التكلّم مع الأرض - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 11

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




5925- الإمام الجواد عن آبائه عليهم السلام: أقبل أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسي، وأميرالمؤمنين متّكئ على يد سلمان رضى الله عنه، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلّم على أميرالمؤمنين وجلس بين يديه وقال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل... ثمّ قام فمضى، فقال أميرالمؤمنين للحسن عليهماالسلام: يا أبامحمّد، اتّبعه فانظر أين يقصد. قال: فخرجت في أثره، فما كان إلّا أن وضع رجله خارج المسجد حتى ما دريت أين أخذ من الأرض! فرجعت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فأعلمته، فقال: يا أبامحمّد، تعرفه؟ قلت: لا، واللَّه ورسوله وأميرالمؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام.


[ الغيبة للنعماني: 2:58، الاحتجاج: 148:9:2 كلاهما عن داود بن القاسم الجعفري، بحارالأنوار: 1:414:36.]




5926- الإمام الرضا عليه السلام: لما قُبض رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ورسول اللَّه صلى الله عليه و سلم قد سُجّي


[ أي غُطِّي "النهاية: 344:2".]


بثوبه، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، كلّ نفس ذائقة الموت، وإنّما توفّون اُجوركم يوم القيامة، إنّ في اللَّه خلفاً من كلّ هالك، وعزاءً من كلّ مصيبة، ودَركاً من كلّ فائت، فتوكّلوا عليه، وثقوا به، وأستغفر اللَّه لي ولكم.


فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: هذا أخي الخضر عليه السلام، جاء يعزّيكم بنبيّكم صلى الله عليه و سلم.


[ كمال الدين: 5:391 عن الحسن بن عليّ بن فضّال، بحارالأنوار: 18:515:22 وراجع الكافي: 8:222:3 والطبقات الكبرى: 260:2 وكنز العمّال: 18785:250:7.]




5927- التوحيد عن الأصبغ بن نباتة: لمّا جلس عليّ عليه السلام في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد... فصعد المنبر... ثمّ قال: يا معشر الناس! سلوني


قبل أن تفقدوني. فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّئاً على عصاه، فلم يزل يتخطّى الناس حتى دنا منه فقال: يا أمير المؤمنين، دلّني على عمل أنا إذا عملته نجّاني اللَّه من النار. قال له: اسمع يا هذا ثمّ افهم ثمّ استيقن! قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغنيّ لا يبخل بماله على أهل دين اللَّه، وبفقير صابر. فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغنيّ، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون باللَّه أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها؛ أي الكفر بعد الإيمان.


أيّها السائل! فلا تغترّنّ بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّى.


أيّها السائل! إنّما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر.


فأمّا الزاهد فلا يفرح بشي ء من الدنيا أتاه، ولا يحزن على شي ء منها فاته؛ وأمّا الصابر فيتمنّاها بقلبه، فإن أدرك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها؛ وأمّا الراغب فلا يبالي من حلّ أصابها أم من حرام.


قال له: يا أميرالمؤمنين، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: ينظر إلى ما أوجب اللَّه عليه من حقّ فيتولّاه، وينظر إلى ما خالفه فيتبرّأ منه وإن كان حميماً قريباً. قال: صدقت واللَّه يا أميرالمؤمنين!


ثمّ غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسّم عليّ عليه السلام على المنبر ثمّ قال: ما لكم! هذا أخي الخضر عليه السلام.


[ التوحيد: 1:306.]





التكلّم مع الأرض




5928- علل الشرائع عن تميم بن جذيم: كنّا مع عليّ عليه السلام حيث توجّهنا إلى


البصرة، قال: فبينما نحن نُزول إذا اضطربت الأرض، فضربها عليّ عليه السلام بيده، ثمّ قال لها: ما لكِ؟ ثمّ أقبل علينا بوجهه، ثمّ قال لنا: أما إنّها لو كانت الزلزلة التي ذكرها اللَّه عزّوجلّ في كتابه لأجابتني، ولكنّها ليست بتلك.


[ علل الشرائع: 5:555، تأويل الآيات الظاهرة: 3:836:2، بحارالأنوار: 13:253:41.]





تسبيح الحصى في يده




5929- الخرائج والجرائح عن أنس: إنّه |النبيّ صلى الله عليه و سلم| أخذ كفّاً من الحصى فسبّحن في يده، ثمّ صبّهنّ في يد عليّ عليه السلام فسبّحن في يده، حتى سمعنا التسبيح في أيديهما! ثمّ صبّهنّ في أيدينا فما سبّحت.


[ الخرائج والجرائح: 61:47:1، بحارالأنوار: 10:252:41.]





احياء الشجرة اليابسة




5930- إرشاد القلوب عن الحارث الأعور الهمداني: خرجنا مع أميرالمؤمنين حتى انتهينا إلى العاقُول


[ العاقُول: مَعطِف الوادي والنهرِ. وقيل: عاقول النهرِ والوادي والرمْلِ: ما اعوجَّ منه، وكلّ مَعطِف وادٍ عاقولٌ "تاج العروس: 509:15".]


بالكوفة على شاطئ الفرات، فإذا نحن بأصل شجرة، وقد وقع أوراقها وبقي عودها يابساً، فضربها بيده المباركة وقال لها: ارجعي بإذن اللَّه خضراء ذات ثمر! فإذا هي تخضرّ بأغصانها مثمرة مورقة وحمْلها الكمّثرى الذي لا يُرى مثله في فواكه الدنيا! وطعمنا منه وتزوّدنا وحملنا.


فلمّا كان بعد أيّام عدنا إليها فإذا بها خضراء فيها الكمّثرى!


[ إرشاد القلوب: 278، إثبات الوصيّة: 163، بصائر الدرجات: 3:254 وفيهما 'الحرث' بدل 'الحارث'، الخرائج والجرائح: 62:218:1 كلّها نحوه، بحارالأنوار: 1:248:41.]





اصابة المستهزئ به بالجنون




5931- الإرشاد عن حكيم بن جبير: شهدنا عليّاً أميرالمؤمنين عليه السلام على المنبر يقول: أنا عبداللَّه وأخو رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم؛ ورثت نبيّ الرحمة ونكحت سيّدة نساء أهل الجنّة. وأنا سيّد الوصيّين وآخر أوصياء النبيّين، لا يدّعي ذلك غيري إلّا أصابه اللَّه بسوء.


فقال رجل من عبس كان جالساً بين القوم: من لا يحسن أن يقول هذا؛ أنا عبداللَّه وأخو رسول اللَّه!!


فلم يبرح من مكانه حتى تخبّطه الشيطان، فجرّ برجله إلى باب المسجد! فسألنا قومَه عنه فقلنا: هل تعرفون به عارضاً قبل هذا؟ قالوا: اللهمّ لا.


[ الإرشاد: 353:1، الخرائج والجرائح: 51:209:1، المناقب لابن شهر آشوب: 342:2 عن حكيم بن جبير وعن عقبة الهجري عن عمّته وعن أبي يحيى، كشف الغمّة: 284:1 كلاهما نحوه، بحارالأنوار: 22:205:41.]




5932- شرح نهج البلاغة عن حكيم بن جبير: خطب عليّ عليه السلام فقال في أثناء خطبته: أنا عبداللَّه وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلّا كذب؛ ورثت نبيّ الرحمة ونكحت سيّدة نساء هذه الاُمّة، وأنا خاتم الوصيّين.


فقال رجل من عبس: ومن لا يحسن أن يقول مثل هذا!! فلم يرجع إلى أهله حتى جنّ وصرع، فسألوهم: هل رأيتم به عرَضاً قبل هذا؟ قالوا: ما رأينا به قبل هذا عرَضاً.


[ شرح نهج البلاغة: 287:2؛ بحارالأنوار: 36:224:41.]





