أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حركة
الإمام
(عليه
السلام) للقضاء على التمرّد

[1]
:

حين
استلم الإمام عليّ (عليه السلام) زمام
الحكم كانت هناك عقبة أمام استقرار
الأمن وسيطرة الحكومة الشرعية
المركزية، وهي إعلان معاوية بن أبي
سفيان تمرّده على خلافة الإمام، فشرع (عليه
السلام) بالاستعداد العسكري والسياسي
لإيقاف التمزّق في كيان الاُمّة ومنع
سفك الدماء.

وما
أن اُحيط الإمام (عليه السلام) علماً
بحركة عائشة وطلحة والزبير نحو البصرة
وإعلانهم العصيان عدل عمّا كان
يخطّط لمعالجة موقف معاوية والشام،
فاتّجه (عليه السلام) نحو البصرة
بجيش يضمّ وجوه المهاجرين والأنصار.

وصل
الإمام (عليه السلام) الى منطقة «الربذة»
فكتب الى الأمصار يستمدّ العون ويوضّح
الأمر، كي يتوصّل إلى إخماد نار الفتنة
وحصرها في أضيق نطاق، فأرسل الى الكوفة
محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، فأبى
أبو موسى الأشعري الاستجابة للإمام
ومارس دور المثبّط عن مناصرة الإمام (عليه
السلام) في موقفه، ثمّ أرسل عبد الله بن
عباس ولم يتمكّن من إقناع أبي موسى
بالانصياع والكفّ عن تثبيط الناس عن
نصرة الإمام، فأرسل (عليه السلام) ولده
الحسن وعمار بن ياسر ثمّ تبعهم مالك
الأشتر فعزلوا أبا موسى، وتحرّكت
الكوفة بكلّ ثقلها تنصر أمير المؤمنين
(عليه السلام)، فلحقت به في «ذي قار».

وفي
هذا الأثناء لم يتوقّف الإمام (عليه
السلام) في مراسلة طلحة والزبير وإيفاد
الرسل إليهم، عسى أن يعودوا لرشدهم
ويدركوا خطورة فتنتهم فيجنّبوا
الاُمّة المصائب والبلايا وسفك
الدماء، فأوفد الى عائشة زيد بن صوحان
وعبد الله بن عباس وغيرهما، فحاوروهم
بالحجّة والدليل والعقل حتى أنّ عائشة
قالت لابن عباس: لا طاقة لي بحجج عليّ،
فقال ابن عباس: لا طاقة لك بحجج المخلوق
فكيف طاقتك بحجج الخالق[2]؟!

آخر
النصائح :

أكثَر
الإمام (عليه السلام) من مراسلة طلحة
والزبير بعد أن شارفت قواته على أبواب
البصرة، فخشيت عائشة ومن معها من
اقتناع قادتها وجموع الناس معها بحجج
الإمام (عليه السلام); فخرجوا
لملاقاته، فلمّا توقّفوا للقتال أمر
الإمام (عليه السلام) منادياً ينادي في
أصحابه: لا يرمينّ أحد سهماً ولا حجراً
ولا يطعن برمح حتى اُعذر القوم فأتّخذ
عليهم الحجّة البالغة[3].

فلم
يجد الإمام (عليه السلام) منهم إلاّ
الإصرار على الحرب، ثمّ خرج الإمام (عليه
السلام) الى الزبير وطلحة فوقفوا ما
بين الصفّين، فقال الإمام (عليه السلام)
لهما: لعمري لقد أعددتما سلاحاً وخيلاً
ورجالاً، إن كنتما أعددتما عند الله
عذراً فاتّقيا الله ولا تكونا كالتي
نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، أَلم
أكن أخاكما في دينكما؟ تحرّماني دمي
واُحرّم دمكما فهل من حدث أحلّ لكما
دمي؟

ثمّ
قال (عليه السلام) لطلحة: أجئت بعرس
رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقاتل
بها وخبّأت عرسك في البيت؟! أما
بايعتني؟ ثمّ قال (عليه السلام) للزبير:
قد كنا نعدّك من بني عبد المطلب حتى بلغ
ابنك ابن السوء عبد الله ففرّق بيننا،
ثمّ قال (عليه السلام): أتذكر يا زبير
يوم مررت مع رسول الله(صلى الله عليه
وآله) في بني غنم، فنظر إليّ فضحك وضحكت
إليه فقلتَ له: لا يدع ابن أبي طالب
زهوه، فقال لك رسول الله (صلى الله
عليه وآله): ليس بِمُزه ـ أي: ليس به زهو
ـ لتقاتله وأنت له ظالم؟! قال الزبير:
اللهم نعم.

وروي:
أنّ الزبير اعتزل الحرب وقتل بعيداً عن
ساحة الحرب بعد أن استعرت الفتنة[4].
كما أنّ طلحة قتله مروان بن الحكم في
ساحة المعركة[5].

