ابوايوب الانصاري - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 12

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






  • أبالشهد المُزعفَر يا بن هندٍ
    فلا واللَّه ليس يكون هذا
    ومولانا أمير المؤمنينا



  • نبيع إليك إسلاماً ودينا
    ومولانا أمير المؤمنينا
    ومولانا أمير المؤمنينا



[ الأربعون حديثاً لمنتجب الدين بن بابويه: 81.]




راجع: القسم الحادي عشر/قبسات من علمه/الفروع المختلفة من العلوم/علم الآداب/مؤسّس علم النحو.



ابوايوب الانصاري




هو خالد بن زيد بن كُلَيب، أبوأيّوب الأنصاري الخزرجي، وهو مشهور بكنيته.


من صحابة رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم. نزل النبيّ صلى الله عليه و سلم في داره عند هجرته إلى المدينة.


[ المعجم الكبير: 3846:117:4، الطبقات الكبرى: 237:1، تهذيب الكمال: 1612:66:8، تاريخ بغداد: 7:153:1.]


شهد أبوأيّوب حروب النبيّ جميعها.


[ المستدرك على الصحيحين: 5929:5183، الطبقات الكبرى: 484:3، تهذيب الكمال: 1612:66:8، سير أعلام النبلاء: 83:405:2.]


وكان بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم من السابقين إلى الولاية، والثابتين في حماية حقّ الخلافة


[ رجال الكشّي: 78:182:1.]


ولم يتراجع عن موقفه هذا قطّ.


[ الخصال: 9:608، عيون أخبار الرضا: 1:126:2.]


وعُدَّ من الاثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و سلم ودافعوا عن حقّ عليّ عليه السلام بصراحة.


[ الخصال: 4:465، رجال البرقي: 66، الاحتجاج: 12:199:1.]




لم يَدَع أبوأيّوب ملازمة الإمام عليه السلام وصحبته. واشترك معه في كافّة حروبه التي


خاضها ضدّ مثيري الفتنة.


[ الاستيعاب: 618:10:2، اُسد الغابة: 1361:122:2، سير أعلام النبلاء: 83:410:2.]


وكان على خيّالته في النهروان،


[ تاريخ الطبري: 85:5، الكامل في التاريخ: 405:2، الإمامة والسياسة: 169:1.]


وبيده لواء الأمان. ولّاه الإمام على المدينة،


[ تاريخ الطبري: 139:5، تاريخ خليفة بن خيّاط: 152، سير أعلام النبلاء: 83:410:2 ؛ الغارات:602:2.]


لكنّه فرّ منها حين غارة بُسر بن أرطاة عليها.


[ تاريخ الطبري: 139:5، الكامل في التاريخ: 430:2؛ الغارات: 602:2.]




عَقَد له الإمام عليه السلام في الأيّام الأخيرة من حياته الشريفة لواءً على عشرة آلاف ليتوجّه إلى الشام مع لواء الإمام الحسين عليه السلام، ولواء قيس بن سعد لحرب معاوية، ولكنّ استشهاد الإمام عليه السلام حال دون تنفيذ هذه المهمّة، فتفرّق الجيش، ولم يتحقّق ما أراده الإمام عليه السلام.


[ نهج البلاغة: ذيل الخطبة 182 عن نوف البكالي.]




وكان أبوأيّوب من الصحابة المكثرين في نقل الحديث. وروى في فضائل الإمام عليه السلام أحاديث جمّة. وهو أحد رواة حديث الغدير،


[ رجال الكشّي: 95:246:1؛ اُسد الغابة: 3347:465:3، تاريخ دمشق: 214:42.]


وحديث الثقلين،


[ الغدير: 176:1. راجع: كتاب 'أهل البيت في الكتاب والسنّة':خصائص أهل البيت:عِدل القرآن:سند حديث الثقلين.]


وكلام رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم للإمام عليه السلام حين أمره بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين،


[ المستدرك على الصحيحين: 4674:150:3، تاريخ دمشق: 472:42، البداية والنهاية: 307:7.]


ودعوتهِ صلى الله عليه و سلم أباأيّوب أن يكون مع الإمام عليه السلام.


[ تاريخ بغداد: 186:13 و 7165:187، تاريخ دمشق: 472:42.]




توفّي أبوأيّوب بالقسطنطينيّة سنة 52 ه، عندما خرج لحرب الروم، ودُفن هناك.


