ظلامة أبی طالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ظلامة أبی طالب - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







الفصل الثالث
من تاريخ أبي طالب عليه السلام






بداية:



إننا قبل أن ندخل في الحديث عن دلائل إيمان شيخ الأبطح، نقدم إضمامة فواحة بعبير الإيمان من مواقف أبي طالب الهادفة إلى إعزاز دين الله، ونصرة وحفظ خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، معتمدين في ذلك ـ بصورة عامة ـ على ما ذكرناه في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، مع بعض التقليم والتطعيم، فنقول:





المفاوضات الفاشلة:



قال ابن إسحاق وغيره: لما بادى رسول الله صلى الله عليه وآله قومه بالإسلام، وصدع به، كما أمره الله، لم يبعد منه قومه، ولم يردوا عليه ـ فيما بلغني ـ حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه، وأجمعوا على خلافه وعداوته، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وهم قليل مستخفون. وحدب على رسول الله صلى الله عليه وآله عمه أبو طالب عليه السلام، ومنعه، وقام دونه. ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله على أمر الله مظهراً لا يرده شيء.



فلما رأت قريش: أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه، من فراقهم، وعيب آلهتهم، ورأوا أن عمه أبا طالب

عليه السلام قد حدب عليه، وقام دونه، فلم يسلمه لهم، حاولوا مفاوضة أبي طالب عليه السلام في شأنه.



وقد مرت هذه المفاوضات على الظاهر، بثلاث مراحل، انتهت كلها بالفشل الذريع.



الأولى: أنه مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب عليه السلام.



فقالوا له: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه، فنكفيكه..



فقال لهم أبو طالب عليه السلام قولاً رفيقاً، وردهم رداً جميلاً، فانصرفوا عنه.



الثانية: أنهم حين رأوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله مازال يظهر دينه، ويدعو إليه، حتى شرى الأمر بينه وبينهم، وحتى تباعد الرجال، وتضاغنوا، وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله بينها، ذهبوا إلى أبي طالب عليه السلام، فتهددوه:



إن لم يكف ابن أخيه عن شتم آبائهم، وتسفيه أحلامهم، وشتم آلهتهم، فسوف ينازلونه وإياه، حتى يهلك أحد الفريقين، ثم انصرفوا.



فأرسل أبو طالب عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره، وطلب إليه أن يبقي على نفسه وعليه، ولا يحمله ما لا يطيق.



فظن أنه قد بدا لعمه فيه بداء، وأنه قد ضعف عن نصرته، والقيام دونه، فقال له صلى الله عليه وآله:




يا عم، والله، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته.



فوعده أبو طالب عليه السلام النصر.



الثالثة: عرضوا على أبي طالب عليه السلام: أن يتخذ عمارة بن الوليد ولداً له، ويسلمهم النبي محمداً صلى الله عليه وآله، الذي فارق دين أبي طالب ودين آبائه، وفرق جماعتهم وسفه أحلامهم، ليقتلوه. فإنما هو رجل برجل.



فقال أبو طالب عليه السلام: والله، لبئس ما تسومونني، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه؟! هذا والله ما لا يكون أبداً!!.



فقال المطعم بن عدي: والله يا أبا طالب، لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص مما تكرهه؛ فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً.



فقال أبو طالب عليه السلام: والله ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعت على خذلاني، ومظاهرة القوم علي؛ فاصنع ما بدا لك، أو كما قال.



فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضاً(53)



وهذا التدرج والتتابع الذي رسمناه، لسير الأحداث، إنما هو وفق الحدس والظن لما ربما يختلف، ويتداخل.



ولكن الأمر في ذلك سهل، غير أننا قبل أن نواصل حديثنا نسجل النقاط التالية:






قريش لم تصل إلى نتيجة:



لقد رأينا: أن مشركي مكة ما كانوا يرغبون بادئ ذي بدء: في توريط أنفسهم في مواجهة حادّةٍ مع أبي طالب عليه السلام والهاشميين..



فحاولوا: أن يحملوا أبا طالب عليه السلام نفسه على حسم الموقف، والقضاء على ما يعتبرونه مادة متاعبهم، ومصدر مخاوفهم، وحاولوا أن يثيروه ضد ابن أخيه، على اعتبار أن ابن أخيه قد جاء بما يضر بمصالح عمه نفسه، ويجرح كرامته، وعاطفته عمه نفسه، فضلاً عن غيره، فمن الطبيعي أن يبادر أبو طالب نفسه عليه السلام لوضع حد لتصرفات ابن أخيه، ويكفيهم مؤونة ذلك.



ولكنهم حينما وجدوا: أن أبا طالب عليه السلام لم يستجب لأي من أباطيلهم، لجأوا إلى التهديد والوعيد، ثم إلى أسلوب المكر والخداع حين عرضوا عمارة على أبي طالب عليه السلام ليتخذه ولداً، ويسلمهم النبي محمداً صلى الله عليه وآله ليقتلوه.



الأمر الذي كشف عن حقيقة ما يكنونه في صدورهم، واتضح لأبي طالب عليه السلام ولغيره أن هدفهم ليس إلا القضاء على الدين الحق، وإطفاء نور الله بالقضاء على الداعي إليه، فزاد ذلك من تصلب أبي طالب عليه السلام وفي تصميمه في الدفاع عن الحق والدين، وعن نبي الإسلام الأعظم صلى الله عليه وآله.





ماذا بعد فشل المفاوضات؟



وبعد فشل المفاوضات، ظهر لأبي طالب: أن السيل قد بلغ الزبى،

وأنه على وشك الدخول في صراع مكشوف مع المشركين.



فلا بد من الحذر والاحتياط للأمر؛ فجمع بني هاشم، وبني المطلب، ودعاهم إلى منع الرسول، والقيام دونه، فأجابوه، وقاموا معه، باستثناء أبي لهب لعنه الله تعالى.



ومنع الله عزوجل رسوله، فلم يكن لهم إلى أن يضروه في شعره وبشره سبيل، غير أنهم يرمونه بالجنون، والسحر، والكهانة، والشعر، والقرآن ينزل عليه صلى الله عليه وآله بتكذيبهم.



ورسول الله صلى الله عليه وآله قائم بالحق، ما يثنيه ذلك عن الدعاء إلى الله عزوجل سراً وجهراً.



وقد أدرك المشركون: أن الاعتداء على شخصه صلى الله عليه وآله سوف يتسبب في صراع مسلح لم يعدوا له عدته، وليسوا على يقين من أن تكون نتائجه لصالحهم، خصوصاً مع ما كان لبني هاشم من علاقات، ومن أحلاف مع القبائل، كحلف المطيبين، وحلف عبد المطلب مع خزاعة التي كانت تقطن خارج مكة.



بل قد توجب هذه الحرب ـ لو نشبت ـ التمكين لمحمد صلى الله عليه وآله من نشر دعوته(54)




فآثر المشركون أن يبتعدوا عن الحرب، وانتهاج أساليب أخرى لتضعيف أمر محمد صلى الله عليه وآله، والوقوف في وجه دعوته؛ فصاروا:



ألف: ينهون الناس عن الالتقاء به صلى الله عليه وآله، وعن أن يسمعوا ما جاء به من قرآن، قال تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}(55)



وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}(56)



ب: يتبعون أسلوب السخرية والاستهزاء، وإلصاق التهم الباطلة به، بهدف:



1 ـ التأثير على شخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله علّه ينهزم نفسياً، وجعله يعيش عقدة الحقارة والضعة، فلربما يتخلى عن هذا الأمر، ويكذب نفسه.



2 ـ الحط من كرامة النبي صلى الله عليه وآله، وابتذال شخصيته، بهدف تنفير أصحاب النفوس الضعيفة من متابعته، وصرفهم عن الدخول فيما جاء به.



فصاروا يغرون سفهاءهم بإيذائه وتكذيبه، وأحياناً كان يتولى ذلك منه سادتهم وكبراؤهم.




وقد أمروا غلاماً منهم بأن يلقي عليه سلى جزور وفرثه، وهو قائم يصلي، فألقاه بين كتفيه، فغضب أبو طالب، وأتى إليهم بذلك السلى نفسه، فأمرَّه على سبالهم جميعاً.



وقد ألقى الله الرعب في قلوبهم(57) وأوجب ذلهم وخزيهم، من حيث إنه قد جاء من موقع التحدي، القوي والصريح.



وكانوا أيضاً يلقون عليه التراب(58) ورحم الشاة(59) وغير ذلك.