نشوب
المعركة :

كان
الإمام (عليه السلام) طامحاً حتى آخر
لحظة قبل نشوب القتال أن يرتدع
الناكثون عن غيّهم، فلم يأذن بالقتال
رغم ما شاهد من إصرار زعماء الفتنة على
المضي في الحرب، فقال (عليه السلام)
لأصحابه: «لا يرمينّ رجل منكم بسهم،
ولا يطعن أحدكم فيهم برمح حتى اُحدث
إليكم، وحتى يبدؤوكم بالقتال والقتل»[6].

وشرع
أصحاب الجمل بالرمي فقتل رجل من أصحاب
الإمام، ثمّ قتل ثان وثالث، عندها
أَذِنَ (عليه السلام)[7]
بالردّ عليهم والدفاع عن الحقّ والعدل.

التحم
الجيشان يقتتلان قتالاً رهيباً،
فتساقطت الرؤوس وتقطّعت الأيادي
واُثخنت الجراحات في الفريقين، ووقف
أمير المؤمنين ليشرف على ساحة المعركة
فرأى أصحاب الجمل يستبسلون في الدفاع
عن جملهم فنادى بأعلى صوته: «ويلكم
اعقروا الجمل فإنّه شيطان...».

فهجم
الإمام (عليه السلام) وأصحابه حتى
وصلوا الجمل فعقروه، ففرّ من بقي من
أصحاب الجمل من ساحة المعركة فأمر (عليه
السلام) بعد ذلك بحرق الجمل وتذريّة
رماده في الهواء لئلاّ تبقى منه بقية
يفتتن بها السذّج والبسطاء، ثمّ قال
الإمام (عليه السلام): لعنه الله من
دابّة، فما أشبهه بعجل بني اسرائيل.

ومدّ
بصره نحو الرماد الذي تناثر في الهواء
فتلا قوله تعالى: (.. وانظر
إلى إلهك الذي ظلْت عليه عاكفاً
لنحرّقنّه ثمّ لننسفنّه في اليمّ
نسفاً)[8].

مواقف
الإمام بعد المعركة :

كتب
الله النصر لأمير المؤمنين (عليه
السلام) على مخالفيه، ووضعت الحرب
أوزارها، وانقشع غبار المعركة، ونادى
منادي الإمام (عليه السلام) يعلن العفو
العام: ألا لايجهز على جريح ولا يتبع
مول ولا يطعن في وجه مدبر، ومن ألقى
السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو
آمن، وأن لا يؤخذ شيء من أموال أصحاب
الجمل إلاّ ما وجد في عسكرهم من سلاح أو
غيره ممّا استخدم في القتال، وما سوى
ذلك فهو ميراث لورثتهم[9].

وأمر
الإمام عليّ (عليه السلام) محمد بن أبي
بكر وعمار بن ياسر أن يحملوا هودج
عائشة من بين القتلى وسط ساحة المعركة
وينحّوه جانباً، وأن يتعهّد محمد أمر
اُخته عائشة، فلمّا كان من آخر
الليل أدخلها محمد البصرة فأنزلها في
دار عبد الله ابن خلف الخزاعي.

وطاف
الإمام (عليه السلام) في القتلى من
أصحاب الجمل، وكان يخاطب كلاًّ منهم
ويكرّر القول: قد وجدتُ ما وعدني ربّي
حقاً فهل وجدتَ ما وعدك ربّك حقاً.

وقال
أيضاً: ما ألوم اليوم من كفّ عنّا وعن
غيرنا ولكنّ المليم الذي يقاتلنا[10].

وأقام
الإمام (عليه السلام) في ظاهر البصرة
ولم يدخلها، وأذن للناس في دفن موتاهم
فخرجوا إليهم فدفنوهم[11]،
ثمّ دخل (عليه السلام) مدينة البصرة
معقل الناكثين، فانتهى الى المسجد
فصلّى فيه ثمّ خطب في الناس وذكّرهم
بمواقفهم ومواقف الناكثين لبيعته،
فناشدوه الصفح والعفو عنهم، فقال (عليه
السلام): «قد عفوت عنكم، فإيّاكم
والفتنة، فإنّكم أوّل الرعيّة نكث
البيعة، وشقّ عصا هذه الاُمّة». ثمّ
أقبلت الجماهير ووجوه الناس لمبايعة
الإمام (عليه السلام)[12].

وبعد
ذلك دخل أمير المؤمنين بيت المال في
البصرة، فلمّا رأى كثرة المال قال: «غُرّي
غيري..» وكرّرها مراراً، وأمر أن يقسّم
المال بين الناس بالسوية، فنال كلّ فرد
منهم خمسمائة درهم، وأخذ هو كأحدهم،
ولم يبقَ شيء من المال فجاءه رجل لم
يحضر الوقعة يطالب بحصّته، فدفع إليه
الإمام ما أخذه لنفسه ولم يصب شيئاً[13].

