ايات في فضل الامام علي (ع)
بعد أن فشلَتْ جميع الطرق التي اتَّبعها مشركو قريش في صدِّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن أداء رسالته الإلهية ، اتَّفقوا على أن يرسل كل فخذ من قريش رجلاً مسلحاً بسيفه ، ثم يأتي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) و هو نائم على فراشه ، فيضربونه جميعاً بأسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلوه ، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها و لم تسلمهم ، و بذلك يذهب دمه هدراً .
فأخبر جبرائيل ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنَّ الله عزَّ و جلَّ يأمره بالهجرة إلى المدينة . فدعا ( صلى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) ، و أخبره بذلك و قال له : ( أمَرَني اللهُ عزَّ وَ جلَّ أنْ آمُركَ بالمبيتِ في فراشي ، لكي تُخفِي بمبيتك عليه أثري ، فما أنت صانع ؟ ) .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أوَ تسلمنَّ بِمَبيتي يا نبيَّ الله ؟ ) .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( نَعَمْ ) ، فتبسَّم ضاحكاً ، و أهوى إلى الأرض ساجداً . فخرج النبي ( صلى الله عليه و آله ) في أول الليل ، و الرصد من قريش قد أحاطوا بداره ، ينتظرون انتصاف الليل و نوم الأعين . فخرج ( صلى الله عليه وآله ) و هو يقرأ قوله تعالى : ( وَ جَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُون ) ، ( يس : 9 ) .
وأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده قبضة من تراب ، فرَمَى بها على رؤوسهم ، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم و مضى إلى غار ثور ، و في طريق صحب معه أبا بكر .
فخرج القوم في طلبه ، فعمى الله أثره و هو نصب أعينهم ، و صَدَّهم عنه ، و أخذ بأبصارهم دونه ، و هُم دُهاة العرب . ثم بعث الله العنكبوت ، فنسجت في وجه الغار فسترته ، و بعث الله حمامتين فوقفتا بفم الغار ، فأيَّسهم ذلك من الطلب . وك انت هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مَكَّة إلى المدينة في الواحد من شهر ربيع الأول ، في السنة الثالثة عشر للبعثة ، و كان وصوله إلى ( يَثْرِب ) التي سُمِّيَت فيما بعد بـ ( المدينة المنوَّرة ) في الثاني عشر من الشهر نفسه . و بعد أن استقرَّ النبي ( صلى الله عليه و آله ) في المدينة المنوَّرة كتب إلى الإمام علي ( عليه السلام ) كتاباً أمره فيه بالمسير إليه .
حقائق تفرّدَ بها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام