احتفال بذکری مولد النبی (صلی الله علیه و آله) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

احتفال بذکری مولد النبی (صلی الله علیه و آله) - نسخه متنی

مجمع العالمی لاهل البیت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأمر الثاني: هل الاحتفال
بالمولد النبوي بدعة أم من صميم الدين؟



ولأجل أن نعرف متى يكون الشيء
جائزاً في الدين، نقول: إن الشيء يكون
جائزاً ومن صميم الدين; إذا وقع عليه النص
بشخصه، كالاحتفال في عيدي الفطر والأضحى،
والاجتماع في يوم عرفة، فهذه الموارد لا
شك في جواز الاحتفال أو الاجتماع بها،
وتخرج عن كونها من البدع.


وأحياناً يكون الشيء جائزاً
وأيضاً من صميم الدين، في حالة ما إذا وقع
النص عليه على الوجه الكلي، وفي هذا
المورد يُترك اختيار الاُسلوب والطريقة
للمسلم ليعبّر كيف يشاء وبأي طريقة كانت
عن امتثاله لهذا الأمر، شريطة أن لا يدخله
في المحرمات. ومن الأمثلة على ذلك:


1 ـ ندب الشارع إلى تعليم
الأولاد وضرورة التعلم، ولا شك أن لهذا
الأمر الكلي أشكالاً وألواناً تتغير حسب
تبدّل وتغيّر الأزمان. والكتابة في السابق
كانت متحققة بقلم القصب، أو بالكتابة بريش
الطائر، أما الآن فقد تطورت أساليب
الكتابة والتعليم، حيث استخدمت الأجهزة
المتطورة كالتعليم بواسطة الكامبيوتر أو
الأشرطة وما شاكل..


في هذا المثال نجد الشارع
المقدس قد أمر بالتعليم على الوجه الكلي،
إلاّ أنه ترك اختيار الاُسلوب لنفس المكلف.


2 ـ إن الصحابة ـ كما يقال ـ
قاموا بجمع آيات القرآن المتفرقة في مصحف
واحد، ولم يصف أحد منهم هذا العمل بأنه
بدعة، وما هذا إلاّ لأن عملهم كان تطبيقاً
لقوله سبحانه: (إنّا نحن
نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون) [4]
فعملهم في الواقع كان مصداقاً عملياً
لظواهر عامة شرعية من الكتاب والسنّة،
وعلى ذلك جرى المسلمون في مجال الاهتمام
بالقرآن من كتابته وتنقيطه، وإعراب كلمه
وجمله وعدّ آياته، وتمييزها بالنقاط
الحمر وأخيراً طباعته ونشره، وتقدير
حفّاظه وتكريمهم والاحتفال بهم، إلى غير
ذلك من الاُمور التي كلها دعم لحفظ القرآن
وتثبيته وبقائه، وإن لم يفعله رسول الله
ولا الصحابة ولا التابعون، إذ يكفي وجود
أصل له في الأدلة.


3 ـ الدفاع عن بيضة الإسلام وحفظ
استقلاله وصيانة حدوده من الأعداء، أصل
ثابت في القرآن الكريم، قال سبحانه: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة) [5]
وأما كيفية الدفاع ونوع السلاح ولزوم
الخدمة العسكرية فالكل تطبيق لهذا المبدأ
وتجسيد لهذا الأصل، فربما يرمى التجنيد
العمومي بأنه بدعة، غفلة عن حقيقة الحال
وأن الإسلام يتبنّى الأصل ويترك الصور
والألوان والأشكال إلى مقتضيات الظروف.


هذا هو الأصل الذي به يميز «البدعة»
عن «التطبيق» و «الابتداع» عن «الاتباع»
وإليك تصريحات بعض العلماء حول موضوع
البحث :


أ ـ قال ابن رجب: قوله(صلى الله
عليه وآله): «وإياكم ومحدثات الاُمور فإن
كل بدعة ضلالة» تحذير للاُمة من اتباع
الاُمور المحدثة المبتدعة، وأكد ذلك
بقوله: «كل بدعة ضلالة»، والمراد بالبدعة
ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل
عليه، وأما ما له أصل فليس ببدعة، وإن كان
بدعة لغةً، وفي صحيح مسلم: عن جابر (رضي
الله عنه) عنه أن النبي(صلى الله عليه وآله)
كان يقول في خطبته: «إن خير الحديث كتاب
الله وخير الهدى هدى محمد وشرّ الاُمور
محدثاتها، وكل بدعة ضلالة...»، وقوله: «كل
بدعة ضلالة» من جوامع الكلم لا يخرج عنه
شيء، وهو أصل عظيم من اُصول الدين، وهو
شبيه بقوله(صلى الله عليه وآله): «من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ» فكل مَن
أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل
من الدين يرجع إليه; فهو ضلالة والدين بريء
منه [6] .


ب ـ وقال ابن حجر في شرح قوله(صلى
الله عليه وآله): «إن أحسن الحديث كتاب الله»:
والمحدثات ـ بفتح الدال ـ جمع محدثة،
والمراد ما أحدث وليس له أصل في الشرع،
ويسمى في عرف الشرع «بدعة» وما كان له أصل
يدل عليه الشرع; فليس ببدعة، فالبدعة في
عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة، فإن كل شيء
أحدث على غير مثال يسمى بدعة، سواء أكان
محموداً أو مذموماً، وكذا القول في
المُحدَثة [7] .


ولكن عندما نُراجع القرآن
الكريم والسنّة الشريفة سنجد أن هناك
أصلاً مهماً في الدين قد جاء في حق النبي(صلى
الله عليه وآله)، وهو لزوم تكريمه(صلى الله
عليه وآله) وتعظيمه حياً وميتاً، وهذا
الأصل لا يمكن لمسلم إنكاره، أما كيفية
تطبيق هذا التعظيم والتكريم فذلك متروك
للمسلم بشرط أن لا يدخله في المحرمات.



/ 14