قصّة الخفّ والأسود




5933- الأغاني عن المدائني: كان السيّد |الحميري| يأتي الأعمش فيكتب عنه فضائل عليّ رضى الله عنه، ويخرج من عنده ويقول في تلك المعاني شعراً. فخرج ذات يوم من عند بعض اُمراء الكوفة وقد حمله على فرس وخلَع عليه، فوقف بالكناسة ثمّ قال:


يا معشر الكوفيّين! من جاءني منكم بفضيلة لعليّ بن أبي طالب لم أقل فيها شعراً أعطيته فرسي هذا وما عليَّ. فجعلوا يحدّثونه وينشدهم حتى أتاه رجل منهم وقال: إنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه عزم على الركوب، فلبس ثيابه، وأراد لبس الخفّ فلبس أحد خفّيه، ثمّ أهوى إلى الآخر ليأخذه، فانقضّ عقاب من السماء فحلّق به، ثمّ ألقاه، فسقط منه أسودُ وانساب فدخل جُحراً، فلبس عليّ رضى الله عنه الخفّ.


قال: ولم يكن قال في ذلك شيئاً، ففكّر هنيهة، ثمّ قال:




  • ألا يا قوم للعَجب العُجاب
    لخُفّ أبي الحسين وللحُبابِ



  • لخُفّ أبي الحسين وللحُبابِ
    لخُفّ أبي الحسين وللحُبابِ



[ الحُباب: الحَيَّة "النهاية: 326:1".]






  • أتى خُفّاً له وانسابَ فيه
    فخرّ من السماء له عقاب
    فطار به فحلّق ثمّ أهوى
    إلى جُحْرٍ له فانسابَ فيه
    بعيدِ القَعْر لم يُرْتَج



  • لينهش رجلَه منه بنابِ
    من العقبان أو شبه العقابِ
    به للأرض من دون السحابِ
    بعيدِ القَعْر لم يُرْتَج
    بعيدِ القَعْر لم يُرْتَج



[ أي يُغْلَق "النهاية: 193:2".]


ببابِ




  • كريه الوجه أسود ذو بَصيص
    ودُوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ
    نقيع سِمامه بعد انسيابِ



  • حديد الناب أزرق ذو لُعابِ
    نقيع سِمامه بعد انسيابِ
    نقيع سِمامه بعد انسيابِ



[ الأغاني: 276:7 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 307:2.]





الاخبار بالاسم الحقيقي




5934- شرح نهج البلاغة عن أحمد بن الحسن الميثمي: كان ميثم التمّار مولى عليّ بن أبي طالب عليه السلام عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه عليّ عليه السلام منها وأعتقه وقال له: ما اسمك؟ قال: سالم. فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم أخبرني أنّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم. فقال: صدق اللَّه ورسوله وصدقت يا أميرالمؤمنين! فهو واللَّه اسمي. قال: فارجع إلى اسمك ودع سالماً، ونحن نكنيك به. فكناه أباسالم.


[ شرح نهج البلاغة: 291:2؛ الإرشاد: 323:1، إعلام الورى: 341:1، بحارالأنوار: 59:343:41.]





الدرهم البَهْرَج والتمر المرّ
[ أي ردي ء الفضّة "مجمع البحرين: 197:1".



]




5935- المناقب لابن شهر آشوب: أنفذ أميرالمؤمنين عليه السلام ميثم التمّار في أمر، فوقف على باب دكّانه، فأتى رجل يشتري التمر، فأمره بوضع الدرهم ورفْع التمر. فلمّا انصرف ميثم وجد الدرهم بَهْرجاً، فقال في ذلك، فقال عليه السلام: فإذاً يكون التمر مرّاً، فإذا هو بالمشتري رجع وقال: هذا التمر مرّ!


[ المناقب لابن شهر آشوب: 329:2، بحارالأنوار: 22:268:41.]