وقد أثر ذلك إلى حد ما في صرف الناس، وإبعادهم عن الدخول في الإسلام، حتى ليقول عروة بن الزبير وغيره:



«.. وكرهوا ما قال لهم، وأغروا به من أطاعهم؛ فانصفق عنه عامة الناس»(60)






قرار المقاطعة:



و «لما رأت قريش عزة النبي صلى الله عليه وآله بمن معه، وعزة أصحابه في الحبشة، وفشو الإسلام في القبائل»(61)



وأن جميع جهودها في محاربة الإسلام قد باءت بالفشل. حاولت أن تقوم بتجربة جديدة، وهي الحصار الاقتصادي والاجتماعي، ضد الهاشميين، وأبي طالب عليه السلام. فإما أن يرضخوا لمطالبها في تسليم النبي محمد صلى الله عليه وآله لها للقتل.



وإما أن يتراجع النبي محمد صلى الله عليه وآله نفسه عن دعوته، وإما أن يموت النبي صلى الله عليه وآله وبنو هاشم جوعاً وذلاً، مع عدم ثبوت مسؤولية محددة على أحد في ذلك، يمكن أن تجر عليهم حرباً أهلية، قد لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها، وعواقبها السيئة.



فكتبوا صحيفة تعاقدوا فيها على عدم التزوج والتزويج لبني هاشم، وبني المطلب، وأن لا يبيعوهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم، وأن لا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور، أو يسلموا لهم رسول الله صلى الله عليه وآله ليقتلوه.



وقد وقَّع على هذه الصحيفة أربعون رجلاً من وجوه قريش،

وختموها بخواتيمهم، وعلقت الوثيقة في الكعبة مدة ويقال: إنهم خافوا عليها السرقة؛ فنقلوها إلى بيت أم أبي جهل)(62)



وكان ذلك في سنة سبع من البعثة على أشهر الروايات. وقيل في سنة ست.





في شعب أبي طالب:



وأمر أبو طالب عليه السلام بني هاشم أن يدخلوا برسول الله صلى الله عليه وآله الشعب ـ الذي عرف بشعب أبي طالب ـ ومعهم بنو المطلب بن عبد مناف، فدخلوا معه، باستثناء أبي لهب لعنه الله وأخزاه(63)



واستمروا فيه إلى السنة العاشرة.



ووضعت قريش عليهم الرقباء، حتى لا يأتيهم أحد بالطعام.



وكانوا ينفقون من أموال السيدة خديجة عليها السلام، وأبي طالب عليه السلام، حتى نفدت، حتى اضطروا إلى أن يقتاتوا بورق الشجر.



وكان صبيتهم يتضاغون جوعاً، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب، ويتذاكرون ذلك فيما بينهم، فبعضهم يفرح، وبعضهم يتذمم من ذلك.



وزعموا أن هذا كان يصدر غالباً ممن يتصل بهم نسباً، كأبي العاص

بن الربيع، وحكيم بن حزام، وإن كنا نحن نشك في ذلك، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.



ولم يكونوا يجسرون على الخروج من شعب أبي طالب عليه السلام إلا في موسم العمرة في رجب، وموسم الحج في ذي الحجة، فكانوا يشترون حينئذ ويبيعون ضمن ظروف صعبة جداً، حيث إن المشركين كانوا يلتقون بكل من يقدم مكة أولاً، ويطمعونه بمبالغ خيالية ثمناً لسلعته، شرط أن لا يبيعها للمسلمين.



وكان أبو لهب هو رائدهم في ذلك؛ فكان يوصي التجار بالمغالاة عليهم حتى لا يدركوا معهم شيئاً، ويضمن لهم، ويعوضهم من ماله كل زيادة تبذل لهم.



بل لقد كان المشركون يتهددون كل من يبيع المسلمين شيئاً بنهب أمواله، ويحذرون كل قادم إلى مكة من التعامل معهم.





والخلاصة:



أن قريشاً قد قطعت عنهم الأسواق، فلا يتركون لهم طعاماً يقدم مكة، ولا بيعاً إلا بادروهم إليه، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وآله(64)



وقد استمرت هذه المحنة سنتين أو ثلاثاً.






تضحيات علي عليه السلام:



وكان الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام أثناءها يأتيهم بالطعام سراً من مكة، من حيث يمكن، ولو أنهم ظفروا به لم يُبْقُوا عليه، كما يقول الإسكافي وغيره(65)





ابو طالب عليه السلام يضحي بولده:



وكان أبو طالب عليه السلام كثيراً ما يخاف على النبي محمد صلى الله عليه وآله البيات في الشعب؛ فإذا أخذ الناس مضاجعهم، اضطجع النبي محمد صلى الله عليه وآله على فراشه، حتى يرى ذلك جميع من في شعب أبي طالب، فإذا نام الناس جاء وأقامه، وأضجع ابنه الإمام علياً عليه السلام مكانه(66)



وإنما يفعل ذلك ليكون علي عليه السلام فداءً لرسول الله إذا ما فكرت قريش باغتياله صلى الله عليه وآله.




