• عدد المراجعات :
  • 857
  • 11/24/2007
  • تاريخ :

الحج في الأدب العربي 2
الحج

مختارات شعرية

 

 

عيد الأضحى المبارك

 

أحمد الغزاوي

(عيدٌ) به تتضاعفُ الأفراحُ
ومناطُه الأجسام والأرواحُ
أضحى (الحجيج) به سعيداً هانئاً
يزهو به الإمساء والإصباحُ
يستقبل الغفران فيه مكبّراً
وتفيض منه (مشاعر) وبِطاحُ
ظفروا بعفو الله واعتصموا به
في كلّ ما هو طاعةٌ وفلاحُ
وكأنما هم في المناسك كلّها
أرجٌ يطيب نسيمه الفواحُ
بالحمد والشكران لله الذي
هو للعباد الواهب المنّاحُ
يتهافتون على الحطيم وزمزم
في نشوة منها القلوبُ تراحُ
وقلوبهم من بهجة خفّاقة
كادت تطير وما لهنّ جناحُ
وتلجّ بالتوحيد من أعماقها
وتُبكتُ الإلحاد وهو لقاحُ
تخشى من الأوزار وهي محيطة
بالأرض والأخطار وهي جراحُ
وتطوفُ بالبيت الحرام مثابةً
 ترجو النجاة وللهدى تمتاحُ
وكأنما الأنفاس منها جِذوة
من فرط ما عبثت بها الأتراحُ
نزلت بها الأحداث وهي كوارث
شتى ومنها القهر والأقراحُ
الله أكبر ما تألَّق كوكبٌ
وانجابَ ليل واستهلَّ صباحُ
ولينعم الحجاج بالفوز الذي
 هو في المعاد ذخيرة ورباحُ
ولينصرنَّ اللهُ كلّ موحّد
وله الهدى في العالمين سلاحُ

 

 

لبيك

حسين عرب

 

لبيك ياربَّ الحجيج ، جموعه وفدت عليك
ترجو المثابة في حماك ، وتبتغي الزلفى لديك
لبيك والآمال والإفضال ، من نُعمى يديك
لبّى لك العبد المطيع ، وجاء مُبتهلا إليك
هذي الجموعُ تَدفَّقت منها المسالك والبطاحْ
قطعوا لك الغبراءَ ، والدأماءَ ، واجتازوا الرياحْ
متضرّعين إليك ، مُستهدين ، يرجون السَّماحْ
لبيك في الليل البهيم ، وفي الغدوِّ وفي الرَّواحْ
هذا الصباح يضجّ بالتهليل ، يتبعه الدعاء
هذا السماء يَضِجُّ بالتكبير ، يبعَثُهُ الرجاء
في الأرض تلبية تفيض بها القلوب إلى السماء
لبيك في حرّ الهجير وفي الصباح وفي المساء
بينَ المضارب في البِطاح ، وفي حمى البيت الحرام
عند الُمحَصَّبِ أو بأرجاء الحطيمِ أو المقام
مُهَجٌ وأرواحٌ تطوف بها كما طافَ الحَمام
لبيكَ تسألك الهداية والعناية والسلام
سبحانك اللهم يا حامي حِمى البيتِ الأمين
يا مُسبِلَ الرَّحَمات ، تغسل من خطايا المذنبين
إيّاك نعبدُ مخلصين ، وما بغيرك نستعين
لبيك سَبَّحْنا بحمدك ، فاهدِنا نهج اليقين

 

 

