• عدد المراجعات :
  • 3082
  • 1/16/2007
  • تاريخ :

حول ماهية التوبة وتطهير النفس

التوبة هي المدخل أو الطريق إلى الغفران وهي أسلوب من أساليب التكفير كما أنها أسلوب من أساليب تطهير النفس من الآثام والذنوب وهي واجبة بالعقل والنقل والإجماع.

وماهية التوبة هي ترك الذنب والندم على ما سبق والعزم على عدم العود لمثله أبداً وهي واجبة على كل مذنب يخشى الله واليوم الآخر.

قال تعالى: (ومَن لم يتب فأولئك هم الظالمون) الحجرات/ 11.

وقال المحقق الطوسي في كتاب التجريد: التوبة واجبة لدفعها الضرر ولوجوب الندم على كل قبيح وإخلال بواجب.

وقال العلامة في شرح التجريد: التوبة هي الندم على المعصية لكونها معصية والعزم على ترك المعاودة في المستقبل لأن ترك العزم يكشف عن نفي الندم.

والتوبة هي حبل الله ومدد عنايته ولطفه بعباده ومحبته لهم ولابد للعبد من مداومة التوبة على كل حال وهي رجوع من عالم المادة إلى روحانية النفس بعد أن حجبتها الذنوب والمعاصي. كما ان حقيقة الإنابة رجوع من الفطرة والروحانية إلى الله والسفر والهجرة من بيت النفس نحو بيت القصيد.

والإقدام على التوبة ليس عملاً سهلاً وإنما يتطلب رياضة علمية وعملية لأن فيها رجوع إلى الله والعزم على عدم العودة إلى الذنب وهذا يحتاج إلى إرادة قوية ومجاهدة للنفس فإن التائب عن الذنب كما لا ذنب له كما ورد في الحديث الشريف، وفي رواية أخرى قال (ع): التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ.

وإن الله تعالى يحب من عبده إذا أذنب ندم واستغفر وهذا يدل على خوفه من الله تعالى، قال الإمام الصادق (ع): إن الله يحب من عباده المفتن التواب. أي كثير الذنب كثير التوبة.

وقال النبي (ص): "إن الله تعالى يبسط يده بالتوبة لمسيء الليل إلى النهار ولمسيء النهار إلى الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" وبسط اليد كناية عن طلب التوبة وطالب التوبة يقبله حتماً.

عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحة أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت: كيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ثم يوحى إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ويوحى إلى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.

الشيخ مجيد الصايغ

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)