وثمة أبيات شعر له رحمه الله مخاطباً بها ولده الإمام علياً عليه السلام بهذه المناسبة،يشجعه فيها على هذا الأمر، وسوف نوردها فيما يأتي، حين الحديث عن إيمان أبي طالب عليه السلام، إن شاء الله تعالى..





نقض الصحيفة:



وبعد ثلاث سنوات تقريباً من حصر المسلمين في شعب أبي طالب، أخبر النبي محمد صلى الله عليه وآله عمه أبا طالب عليه السلام بأن الأرضة قد أكلت كل ما في صحيفتهم من ظلم وقطيعة رحم، ولم يبق فيها إلا ما كان اسماً لله.



وفي نص آخر: أنها قد أكلت كل اسم لله تعالى فيها، ولم تبق إلا كل ظلم وشر، وقطيعة رحم(67)



والأصح هو الأول، كما هو صريح كلام أبي طالب عليه السلام.




فخرج أبو طالب عليه السلام من شعبه، ومعه بنو هاشم إلى قريش، فقال المشركون: الجوع أخرجهم.



وقالوا له: يا أبا طالب، قد آن لك أن تصالح قومك.



قال: قد جئتكم بخير، ابعثوا إلى صحيفتكم، لعله أن يكون بيننا وبينكم صلح فيها.



فبعثوا، فأتوا بها. فلما وضعت وعليها أختامهم.



قال لهم أبو طالب عليه السلام: هل تنكرون منها شيئاً؟!



قالوا: لا.



قال: إن ابن أخي حدثني ولم يكذبني قط: أن الله قد بعث على هذه الصحيفة الأرضة، فأكلت كل قطيعة وإثم، وتركت كل اسم هو لله؛ فإن كان صادقاً أقلعتم عن ظلمنا، وإن يكن كاذباً ندفعه إليكم فقتلتموه.



فصاح الناس: أنصفتنا يا أبا طالب. ففتحت، ثم أخرجت، فإذا هي كما قال صلى الله عليه وآله: فكبر المسلمون، وامتعقت وجوه المشركين.



فقال أبو طالب عليه السلام: أتبين لكم: أينا أولى بالسحر والكهانة؟.



فأسلم يومئذ عالم من الناس.



ولكن المشركين لم يقنعوا بذلك، بل استمروا على العمل بمضمون الصحيفة، حتى قام جماعة منهم بالعمل على نقضها، ومنهم:



هشام بن عمرو بن ربيعة، وزهير بن أمية بن المغيرة، والمطعم بن عدي، وأبا البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وكلهم له رحم ببني هاشم والمطلب. وتكلموا في نقضها؛ فعارضهم أبو جهل، فلم يلتفتوا

إلى معارضته، ومزقت الصحيفة، وبطل مفعولها.



وخرج الهاشميون حينئذ من شعب أبي طالب رضوان الله تعالى عليه(68)





حنكة.. وإيمان:



وإن من يطالع أحداث ما قبل الهجرة النبوية الشريفة يجد الشواهد الكثيرة الدالة على حنكة أبي طالب وحكمته عليه السلام.



وخير شاهد نسوقه هنا على ذلك، هو ما ذكرناه آنفاً، من أنه طلب منهم أن يحضروا صحيفتهم، ومزج ذلك بالتعريض بإمكان أن يكون ثمة صلح في ما بينهم وبينه. وذلك من أجل أن لا تفتح الصحيفة إلا علناً، بحيث يراها كل أحد، وأيضاً، حتى يهيئهم للمفاجأة الكبرى، ويمهد السبيل أمام طرح الخيار المنطقي عليهم، ليسهل عليهم تقبله، ثم الالتزام به.



ولاسيما إذا استطاع أن ينتزع منهم وعداً بما يريد، ويضعهم أمام شرف الكلمة، وعلى محك قواعد النبل واحترام الذات، حسب المعايير التي كانوا يتعاملون على أساسها..



وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد، حتى ليصيح الناس: أنصفتنا يا أبا طالب.



ثم تبرز لنا من النصوص المتقدمة حقيقة أخرى، لها أهميتها

وانعكاساتها، وهي ما ظهر من عمق ثقة أبي طالب عليه السلام بصدق النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وبسداد أمره، وواقعية وحقانية ما جاء به.