يا كاشف الضُّرِّ صفحاً عن جرائِمنا
لقد أحاطت بنا ياربُّ بأساءُ
نشكو إليك خطوباً لا نُطيق لها
حَملا ونحنُ بها حقاً أحقّاء
زلازلٌ تخشعُ الصُّمُّ الصِّلابُ لها
وكيف تقوى على الزلزال شمّاء
أقام سبعاً يرجُّ الأرض فانصدعت
عن منظر منه عينُ الشمسِ عشواء
بحرٌ من النار تجري فوقَه سفُنٌ
من الهضاب لها في الأرض إرساء
ترمي لها شرراً كالقَصْرِ طائشةً
 كأنَّها ديمةٌ تنصبُّ هطلاء
تنشق منها بيوتُ الصخرِ إن زفَرَت
رُعباً وترعد مثلَ السَّعفِ أضواء
منها تكاثف في الجوِّ الدُّخانُ إلى
أن عادت الشمسُ منه وهي دهماء
قد أثَّرت سعفةً في البَدرِ لفْحتُها
فليلةُ التِّمِّ بعد النور ليلاء
تحدَّتِ النَّيِّرات السبعَ ألسُنُها
بما تلاقى بها تحت الثرى الماء
وقد أحاطَ لظاها بالبروج إلى
أن كادَ يُلحقها بالأرض أهواء
فيالها آيةٌ من معجزاتِ رسو
 ل الله يعقلُها القوم الألبَّاء
فباسمك الأعظم المكنونِ إن عظُمَت
منّا الذنوبُ وساءَ القلب أسواء
فاسمح وهَبْ وتفضَّل بالرضى كرماً
واصفح فكلٌّ لفرطِ الجهلِ خطّاء
فقومُ يُونس لما آمنوا كشف التـ
ـعذيب عنهم وعمَّ القومَ نعماء
ونحنُ أمّةُ هذا المصطفى ولنا
منه إلى عفوِكَ المرجوِّ دعّاء
هذا الرسول الذي لولاه ما سلكت
محجةٌ في سبيل الله بيضاء
فارحم وصلِّ على المختارِ ما خطبتْ
على عُلا منبرِ الأوراق ورقاء
دار الحبيبِ أحقُّ أن تهواها
وتحنُّ من طرَب إلى ذكراها
وعلى الجفونِ متى هممْتَ بزَوْرة
ياابن الكرامِ عليك أن تغشاها
فلأنتَ أنتَ إذا حللتَ بطيبة
وظللْتَ ترتَعُ في ظلالِ رُباها
مغنْى الجَمال مُنَى الخواطِرِ والتي
سلَبَتْ عقولَ العاشقين حُلاها
لا تَحسب المِسكَ الزكيَّ كتُربِها
هيهاتَ أينَ المِسكُ من رَيَّاها!
طابَتْ فإن تَبْغِ التَّطيُّبَ يا فتى
فأدم على الساعات لَثْمَ ثَراها
وابشِرْ ففي الخبرِ الصحيح مُقرَّراً
 أنَّ الإلهَ بطابة سمَّاها
واختَصَّها بالطَّيِّبين لِطيبها
واختارها ودَعا إلى سُكناها
 لا كالمدينةِ منزلٌ وكفى لها
شَرفاً حلولُ محمَّد بِفناها
حظيَتْ بهجرةِ خيرِ من وَطِئَ الثَّرى
وأجلِّهم قدراً فكيفَ تَراها
كلُّ البلادِ إذا ذُكِرْنَ كأحْرُف
في اسمِ المدينةِ لا خَلَت معناها
حاشا مُسمَّى القُدْسِ فهي قريبةٌ
منها ومكةَ إنّها إيّاها
لا فرقَ إلا أنَّ ثَمَّ لطيفةً
مهما بَدَتْ يجلُو الظلامَ سَناها
جزم الجميعُ بأنَّ خيرَ الأرضِ ما
قدْ حاطَ ذاتَ المصطفى وَحَوَاها
ونَعَمْ لقد صدَقوا بساكِنها عَلَتْ
كالنفسِ حينَ زَكَتْ زكا مأْوَاها
وبهذه ظَهرتْ مزيَّةُ طيبة
فغدَتْ وكلُّ الفضلِ في معناها
حتى لقد خُصَّت بروضةِ جنَّة
اللهُ شرَّفها بها وحبَاها
 ما بينَ قبر للنبيِّ ومنبر
حيّا الإلهُ رسولَه وسقَاها
هذي محاسِنُها فهل من عاشق
كَلِف شحيح باخِل بنواها
إنِّي لأرهبُ من توقُّعِ بينِها
فيظلَّ قلبي موجَعاً أوَّاها
ولقلَّما أبصرتُ حالَ مودِّع
إلا رَثَتْ نفسي له وشجاها
فَلَكَمْ أراكم قافِلينَ جماعةً
في إثرِ أُخرى طالبينَ سِواها
قَسَماً لقد أذكى فؤادي بينكم
ناراً وفجَّرَ مُقلَتي ميَّاها
 إن كان يُعجزُكم طِلابُ فضيلة
فالخيرُ أجمعُه لدى مثواها
أو خِفتُمُ ضرَّاءَها فتأمَّلوا
بركاتِ بُلغتها فما أزكاها
أُفٍّ لِمَن يبغي الكثير لشهوة
ورفاهة لم يدْرِ ما عُقباها
والعيش ما يكفي وليس هو الذي
يُطغي النفوسَ ولا خسيسَ مُناها
ياربِّ أسأل منك فضلَ قناعة
 بيسيرها وتحبَّباً لِحِماها
ورضاكَ عنِّي دائِماً ولزومَها
حتى تُوافي مُهجتي أُخراها
فَإِنِ الذي أعْطَيتَ نفسي سُؤلها
وقَبلتَ دعْوتَها فيا بُشراها
بجوار أوفى العالمينَ بذمَّة
وأَعزِّ منْ بالقُرْب منه يُبَاهى
مَن جاء بالآياتِ والنورِ الذي
داوى القلوب من العَمىفشفاها

