أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر حکیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الفصل
الثالث
تظاهر
قوى الشرك والرد الإلهي الحاسم

1-
تحالف قوى الشرك وغزوة الخندق :




أشرفت
السنة الخامسة على الانقضاء وكانت كل
الأحداث والتحركات العسكرية التي
خاضها المسلمون تهدف الى الدفاع عن
كيان الدولة الفتيّة، وتوفير الأمن في
محيط المدينة وأفرزت الأحداث تنوعاً
وتعدداً في الجهات والأطراف المعادية
للدين وللدولة الإسلامية. فسعى اليهود
لاستثمار هذا التنوع بتجميعه وتمويله
وإثارة النزعة العدائية فيه لاستئصال
الوجود الإسلامي من الجزيرة، ومن ذلك
أنهم أوهموا المشركين الذين تساءلوا
عن مدى أفضلية الدين الإسلامي على
الشرك ، بأن الوثنية خير من دين
الاسلام[1]
وتمكنوا من جمع قبائل المشركين
وتعبئتهم وسوقهم صوب المدينة عاصمة
الدولة الاسلامية. وسرعان ما وصل الخبر
الى مسامع النبي(صلى الله عليه وآله)
وهو القائد المتحفز اليقظ والمدرك لكل
التحركات السياسية، من خلال العيون
الثقات.


واستشار
النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه في
معالجة الأمر وتوصلوا الى فكرة حفر
خندق يحصّن الجانب المكشوف من المدينة.
وخرج النبي (صلى الله عليه وآله) مع
المسلمين ليشاركهم في حفر ذلك الخندق
بعد تقسيم العمل بينهم وكان يحضّهم
بقوله: «لا عيش إلاّ عيش الآخرة اللهم
إغفر للأنصار والمهاجرة»[2].


ولم
يخل الأمر عن دور للمنافقين
والمتقاعسين عن العمل رغم الهمة
والحماس الذي أظهره المخلصون من
المسلمين[3].


وأحاطت
قوى الأحزاب المشركة البالغة نحو عشرة
الاف مقاتل بالمدينة يمنعها الخندق
وتسيطر عليها الدهشة لهذا الاسلوب
الدفاعي الذي لم تكن تألفه من قبل. وخرج
النبي (صلى الله عليه وآله) في ثلاثة
آلاف مقاتل ونزل في سفح جبل سلع ووزّع
المهام والأدوار لمواجهة الطوارئ.


وبقيت
الأحزاب تحاصر المدينة ما يقرب من شهر
عاجزين عن اقتحامها، وكانت هناك مواقف
رائعة للمسلمين وكان بطلها الأوحد علي
بن أبي طالب (عليه السلام)، وقد توّج
النبي (صلى الله عليه وآله) موقف علي بن
أبي طالب البطولي عندما خرج لمبارزة
صنديد من صناديد العرب ـ هو عمرو بن عبد
ود ـ بعد أن أحجم المسلمون عن الخروج
إليه بقوله (صلى الله عليه وآله): «برز
الإيمان كله الى الشرك كله»[4].


وحاول
المشركون الاستعانة بيهود بني قريظة
بالرغم من انهم كانوا قد تعاهدوا مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان لا
يدخلوا في حرب ضد المسلمين، وتيقّن
الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) من
عزيمة اليهود على المشاركة في القتال
وفتح جبهة داخليّة ضدّ المسلمين فأرسل
اليهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة
فرجعوا مؤكدين الخبر فكبّر الرسول (صلى
الله عليه وآله) قائلاً: «الله أكبر
أبشروا يا معشر المسلمين بالفتح»[5].


2-الضغط
على المسلمين :




لقد
تعرض المسلمون لضغوط عديدة أثناء
الحصار منها:


1
ـ تناقص الأقوات (المواد الغذائية) حتى
بدى شبح المجاعة يدنو من المسلمين[6].


2
ـ صعوبة الظروف الجوّية حيث البرد
القارس في ليالي الشتاء الطويلة.


3
ـ الحرب النفسيّة المريرة التي شنّتها
جيوب المنافقين في صفوف المسلمين
وتخذيلهم عن القتال وتخويفهم من مغبّة
الاستمرار في الصمود.


4
ـ السهر المستمر طوال مدة الحصار حذراً
من الهجوم المباغت، فقد أتعب ذلك
المسلمين بالنظر إلى عددهم القليل اذا
ما قيس الى كثرة قوّات الأحزاب.


5
ـ غدر بني قريظة حيث أصبح خطراً
حقيقياً يهدد قوات المسلمين داخلياً
ويزيدهم قلقاً على سلامة أهاليهم داخل
المدينة.


3-هزيمة
العدو :




لقد
كانت قوى الأحزاب ذات نوايا وأهداف
متخالفة، فاليهود كانوا يحاولون
استعادة نفوذهم على المدينة بينما
كانت قريش مندفعة بعدائها للرسول
والرسالة وكانت غطفان وفزارة وغيرها
طامعة في محاصيل خيبر التي وعدها
اليهود. هذا من جانب. ومن جانب آخر
أحدثت قسوة ظروف الحصار كللاً ومللاً
في نفوس الأحزاب الى جانب ما واجههوه
من التحصين وقوة المسلمين التي أبدوها
وما قام به «نُعيم بن مسعود» من إحداث
شرخ في تحالف الأحزاب واليهود إذ أقدم
ـ بعد اسلامه ـ الى الرسول (صلى الله
عليه وآله) قائلاً: مرني ماشئت فقال له (صلى
الله عليه وآله): «أنت فينا رجل واحد،
فَخَذِّل عنا ما استطعت فإنّ الحرب
خدعة».


