية في منى بالمشعر الحرام . حيث يقول :

 

كلاّ وربّ الراقصات إلى منى
يقطعن عُرض مخارم الأطواد، (3)

 

وعندما قدم الوفود على الرسول (صلى الله عليه وآله) بالمدينة في العام التاسع من الهجرة ، كان منهم وفد همدان ، فعاهدوا الرسول (صلى الله عليه وآله) وبايعوه ، فكتب لهم الرسول (صلى الله عليه وآله)كتاباً ، فقال في ذلك أحدهم وهو مالك بن نَمَط أبياتاً يمدح فيها الرسول (صلى الله عليه وآله)ويحلف بربّ الإبل التي تسير في منى ، حيث يقول :

 

حلفت بربّ الراقصات إلى منى
 صوادر بالركبان من هضب مَرْددِ
بأنّ رسول الله فينا مُصدَّق
رسولٌ أتى من عند ذي العرش مهتدي، (4)

 

وبعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) قام حسّان بن ثابت يبكي الرسول (صلى الله عليه وآله) في قصيدة طويلة ، ومنها أبيات يذكر فيها الحرم والجمرة الكبرى ، فيقول :

 

وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها
لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
وبالجمرة الكُبرى له ثم أوحشت
ديارٌ وعَرصات وربع ومولد، (5)

 

وفي عهد الخُلفاء الراشدين يرد الحج على لسان الشُعراء في مناسبات عديدة . ففي عهد الخليفة عُمر بن لخطاب ، يشتكي أحد الشُعراء الخليفة من بعض الولاة فيقول :

 

نحج إذا حجّوا ونغزوا إذا غزوا
فأنّى لهم وفر ولسنا بذي وفر

 

ويقول الشاعر الُمخضرم أُميّة بن حرثان الليثي ، وكان شيخاً كبيراً ، وكان ولداه هاجرا إلى البصرة زمن الخليفة عمر بن الخطّاب ، فقال يشتكي عمر ويطلبه أن يعيد له ابنه كلابا ، ذاكراً الحج في شِعره ويقول :

 

سأستعدي على الفاروق ربا
له عمد الحجيج إلى بُساق
إذا الفاروق لم يرد كلابا
إلى شيخين هامهما زواقي

 

فلمّا سمع الخليفة هذين البيتين ، أرسل إلى أمير البصرة أن يرد كلابا إلى شيخيه ففعل .

--------------------------------------------------------------

الهوامش

(1) سورة التوبة ، الآية 9 .

(2) ابن هشام ، السيرة 2 : 158 ، الأزرقي ، أخبار مكّة 2 : 147 ـ 148 .

(3) ابن هشام ، السيرة 3 : 298 .

(4) ابن هشام ، السيرة 4 : 245 ـ 246 .

(5) ابن هشام ، السيرة 4 : 317 ـ 319 .

 


أسماء مكّة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)