حتى لقد كان يتألم جداً من اتهام ابن أخيه بالسحر والكهانة، ويعتبر ذلك افتراءً ظاهراً، ويغتنم الفرصة السانحة للتعبير عن خطل رأيهم، وسفه أحلامهم، فيقول لهم:



«أتبين لكم: أينا أولى بالسحر والكهانة»؟.



ويلاحظ: أنه يعتبر اتهام النبي بالسحر، والكهانة اتهام له أيضاً بذلك، حيث قال: «أينا».



وكانت النتيجة: هي أن أسلم بسبب هذه المعجزة يومئذ، وبسبب حكمة أبي طالب وحنكته، عالم من الناس.





التحدي في أقصى مداه:



ثم هو يقف ذلك الموقف العظيم من جبابرة قريش وفراعنتها، حينما جاءه النبي محمد صلى الله عليه وآله ـ وقد ألقت عليه قريش سلى ناقة ـ فأخذ رحمه الله السيف، وأمر حمزة عليه السلام بأن يأخذ السلى، وتوجه إلى القوم، فلما رأوه مقبلاً عرفوا الشر في وجهه، ثم أمر حمزة عليه السلام أن يلطخ بذلك السلى سبالهم، واحداً واحداً، ففعل(69)




وفي نص آخر: أنه نادى قومه، وأمرهم بأن يأخذوا سلاحهم؛ فلما رآه المشركون أرادوا التفرق؛ فقال لهم:



«ورب البنية، لا يقوم منكم أحد إلا جللته بالسيف، ثم وجأ أنف من فعل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله ذلك حتى أدماها ـ وفاعل ذلك هو ابن الزبعرى ـ وأمَرَّ بالفرث والدم على لحاهم»(70)





من مواقف أبي طالب عليه السلام:



قلنا: إن أبا طالب شيخ الأبطح عليه السلام هو الذي حامى وناصر النبي محمداً صلى الله عليه وآله بيده ولسانه، وحدب عليه منذ طفولته، وواجه المصاعب الكبيرة، والمشاق العظيمة، في سبيل الدفع عنه، والذود عن دينه ورسالته، ومنح بذلك هذا الدين الفرصة للتوسع والانتشار، ما وجد إلى ذلك سبيلاً.



وكان عليه السلام يقدِّم النبي صلى الله عليه وآله على أولاده جميعاً، وقد أرجعه بنفسه من بصرى إلى مكة عندما حذره بحيرا من مكر اليهود.



نعم، وهو الذي رضي بعداء قريش له، وبمعاناة الجوع والفقر، والنبذ الاجتماعي، ورأى الاطفال يتضاغون جوعاً، حتى اقتاتوا ورق الشجر.




بل لقد أعلن بصراحة: أنه مستعد لأن يخوض حرباً طاحنة، تأكل الأخضر واليابس، ولا يسلِّم النبي محمداً صلى الله عليه وآله لهم، ولا يمنعه من الدعوة إلى الله، بل هو لا يطلب منه ذلك على الأقل.



وتقدم: أنه هو الذي أمرَّ السلى على لحى جبابرة قريش، وفي الشعب كان يحرس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بنفسه وينقله من مكان إلى آخر.



وهو الذي كان ينيم ولده الإمام علياً عليه السلام مكانه، ليكون ولده فداء لرسول الله صلى الله عليه وآله، ويصاب به دونه.



وكان يدفع قريشاً عنه باللين تارة، وبالشدة أخرى. وينظم الشعر السياسي، ليثير العواطف، ويدفع النوازل، ويهيء الأجواء لإعلاء كلمة الله، ونشر دينه، وحماية أتباعه.



وقد افتقد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مرة «فلم يجده؛ فجمع الهاشميين، وسلحهم، وأراد أن يجعل كل واحد منهم إلى جانب عظيم من عظماء قريش ليفتك به، لو ثبت أن محمداً أصابه شر»(71)



كل ذلك في سبيل الدفع عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ونصر دينه، وإعلاء كلمته، ورفعة شأنه.



وواضح: أن الإلمام بكل مواقف أبي طالب عليه السلام، وتضحياته

الجسام يحتاج إلى وقت طويل، وجهد مستقل.



ونحن نكتفي بهذه الإشارة، ونعترف أننا لم نقض حقه كما ينبغي له.





نتائج، وآثار:



يظهر مما تقدم أن أبا طالب عليه السلام، شيخ الأبطح، قد:



1 ـ تخلى حتى عن مكانته في قومه، إلى بديل آخر هو في الاتجاه المضاد تماماً، وهو العداء لهم، ولسائر أهل بلده، بل والدنيا بأسرها، بل ويتحمل النفي والنبذ الاجتماعي له، ولكل من يلوذ به، ولا يستسلم للضغوط المتنوعة التي يتعرض لها، ولا تلين له قناة، ولا تصدع صفاة.



