أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مرجعية
الإمام الحسن (عليه السلام) العلمية
والدينيّة :


وتمثّلت
في تربيته لكوكبة من طلاّب المعرفة،
وتصدّيه للانحرافات الدينية التي كانت
تؤدي إلى مسخ الشريعة، كما تصدّى
لمؤامرة مسخ السنّة النبويّة الشريفة
التي كان يخطّط لها معاوية بن أبي
سفيان من خلال تنشيط وضع الأحاديث
والمنع من تدوين الحديث النبويّ .


مدرسة
الإمام ونشاطه العلمي :


أنشأ
الإمام مدرسته الكبرى في يثرب ، وراح
يعمل مجدّاً في نشر الثقافة الإسلامية
في المجتمع الإسلامي، وقد انتمى
لمدرسته كبار العلماء وعظماء
المحدّثين والرواة ، ووجد بهم خير عون
لأداء رسالته الإصلاحية الخالدة التي
بلورت عقلية المجتمع . وأيقظته بعد
الغفلة والجمود ، وقد ذكر المؤرّخون
بعض أعلام تلامذته ورواة حديثه وهم :


ابنه
الحسن المثنى ، والمسيّب بن نجبة ،
وسويد بن غفلة ، والعلا بن عبد الرحمن ،
والشعبي ، ومبيرة بن بركم ، والأصبغ بن
نباتة ، وجابر بن خلد، وأبو الجوزا ،
وعيسى بن مأمون بن زرارة ، ونفالة بن
المأموم، وأبو يحيى عمير ابن سعيد
النخعي ، وأبو مريم قيس الثقفي ، وطحرب
العجلي ، واسحاق بن يسار والد محمد بن
اسحاق ، وعبد الرحمن بن عوف، وسفين بن
الليل ، وعمرو بن قيس الكوفيون[1]، وقد ازدهرت يثرب
بهذه الكوكبة من العلماء والرواة
فكانت من أخصب البلاد الاسلامية علماً
وأدباً وثقافة .


وكما
كان يتولّى نشر العلم في يثرب كان يدعو
الناس إلى مكارم الأخلاق ومحاسن
الأعمال والتأدّب بسنّة النبي (صلى
الله عليه وآله) ، وقد رفع (عليه السلام)
منار الأخلاق التي جاء بها جدّه الرسول
لإصلاح المجتمع وتهذيبهم، فمن سموّ
أخلاقه أنّه كان يصنع المعروف
والإحسان حتى مع أعدائه ومناوئيه، وقد
بلغه أنّ الوليد بن عقبة قد ألمّ به
السقم فمضى لعيادته مع ما عُرف به
الوليد من البغض والعداء لآل البيت ،
فلمّا استقرّ المجلس بالإمام انبرى
اليه الوليد قائلاً: « إنّي أتوب إلى
الله تعالى ممّا كان بيني وبين جميع
الناس إلاّ ما كان بيني وبين أبيك
فإنّي لا أتوب منه »[2]
.


وأعرض
الإمام عنه ولم يقابله بالمثل، ولعلّه
أوصله ببعض ألطافه وهداياه[3]
.


مرجعيّته
الاجتماعية :


والتي
تمثّلت في عطفه على الفقراء وإحسانه
وبذله المعروف، وتجلّت في استجارة
المستجيرين به للتخلّص من ظلم
الاُمويين وأذاهم .


أ
ـ عطفه على الفقراء :


وأخذ
(عليه السلام) يفيض الخير والبرّ على
الفقراء والبائسين ، ينفق جميع ما عنده
عليهم، وقد ملأ قلوبهم سروراً بإحسانه
ومعروفه ، ومن كرمه أنّه جاءه رجل في
حاجة فقال له : « اُكتب حاجتك في رقعة
وادفعها الينا»، فكتبها ذلك الشخص
ورفعها اليه ، فأمر (عليه السلام)
بضعفها له ، قال بعض الحاضرين: ما كان
أعظم بركة هذه الرقعة عليه يابن رسول
الله ؟!، فأجابه (عليه السلام) : «
بركتها علينا أعظم ، حين جعلنا
للمعروف أهلاً، أما علمت أنّ المعروف
ما كان ابتداءً من غير مسألة ، فأمّا من
أعطيته بعد مسألة فإنّما أعطيته بما
بذل لك من وجهه، وعسى أن يكون بات ليلته
متململاً أرقاً يميل بين اليأس
والرجاء ، لا يعلم بما يرجع من حاجته ،
أبكآبة أم بسرور النجح ، فيأتيك
وفرائصه ترعد ، وقلبه خائف يخفق ، فإن
قضيت له حاجته فيما بذلك من وجهه فإنّ
ذلك أعظم ممّا نال من معروفك » .