[ المستدرك على الصحيحين: 5929:518:3، الطبقات الكبرى: 485:3، المعجم الكبير: 3850:118:4 وفيه 'سنة 51 ه ' و ح 3851 وفيه 'سنة 50 ه ' وراجع سير أعلام النبلاء: 83:412:2 والاستيعاب: 618:10:2.]




6381- وقعة صفّين عن الأعمش: كتب معاوية إلى أبي أيّوب خالد بن زيد الأنصاري- صاحب منزل رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، وكان سيّداً معظّماً من سادات الأنصار، وكان من شيعة عليّ عليه السلام- كتاباً، وكتب إلى زياد بن سميّة- وكان عاملاً لعليّ عليه السلام على بعض فارس- كتاباً؛ فأمّا كتابه إلى أبي أيّوب فكان سطراً واحداً: لا تنسى شَيْباءُ أباعُذرتها، ولا قاتلَ بِكرها.


فلم يدرِ أبوأيّوب ما هو؟ فأتى به عليّاً وقال: يا أميرالمؤمنين! إنّ معاوية ابن أكّالة الأكباد، وكهف المنافقين، كتب إليّ بكتاب لا أدري ما هو؟ فقال له عليّ: وأين الكتاب؟ فدفعه إليه فقرأه وقال:


نعم، هذا مثل ضربه لك، يقول: ما أنسى الذي لا تنسى الشَّيْباء، لا تنسى أباعذرتها، والشيباء: المرأة البكر ليلة افتضاضها، لا تنسى بعلها الذي افترعها أبداً، ولا تنسى قاتل بِكرها؛ وهو أوّل ولدها. كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان.


[ وقعة صفّين: 366.]




راجع: القسم السادس/وقعة النهروان/إقامة الحجّة في ساحة القتال/رفع راية الأمان.



ابوحسان البكري




6382- وقعة صفّين: بعث |عليّ عليه السلام| أباحسّان البكري على إستان العالي.


[ الإستانُ العالِ: كورة في غربيّ بغداد من السواد، تشتمل على أربعة طساسيج وهي: الأنبار وبادوريا وقَطْرَبُّل ومَسكِن "معجم البلدان: 174:1".]



[ وقعة صفّين: 11؛ الأخبار الطوال: 153 وفيه 'حسّان بن عبد اللَّه البكري'.]





ابوذر الغفاري
[ قد اختلف فى اسمه ونَسَبه اختلافاً كثيراً، وما في المتن هو أكثر وأصحّ ما قيل فيه، ولكنّه مشهور بكنيته ولقبه.



]




جُنْدَب بن جُنادة، وهو مشهور بكنيته. صوت الحقّ المدوّي، وصيحة الفضيلة والعدالة المتعالية، أحد أجلّاء الصحابة، والسابقين إلى الإيمان، والثابتين على الصراط المستقيم.


[ سير أعلام النبلاء: 10:46:2، الاستيعاب: 2974:216:4، اُسد الغابة: 800:563:1.]


كان موحِّداً قبل الإسلام، وترفّع عن عبادة الأصنام.


[ الطبقات الكبرى: 222:4، حلية الأولياء: 26:158:1، اُسد الغابة: 800:563:1.]


جاء إلى مكّة قادماً من البادية، واعتنق دين الحقّ بكلّ وجوده، وسمع القرآن.


عُدَّ رابعَ


[ المستدرك على الصحيحين: 5459:385:3، الطبقات الكبرى: 224:4، اُسد الغابة: 800:563:1.]


من أسلم أو خامسهم.


[ الطبقات الكبرى: 224:4، سير أعلام النبلاء: 10:46:2، اُسد الغابة: 800:563:1.]


واشتهر بإعلانه إسلامَه، واعتقاده بالدين الجديد، وتقصّيه الحقّ منذ يومه الأوّل.


[ الطبقات الكبرى: 225:4، حلية الأولياء: 26:158:1.]




وكان فريداً فذّاً في صدقه وصراحة لهجته، حتى قال رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم كلمته الخالدة فيه تكريماً لهذه الصفة المحمودة العالية: 'ما أظلّت الخضراء، وما أقلّت الغبراء


[ الخضْرَاء: السَّماء، والغَبْرَاء: الأرض "النهاية: 42:2".]


أصدق لهجة من أبي ذرّ'.


[ المستدرك على الصحيحين: 5461:85:3، الطبقات الكبرى: 228:4، سير أعلام النبلاء: 10:59:2.]




وكان من الثلّة المعدودة التي رعت حرمة الحقّ في خضمّ التغيّرات التي طرأت بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و سلم.