2 ـ رضي بتحمل الجوع والفقر والمحاصرة الاقتصادية، بل هو يبذل أمواله وكل ما لديه في سبيل هذا الدين.



3 ـ وطن نفسه على خوض حرب طاحنة، ربما تنتهي بإبادة الهاشميين وأعدائهم، إذا لزم الأمر.



4 ـ ضحى حتى بولده الأصغر سناً الإمام علي عليه السلام، وتحمل آثار غربة ولده الآخر جعفر عليه السلام، المهاجر إلى الحبشة.



5 ـ جاهد بيده ولسانه، واستخدم كل ما لديه من إمكانات مادية ومعنوية، ولم يبال بكافة الصعاب والمشاق، في دفاعه عن النبي، وحياطة دينه بالرعاية والعناية، ما وجد إلى ذلك سبيلاً.





سؤال وجوابه:



ويرد سؤال، هو: لماذا لا يكون ذلك كله بدافع عاطفي، ونابعاً عن حمية النسب والقبيلة؟!




أو على حد تعبير البعض: بدافع من «حبه الطبيعي» لابن أخيه(72)



وجوابه:



1 ـ ما يأتي من أدلة قاطعة على إيمان أبي طالب عليه الصلاة والسلام.



2 ـ يؤيد ذلك: أنه إذا كان النبي محمد صلى الله عليه وآله ابن أخيه؛ فإن الإمام علياً عليه السلام ولده، فلو كانت العاطفة النسبية هي الدافع، فلماذا يضحي بولده ويرضى بأن يغتاله المشركون دون ابن أخيه، طائعاً مختاراً، بعد تفكير وتأمل وتدبر لعواقب ذلك؟!



أم يعقل أن يكون حبه الطبيعي لابن أخيه أكثر منه لولده، وفلذة كبده؟!.



3 ـ أما الحمية القبلية، والرابطة النسبية، فلو كانت هي السبب في موقفه ذاك، فلماذا لم تدفع أبا لهب لعنه الله لأن يقف موقف أبي طالب عليه السلام؟ فيدفع عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ويضحي في سبيله؟ حتى بولده، وبمكانته، وبكل ما يملك؟!.



بل كان لعنه الله من أشد الناس على النبي محمد صلى الله عليه وآله، وأكثرهم جرأة عليه، وإيذاء له.



وأما ساير بني هاشم، فإنهم وإن دخلوا الشعب مع النبي محمد صلى الله عليه وآله، إلا أن تضحياتهم في سبيل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لم تبلغ عشر معشار تضحيات أبي طالب عليه السلام، كما أنهم إنما وقفوا

هذا الموقف تحت تأثير نفوذ أبي طالب عليه السلام، وإصراره..



وهكذا يتضح: أن حمية الدين أقوى من حمية النسب، ولذلك نرى المسلمين يصرحون بأنهم على استعداد لقتل آبائهم وأولادهم في سبيل دينهم.



وقد استأذن عبد الله بن عبد الله بن أبي رسول الله صلى الله عليه وآله بقتل أبيه(73)



وفي صفين أيضاً لم يرجع الأخ عن أخيه، حتى أذن له أمير المؤمنين عليه السلام بتركه(74)



وقد قتل أهل الكوفة إخوانهم، وأبناءهم، وأبناء عمهم، حين أصبحوا خوارج(75) إلى غير ذلك من الشواهد الكثيرة، التي لا حاجة لاستقصائها هنا.



4 ـ ثم إنه لو كان أبو طالب عليه السلام يفعل ذلك من أجل الدنيا؛ فقد كان يجب أن يضحي بابن أخيه دون ولده، ويضحي به دون عشيرته؛ لأنه يحصل على الدنيا من هذا الطريق؛ كما قتل المأمون أخاه، وسممت أم الهادي ولدها، لا أن يضحي بكل شيء دونه، ويصر على ذلك، حتى بقيمة خوض حرب تكون نتيجتها أن يقتل هو، ويقتل معه

الهاشميون، وطائفة كبيرة من قومهم الذين عاشوا معهم.