لقد
كان موئلاً للفقراء والمحرومين ،
وملجأً للأرامل والأيتام ، وقد تقدّمت
بعض بوادر جوده ومعروفه التي كان بها
مضرب المثل للكرم والسخاء .


ب
ـ الاستجارة به :


كان
(عليه السلام) في عاصمة جدّه(صلى الله
عليه وآله) كهفاً منيعاً لمن يلجأ اليه
، وملاذاً حصيناً لمن يلوذ به ، قد كرّس
أوقاته في قضاء حوائج الناس ، ودفع
الضيم والظلم عنهم، وقد استجار به سعيد
بن أبي سرح من زياد فأجاره ، فقد ذكر
الرواة أنّه كان معروفاً بالولاء لأهل
البيت (عليهم السلام) فطلبه زياد من أجل
ذلك فهرب إلى يثرب مستجيراً بالإمام ،
ولمّا علم زياد ذلك عمد إلى أخيه وولده
وزوجه فحبسهم ، ونقض داره ، وصادر
أمواله ، وحينما علم الإمام الحسن ذلك
شقّ عليه الأمر ، فكتب رسالة إلى زياد
يأمره فيها بأن يعطيه الأمان، ويخلّي
سبيل عياله وأطفاله، ويشيّد داره ،
ويردّ عليه أمواله[4]
.


مرجعيّته
السياسيّة :


لقد
صالح الإمام الحسن (عليه السلام)
معاوية من موقع القوّة، كما نصّت
المعاهدة على أن يكون الأمر من بعده
للحسن ولا يبغي له الغوائل والمكائد .


إذن
من الطبيعي أن يكون الإمام محور
المعارضة والشوكة التي تنغّص على بني
اُمية ومعاوية ملكهم وتكدّر صفوهم،
ونجد في أدعية الإمام ولقاءاته
بالحاكمين وبطانتهم ورسائله وخطبه
نشاطاً سياسياً واضحاً تمثّل في :


أ
ـ مراقبته للأحداث ومتابعتها ومراقبة
سلوك الحاكمين وعمّالهم، وأمرهم
بالمعروف وردعهم عن المنكر، كما
لاحظنا في مراسلته لزياد لرفع الضغط عن
سعيد بن أبي سرح، ولومه لحبيب بن مسلمة
وهو في الطواف على إطاعته لمعاوية[5]
.


ب
ـ النشاط السياسي المنظَّم والذي كان
يتمثّل في استقباله لوفود المعارضة،
وتوجيههم ودعوتهم إلى الصبر، وأخذ
الحزم وانتظار أوامر الإمام التي
ستصدر في الفرصة المناسبة، كما تمثّل
في تأكيده المستمرّ على الدور القيادي
لأهل البيت (عليهم السلام) واستحقاقه
للخلافة والإمامة .


ويرى
الدكتور طه حسين أنّ الإمام قد شكّل
حزباً سياسياً حين مكثه في المدينة،
وتولّى هو رئاسته وتوجيهه الوجهة
المناسبة لتلك الظروف .


ج
ـ عدم تعاطفه مع أركان النظام الحاكم
بالرغم من محاولاتهم لكسب عطف الإمام
أو تغطية نشاطاته أو إدانتها، وقد
تمثّل هذا الجانب في رفضه لمصاهرة
الاُمويين وفضحه لخططهم وكشفه لواقعهم
المنحرف وعدم استحقاق معاوية للخلافة،
وتجلّى بوضوح في مناظراته مع معاوية
وبطانته في المدينة ودمشق على حدّ
سواء، ونكتفي بالإشارة إلى بعض مواقفه
.


رفض
الإمام (عليه
السلام) مصاهرة الاُمويّين :


ورام
معاوية أن يصاهر بني هاشم ليحوز بذلك
الشرف والمجد ، فكتب إلى عامله على
المدينة مروان بن الحكم أن يخطب ليزيد
زينب بنت عبدالله ابن جعفر على حكم
أبيها في الصداق ، وقضاء دينه بالغاً
ما بلغ ، وعلى صلح الحيّين بني هاشم
وبني اُمية ، فبعث مروان خلف عبدالله ،
فلمّا حضر عنده فاوضه في أمر كريمته ،
فأجابه عبدالله : إنّ أمر نسائنا بيد
الحسن بن علي فاخطب منه، فأقبل مروان
إلى الإمام فخطب منه ابنة عبدالله ،
فقال (عليه السلام) : «اجمع مَن
أردت» فانطلق مروان فجمع الهاشميّين
والاُمويّين في صعيد واحد وقام فيهم
خطيباً، وبيّن أمر معاوية له .


