• عدد المراجعات :
  • 1750
  • 6/11/2007
  • تاريخ :

هل أنت مستعد للصدمات الثقافية الرقمية؟

الصدمات الثقافية

لا تزال الفوارق بين التقنيات والخدمات المتوفرة في الغرب وما هو متوفر في منطقة الشرق الاوسط تذهل أي مراقب لها. وعندما يتحدثون عن الخدمات الرباعية quadruple play services إنترنت لاسلكية مع فيديو واتصالات هاتفية)، نسمع هنا مجرد حديث عن الخدمات الثلاثية triple play (إنترنت مع فيديو واتصالات هاتفية) ولا نراها، ونعاني من سوء اللعب الأحادي (إنترنت بطيئة ومتقطعة أي كابوس بسعر مرتفع). وقد تؤدي الفجوة الرقمية إلى فصل العالم إلى قارتين فقط، الأولى مستنيرة ومتنورة بالتقنيات والخدمات والثانية متخلفة في غياهب الظلام. تشير كل المعطيات إلى تراجع مستوى خدمات الإنترنت التي تتوفر في المنطقة وأهمها سرعة الاتصال وتوفره أمام الأغلبية في دول المنطقة. ولم نكن بحاجة إلى انتظار قول تلك الحقيقة على لسان بيل غيتس خلال زيارته للسعودية مؤخرا وكذلك هو الحال مع رأي كريغ باريت الذي أشار إلى دور الحكومات والبنية التحتية في سوء خدمات الإنترنت المتوفرة هنا. حيث ذكر الأخير أن متاعب البنية التحتية وتباطؤ مبادرات الحكومات هما أهم عوائق التحول إلى العالم الرقمي. باريت من جهته أيضا، أشار بالتفاصيل إلى كيفية قيام الحكومات بتشجيع للشركات والجمهور على التحول الرقمي من خلال تبنيها تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية وتسهيل تعاملاتها مع الجمهور لتحقيق الكفاءة وتوفير النفقات. فعلى الرغم من كل المعوقات الحالية هناك فرص كبيرة وعلى كل المستويات لتحقيق نجاحات كبيرة. ومثلا، محمد يونس البنجالي الحائز على جائز نوبل للسلام لهذا العام، أكد في مشاركته بمؤتمر الاتصالات ITU Telecom World 2006، في هونغ كونغ على إمكانية نقل تجربة مصرف الفقراء في بنجلاديش إلى مجال إدخال التقنية الرقمية لتحسين وانتشال الفقراء من الهاوية ويسعى حاليا لنقل مشروعه الناجح لفتح العالم الرقمي أمام الجميع بعد أن تلكأت الحكومات في ذلك. ولمن لا يعرف محمد يونس فهو مؤسس بنك جرامين Grameen Bank صاحب معجزة إحداث تغيرات نوعية في حياة ملايين الفقراء في العالم وفي بلده وهو أفقر بلاد العالم ''بنجلاديش''، التي شهدت مجاعة مات فيها الملايين. بدأ مشروعه بإقراض بعض النسوة مبالغ بسيطة لكنها أحدثت تغيرات إيجابية مباشرة تمس جوهر حياتهم اليومية . يقول د. مجدي سعيد عن مبدأ محمد يونس،:'' مساعدة الفقراء كي يساعدوا أنفسهم هو المحرك الأساسي لعجلة التنمية في أي مجتمع، وأن إخراجهم من حالة ''اليد السفلى'' التي جعلتهم يدمنون تلقي الإحسان والهبات، إلى حالة ''اليد التي يحبها الله ورسوله'' هو واجب تفرضه النظرة إلى الفقير باعتباره ''إنسانا كامل الأهلية''. حدد محمد يونس خطته لتأسيس شبكة تمكين لتقنية المعلومات والاتصالات وقد أصبحت مشروعا مشتركا بين بنك جرامين واتحاد الاتصالات العالمي وسيسكو سيستمز وكوالكم لتقديم حلول التقنيات للفقراء. وتبرز لدينا في المنطقة العربية وتستفحل الفوارق بين مظاهرالغنى وحقائق الفقر، فأين نحن ياجماعة؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)