وأرسل
الله سبحانه وتعالى على الأحزاب ريحاً
عاتية باردة أحدثت فيهم رعباً وقلقاً
فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم، فنادى
أبو سفيان بقريش للرحيل فأخذوا معهم من
المتاع ما استطاعوا حمله وفرّوا
هاربين وتبعتهم سائر القبائل حتى إذا
أصبح الصباح لم يبق أحد منهم ( وكفى
الله المؤمنين القتال )[7].


4-غزو
بني قريظة وتصفية يهود المدينة :




لقد
كشف يهود قريظة عن الحقد والعداء الذي
انطوت عليه نفوسهم يوم الخندق ولولا أن
الله أخزى الأحزاب لتمكن يهود بني
قريظة من الفتك بالمسلمين من خلف
ظهورهم فكان لابد للرسول (صلى الله
عليه وآله) من معالجة موقفهم الخياني،
ولهذا أمر النبي (صلى الله عليه وآله)
أن يتحرك المسلمون لمحاصرة اليهود في
حصونهم من دون أن يعطي فرصة للاستراحة
مظهراً بذلك أهمية الحركة العسكرية
الجديدة فأذّن المؤذن في الناس: من كان
سامعاً مطيعاً فلا يصلينّ العصر الاّ
في بني قريظة[8].


وأعطى
النبي (صلى الله عليه وآله) رايته لعلي (عليه
السلام) وتبعه المسلمون مع ما بهم من
ألم الجوع والسهر والجهد من أثر محاصرة
الأحزاب... واستولى الهلع والخوف على
اليهود حين رأوا الرسول (صلى الله عليه
وآله) والمسلمين يحيطون بهم وأيقنوا أن
النبي غير منصرف عنهم حتى يناجزهم.


وطلب
اليهود أبا لبابة بن عبد المنذر ـ وكان
من حلفائهم الأوس ـ يستشيرونه في أمرهم
ولكنه كشف لهم عمّا كان يعلمه من
مصيرهم حين قاموا إليه صغاراً وكباراً
يبكون[9].
ولم يقبل النبي (صلى الله عليه وآله)
عرض بني قريظة وهو الارتحال عن المدينة
من دون عقوبة بسبب موقفهم الخياني
السابق وأبى إلاّ النزول على حكم الله
ورسوله، وحاول الأوس التوسط ـ بطلب من
اليهود ـ لدى النبي (صلى الله عليه وآله)
فقال (صلى الله عليه وآله): الا ترضون أن
أجعل بيني وبين حلفائكم رجلاً منكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله
عليه وآله): فقولوا لهم أن يختاروا من
الأوس من شاؤوا. فاختار اليهود سعد بن
معاذ[10]حَكَماً
وكان هذا من سوء حظ اليهود; لأن سعداً
جاءهم يوم تجمعت الأحزاب طالباً منهم
الحياد في الموقف فأبوا ذلك. وكان سعد
جريحاً فحملوه إلى رسول الله (صلى الله
عليه وآله) فاستقبله وقال (صلى الله
عليه وآله) لمن حوله: قوموا إلى سيدكم،
فقاموا إليه. ثم حكم سعد بقتل الرجال
وسبي النساء والذراري وتقسيم الأموال
على المسلمين، فقال له النبي (صلى الله
عليه وآله): لقد حكمت فيهم بحكم الله
فوق سبع أرقعة[11].


ثم
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قسّم
أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على
المسلمين بعد ما أخرج الخمس، للفارس
ثلاثة أسهم وللراجل سهم، ثم أعطى الخمس
الى زيد بن حارثة وأمره أن يشتري بها
خيلاً وسلاحاً وغيرها من عدّة الحرب
استعداداً للمهام اللاحقة[12].




[1]
كما ورد في قوله تعالى
في الآية : 51 من سورة النساء.


[2]
راجع البداية والنهاية لابن كثير: 4 / 96
، والمغازي: 1 / 453.


[3]
نزلت آيات من القرآن الكريم تفضح
السلوك التخاذلي وتدعم مركزية العمل
بوجود الرسول القائد (صلى الله عليه
وآله). راجع سورة الأحزاب ، الآيات : 12 ـ
20 .


[4]
بحار الأنوار: 20 / 215. شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد : 13 / 283 و 14 / 291 ـ 292 و 19/63
ـ 64 والسيرة النبوية : 3 / 281 وراجع
مستدرك الحاكم : 3 / 32 .


[5]
المغازي: 1 / 456 ، بحار الأنوار: 20 / 222.


[6]
راجع المغازي: 2 / 465، 475، 489.


[7]
نزلت سورة الأحزاب وفيها تفاصيل ما جرى
يوم الخندق.


[8]
الطبري: 3 / 179.


[9]
السيرة النبوية: 2 / 237.


[10]
السيرة النبوية: 2 / 239، الارشاد: 50.


[11]
راجع السيرة النبوية: 2 / 240 ، المغازي: 2 /
510.


[12]
السيرة النبوية: 2 / 241 .

/ 26