ثمّ
أمر أمير المؤمنين بتجهيز عائشة
وتسريحها الى المدينة، وأرسل معها
أخاها وعدداً من النساء ألبسهنّ
العمائم وقلّدهن السيوف لرعاية شؤونها
وأوصلنها الى المدينة، ولكنّ عائشة لم
تحسن الظنّ بأمير المؤمنين وتصوّرت
أنّ الإمام لم يرعَ حرمتها، وما أن
علمت أنّ الإمام (عليه السلام) بعث معها
النساء، أعلنت ندمها على خروجها
وفشلها وإثارتها للفتنة، فكانت تكثر
من البكاء[14].

نتائج
حرب الجمل :

خلّفت
حرب الجمل نتائج سلبيّة على واقع
المجتمع الاسلامي منها :

1
ـ توسّعت مسألة قتل عثمان بن عفّان حتى
أصبحت قضية سياسية كبيرة جرّت من
ورائها ظهور تيارات مناوئة فعلاً
وقولاً لمسيرة الرسالة الإسلامية،
فأطلّ معاوية بن أبي سفيان ليكمل مسيرة
الإنحراف الدموي في الجمل.

2
ـ شاعت الأحقاد بين المسلمين، وفتحت
باب الحرب والاقتتال فيما بينهم،
فكانت الفرقة بين أهل البصرة أنفسهم
وبين باقي الأمصار الإسلامية، فكانت
العداوة لمطالبة بعضهم البعض الآخر
بدماء أبنائهم في حين كان المسلمون
يتحرّجون من إراقة دمائهم.

3
ـ توسّعت جبهة الانحراف الداخلي في
المجتمع الإسلامي، وازدادت العراقيل
أمام حكومة الإمام عليّ (عليه السلام)
فبعد أن كان تمرّد معاوية في الشام فقط
انفتحت جبهة اُخرى ممّا أدّى الى
انحسار التوسّع الخارجي، وكذلك انحسار
الأعمال الإصلاحية والحضارية التي كان
يمكن أن تنمو في المجتمع الإسلامي.

4
ـ إنّ الأحقاد والانحراف فتحا الطريق
على المخالفين في المعتقد السياسي
للّجوء فوراً الى حمل السلاح والقتال.

الكوفة
عاصمة الخلافة :

بعد
أن هدأت الاُمور تماماً تحرّك الإمام
عليّ (عليه السلام) نحو الكوفة
ليتّخذها مقرّاً بعد أن بعث إليهم
برسالة أوضح فيها بإيجاز تفاصيل
الأحداث[15]،
كما أنّ الإمام أمّر عبد الله بن عباس
على البصرة وشرح له كيفية التعامل مع
سكّانها بعد الذي وقع بينهم[16].

وكان
لاختيار الإمام (عليه السلام) الكوفة
عاصمةً جديدةً للدولة الإسلامية أسباب
عديدة منها:

1
ـ توسّع رقعة العالم الإسلامي، ولابدّ
أن تكون العاصمة الإدارية والسياسية
للدولة في موقع يُعين الحكومة في
التحرّك نحو جميع نقاط الدولة.

2
ـ إنّ الثقل الأكبر الذي وقف مع الإمام
(عليه السلام) في القضاء على فتنة أصحاب
الجمل هم كبار شخصيّات العراق ووجهاء
الكوفة وجماهيرها.

3
ـ الظروف السياسية والتوتّرات الناجمة
عن مقتل عثمان وحرب أصحاب الجمل كلّ
ذلك جعل الإمام (عليه السلام) أن يستقرّ
في الكوفة، ليعيد الأمن والاستقرار
للمنطقة.

[1]
الإمامة والسياسة: 74،
وتأريخ الطبري: 5 / 507.

[2] الإمامة
والسياسة: 90، وبحار الانوار: 32 / 122 .

[3] الإمامة
والسياسة: 91، ومروج الذهب: 2 / 270.

[4] الإمامة
والسياسة : 91، ومروج الذهب 2/270.

[5] الطبقات الكبرى: 3
/ 158، والإمامة والسياسة: 97.

[6] شرح النهج: 9 / 111.

[7] الإمامة
والسياسة: 95.

[8] طه (20) : 97 .

[9] تأريخ اليعقوبي: 2
/ 172، ومروج الذهب: 2 / 371.

[10] الإرشاد
للمفيد: 1 / 256 ط مؤسسة آل البيت(عليهم
السلام).

[11] الكامل في
التأريخ: 3 / 255.

[12] تأريخ الطبري: 3
/ 544، والإرشاد للشيخ المفيد: 137 .

[13] شرح النهج: 1 /
250.

[14] الإمامة
والسياسة: 98، ومروج الذهب للمسعودي: 2 /
379، والمناقب للخوارزمي: 115، والتذكرة
للسبط ابن الجوزي: 80.

[15] تأريخ الطبري: 3
/ 545 و 546.

[16] تاريخ الطبري :
3 / 546 ط مؤسسة الأعلمي.

/ 29