تعریف بکتاب «الحرم المکی» (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعریف بکتاب «الحرم المکی» (2) - نسخه متنی

تقدیم و تعریف: محسن الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الخاتمة والنتائ
:

لقد خصّص المؤلف الكريم عدّة
صفحات من كتابه هذا (353 ـ 263) ذاكراً فيها أهم ما توصل اليه من نتائج لرحلته
الطويلة حول حدود الحرم الشريف ، وللأبحاث التي عرضها في كتابه عن أعلام الحرم
وتأريخها .

لنبدأ معه في نتائجه
هذه ، حتى نصل إلى فقرة أخرى ذكرها أيضاً في آخر هذا الفصل وهي
الاقتراحات :

* أمّا أهم نتائجه ، التي تمدّدت على الصفحات 353 ـ
359 ، عبر 15 فقرة فهي :

1 ) أنّ دراسته هذه تعدّ أوّل
تقييد وتدوين شامل لمواضع الحرم وأعلامه ، فإنّ عِلْمَ (حدود الحرم الشريف) ـ
والكلام للمؤلف ـ من العلوم ، التي لم تكتب كتابة مستقلة ، ولم تدوّن منذ
أوّل وجودها على الأرض تدويناً قائماً بذاته ، إلى يوم الناس هذا ، فقد
كان هذا العلم يؤخذ مشافهةً من أصحابه إذا احتيج إليه . . . ولهذا
بقي غالب هذا العلم في صدور الرجال حتى الساعة7 .

ومن هذا نالت هذه الدراسة
القيّمة أهمية كبيرة وهو ما ذكرناه عنها في القسم الأوّل من تعريفنا لهذا
الكتاب .

2 ) حدود الحرم هي المداخل
المؤدية إلى مكّة ، لا التي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ، وهذه المداخل
هي التي يريدها مؤرخو مكّة وغيرهم ، وكانوا يطلقونها على مواضع حدّ الحرم على
الطرق المؤدية إلى مكّة ، وكان عددها ستة مداخل ، كما في زمن الأزرقي
والفاكهي ، واختفى منها اثنان في عهد الفاسي ، وبها انحصر علم حدود
الحرم .

3 ) تحديد حدود الحرم ووجود
الأعلام ، إنّما هو أمر توقيفي وضعها إبراهيم(عليه السلام) بدلالة جبريل(عليه
السلام) ولا اجتهاد فيه .

والذين جدّدوا هذه
الأعلام ، لم يكن عملهم يتجاوز ذلك التجديد إلى تقديم مواضعها أو
تأخيرها .

4 ) تجديد الأعلام والعناية
بها ، كان يعدّ من أعظم المهمّات وأشرفها ، وما إن وطأت قدما رسول
الله(صلى الله عليه وآله) أرض مكّة فاتحاً لها ، حتى أمر أصحابه بتجديد
الأعلام ، على ضيق وقته الذي قضاه في مكّة وكثرة مشاغله ومسؤولياته ،
وعلى هذا سار غيره من الذين جاؤوا من بعده(صلى الله عليه
وآله) .

5 ) منذ اثني عشر قرناً
ونصف ، لم تجدّد أعلام الحرم الواقعة على الجبال ، أي منذ سنة 160
هـ ، في عهد الخليفة المهدي العباسي .

6 ) وهي نتيجة مهمة
جدّاً ، توصّل إليها الدكتور في رحلته العلمية النافعة هذه ، هي حصيلة
الأعلام ، وهي كالآتي : (934) علماً ، وقف عليها ووصفها
وصوّرها . بقي منها : ثلاثة عشر علماً موجودة على مداخل مكّة ،
والفضل في بقائها يعود إلى المصلحين والمجدّدين .

واثنان لازالا بقدرة الله
قائمين على رؤوس الجبال .

ويوجد (630) علماً من مجموع
919 علماً متهدماً من زمن بعيد على رؤوس جبال يرتفع بعضها 500م فوق سطح
البحر ، عليها آثار النورة البيضاء القديمة ، أمّا بقية الأعلام وعددها
(289) فهي عبارة عن رضوم متهدمة .

7 ) حدّ الحرم يسير على خمسة
وأربعين جبلاً ، صغيراً وكبيراً ، تكاد تحيط بمكّة إحاطة تامّة ليست
بينها فواصل سهيلة طويلة إلاّ قليلاً .