5 ـ وأيضاً، فإن الحمية القبلية ـ لو كانت ـ فإنما تؤثر أثرها في حدود مصالح القبيلة، والحفاظ على شؤونها، ومستقبلها، أما إذا أصبحت هذه الحمية سبباً في تدمير القبيلة، والقضاء عليها، وتعطيل مصالحها، وتعريض مستقبلها للأخطار الجسام؛ فإن هذه الحمية لا يمكن أن يفسح لها المجال، ولا أن يظهر لها أثر لدى عقلاء الرجال.





عام الحزن:



وفي السنة العاشرة من البعثة كانت وفاة الرجل العظيم، أبي طالب عليه الصلاة والسلام ناصر النبي صلى الله عليه وآله، وحافظ الدين وحامل لواء الدعوة إليه.



ثم توفيت بعده بمدة وجيزة ـ قيل: بثلاثة أيام، وقيل بعده بحوالي شهر(76) ـ السيدة خديجة أم المؤمنين صلوات الله وسلامه عليها، أفضل أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وأحسنهن سيرة وأخلاقاً.



ونستطيع أن نعرف: كم كان لأبي طالب عليه السلام، وللسيدة خديجة صلوات الله وسلامه عليهما من خدمات جلى في سبيل هذا الدين من تسمية النبي صلى الله عليه وآله عام وفاتهما بـ: «عام الحزن»(77)






الحب في الله والبغض في الله:



ومن الواضح: أن النبي صلى الله عليه وآله لم يكن ينطلق في حبه لهما، وحزنه عليهما من مصلحته الشخصية، أو من عاطفة رحمية، وإنما هو يحب في الله تعالى، وفي الله فقط. ويقدِّر أي إنسان، ويحزن لفقده، ويرتبط به روحياً وعاطفياً، بمقدار ارتباط ذلك الإنسان بالله، وقربه منه، وتفانيه في سبيله، وفي سبيل دينه ورسالته.



أي أنه صلى الله عليه وآله لم يتأثر على أبي طالب والسيدة خديجة عليهما السلام؛ لأن هذه زوجته وذاك عمه. وإلا فقد كان أبو لهب عمه أيضاً. وإنما لما لمسه فيهما من قوة إيمان، وصلابة في الدين، وتضحيات وتفان في سبيل الله، والعقيدة. وفي سبيل المستضعفين في الأرض، ولما خسرته الأمة فيهما، من جهاد وإخلاص قل نظيره في تلك الظروف الصعبة والمصيرية.



وقد ألمح النبي الأعظم صلى الله عليه وآله إلى ذلك حينما جعل موت أبي طالب والسيدة خديجة عليهما السلام، مصيبة للأمة بأسرها، كما هو صريح قوله في هذه المناسبة:



«.. اجتمعت على هذه الأمة مصيبتان، لا أدري بأيهما أنا أشد جزعاً»(78)






الفصل الرابع



إيمان أبي طالب عليه السلام







إيمان أبي طالب عليه السلام عند أهل البيت عليهم السلام:



ولا بد لنا هنا من الحديث بإيجاز عن موضوع ما زال بين أخذ ورد بين المسلمين.



ألا وهو إيمان أبي طالب رحمه الله، فمن مؤيد، ومن منكر.



فأما أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، فإنهم مجمعون على إيمانه وإسلامه عليه السلام(79) بل في بعض الأحاديث عنهم عليهم السلام: أنه من الأوصياء(80)



وأن نوره يطغى في يوم القيامة على كل نور، ما عدا نور النبي محمد صلى الله عليه وآله، والأئمة عليهم السلام، والسيدة فاطمة الزهراء

عليها السلام(81)





أهل البيت عليهم السلام أدرى:



والأحاديث الدالة على إيمانه، والواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام لا تنحصر بما ذكرناه في هذه الدراسة، وقد جمعها العلماء في كتب مفردة(82)



وقد ذكر العلامة المجلسي في كتابه العظيم «بحار الأنوار» ج35 والطبسي في كتاب «منية الراغب» وكذلك الخنيزي في كتاب «أبو طالب مؤمن قريش» صاحب كتاب: «مواهب الواهب» وغيرهم الشيء الكثير جداً مما يدل على إيمانه صلوات الله وسلامه عليه.. ونحن سوف نقتصر في هذا المعرض على أقل القليل من ذلك ونحيل من أراد التوسع إلى كتاب البحار الآنف الذكر، وإلى غيره..



غير أننا نقول هنا: إن هذه الأخبار هي من الكثرة والصراحة بحيث تعطي الانطباع الحاسم عما لأبي طالب، من شأن عظيم، ومقام كريم عند الله تعالى.




وواضح: أن أهل البيت أدرى بما فيه، من كل أحد.