فردّ
الإمام (عليه السلام) عليه ، فقال بعد
حمد الله والثناء عليه : « أمّا ما ذكرت
من حكم أبيها في الصداق فإنّا لم نكن
لنرغب عن سنّة رسول الله (صلى الله عليه
وآله) في أهله وبناته[6] ، وأمّا قضاء دين
أبيها فمتى قضت نساؤنا ديون آبائهن ؟
وأمّا صلح الحيّين فإنّا عاديناكم لله
وفي الله فلا نصالحكم للدنيا ... »
.


وفي
ختام كلمته قال الإمام (عليه السلام) : «
وقد رأينا أن نزّوجها ( يعني زينب )
من ابن عمّها القاسم بن محمد بن جعفر ،
وقد زوّجتها منه ، وجعلت مهرها ضيعتي
التي لي بالمدينة ، وقد أعطاني معاوية
بها عشرة آلاف دينار » .


ورفع
مروان رسالة إلى معاوية أخبره بما حصل
، فلمّا وصلت اليه قال : « خطبنا
اليهم فلم يفعلوا ، ولو خطبوا إلينا
لما رددناهم »[7]
.


من
مواقف الإمام الحسن (عليه
السلام) مع معاوية وبطانته :

أ
ـ مع معاوية في المدينة :


روى
الخوارزمي أنّ معاوية سافر إلى يثرب
فرأى تكريم الناس وحفاوتهم بالإمام
وإكبارهم له ممّا ساءه ذلك ، فاستدعى
أبا الأسود الدؤلي والضحّاك بن قيس
الفهري ، فاستشارهم في أمر الحسن وأنّه
بماذا يوصمه ليتّخذ من ذلك وسيلة للحطّ
من شأنه والتقليل من أهميّته أمام
الجماهير ، فأشار عليه أبو الأسود
بالترك قائلاً :


«
رأي أمير المؤمنين أفضل ، وأرى ألاّ
يفعل فإنّ أمير المؤمنين لن يقول فيه
قولاً إلاّ أنزله سامعوه منه به حسداً
، ورفعوا به صعداً ، والحسن يا أمير
المؤمنين معتدل شبابه ، أحضر ما هو
كائن جوابه ، فأخاف أن يرد عليك كلامك
بنوافذ تردع سهامك ، فيقرع بذلك ظنوبك[8]
، ويبدي به عيوبك ، فإنّ كلامك فيه صار
له فضلاً ، وعليك كلاً ، إلاّ أن تكون
تعرف له عيباً في أدب ، أو وقيعة في
حسب ، وإنّه لهو المهذّب ، قد أصبح من
صريح العرب في عزّ لُبابها، وكريم
محتدها ، وطيب عنصرها ، فلا تفعل يا
أمير المؤمنين » .


وقد
أشار عليه أبو الأسود بالصواب ، ومنحه
النصيحة ، فأيّ نقص أو عيب في الإمام
حتى يوصمه به ، وهو المطهّر من كلّ رجس
ونقص كما نطق بذلك الذكر الحكيم؟ ولكنّ
الضحّاك بن قيس قد أشار على معاوية
بعكس ذلك فحبّذ له أن ينال من الإمام
ويتطاول عليه قائلاً :


«
امضِ يا أمير المؤمنين فيه برأيك ولا
تنصرف عنه بدائك ، فإنّك لو رميته
بقوارص كلامك ومحكم جوابك لذلّ لك كما
يذلّ البعير الشارف[9]
من الإبل » .


واستجاب
معاوية لرأي الضحّاك ، فلمّا كان يوم
الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ، وصلّى على نبيّه ، ثم ذكر أمير
المؤمنين وسيّد المسلمين علي بن أبي
طالب (عليه السلام) فانتقصه ، ثم قال :


«
أيّها الناس! إنّ صبية من قريش ذوي سفه
وطيش وتكدّر من عيش أتعبتهم المقادير ،
فاتّخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد ،
وألسنتهم مبارد ، فأباض وفرخ في صدورهم
، ودرج في نحورهم ، فركب بهم الزلل ،
وزيّن لهم الخطل، وأعمى عليهم السُبل ،
وأرشدهم إلى البغي والعدوان والزور
والبهتان ، فهم له شركاء وهو لهم قرين (
ومن يكن الشيطان له قريناً فساء قريناً
)وكفى لهم مؤدّباً ، والمستعان الله » .