[ الخصال: 9:607، عيون أخبار الرضا: 1:126:2.]


وتفانى في الدفاع عن موقع الولاية العلويّة الرفيعة، وجعل نفسه مِجَنّاً للذبّ عنه، وكان أحد الثلاثة الذين لم يفارقوا عليّاً عليه السلام قطّ.


[ رجال الكشّي: 17:38:1، الاختصاص: 6.]




ولنا أن نعدّ من فضائله ومناقبه صلاته على الجثمان الطاهر لسيّدة نساء العالمين فاطمة عليهاالسلام، فقد كان في عداد من صلّى عليها في تلك الليلة المشوبة بالألم والغمّ والمحنة.


[ رجال الكشّي: 13:34:1، الاختصاص: 5.]




وصرخاته بوجه الظلم ملأت الآفاق، واشتهرت في التاريخ؛ فهو لم يصبر على إسراف الخليفة الثالث وتبذيره وعطاياه الشاذّة، وانتفض ثائراً صارخاً ضدّها، ولم يتحمّل التحريف الذي افتعلوه لدعم تلك المكرمات المصطنعة، وقدح في الخليفة وتوجيه كعب الأحبار لأعماله وممارساته. فقام الخليفة بنفي صوت العدالة هذا إلى الشام التي كانت حديثة عهدٍ بالإسلام، غيرَ مُلمّةٍ بثقافته.


[ أنساب الأشراف: 166:6، مروج الذهب: 349:2، شرح نهج البلاغة: 130:256:8.]




ولم يُطِقه معاوية أيضاً؛ إذ كان يعيش في الشام كالملوك، ويفعل ما يفعله القياصرة، ضارباً بأحكام الإسلام عرض الجدار، فأقضّت صيحات أبي ذرّ مضجعه.


[ أنساب الأشراف: 167:6، شرح نهج البلاغة: 130:256:8؛ الشافي: 294:4.]


فكتب إلى عثمان يخبره باضطراب الشام عليه إذا بقي فيها أبوذرّ، فأمر بردّه إلى المدينة،


[ الطبقات الكبرى: 226:4، أنساب الأشراف: 167:6، سير أعلام النبلاء: 10:63:2، تاريخ الطبري: 283:4؛ الأمالي للمفيد: 4:162.]


وأرجعوه إليها على أسوأ حال.


وقدم أبوذرّ المدينة، لكن لا سياسة عثمان تغيّرت، ولا موقف أبي ذرّ منه، فالاحتجاج كان قائماً، والصيحات مستمرّة، وقول الحقّ متواصلاً، وكشف المساوئ لم يتوقّف. ولمّا لم يُجْدِ الترغيب والترهيب معه، غيّرت الحكومة اُسلوبها منه، وما هو إلّا الإبعاد، لكنّه هذه المرّة إلى الرَّبَذة،


[ الكافي: 251:206:8، الأمالي للمفيد: 4:164؛ أنساب الأشراف: 167:6، الطبقات الكبرى: 227:4.]


وهي صحراء قاحلة حارقة، وأصدر عثمان تعاليمه بمنع مشايعته.


[ مروج الذهب: 351:2، شرح نهج البلاغة: 130:252:8؛ الأمالي للمفيد: 4:165.]


ولم يتحمّل أميرالمؤمنين عليه السلام هذه التعاليم الجائرة، فخرج مع أبنائه وعدد من الصحابة لتوديعه.


[ الكافي: 251:206:8، من لا يحضره الفقيه: 2428:275:2، الأمالي للمفيد: 4165، المحاسن: 1247:94:2، تاريخ اليعقوبي: 172:2؛ مروج الذهب: 350:2.]




وله كلام عظيم خاطبه به وبيّن فيه ظُلامته.


[ الكافي: 251:206:8، نهج البلاغة: الخطبة 130.]


وتكلّم من كان معه أيضاً ليعلم الناس أنّ الذي أبعد هذا الصحابي الجليل إلى الربذة هو قول الحقّ ومقارعة الظلم لا غيرها.


[ الكافي: 251:207:8 وراجع من لا يحضره الفقيه: 2428:275:2، المحاسن: 1247:94:2؛ شرح نهج البلاغة: 130:253:8.]




وكان إبعاد أبي ذرّ أحد ممهّدات الثورة على عثمان.


[ راجع: القسم الرابع/مبادئ الثورة على عثمان/معاقبة من أنكر عليه أحداثه/نفي أبي ذرّ.]