راجع: القسم الرابع عشر/ بركات حبّه/ لقاؤه في أحبّ المواطن.


القسم العاشر/ الخصائص الحربيّة/ القوّة الإلهيّة.


/ الخصائص الأخلاقيّة/ الجمع بين الأضداد.



حب الإمام على




المدخل




الحبّ عنوان قيّم ومتأ لّق في سماء الثقافة الإسلاميّة. وقد أكّدت التعاليم الدينيّة على المحبّة أيّما تأكيد. وجاءت جملة 'هل الدين الّا الحب؟' لتبلغ بالحبّ مكانة عليّة. ولكن ما معنى الحبّ؟ ومن الذي ينبغي حبّه؟ هذا السؤال وما شابهه من الأسئلة الاُخرى أجابت عنها التعاليم الدينيّة على نحو مستفيض، ولكن لا مجال لذكره في هذا المدخل.


[ راجع كتاب 'المحبّة في القرآن والسنّة'.]




بيد أنّنا نؤكّد هنا على أنّ حبّ الجمال وحبّ الوجوه الطافحة بالصلاح والكرامة والمروءة أمر فطريّ، ولا يتسنّى القول بأنّ من يبقى على فطرته النقيّة ولا تتدنّس توجّهاته السليمة بلوث الانحراف؛ لا يميل- تلقائيّاً- إلى حبّ كلّ ما هو جميل و نبيل و كريم، و لا تتوق نفسه إلى المعالي و المكارم.


لقد أوصى رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم بحبّ عليّ عليه السلام واعتبر محبّة 'آل اللَّه' من الإيمان. وهل كلّ هذا إلّا استلهام للواقع، وإرشاد إلى الحقّ والحقيقة، وإلى كلّ ما ينبثق


من ذات الإنسان؟! إنّ عليّاً زاخر بكلّ معاني الجمال، وينبوع دافق يفيض بالفضائل والمكارم وجميع المحامد. وما هذا الواقع الصادق إلّا تجسيد لتلك الحقيقة السامية التي بعثت السرور في نفوس الناس كلّهم بشتّى نحلهم ومشاربهم ومذاهبهم، سواء كانوا من الأصدقاء أم من الأعداء.


[ راجع: القسم التاسع.]




وهل 'آل اللَّه' أحد سواهم... بيد أنّ المجال لايتّسع هنا للإطناب في القول فيهم. ولكن نظراً إلى أهمّية الموضوع، ونفاسة المطلب يبدو من غير اللائق طيّ صفحة الحديث بدون الإشارة إلى غيض من هذا الفيض. وهكذا رأينا أنّ من الأجدر بنا أن نتحدّث بإيجاز عن لزوم حبّ عليّ عليه السلام وآل اللَّه في ضوء آية من آيات الكتاب الكريم، ثمّ نبحث باقتضاب في السرّ الكامن وراء التأكيد البالغ على حبّ عليّ وآل عليّ في ضوء آية كريمة، ثمّ نلخّص الكلام في ضوء معطيات الأحاديث النبويّة، وفي أعقاب ذلك ندعو القارئ إلى التأمّل في الأحاديث.


لقد أمر الباري سبحانه وتعالى رسوله الكريم في سورة الشورى- التي يتركّز محور موضوعاتها على الوحي وأبعاد رسالة الرسول صلى الله عليه و سلم- بأن يقول للناس:


'قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى'.


[ الشورى: 23.]




ياللعجب! لقد أتى القرآن الكريم على ذكر شعار كلّ الأنبياء؛ وأكّد أنّهم جميعاً كانوا يقولون: 'وَ مَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَلَمِينَ'


[ الشعراء: 180 ،164 ،145 ،127 ،109.]


ولكنّ الرسول صلى الله عليه و سلم أمر أن يُعلِن للناس بأنّ أجر رسالتي موّدة أقاربي. ولو وُضعت هذه


الآية الكريمة إلى جانب الآيات الاُخرى التي تناولت هذا الموضوع، لاتّضحت لنا حقيقة محتواها.


