أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




البحث
الثالث : ما بعد الصلح حتى الشهادة


الاجتماع
في الكوفة :

بعد
توقيع الصلح بين الإمام الحسن (عليه
السلام) ومعاوية اتّفقا على مكان
يلتقيان به، ليكون هذا اللقاء تطبيقاً
عملياً للصلح، وليعترف كلّ منهماعلى
سمع من الناس بما أعطى صاحبه من نفسه
وبما يلتزم له من الوفاء بعهوده،
فاختارا الكوفة فقصدا اليها ، وقصدت
معهما سيول من الناس غصّت بهم العاصمة
الكبرى ، وكان أكثر الحاضرين جند
الفريقين ، تركوا معسكريهما وحفّوا
لليوم التاريخي الذي كتب على طالع
الكوفة النحس أن تشهده راغمة أو راغبة .


ونودي
في الناس إلى المسجد الجامع ، ليستمعوا
هناك إلى الخطيبين الموقِّعَيْنِ على
معاهدة الصلح، وكان لا بدّ لمعاوية أن
يستبق إلى المنبر ، فسبق اليه وجلس
عليه[1]
، وخطب في الناس خطبته الطويلة التي لم
ترو المصادر منها إلاّ فقراتها
البارزة فقط .


منها
: « أمّا بعد، ذلكم فإنّه لم تختلف اُ مّة
بعد نبيّها إلاّ غلب باطلها حقّها !! ».
قال الراوي : وانتبه معاوية لما وقع
فيه، فقال : إلاّ ما كان من هذه الاُ مّة
، فإنّ حقّها غلب باطلها[2]
.


ومنها
: « يا أهل الكوفة! أترونني قاتلتكم على
الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنّكم
تصلّون وتزكّون وتحجّون ؟ ولكنّي
قاتلتكم لأتأمّر عليكم وألي رقابكم ،
وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون ! ألا
إنّ كلّ دم اُصيب في هذه الفتنة مطلول ،
وكلّ شرط شرطته فتحت قدميّ هاتين !! ... »[3]
.


وروى
أبو الفرج الأصفهاني عن حبيب ابن أبي
ثابت مسنداً: أنه ذكر في هذه الخطبة
عليّاً فنال منه ، ثمّ نال من الحسن[4]
.


ثمّ
قام الإمام الحسن (عليه السلام) فخطب في
هذا الموقف الدقيق خطبته البليغة
الطويلة التي جاءت من أروع الوثائق عن
الوضع القائم بين الناس وبين أهل البيت
(عليهم السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى
الله عليه وآله) ، ووعظ ونصح ودعا
المسلمين ـ في أوّلها ـ إلى المحبّة
والرضا والاجتماع ، وذكّرهم ـ في
أواسطها ـ مواقف أهله بل مواقف
الأنبياء ، ثم ردّ على معاوية ـ في
آخرها ـ دون أن يناله بسبٍّ أو شتم،
ولكنّه كان باُسلوبه البليغ أوجع شاتم
وسابٍّ .


وكان
ممّا قاله (عليه السلام)[5]
: « أيّها الذاكر عليّاً ! أنا الحسن
وأبي عليّ ، وأنت معاوية وأبوك صخر ،
واُمي فاطمة واُمك هند ، وجدّي رسول
الله وجدّك عتبة بن ربيعة ، وجدّتي
خديجة ، وجدّتك فُتَيْلَة، فلعن الله
أخملنا ذكراً ، وألأمنا حسباً، وشرنا
قديماً وحديثاً ، وأقدمنا كفراً
ونفاقاً » .


المعارضون
للصلح :

أ
ـ قيس بن سعد بن عبادة :


اشتهر
قيس بموالاة أهل البيت (عليهم السلام)
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد
عيّنه والياً على مصر في أوائل خلافته
وعندما سمع قيس بن سعد نبأ التوقيع على
الصلح بين الإمام (عليه السلام)
ومعاوية غشيته سحب من الأحزان،
واستولت عليه موجة من الهموم ، لكنّه
عاد إلى الكوفة في نهاية المطاف .


وكان
معاوية بعد أن خدع عبيد الله بن العباس;
قد بعث رسالة إلى قيس يمنّيه ويتوعّده،
فأجابه قيس : « لا والله لا تلقاني إلاّ
بيني وبينك السيف أو الرمح ... »[6]،
فغضب معاوية لهذا الجواب القاطع فأرسل
اليه رسالة يشتمه فيها ويتوعّده وجاء
فيها : « أمّا بعد، فإنّك يهودي تشقى
نفسك ، وتقتلها فيما ليس لك ، فإن ظهر
أحبّ الفريقين اليك نبذك وغدرك ، وإن
ظهر أبغضهم اليك نكّل بك وقتلك ، وقد
كان أبوك أوتر غير قوسه ، ورمى غير غرضه
، فأكثر الجذ ، وأخطأ المفصل ، فخذله
قومه ، وأدركه يومه ، فمات بحوران
غريباً ، والسلام »[7]
.