وذهب هذا الرجل العظيم إلى الربذة رضيّ الضمير؛ لأنّه لم يتنصّل عن مسؤوليّته في قول الحقّ، لكنّ قلبه كان مليئاً بالألم؛ إذ تُرك وحده، وفُصل عن مرقد حبيبه رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم.


يقول عبد اللَّه بن حواش الكعبي: رأيتُ أباذرّ في الربذة وهو جالس وحده في ظلّ سقيفةٍ، فقلت: يا أباذرّ! وحدك!


فقال: كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعاري، وقول الحقّ سيرتي، وهذا ما ترك لي رفيقاً.


توفّي أبوذرّ سنة 32 ه.


[ المستدرك على الصحيحين: 5451:381:3، سير أعلام النبلاء: 10:74:2؛ رجال الطوسي: 143:32 وفيه 'مات في زمن عثمان بالربذة'.]


وتحقّق ما كان يراه النبيّ صلى الله عليه و سلم في مرآة الزمان، وما كان يقوله فيه، وكان قد قال صلى الله عليه و سلم: 'يرحم اللَّه أباذرّ، يعيش وحده، ويموت وحده، ويُحْشَر يوم القيامة وحده'.


ووصل جماعة من المؤمنين فيهم مالك الأشتر بعد وفاة ذلك الصحابي الكبير القائل الحقّ في زمانه، ووسّدوا جسده النحيف الثرى باحترام وتبجيل.


[ المستدرك على الصحيحين: 5470:388:3، الطبقات الكبرى: 234:4، سير أعلام النبلاء: 10:77:2، تاريخ الطبري: 308:4، الكامل في التاريخ: 264:2؛ رجال الكشّي: 118:283:1.]



[ المشهور إنّ أبا ذرّ انتهج اُسلوب كشف المساوئ والبدع في أيّام عثمان، كما كان يذكّر بوجود الظلم والتمييز والتكتّل. من هنا لم تتحمّل الحكومة وجوده في المدينة، فنفته إلى الشام. وفيها واصل اُسلوبه وفضح معاوية وكشف قبائحه. فشكاه معاوية إلى عثمان، فردّه إلى المدينة، ثمّ أبعده إلى الربذة.... بَيْد أنّ بعض الباحثين ذهب إلى أنّه مكث طويلاً في الشام، اهتداءً ببعض الوثائق التاريخيّة، ومقايسة أخبار متنوّعة في هذا المجال. أي: إنّه توجّه إلى الشام بعد موت أبي بكر، وبذر فيها التشيّع. راجع: كتاب 'أبوذرّ الغفاري' لمحمّد جواد آل الفقيه: 65.]




6383- رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم: ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء على رجلٍ أصدق لهجةً من أبي ذرّ.


[ المستدرك على الصحيحين: 5461:385:3، سنن الترمذي: 3801:669:5، سنن ابن ماجة: 156:55:1، سير أعلام النبلاء: 10:59:2 كلّها عن عبد اللَّه بن عمرو.]




6384- عنه صلى الله عليه و سلم: من سرّه أن ينظر إلى شبيه عيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً؛ فلينظر إلى أبي ذرّ.


[ المعجم الكبير: 1626:149:2 عن عبد اللَّه بن مسعود، الطبقات الكبرى: 228:4، سير أعلام النبلاء: 10:59:2 كلاهما عن مالك بن دينار وفيهما 'مَن سرّه أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر...'، الاستيعاب: 343:323:1 عن أبي هريرة وفيه 'من سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر...'.]




6385- سنن الترمذي عن أبي ذرّ: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم: ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذرّ شِبْهَ عيسى بن مريم عليه السلام. فقال عمر بن الخطّاب كالحاسد: يا رسول اللَّه أفنعرف ذلك له؟ قال: نعم، فاعرفوه له.


[ سنن الترمذي: 3802:670:5.]




6386- مسند ابن حنبل عن بريدة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم: إنّ اللَّه عزّ وجلّ يُحبّ من أصحابي أربعة، أخبرني أنّه يحبّهم، وأمرني أن اُحبّهم. قالوا: من هم يا رسول اللَّه؟


قال: إنّ عليّاً منهم، وأبوذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي.


[ مسند ابن حنبل: 23029:14:9، سير أعلام النبلاء: 10:61:2.]




6387- أنساب الأشراف: لمّا أعطى عثمانُ مروانَ بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم، وأعطى زيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم، جعل أبوذرّ يقول: بشّر الكانزين بعذاب أليم، ويتلو قول اللَّه عزّ وجلّ: 'وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ' الآية.


