أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




4
ـ هل جرح الإمام الحسن(عليه السلام)
أثناء دفاعه عن عثمان؟


ويبقى
أن نشير الى أنّنا نشكّ في صحة ما ذكرته
الرواية من أنّ الإمام الحسن(عليه
السلام) قد جرح أثناء الدفاع عن عثمان;
وذلك لإن الإمام عليّاً(عليه السلام)
وإن كان يمكن أن يكون قد أرسل ابنيه ـ
أو الإمام الحسن وحده ـ للدفاع عن
عثمان ، وقد جاءا إليه وعرضا له
المهمّة التي أوكلها إليهماأبوهما
إلاّ أنّه يبدو أنّ عثمان قد ردّهما
ولم يقبل منهما ذلك ، وثمّة نصوص عديدة[1]
توضّح ذلك نشير الى أحدها :


«
ثم دعا عليّ بابنه الحسن ، فقال: انطلق
يا بنيّ الى عثمان فقل له : يقول لك أبي :
أفتحبّ أن أنصرك؟ فأقبل الحسن الى
عثمان برسالة أبيه ، فقال عثمان : لا
، ما اُريد ذلك ، لأنّي قد رأيت رسول
الله ـ الى أن قال ـ : فسكت الحسن ،
وانصرف الى أبيه ، فأخبره بذلك»[2].


نعم،
ربّما يكون الإمام الحسن(عليه السلام)
قد ساعد على نجاة البعض من دون اشتراك
في القتال ، بل بما يحظى من احترام خاص
في النفوس، ففي محاورة جرت بينه وبين
مروان بن الحـكم ، قال(عليه السلام)
لمروان : «أفلا أرقت دم من وثب على
عثمان في الدار فذبحه كما يذبح الجمل ،
وأنت تثغو ثغاء النعجة ، وتنادي بالويل
والثبور ، كالأمة اللكعاء؟ ألا دفعت
عنه بيد أوناضلت عنه بسهم؟ لقد ارتعدت
فرائصك ، وغشي بصرك ، فاستغثت بي كما
يستغيث العبد بربّه، فأنجيتك من القتل
ووضعتك منه ، ثم تحثّ معاوية على قتلي»[3].



5
ـ هل كان الإمام الحسن(عليه
السلام) عثمانياً ؟

هنالك
جملة من الافتراءات ألحقها بعض كتّاب
التاريخ بالحسن(عليه السلام)، ومن هذه
الافتراءات: دعوى أنّ الامام الحسن(عليه
السلام) «كان عثمانياً بالمعنى الدقيق
لهذه الكلمة» ، قالوا : «وربما غلا في
عثمانيّته ، حتى قال لأبيه ذات يوم ما
لا يحبّ، فقد روى الرواة : أنّ عليّاً
مرّ بابنه الحسن وهو يتوضّأ ، فقال له :
أسبغ الوضوء يا حسن! فأجابه الحسن بهذه
الكلمة المرة : «لقد قتلتم بالأمس
رجلاً كان يسبغ الوضوء» فلم يزد على أن
قال : لقد أطال الله حزنك على عثمان»،
وفي نصٍّ آخر للبلاذري : «لقد قتلت
رجلاً كان يسبغ الوضوء»[4]
.


وفي
قصّة اُخرى يزعمون : «أ نّ الحسن بن
علي قال لعليّ : يا أمير المؤمنين! إنّي
لا أستطيع أن اُكلّمك، وبكى ، فقال
عليّ : تكلّم ، ولا تحنّ حنين المرأة ،
فقال : إنّ الناس حصروا عثمان ، فأمرتك
أن تعتزلهم وتلحق بمكة ، حتى تؤوب الى
العرب عوازب أحلامها ، فأبيت، ثم قتله
الناس ، فأمرتك أن تعتزل الناس ـ الى أن
قال ـ : ثم أمرتك اليوم أن لا تقدم
العراق فإنّي أخاف عليك أن تقتل بمضيعة
... »[5]
.


وثمة
روايات اُخرى تفيد هذا المعنى[6]،
ونرى بأنّ المتتبّع لهذه الروايات
بعين الفحص والتمحيص يجد الارباك
بادياً عليها فضلاً عن عدم جمعها
لشرائط القبول والحجية فلا يمكن
الاعتماد على مثل هذه النصوص ، على أن
بعض الباحثين قال: المشهور أن هذه
المحاورة قد جرت بين أمير المؤمنين (عليه
السلام) والحسن البصري حينما مرّ عليه
بالبصرة وهو يتوضّأ[7].


ونحتمل
قويّاً أنّ لأيدي الوضّاعين دوراً
كبيراً في خلق مثل هذه الروايات، ومن
الملاحظات عليها:


أوّلاً
: كيف يمكن أن نجمع بين ما قيل هنا وبين
قولهم الآنف الذكر : إنّ أمير المؤمنين(عليه
السلام) أرسل الإمام الحسن وأخاه(عليهما
السلام) للدفاع عن عثمان ، وإنّه لمّا
علم بمصيره جاء كالواله الحزين ، ولطم
الحسن المخضّب بالدماء ، ودفع في صدر
الحسين(عليه السلام) بتخيّل أنّهما قد
قصّرا في أداء مهمتهما ...الخ؟! .


ثانياً
: إن المتتبّع لجميع مواقف الإمام
الحسن(عليه السلام) يجده باستمرار
وبمزيد من الإصرار يشدّ أزر أبيه ،
ويدافع عن حقّه ، ويهتمّ في دفع حجج
خصومه ، وقد خاض غمرات الحروب في الجمل
وفي صفّين، معرّضاً نفسه للأخطار
الجسام في سبيل الدفاع عنه(عليه السلام)
وعن قضيّته، حتى لقد قال الإمام(عليه
السلام) : «أملكوا عني هذا الغلام لا
يهدّني» .