أوْلى الأنام بخُطَّةِ الشَّرف التي
تُدعى الوسيلة خيرُ من يُعطاها
إنسانُ عَين الكونِ سرُّ وجوده
«يس» إكسيرُ المحامدِ «طه»
حَسبي فَلَسْتُ أفي بذكر صفاتِه
ولو أنَّ لي عَددَ الحصى أفواها
كَثُرتْ محاسنُه فأعَجزَ حصرها
وغَدتْ وما نُلقِي لها أشباها
إنِّي اهتديتُ من الكتاب بآية
فعلمتُ أنَّ عُلاهُ ليس يُضاهى
ورأيتُ فضلَ العالمينَ مُحدَّداً
وفضائلُ المختارة لا تتناهى
كيف السبيلُ إلى تَقَصِّي مدح مَن
قال الإلهُ له ـ وحسبُك جاها ـ
إنّ الَّذينَ يُبايعونك إنَّما
ـ فيما يقولُ ـ يُبايعون الله ؟!
هذا الفخارُ فهل سمعتَ بمثلِهِ
واهاً لنشأتهِ الكريمة وَاها!
صلُّوا عليهِ وسلِّموا; فبذلِكُم
تهدى النفوسُ لرُشْدِها وغِنَاها
صلّى عليه الله غيرَ مُقيَّد
وعليه من بركاتِهِ أنماها
وعلى الأكابرِ آلهِ سُرُجِ الهُدى
أحبِبْ بعترتِهِ ومَنْ والاها
وكذا السَّلامُ عليهِ ثمَّ عليهم
وعلى عصابتهِ التي زَكَّاها
أعني الكِرامَ أُولي النُّهى أصحابَهُ
فِئة التُّقى ومَن اهتدى بِهُداها
والحمدُ لله الكريمِ وهذهِ
نجَزَتْ وظنِّي أنَّهُ يرضاها

 

 


الحجّ في الأدب العربي

الحجّ في الأدب العربي3

الحجّ في الأدب الجاهلي في الحجاز والجزيرة العربية

يومُ الحجِّ الأكبر

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)