تحليق يضيء الفكر .. المرأة ، و أفق المجتمع

ألمرأة ، (( بكت ، حينما تأكدت أنها رقاص الخوف على جدار الحياة )) ، الألم الذي استوطن في عمق المرأة منذ عصور أدلج مفهوم وجودها ، لما يكتنف وضعها العام من احتمالات تلف صلتها الحقيقية بالمجتمع ، ثمة صلة بينها و بين كل المفارقات القائمة في سير حياتها ، كإنسانة ترفض وجودها داخل شرنقة القيود ، هي لا تطاب أكثر من مبررات لما تحمله سماء انسانيتها و ذاتها ، و يتخلل طلبها عمق المعاينة ، و حسب منظور الملامح الثقافية لدورها ، بما تشارك ، و تقدم ، و تسدي من عطاء ، فهي مستمرة في تواصلها ، و استلهام كل الاطروحات ، أثبتت جدارتها في كل فواصلها و مفاصل الحياة العامة ، العلمية و الثقافية و الأدبية ، و حتى المشروع السياسي ، أقدمت علية بكل ثقله و قوتها ، ليس تواضعاً و حسب ، بل لما توصلت إليه من وعي و امتلاك فكري و ثقافي و ابداعي بأفضل تقدير وعناية أحاطت بها نفسها ، تجدها تعمل على مواكبة العصر كشاعرة قاصة اعلامية مترجمة استاذة جامعية طبيبة مهندسة ، تناقش تتحاور تتقبل فكر المقابل ، اعطت لنفسها كل الفرص الفاعلة ، و بجدارة أدت ، و تؤدي الشطر الجيد و المكثف من دورها ، لكنها مازالت تؤطر بأطر صارمة و بحاجة إلى الكثير من التوضيح.
لذا لابد من القول إلى إيجاد خارطة جديدة لمفهوم واقعها ، و تفاعلها ، و زرع سنابل أكثر ارتواء لمتوازي وجودها العام في المجتمع ، إن ممارسة دور الرجل السلطوي في المجتمع ، أصبح اشكالية مخيفة لاهو قانع بدوره و لاهو قابع في حضوره ، و الرجل يلجأ كثيراً للمرأة في حالات التقاعس ، التي يمر بها أو حالة ممارسة دوره كرقيب ، عندما يبحث في خساراته نجده يعكس حرصه الفضفاض لتضمين حضوره أعباء ، يدرجها فوق زجاج اسمه المرأة ، لو تأمل الرجل قليلاً لوجد أنه منذ شبَّ محاط بالامومة ، عند الصبا بالمراهقة ، عند النضوج بالحبيبة ، عند البلوغ برفيقة الدرب ، قد يكون حينها شعر بالفهم الكامل لوجود تلك الانسانة المحبة ، و كم هو ساعي دائماً إلى ملاحقة تلك الانثى ، التي لم يجد بد من الاستغناء عنها ، هي الجزء الكامن في استكمال وجده العطر بهذه الحياة ، هي الذات التي تصبغ طابع حياته بالبهجة ، لو نزع عنه كبرياء تسلطه و قبل منها أن تكون بجانبه و ليس خلفه ، على صف مقعده ، و ليس في المقعد الذي وراءهِ ، لتحسن فكره ، و حمل رمز الوقار بعطائه ، و دخل جانب من جوانب نفسه المغشوشة بمفاهيم سادت و لابد لها أن تباد ، و بيده سيخلع مسمار جحا ، الذي طالما أتعبه ، و ارهق سير فكره و وضعِّه ، لأنه حينها سيفتح في أفق عقله مواطن أكثر أيجابية لأداء دوره كرجل و ليس كمتسلط ، أو إنسان يحمل عاهة ذكورته معه إلى القبر ، لأن التهادن مع صفات مرسومة لهيئاتنا البشرية و طرقها المتقاطعة ، ليس إلاَّ ضعف يوصل لنهايات مغلقة ، و ما على المرأة إلاَّ البلاغ.
المرأة المسلمة و رحلة مواجهة التحديات
نقص العقل أم نقص الثقافة ؟
المرأة المسلمة بين واجباتها في التغيير الاجتماعي و حماية الاسرة
ماذا يقول الشرع حول عمل المرأة داخل البيت