وبالنسبة
لدفاعه عن قضية أهل البيت(عليهم السلام)
وحقّهم في الخلافة فإنّنا لا نستطيع
استقصاء جميع مواقفه وأقواله في هذا
المجال، ونكتفي بذكر نماذج منها لأجل
التدليل على دفاعه عن مواقف أبيه (عليه
السلام) :


أ
ـ قد جاء عنه (عليه السلام) أنّه قال : «إنّ
أبا بكر وعمر عمدا الى هذا الأمر ، وهو
لنا كلّه ، فأخذاه دوننا ، وجعلا لنا
فيه سهماً كسهم الجدّة ، أما والله
لتهمّنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه
شفاعتنا»[8] .


ب
ـ ومن خطبة له (عليه السلام) : «ولولا
محمد (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه
كنتم حيارى لا تعرفون فرضاً من الفرائض
...الخ» قال هذا بعد أن عدّد الفرائض ،
وكان منها الولاية لأهل البيت(عليه
السلام)[9].


ج
ـ وقال (عليه السلام) : فإنّ طاعتنا
مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله عزّوجلّ
ورسوله مقرونة، قال الله عزّوجل : (يا
أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن
تنازعتم في شيء فردّوه الى الله
والرسول ... )[10].


ثالثاً
: إنّ تطهير الله سبحانه وتعالى للإمام
الحسن(عليه السلام) كما نصت على ذلك آية
التطهير ونصوص النبىّ(صلى الله عليه
وآله) في حقّه، ثم ما عرف عنه(عليه
السلام) من أخلاق فاضلة وسجايا كريمة
ليكذّب كلّ ما ينسب إليه(عليه السلام)
من اُمور وكلمات تتنافى مع أبسط قواعد
الأدب الإسلامي الرفيع والخلق
الإنساني الفاضل ، ولا سيّما مع
أبيه الذي يعرف هو قبل غيره قول النبىّ(صلى
الله عليه وآله) فيه :


«إنّه
مع الحقّ ، والحقّ معه ، يدور معه حيث
دار»[11]،
فكيف إذا كان ذلك الذي ينسب إليه ممّا
يأباه حتى الرعاع من الناس ، فضلاً عن
خامس أصحاب الكساء ، وأشبه الناس برسول
الله خَلقاً وخُلقاً وهدياً وسلوكاً
ومنطقاً ؟! .


رابعاً
: هل يعقل أن يكون الإمام الحسن(عليه
السلام) ـ الذي عاش في كنف جدّه النبيّ
المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأبيه
عليّ المرتضى (عليه السلام)، والذي كان
بحراً من العلم لا ينزف ، وقد أجاب منذ
طفولته على الأسئلة التي أحالها إليه
جدّه ، ثم أبوه بعد ذلك ـ أنّه لم يكن
يحسن إسباغ الوضوء ؟ .


خامساً
: إذا كان عثمانياً بالمعنى الدقيق
للكلمة فمعنى ذلك قبوله لجميع تصرّفات
عثمان وأعماله التي خالفت كتاب الله
وسنّة نبيّه، وذلك ممّا لا يحتمل في
حقّه(عليه السلام) وهو الذي يذكر في
تعريفه للسياسة : «أنّ من جملة مراعاة
حقوق الأحياء أن تخلص لولي الأمر ما
أخلص لاُ مّته ، وأن ترفع عقيرتك في
وجهه إذا حاد عن الطريق السويّ»، ومن
الواضح أنّ عثمان وعمّاله قد كانوا من
أجلى مصاديق كلمته هذه ، كما قرّره
اُولئك الذين زعموا أنّ الإمام الحسن(عليه
السلام) كان عثمانياً .


سادساً
: وأمّا بخصوص الرواية التي تدّعي
بأنّه أشار على أبيه بترك المدينة فلم
يكن ذلك بالرأي السديد إطلاقاً، فإنّ
طلحة والزبير وغيرهما من الطامعين
والمستأثرين كانوا ينتظرون فرصة كهذه،
ثم إنّ الناس في تلك الظروف الحرجة لم
يسمحوا لعليّ (عليه السلام) بترك
المدينة ، وهم الذين بقوا يلاحقونه
أيّاماً من مكان لمكان حتى بايعوه .



[1] الحياة السياسية
للإمام الحسن : 150 ـ 151 .


[2] الفتوح لابن أعثم
: 2 / 228 .


[3] المحاسن
والمساوي : 1 / 135 .


[4] الفتنة الكبرى
قسم : علي وبنوه 176، وأنساب الأشراف : 3 /
12 بتحقيق المحمودي .


[5] أنساب الأشراف : 2
/ 216 ـ 217 ، وتاريخ الطبري : 3 / 474 .


[6] راجع سيرة الأئمة
الاثني عشر : 1 / 542 ـ 544 وغير ذلك .


[7] أنساب الاشراف ،
بتحقيق المحمودي ترجمة الإمام الحسن :
12 الطبعة الاُولى ، دار التعارف ـ
بيروت .


[8] أمالي المفيد : 49 .


[9] ينابيع المودة: 48
وعن الأمالي للطوسي: 56 .


[10] ينابيع المودة
: 21 .


[11] كشف الغمة
للاربلي : 1 / 143 ـ 148 .

/ 31