يقول ابن الأثير:



«وما أسلم من أعمام النبي صلى الله عليه وآله غير حمزة والعباس، وأبي طالب عند أهل البيت»(83)





تآليف في إيمان أبي طالب عليه السلام:



وعدا عن ذلك، فما أكثر الأدلة الدالة على إيمانه، وقد أُلف في إثبات إيمانه، الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء.



وقد أنهاها بعضهم إلى ثلاثين كتاباً، ومنها كتاب: «أبو طالب مؤمن قريش» للأستاذ عبد الله الخنيزي، الذي كاد أن يدفع مؤلفه حياته ثمناً له، حين حاول الوهابيون اتخاذ ذلك ذريعة، للتخلص منه، فتداركه الله برحمته، وتخلص من شرهم.



هذا عدا عن البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموسوعات، ونخص بالذكر هنا ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني قدس سره..(84)



وقد نقل العلامة الأميني عن جماعة من أهل السنة: أنهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك، كالبرزنجي في

أسنى المطالب(85) والأجهوري، والإسكافي، وأبي القاسم البلخي، وابن وحشي في شرحه لكتاب: شهاب الأخبار، والتلمساني في حاشية الشفاء، والشعراني، وسبط ابن الجوزي، والقرطبي، والسبكي، وأبي طاهر، والسيوطي، وغيرهم.



بل لقد حكم عدد منهم ـ كابن وحشي والأجهوري، والتلمساني ـ بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر، أو من يذكره بمكروه فهو كافر(86)





من أدلة إيمان أبي طالب عليه السلام:



ونحن نذكر فيما يلي طرف من الأدلة على إيمان أبي طالب، فنقول:





أهل البيت أعرف:



وقد تقدم بعض ما روي عن الأئمة عليهم السلام، والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله مما يدل على إيمانه، وقد قلنا: إن أهل البيت أدرى بما فيه، وأعرف بأمر كهذا من كل أحد.





التضحيات والمواقف:



ويدل على ذلك أيضاً: ما تقدم من مناصرته للنبي صلى الله عليه وآله، وتحمله المشاق والصعاب العظيمة، وتضحيته بمكانته في قومه، وحتى بولده، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الأخضر

واليابس في سبيل هذا الدين..



ولو كان كافراً؛ فلماذا يتحمل كل ذلك؟!



ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جرَّه عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله؟!.



واحتمال: أن يكون قد طمع بمقام دنيوي أعظم.



يرده: أن الطامع إنما يسعى للحفاظ على حياته لينال ما طمع به، أما أبو طالب فكان على استعداد لأن يقتل هو وجميع أولاده، وعشيرته في سبيل هذا الدين.





تشنيع الأعداء:



وقد استدل سبط ابن الجوزي على إيمانه بأنه لو كان أبو الإمام علي عليه السلام كافراً لكان شنع عليه معاوية وحزبه، والزبيريون وأعوانهم، وسائر أعدائه عليه السلام، مع أنه عليه السلام كان يذمهم، ويزري عليهم بكفر الآباء والأمهات، ورذالة النسب(87)





أشعاره الصريحة بالإيمان:



تصريحاته وأقواله الكثيرة جداً؛ فإنها كلها ناطقة بإيمانه وإسلامه.



ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله:




إن كل هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر، من حيث مجموعها(88)



فمن الشواهد على توحيده، قوله:







  • مليك الناس ليس له شريك
    ومن تحت السماء له بحق
    ومن فوق السماء له عبيد



  • هو الوهاب، والمبدئ المعيد
    ومن فوق السماء له عبيد
    ومن فوق السماء له عبيد




ومن الشواهد على إيمانه بنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله، نذكر:







  • 1ـ ألم تعلموا: أنا وجدنا محمداً
    2ـ نبي أتاه الوحي من عند ربه
    3ـ يا شاهد الله علي فاشهد
    4ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه
    5ـ أنت النبي محمد
    6ـ أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب
    7ـ وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى
    8ـ لقد أكرم الله النبي محمداً
    9ـ وخير بني هاشم أحمد
    رسول الإله على فترة(89)



  • نبياً كموسى خط في أول الكتب
    ومن قال: لا، يقرع بها سن نادم
    إني على دين النبي أحمد
    عليك نزل من ذي العزة الكتب
    قرم أغر مسوَّد
    على نبي كموسى أو كذي النون
    و أمر أتي من عند ذي العرش قيم
    فأكرم خلق الله في الناس أحمد
    رسول الإله على فترة(89)
    رسول الإله على فترة(89)




/ 8