8 ) «16» ثنية وشرفة يمرّ بها
حدّ الحرم ، وعليها طرق سالكة للسيارات .

9 ) «8» فواصل سهيلة بين جبال
الحدّ ، أكثرها لا يزيد عن كيلومترين .

10 ) ننقل هذه الفقرة كما
ذكرها المؤلف : « من عادة المجدّدين القدماء «رحمهم الله» أن يضعوا
الأعلام على الجبال والثنايا ، والمرتفعات الأخرى ، أي على موضع واضح
مرتفع ، ولم يكن من عادتهم وضع الأعلام في الأرض السهلة الخالية من المرتفعات;
لأنّ هذه الأراضي السهلة (الثمانية) غالبها أرض رملية ، ولا تحفظ ما يُرضم أو
يبنى عليها من الأعلام ، ولذلك تراهم يُهملون الأراضي الواطئة والسهلة من وضع
الأعلام فيها» .

هذا ما أراده المؤلف في الفقرة
العاشرة ، إلاّ أنّ كلامه فيها استوقفني ، فقد رأيت فيه تهافتاً واضحاً
أو اختلافاً عمّا ذكره بخصوص الأعلام ، فإضافة إلى
كونه :

أوّلاً : ذكر علّة وضع الأعلام على الجبال والمرتفعات والثنايا
دون الأراضي السهلة . . . ، وكأنّها هي العلّة الحقيقية لا
غيرها .

ونقول : ذكر في عدّة مواضع من كتابه هذا ، كان آخرها
الفقرة 3 في الصفحة 353 ، قال فيها :

«إنّ تحديد حدود الحرم أمر
توقيفي ، لا مجال فيه للاجتهاد ، فوجود الأعلام على الجبال ، إنّما
كان من وضع نبيّ الله إبراهيم(عليه السلام) بدلالة جبريل(عليه
السلام) . . . » .

فهنا يتّضح لنا جليّاً أنّ
الأعلام أمر توقيفي ، والأمر التوقيفي لا يمكننا الجزم بعلته ، ولكن
يمكننا أن نضعها تحت دائرة الاحتمال دون القطع .

ثانياً : ذكر في هذه الفقرة (10) « من عادة المجدّدين
القدماء«رحمهم الله» أن يضعوا الأعلام على الجبال والثنايا
والمرتفعات . . .» .

ونقول :وقد أسند فيها وضع الأعلام إلى المجدّدين القدماء ،
في حين قال في أكثر من مكان منها في القول 3 صفحة 353 ـ 354 ـ ، « إنّ تحديد
حدود الحرم أمر توقيفي لا مجال فيه للاجتهاد [بمعنى أمر السماء الذي لا دخل للإنسان
فيه ] فوجود الأعلام على الجبال ، إنّما كان من وضع إبراهيم(عليه السلام)
بدلالة جبريل(عليه السلام) » .

وقال في الصفحة 292 قولاً
جميلاً : لو ترك مثل هذا الأمر للاجتهاد; لتغيّر اجتهاد اللاّحقين عن اجتهاد
السابقين ، وبالتالي تغيّرت حدود حرم الله وانهارت الحرمة والقدسية لهذه
الحدود التوقيفية ،وبالتالي صار الأمر لعبة بيد الذين قد يسخرون بعض الاجتهاد
لصالحهم . . . ونتّبع خطّ الحدّ حيث كان ، قرب أو بعد من
الحرم ، سار بخط مستقيم أو بخط مائل . . . ، فإنّما نتبع
الحدّ ، ونضع الأعلام على مواضع الأعلام ، والأمر في هذا لله وحده ،
وليس للاجتهاد فيه نصيب . . .

الّلهمّ إلاّ أن يريد بقوله «
من عادة المجدّدين القدماء أن يضعوا الأعلام على الجبال والثنايا والمرتفعات
الاخرى . . . هم أولئك الذين ذكرهم في الفقرة 11 و 12 وهم
«المهندسون لأعلام الحرم»، كما سمّـاهم الذين من ضمن مافعلوه، ليضمنوا لمن
بعدهم صحة المسار . . . أنّهم زادوا من عدد الأعلام على الجبل
الواحد . . . وما فعله الأسلاف . . . وكان الأولى
ـ دفعاً للالتباس ـ أن يسمّي ما فعلوه بالعلامات مثلاً لا
بالأعلام ، التي هي 934 علماً وضعها نبيّ الله إبراهيم(عليه السلام) ،
حتى صارت خاصة بها . أو أنّه أراد بتعبيره شيئاً آخر غاب عن
ذهني . . . قد يكتشفه القارئ الكريم .