فوثب
اليه الإمام الحسن مندفعاً كالسيل
رادّاً عليه افتراءه وأباطيله قائلاً :


«
أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن
لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي
طالب ، أنا ابن نبيّ الله ، أنا ابن من
جعلت له الأرضُ مسجداً وطهوراً ، أنا
ابن السراج المنير ، أنا ابن البشير
النذير ، أنا ابن خاتم النبيّين ،
وسيّد المرسلين ، وإمام المتّقين ،
ورسول ربّ العالمين ، أنا ابن من بعث
إلى الجنّ والإنس ، أنا ابن من بعث
رحمةً للعالمين » .


وشقّ
على معاوية كلام الإمام فبادر إلى قطعه
قائلاً : « يا حسن! عليك بصفة الرطب »،
فقال (عليه السلام): « الريح تلقحه
والحرّ ينضجه، والليل يبرده ويطيبه ،
على رغم أنفك يا معاوية » ثم استرسل (عليه
السلام) في تعريف نفسه قائلاً :


«
أنا ابن مستجاب الدعوة ، أنا ابن
الشفيع المطاع ، أنا ابن أول من ينفض
رأسه من التراب ، ويقرع باب الجنّة ،
أنا ابن من قاتلت الملائكة معه ولم
تقاتل مع نبيّ قبله ، أنا ابن من نصر
على الأحزاب ، أنا ابن من ذلّت له قريش
رَغماً » .


وغضب
معاوية واندفع يصيح : « أما أنّك تحدّث
نفسك بالخلافة » .


فأجابه
الإمام (عليه السلام) عمّن هو أهل
للخلافة قائلاً : « أمّا الخلافة فلمن
عمل بكتاب الله وسنَّة نبيّه ، وليست
الخلافة لمن خالف كتاب الله وعطّل
السنّة ، إنّما مثل ذلك مثل رجل أصاب
ملكاً فتمتّع به، وكأنّه انقطع عنه
وبقيت تبعاته عليه » .


وراوغ
معاوية ، وانحط كبرياؤه فقال : « ما في
قريش رجل إلاّ ولنا عنده نِعَم جزيلة
ويد جميلة » .


فردّ
(عليه السلام) قائلاً : « بلى ، من
تعزّزت به بعد الذلّة ، وتكثّرت به بعد
القلّة» .


فقال
معاوية : « من اُولئك يا حسن ؟ » ،
فأجابه الإمام (عليه السلام) : « من
يلهيك عن معرفتهم » .


ثم
استمر (عليه السلام) في تعريف نفسه إلى
المجتمع فقال :


«
أنا ابن من ساد قريشاً شاباً وكهلاً ،
أنا ابن من ساد الورى كرماً ونبلاً،
أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود
الصادق ، والفرع الباسق ، والفضل
السابق ، أنا ابن من رضاه رضى الله ،
وسخطه سخطه ، فهل لك أن تساميه يا
معاوية ؟ » ، فقال معاوية : أقول لا
تصديقاً لقولك ، فقال الحسن : « الحق
أبلج، والباطل لجلج ، ولم يندم من ركب
الحقّ ، وقد خاب من ركب الباطل ( والحقّ
يعرفه ذوو الألباب ) » فقال معاوية على
عادته من المراوغة : لا مرحباً بمن ساءك[10]
.


[1] تاريخ ابن عساكر :
ج12 ، صورة فوتوغرافية في مكتبة الإمام
أمير المؤمنين .


[2] شرح ابن أبي
الحديد : 1 / 364 .


[3] حياة الإمام
الحسن : 2 / 288 ـ 289 .


[4] حياة الإمام
الحسن : 2 / 289 ـ 290 .


[5] راجع حياة الإمام
الحسن : 2 / 293 .


[6] كانت سنّة رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في مهر
أزواجه وبناته أربعمائة درهم .


[7] مقتل الحسين
للخوارزمي : 1 / 124 .


[8] الظنوب : العظم
اليابس من الساق .


[9] البعير الشارف :
المسنّ الهرم .


[10] راجع حياة
الإمام الحسن : 2 / 297 ـ 299 عن الخوارزمي .

/ 31