فأجابه
قيس : « أمّا بعد، فإنّما أنت وثن ابن
وثن ، دخلت في الإسلام كرهاً ، وأقمت
فيه خرقاً ، وخرجت منه طوعاً ، ولم يجعل
الله لك فيه نصيباً ، لم يقدم إسلامك ،
ولم يحدث نفاقك ، لم تزل حرباً لله
ولرسوله ، وحزباً من أحزاب المشركين ،
وعدوّاً لله ولنبيّه وللمؤمنين من
عباده، وذكرت أبي فلعمري ما أوتر إلاّ
قوسه ، ولا رمى إلاّ غرضه ، فشغب عليه
من لا تشقّ غباره، ولا تبلغ كعبه ،
وزعمت أنّي يهوديّ ابن يهودي وقد علمت
وعلم الناس أنّي وأبي أعداء الدين الذي
خرجت منه ـ يعني الشرك ـ وأنصار الدين
الذي دخلت فيه وصرت اليه ، والسلام »[8]
.


ولمّا
علم معاوية بعودة قيس إلى الكوفة دعاه
الى الحضور لمبايعته ، لكن قيس رفض
لأنّه كان قد عاهد الله أن لا يجتمع معه
إلاّ وبينهما السيف أو الرمح، فأمر
معاوية بإحضار سيف ورمح ليجعل بينهما
حتى يبرّ قيس بيمينه ولا يحنث ،
ووقتذاك حضر قيس الاجتماع وبايع
معاوية[9]
.


ب
ـ حجر بن عدي :

وهو
من كبار صحابة رسول الله (صلى الله عليه
وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ،
ومن أبدال عصره ، وحسب ابن الأثير
الجزري في « اُسد الغابة » وغيره ، أنّه
وصل مقاماً في القرب إلى الله تعالى
بحيث أصبح مستجاب الدعوة، وقد قتل
شهيداً في «مرج عذراء» وهي إحدى قرى
الشام ، بأمر معاوية وبواسطة أزلامه ،
وقد اندلعت إثر شهادته موجة من
الاحتجاجات على سياسات معاوية وحتى
ندّدت عائشة وآخرون بالجريمة[10]
.


وبالرغم
من الحبّ والولاء اللذين يكنهما «حجر»
للإمام الحسن وأبيه (عليهما السلام)
، إلاّ أنّ الانفعالات دفعت به إلى
ظلمات اليأس والقنوط في اللحظات التي
تمّ فيها قرار الصلح ، من هنا خاطب
الإمام (عليه السلام) وفي حضور معاوية
بقوله : « أما والله لوددت أنّك متّ في
ذلك اليوم ومتنا معك، ولم نر هذا
اليوم، فإنّا رجعنا راغمين بما كرهنا ،
ورجعوا مسرورين بما أحبّوا » .


وحسب
المدائني أنّ كلام «حجر» ترك في نفس
الإمام بالغ الأسى والحزن، فانبرى (عليه
السلام) وبعد أن فرغ المسجد مبيّناً له
العلّة التي صالح من أجلها قائلاً :
« يا حجر! قد سمعت كلامك في مجلس
معاوية ، وليس كلّ إنسان يحبّ ما تحبّ
ولا رأيه كرأيك ، وإنّي لم أفعل ما
فعلتُ إلاّ إبقاءً عليكم، والله تعالى
كلّ يوم هو في شأن »[11]
.


ج
ـ عدي بن حاتم :

وعدي
من الشجعان والمخلصين لأهل البيت (عليهم
السلام) ، وقد نقل أ نّه قال للإمام
وقد ذابت حشاه من الحزن والمصاب : «
يابن رسول الله! لوددت أنّي متّ قبل ما
رأيت ، أخرجتنا من العدل إلى الجور ،
فتركنا الحقّ الذي كنّا عليه، ودخلنا
في الباطل الذي كنّا نهرب منه ،
وأعطينا الدنيّة من أنفسنا ، وقبلنا
الخسيس التي لم تلق بنا» ، فأجابه
الإمام (عليه السلام) : « يا عدي! إنّي
رأيت هوى معظم الناس في الصلح وكرهوا
الحرب، فلم اُحبّ أن أحملهم على ما
يكرهون ، فرأيتُ دفع هذه الحروب إلى
يوم ما ، فإنّ الله كلّ يوم هو في شأن »[12]
.