11) إنّ مسار الأعلام على
الجبال مسارٌ واضح في أغلب مواضعه ، لا يشتبه أمره على الباحث
المتتبع . . . لأنّ أسلافنا ـ كما يقول المؤلف ـ لم
يتركوا طريقة علمية ناجحة في توضيح مسار الحدّ إلاّ فعلوها . وبهذا نستطيع أن
نقول ـ وما زال القول للمؤلف ـ : إنّ الباحث عن حدود الحرم ،
قد لا يحتاج إلى من يدلّه عليها إذا سار بنفسه ، فدليله هي آثار هذه الأعلام
الكثيرة ، وهي أحسن وأصدق من كثير من الأدلاء .

12 ) أغلب هذه الجبال ،
وعددها (45) جبلاً تكون طويلة ، والضابط الذي على ضوئه توضع الأعلام على
الجبال هو اتجاه السيل في هذه الجبال; لأنّ كل جبل إذا تساقط عليه المطر بغزارة سال
منه الماء بعدة اتجاهات ، وقد وضعت عليها الأعلام ، من قبل المختصّين ومن
لهم خبرة بذلك ، وما وضعت ـ كما يقول المؤلف ـ إلاّ لتضبط اتجاه
السيل ، وبالتالي يستطيع الباحث بنفسه أن يخمّن مواضع الأعلام ، وقلّما
يخونه هذا التخمين .

13 ) اشتهر عند بعضهم أنّ سيل
الحرم كلّه يخرج إلى الحلّ ، وسيل الحلّ لا يدخل الحرم ، إلاّ من موضع
واحد عند التنعيم ، وعن هذا يقول المؤرخ ابن دهيش : وهذه المقولة معترضة
ومنقوضة بما قرره الفاكهي حيث أفرد مبحثاً عن (أودية الحلّ التي تسكب في الحرم)
وذكر فيه عدّة مواضع . حيث إنّ كثيراً من سيل الحلّ يدخل الحرم مثل وادي عرنة
ووادي نعمان وغيرهما ، وقد شاهدها المؤرخ ابن دهيش ، وذكرها في
مواضعها .

14 ) إنّ الحدّ الشمالي ينتقل
من (ريع الرحا) غرباً إلى (ريع المصانيع) ثمّ غرباً إلى (ريع الغُمَيرْ) ثمّ جنوباً
إلى (ريع المُرَيْر) ، وما بين (ريع رحا) و (ريع المُرَيْر) أحد عشر كيلومتراً
تقريباً . وهذا كلّه خطأ ـ كما يقوله المؤلف ـ استقرّ في أذهان بعض
الفضلاء المهتمين بهذا الأمر في سير الحدّ الشمالي من (ريع رحا) إلى (ريع
المُرَيْر) . ويحيل المؤلف سبب هذا الخطأ إلى مَن دلّ هؤلاء المهتمين على
مواضع الحدّ .

أمّا الصحيح فهو ما وضحته هذه
الدراسة كنتيجة من نتائجها ، التي توصلت إليها . فمسار الحدّ
الصحيح ، هو بعد (ريع رحا) ينتقل إلى (جبل الرضيعة) غرباً ، ثمّ إلى (جبل
أم القُزاز) شرقاً ، ثمّ إلى (جبل أم الشُبْرْم) شرقاً ، ثمّ إلى (ريع
المُرَير) غرباً .

وقد عثر المؤلف على مئة وسبعين
علماً منبثة على هذه الجبال الثلاثة ، وعليها آثار النورة البيضاء
القديمة ، بينما لا يوجد علم واحد ، لا على (ريع المصانيع) ، ولا
على (ريع الغُمير) ، ولا على الجبال المحيطة بها .

هذا وقد ردّ الدكتور ما توهمه
بعض الفضلاء من أنّ حدود الحرم تبنى على المسامتة قياساً على المواقيت ،
بقوله : إنّ المواقيت ورد فيها نصّ بالمسامتة . . . أمّا حدود
الحرم ، فلا يحتاج فيها إلى المسامتة; لوجود الأعلام القائمة فيها بجميع
الجهات .