فقد جاء في آية اُخرى: 'قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ'،


[ سبأ: 47.]


وجاء في آية اُخرى: 'قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَلَمِينَ'.


[ الانعام: 90.]


وهذا يفيد بأنّ ما اُريد من الاُمّة إنّما يصبّ في صالحها، وإلّا فالكتاب الإلهي 'ذكرٌ' للناس كافّة ولا أجر عليه.


وجاء في آية اُخرى: 'قُلْ مَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ ى سَبِيلاً'


[ الفرقان: 57.]


وهو يفيد بأنّ لهذا الأجر علاقة مباشرة بالدعوة وقبولها، ومعناه أنّ اختيار الناس للأمر الذي أعرضه عليهم هو بمثابة الأجر بالنسبة لي، وليس هناك من أجر بعده.


وهكذا يتّضح لنا من هنا، ومن خلال الاستنارة بمفاد الآيات الاُخر بأنّ هذه المودّة تعود أيضاً إلى تلبية الدعوة، والآية دالّة على أنّ هذا الطلب تعود فائدته عليكم. أي هناك نفي قاطع للأجر تارة، وتأكيد على أنّ الأجر على من يريد أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً تارة اُخرى، ويأتي التصريح في ختام المطاف بأنَّ الأجر الذي يطلبه منهم تعود منفعته عليهم، وفي النهاية إنّ أجري 'مودّة أقاربي'.


إذاً يتّصف 'أجري' بالخصائص التالية:


1- إنّ منفعته لا تعود عليَّ أبداً.


2- إنّ منفعته تعود عليكم بأكملها.


3- إنّه ممّا يمهّد لكم السبيل إلى اللَّه.


وهكذا يتّضح بأنَّ 'الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى'، امتداد لنهج الرسالة، واستمرار لخطّ الرسول صلى الله عليه و سلم.


لقد بيّن رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم هذا المعنى، وكشف عن مصداقه على طريق إبلاغ الأهداف العامّة للدين. وعلى هذا المنوال فقد حدّد فى ضوئه مستقبل زعامة الاُمّة الإسلاميّة، وصرّح لمن سأله عمّن يكون اُولئك القربى، قائلاً: 'عليّ وفاطمة وابناهما'.


ويتجلّى لنا من ذلك بأنّ تفسير الرسول صلى الله عليه و سلم لهذه الآية يأتي في السياق العامّ لإبلاغ الرسالة، والتأكيد على امتداد طريق الرسالة، مع الحرص على إنارة طريق الغد أمام الاُمّة الإسلاميّة.


إنّ الروايات الكثيرة التي تحدّثت عن مودّة آل محمد صلى الله عليه و سلم، وأوجبت محبّتهم واعتبرت الموت على محبّتهم شهادة في سبيل اللَّه، وعداوتهم نفاقاً، وبغض عليّ عليه السلام نفاقاً، إنّما جاءت لإيجاد تيّار يسير في خطّهم، والوقاية من ظهور مناهض لهم، ومُعادٍ- مآلاً- لتعاليم الدين ومعارف القرآن. ومع أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم كان يرى امتداد نهجه متجسّداً في 'آل اللَّه'، فقد ألقى عب ء حمل رسالته على كاهل أبرز مصداق ل 'آل اللَّه' وهو عليّ عليه السلام، معتبراً أيّة مواجهة له مواجهة للرسول؛ أي لايسوغ لمن كانت لديه فطرة سليمة وإيمان راسخ، ويعرف الحقّ ويسير عليه، أن يبغض عليّاً عليه السلام. أليس هو الرجل المعروف بكلّ معاني الجمال وحميد الخصال ومكارم الأخلاق والصفات؟ وهل توجد فطرة سليمة لا تحبّ الجمال وتأبى التغنّي بالملاحم في سبيل معاني الجمال؟! وهل يمكن أن يكون


/ 39