د
ـ المُسيَّب بن نجبة وسليمان بن صُرد :

وعرفا
بالولاء والإخلاص لأهل البيت (عليهم
السلام) ، وقد تألّما من الصلح فأقبلا
إلى الإمام وهما محزونا النفس فقالا :
ما ينقضي تعجّبنا منك ! بايعت معاوية
ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى
أهل البصرة والحجاز»، فقال الإمام
للمسيّب : «ما ترى؟» قال : والله أرى أن
ترجع لأنّه نقض العهد، فأجابه الإمام :
« إنّ الغدر لا خير فيه ولو أردت لما
فعلت ... »[13]
.


وجاء
في رواية اُخرى أنّ الإمام (عليه
السلام) أجابه : « يا مسيّب! إنّي لو
أردت ـ بما فعلت ـ الدنيا لم يكن
معاوية بأصبر عند اللقاء ولا أثبت عند
الحرب منّي، ولكن أردت صلاحكم وكفّ
بعضكم عن بعض »[14]
.


إلى
يثرب :


بقي
الإمام الحسن (عليه السلام) في الكوفة
أياماً، ثمّ عزم على مغادرة العراق ،
والشخوص إلى مدينة جدّه ، وقد أظهر
عزمه ونيّته إلى أصحابه ، ولمّا اُذيع
ذلك دخل عليه المسيّب بن نجبة الفزاري
وظبيان بن عمارة التميمي ليودّعاه،
فالتفت لهما قائلاً : « الحمد لله
الغالب على أمره ، لو أجمع الخلق
جميعاً على أن لا يكون ما هو كائن ما
استطاعوا .. إنّه والله ما يكبر علينا
هذا الأمر إلاّ أن تضاموا وتنتقصوا ،
فأمّا نحن فإنّهم سيطلبون مودّتنا
بكلّ ما قدروا عليه » .


وطلب
منه المسيّب وظبيان المكث في الكوفة
فامتنع (عليه السلام) من إجابتهم
قائلاً : « ليس إلى ذلك من سبيل »[15]
.


ولدى
توجّهه (عليه السلام) وأهل بيته إلى
عاصمة جدّه (صلى الله عليه وآله); خرج
أهل الكوفة بجميع طبقاتهم إلى توديعه
وهم ما بين باك وآسف[16]
.


وسار
موكب الإمام ولكنّه لم يبعد كثيراً عن
الكوفة حتى أدركه رسول معاوية يريد أن
يردّه إلى الكوفة ليقاتل طائفة من
الخوارج قد خرجت عليه ، فأبى (عليه
السلام) أن يعود وكتب إلى معاوية : « ولو
آثرت أن اُقاتل أحداً من أهل القبلة
لبدأت بقتالك ، فإنّي تركتك لصلاح الاُ مّة
وحقن دمائها »[17]
.


وانتهت
قافلة الإمام إلى يثرب، فلمّا علم
أهلها بتشريفه (عليه السلام) خفّوا
جميعاً لاستقباله، فقد أقبل اليهم
الخير وحلّت في ديارهم السعادة
والرحمة ، وعاودهم الخير الذي انقطع
عنهم منذ أن نزح أمير المؤمنين (عليه
السلام) عنهم .


جاء
الحسن (عليه السلام) مع إخوته وأهل بيته
إلى يثرب، فاستقام فيها عشر سنين ،
فملأ رباعها بعطفه المستفيض ورقيق
حنانه وحلمه ، ونقدّم عرضاً موجزاً
لبعض أعماله وشؤونه فيها .


[1] قال جابر بن سمرة
: « ما رأيت رسول الله يخطب إلاّ وهو
قائم ، فمن حدّثك أنّه خطب وهو جالس
فكذّبه » رواه الجزائري في آيات
الأحكام: 75، والظاهر أن معاوية أول من
خطب وهو جالس .


[2] تاريخ اليعقوبي :
2 / 192 .


[3] صلح الإمام الحسن
: 285 عن المدائني .


[4] شرح نهج البلاغة :
4 / 16 .


[5] نقل نص الخطاب
الشيخ آل ياسين في « صلح الإمام الحسن »
: 286 ـ 289 .


[6] حياة الإمام
الحسن : 2 / 267 .


[7] نفس المصدر : 2 / 267
ـ 268 .


[8] نفس المصدر : 268 .


[9] راجع لمزيد من
التفصيل مقاتل الطالبيين . وحياة
الإمام الحسن.


[10] اُسد الغابة : 1
/ 386 .


[11] شرح نهج
البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 15 .


[12] حياة الإمام
الحسن : 2 / 274 .


[13] مناقب ابن شهر
آشوب : 4 / 35، طبعة قم.


[14] حياة الإمام
الحسن : 2 / 277 .


[15] حياة الإمام
الحسن : 2 / 285 ـ 286 .


[16] تحفة الأنام
للفاخوري : 67 .


[17] حياة الإمام
الحسن : 2 / 287 .

/ 31