15 ) من الأخطاء التي صححتها
هذه الدراسة خطأ آخر استقرّ أيضاً في أذهان بعض المهتمين بهذا الأمر وهو سير الحدّ
الغربي من جبال (النُغيرات) أو (الحِشفان) إلى جبل (الدومة الحمراء) . فعندهم
أنّ الحدّ بعد جبال (النغيرات) يأخذ بالاتجاه جنوباً حتى يعبر (طريق الليث) إلى
(جبال الموشّحات) حتى يحاذي أرض (أم هشيم) ثمّ بعد ذلك يأخذ بالانحراف شرقاً ليخترق
(أم هشيم) حتى يصل جبل (الدومة الحمراء) .

ويوعز المؤلف هذا الخطأ كسابقه
إلى الدليل أيضاً ، ثمّ يرسم المسار الصحيح للحدّ بقوله : إنّ الحدّ بعد
(النغيرات) ينحرف نحو الشمال الشرقي قبل وصوله إلى طريق الليث بنصف كيلومتر ،
يسير بين المقرَح والرصيفة ، يميل قليلاً إلى الرصيفة حتى يتصل بالرأس الجنوبي
لجبل (الدومة السوداء) ، ثمّ يسير الحدّ على (الدومة السوداء) جنوباً حتى يقطع
(طريق الليث); ليصل إلى (جبل نُعيلة) القريب من حجز السيارات على طريق الليث ،
وبعد جبل (نُعيلة) يتجه شرقاً ، ليصل إلى جبل (الدومة
الحمراء) .

هذا وقد وجد الدكتور في مساره
الصحيح هذا أربعين علماً تقع بين جبلي النغيرات والدومة الحمراء ، وكاد الوهم
المستقرّ في أذهان المهتمين أن يلغيها كلّها كما يصرّح
به .

إذن فهذه هي أهم نتائج البحوث
التي أجراها ابن دهيش في رحلته الميدانية . وقد سجّلها في كتابه هذا الذي بين
أيدينا كدراسة ميدانية ، تتصف بالفرادة في
اختصاصها .

وأنّ القارئ يجد في ثنايا هذا
الكتاب استنتاجات وتنبيهات لا أظنها تخفى على القارئ الكريم ، والتي تعين
القارئ على معرفة ما بذله الدكتور من جهود بدنية واُخرى نفسية وثالثة فكرية في سبيل
إنجاز مشروعه الكبير هذا .

* الاقتراحات : وتحت عنوان آخر سمّـاه (الاقتراحات) راح الدكتور
يسجل لنا أهم ما يراه من اقتراحات وتوصيات بشأن حدود الحرم الشريف وأعلامه ،
وقد دوّنها في سبع فقرات :

1 ) نصب أعلام طريق جدّة
السريع ، على أن توضع على رأس (ريع الحمار); لأنّها توضع على رؤوس الثنايا لا
على مسايلها .

2 ) وضع أعلام طريق الطائف
السريع (طريق الهدة) بين جبلي عارض الحصن وقرن العابدية .

3 ) وضع أعلام الليث بين جبلي
الدومة السوداء وجبل نُعلية .

4 ) التحقق من الموضع الصحيح
لأعلام طريق الطائف السريع (طريق السيل) وهي (أعلام المجاهدين) بمراجعة السجلات
والوثائق القديمة وكبار السن الذين أدركوا بناء هذه الأعلام . وهل وضعت هذه
الأعلام في موضع الأعلام القديمة؟ فإن كانت في موضع الأعلام القديمة تركت
بمكانها ، وإلاّ هدمت ويجب إعادتها إلى رأس (ثنية خلّ الصفاح) . فنصوص
الأزرقي والفاكهي وغيرهما تثبت أنّ حدّ الحرم من هذه الجهة هو (ثنية خلّ الصفاح) في
طرف جبل (المقطع) وهذه الثنية معروفة اليوم وأعلامها قديمة لا زالت فيها ، وهي
تبعد عن الأعلام القائمة خمسمائة متر غرباً ، فلماذا أخّرت هذه الأعلام عن رأس
الثنية؟ الأمر يحتاج إلى تحقيق ورجوع إلى كبار السن .

5 ) ومن اقتراحاته
أيضاً ، إعادة بناء جميع الأعلام المهدّمة ، التي كانت قائمة على رؤوس
الجبال والثنايا والمرتفعات ، بناءً محكماً ، مع الكتابة على كل علم
عبارة تفيد أنّ هذا حدّ الحرم ، واسم الآمر بالبناء ، وتأريخ
البناء ، وأن يقام كل علم إلى جنب العلم السابق المنهدم الذي يبقى على
حاله . . .