[ التوبة: 34.]




فرفع ذلك مروانُ بن الحكم إلى عثمان، فأرسل إلى أبي ذرّ ناتلاً مولاه أن انْتَهِ عمّا يبلغني عنك، فقال: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب اللَّه، وعيب من ترك أمر اللَّه؟! فواللَّه لأن اُرضي اللَّه بسخط عثمان أحبّ إليَّ وخير لي من أن اُسخط اللَّه برضاه، فأغضب عثمانَ ذلك وأحفظَه،


[ أي: أغضَبه، من الحَفِيظة؛ الغَضب "النهاية: 408:1".]


فتصابر وكفّ.


وقال عثمان يوماً: أيجوز للإمام أن يأخذ من المال، فإذا أيسر قضى؟ فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك! فقال أبوذرّ: يابن اليهوديَّين! أتعلّمنا ديننا؟! فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي، وأولعك بأصحابي!


[ أنساب الأشراف: 166:6؛ الشافي: 293:4 نحوه وراجع شرح نهج البلاغة: 256:8.]




6388- أنساب الأشراف عن كميل بن زياد: كنت بالمدينة حين أمر عثمان أباذرّ باللحاق بالشام، وكنت بها في العام المقبل حين سيّره إلى الربذة.


[ أنساب الأشراف: 168:6.]




6389- تاريخ اليعقوبي: بلغ عثمان أيضاً أنّ أباذرّ يقع فيه، ويذكر ما غيّر وبدّل من سنن رسول اللَّه، وسنن أبي بكر وعمر، فسيّره إلى الشام إلى معاوية، وكان يجلس في المسجد، فيقول كما كان يقول، ويجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه.


وكان يقف على باب دمشق، إذا صلّى صلاة الصبح، فيقول: جاءت القطار تحمل النار، لعن اللَّه الآمرين بالمعروف والتاركين له، ولعن اللَّه الناهين عن المنكر والآتين له.


وكتب معاوية إلى عثمان: إنّك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذرّ، فكتب


إليه أن احمله على قَتَب


[ القَتَب: رَحْل البَعِير، صغير على قدر السَّنَام "مجمع البحرين: 1437:3".]


بغير وطاء، فقدم به إلى المدينة، وقد ذهب لحم فخذيه، فلمّا دخل إليه وعنده جماعة قال: بلغني أنّك تقول: سمعت رسول اللَّه يقول: 'إذا كملت بنو اُميّة ثلاثين رجلاً اتّخذوا بلاد اللَّه دُوَلاً،


[ الدُّوَل: جمع دُولة؛ وهو ما يُتداوَل من المال، فيكون لقوم دون قوم "النهاية: 140:2".]


وعباد اللَّه خولاً،


[ خَوَلاً: أي خَدماً وعَبيداً، يعني أنّهم يستخدمونهم ويَستعبِدونهم "النهاية: 88:2".]


ودين اللَّه دَغَلاً'


[ دَغَلاً: أي يَخدعون به الناسَ، وأصل الدَّغَل: الشَّجَر الملتَفّ الذي يكمُن أهل الفَساد فيه "النهاية: 123:2".]


فقال: نعم، سمعت رسول اللَّه يقول ذلك.


فقال لهم: أسمعتم رسول اللَّه يقول ذلك؟


فبعث إلى عليّ بن أبي طالب، فأتاه، فقال: يا أباالحسن! أسمعت رسول اللَّه يقول ما حكاه أبوذرّ؟ وقصّ عليه الخبر. فقال عليّ: نعم! قال: وكيف تشهد؟ قال: لقول رسول اللَّه: 'ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذرّ'.


فلم يقم بالمدينة إلّا أيّاماً حتى أرسل إليه عثمان: واللَّه لتخرجنّ عنها! قال: أتُخرجني من حرم رسول اللَّه؟ قال: نعم، وأنفك راغم. قال: فإلى مكّة؟ قال: لا، قال: فإلى البصرة؟ قال: لا، قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا، ولكن إلى الرَّبَذة التي خرجتَ منها حتى تموت بها! يا مروان، أخرِجه، ولا تدع أحداً يكلّمه، حتى يخرج.


فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته، فخرج وعليّ والحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر وعمّار بن ياسر ينظرون، فلمّا رأى أبوذرّ عليّاً قام إليه فقبّل


/ 34