6 ) يوصي أيضاً بإنشاء دائرة
خاصة لشؤون حدود الحرم الشريف ، تضم أفراداً من أهل العلم والمعرفة بكل ما
يتعلّق بحدود الحرم; لمتابعة أعلام الحرم وصيانتها وحمايتها من العبث
والتلف .

7 ) تقرير فصل من فصول
الجغرافية في المرحلة الدراسية المتوسطة أو الثانوية ، موضوعه (حدود الحرم
الشريف) ، يدرسها الطلاب نظرياً وميدانياً . . .8

* ومن وصاياه الاُخرى ، التي راح يضيفها الى كلّ ما
قيّده من معلومات ، وما بوّبه من مباحث ، وما ذكره من ملاحظات ، عبر
رحلته هذه ، التي تعدّ الدراسة الاُولى في هذا الجانب ، وقد أراد بها أن
تكون خاتمة خير بين أيدي المهتمين والباحثين من أصحاب الدراسات الميدانية المنهجية
العميقة .

فمن هذه الوصايا أنّ الأعلام
نفسها يمكن أن تجيب عن كثير من الأسئلة ، التي تعرض للقراء والمتابعين ،
فيوصي بزيادة البحث عن الأعلام وعن النورة حولها ، فالنورة تختلف لوناً وشكلاً
من عَلم إلى عَلم ، أو من جبل إلى جبل ، فإذا ما حلّلت تحليلاً
دقيقاً ، تحصل منها معلومات اُخرى .

وكذلك يوصي بتصوير جبال حدود
الحرم وثناياه تصويراً تلفزيونياً ، فهو ضروري لنشر كثير من
العلوم .

ويوصي أيضاً بضبط القياسات
والمسافات بين مواضع حدود الحرم ودراسة حجارة الجبال وصفاً وتركيباً وشكلاً
ولوناً ، ومعرفة الكيفية التي بها تمّ بناء هذه الأعلام بالصخر المنحوت
والنورة ، وأين هي مصانع النورة التي كانت تزوّدهم بالنورة . وما هو
الطاقم المهيئ لهذا العمل الشاق جدّاً؟ فهذا كلّه يحتاج إلى جهد علمي
لدراسته ، وبالاستعانة بأجهزة علمية دقيقة تجعل البحوث أكثر دقّة واطمئناناً
في نتائجها . . .

إذن فالبحث غزير ومتّسع ،
لابدّ له من لجنة علمية تقوم به ، تضمّ بين صفوفها المحلّل الخبري ،
والطيّار والمصوّر ورسّام الخرائط والخطّاط والمسّاح والجيولوجي
والمؤرّخ . . .

ولهذا يتمنّى المؤلف أن تلتفت
المؤسسات العلمية إلى هذا الأمر وتوليه بعض عنايتها ، لأهميته
الكبيرة .

ولهذا يؤكّد أنّ جهده هذه جهد
فردي يضعه بين أيدي العلماء والباحثين ، ولا يعتبر ما توصّل إليه شيئاً
نهائياً وهو عمل يتّصف بالدقة والأمانة العلمية حقاً .

ومع أنّه يعدّ جهداً
فردياً ، إلاّ أنّه أتى بثمارٍ نافعة وفوائد جمّة ، وقطعاً لو كان جهداً
مؤسساتياً لكان أكثر نفعاً وفائدةً وأكثر عطاءً .

ويضمّ هذا الباب أيضاً ملحقاً
للخرائط ، وعددها ثلاث وأربعون خارطة للجبال والثنايا والأعلام ، تتمدّد
على الصفحات 367 حتى 408 مع خارطة كبيرة مستقلة تحت عنوان (حدود وأعلام الحرم
المكّي الشريف) .

ثمّ يبدأ بعدها ملحق الصور
الملوّنة وعددها أربع وستون صورة للأعلام والرضوم ، وهناك صور للمؤلف وهو
ينتقل من جبل إلى جبل باحثاً عن الأعلام وبعض مواقع حدود الحرم ، وصورة لبعض
فريق البحث ، وهم يتجوّلون لتحري النورة بين حجارة الجبل في منطقة
المشيطية .

* *
*

/ 5