عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرْب يَحُلُّ بِهِمْ يَوْمَ خُـرُوجِ الأنْفُسِ مِنْ
أَبْدَانِهَا ، وَتُعَافِيَهُمْ مِمَّا تَقَعُ بِهِ الْفِتْنَةُ مِنْ
مَحْذُورَاتِهَا، وَكَبَّةِ النَّارِ وَطُولِ الْخُلُودِ فِيهَا، وَتُصَيِّرَهُمْ
إلَى أَمْن مِنْ مَقِيلِ الْمُتَّقِينَ .
الدعاء ُ
الخامس
و كانَ من دُعائِهِ عليه السلام لنفسِهِ وَ أهْلِ وَلايَتِهِيا مَنْ لا تَنْقَضِي عَجَائِبُ
عَظَمَتِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاحْجُبْنَا عَنِ الإلْحَادِ فِي
عَظَمَتِكَ، وَيَا مَنْ لاَ تَنْتَهِي مُدَّةُ مُلْكِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد
وَآلِـهِ، وَأَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنْ نَقِمَتِك، وَيَا مَنْ لا تَفْنَى خَزَائِنُ
رَحْمَتِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لَنا نَصِيباً فِي
رَحْمَتِكَ، وَيَا مَنْ تَنْقَطِعُ دُونَ رُؤْيَتِهِ الأبْصَارُ، صَلِّ عَلَى
مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَدْنِنَا إلَى قُرْبِكَ، وَيَا مَنْ تَصْغُرُ عِنْدَ خَطَرِهِ
الأخْطَارُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد
وَآلِهِوَكَرِّمْنَا عَلَيْكَ، وَيَا مَنْ تَظْهَرُ عِنْدَهُ بَوَاطِنُ الأخْبَارِ،
صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَلاَ تَفْضَحْنَا لَدَيْكَ. اللَّهُمَّ أَغْنِنَا
عَنْ هِبَةِ الْوَهَابِيْنَ بِهِبَتِكَ، وَاكْفِنَا وَحْشَةَ الْقَاطِعِين
بِصِلَتِكَ ، حَتّى لا نَرْغَبَ إلَى أحَد مَعَ بَذْلِكَ، وَلاَ نَسْتَوْحِشَ مِنْ
أحَد مَعَ فَضْلِكَ . اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكِدْ لَنَا وَلا
تَكِدْ عَلَيْنَا، وَامْكُرْ لَنَا وَلاَ تَمْكُرْ بنَا،وَأدِلْ لَنَا وَلاَ
تُدِلْ مِنّا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنَا مِنْكَ،
وَاحْفَظْنَا بِكَ، وَاهْدِنَا إلَيْكَ، وَلاَ تُبَاعِدْنَا عَنْكَ; إنّ مَنْ
تَقِهِ يَسْلَمْ، وَمَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ، وَمَنْ تُقَرِّبْهُ إلَيْكَ يَغْنَمْ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاكْفِنَا حَدَّ نَوائِبِ الزَّمَانِ،
وَشَرَّ مَصَائِدِ الشّيطانِ وَمَرَارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطَانِ. اللّهُمَّ إنَّما
يَكْتَفِي الْمُكْتَفُونَ بِفَضْـلِ قُوَّتِكَ، فَصَلِّ عَلَى محَمَّد وَآلِهِ
وَاكْفِنَا، وَإنَّمَا يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى
مُحَمَّدوَآلِهِوَأعْطِنَا، وَإنمَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ،
فَصَلِّ عَلَى محمّد وَآلِهِ وَاهْدِنَا. اللّهُمَّ إنّكَ مَنْ
وَالَيْتَ لَمْ يَضْرُرْهُ خِذْلانُ الْخَاذِلِينَ، وَمَنْ أعْطَيْتَ لَمْ
يَنْقُصْهُ مَنْـعُ الْمَانِعِينَ، وَمَنْ هَدَيْتَ لَمْ يُغْوِهِ إضْلالُ
المُضِلِّيْنَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَامْنَعْنَا بِعِزِّكَ
مِنْ عِبَادِكَ، وَأغْنِنَا عَنْ غَيْرِكَ بِإرْفَادِكَ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَ
الْحَقِّ بِـإرْشَادِكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ وَاجْعَلْ
سَلاَمَةَ قُلُوبِنَا فِي ذِكْرِ عَظَمَتِكَ، وَفَرَاغَ أبْدَانِنَا فِي شُكْرِ
نِعْمَتِكَ، وَانْطِلاَقَ أَلْسِنَتِنَا فِي وَصْفِ مِنَّتِكَ. أللَهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْنَا مِنْ دُعَاتِكَ الدّاعِينَ إلَيْكَ،
وَهُدَاتِكَ الدَّالّينَ عَلَيْكَ، وَمِنْ خَاصَّتِكَ الْخَاصِّينَ لَدَيْكَ، يَا
أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
الدعاء
السادس
وكان من دعائِهِ عند الصباح والمساءأَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ
اللَّيْلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ ، وَمَيَّزَ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ، وَجَعَلَ
لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً ، وَأَمَداً مَمْدُوداً ، يُولِجُ
كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ، وَيُولِجُ صَاحِبَهُ فِيهِ، بِتَقْدِير
مِنْهُ لِلْعِبَادِ فِيمَا يَغْـذُوهُمْ بِـهِ وَيُنْشئُهُمْ عَلَيْـهِ، فَخَلَقَ
لَهُمُ اللَّيْـلَ لِيَسْكُنُوا فِيْهِ مِنْ حَرَكَاتِ التَّعَبِ، وَنَهَضَاتِ
النَّصَبِ، وَجَعَلَهُ لِبَاساً لِيَلْبَسُوا مِنْ رَاحَتِهِ وَمَنَامِهِ،
فَيَكُونَ ذَلِكَ جَمَاماً وَقُوَّةً، وَلِيَنَالُوا بِهِ لَذَّةً وَشَهْوَةً.
وَخَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فِيهِ مِنْ فَضْلِهِ،
وَلِيَتَسَبَّبُوا إلَى رِزْقِهِ، وَيَسْرَحُوا فِي أَرْضِهِ، طَلَباً لِمَا فِيـهِ
نَيْلُ الْعَاجِلِ مِنْ دُنْيَاهُمْ، وَدَرَكُ الآجِلِ فِيْ اُخْراهُمْ، بِكُلِّ
ذلِكَ يُصْلِحُ شَأنَهُمْ، وَيَبْلُو أَخْبَارَهُمْ، وَيَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ فِي
أَوْقَاتِ طَاعَتِـهِ،وَمَنَازِلِ فُـرُوضِهِ ، وَمَوَاقِعِ
أَحْكَامِهِ;
اللَّهُمَّ فَلَكَالْحَمْدُ عَلَى مَافَلَقْتَ لَنَامِنَ الإِصْبَاحِ،
وَمَتَّعْتَنَابِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ، وَبَصَّرْتَنَا مِنْ مَطَالِبِ
الأقْوَاتِ، وَوَقَيْتَنَا فِيهِ مِنْ طَوارِقِ الآفاتِ، أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَتِ
الأَشْياءُ كُلُّهَا بِجُمْلَتِهَا لَكَ: سَمَاؤُها وَأَرْضُهَا وَمَا بَثَثْتَ فِي
كُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا، سَاكِنُهُ وَمُتَحَرِّكُهُ، وَمُقِيمُهُ وَشَاخِصُهُ،
وَمَا عَلا فِي الْهَواءِ وَمَا كَنَّ تَحْتَ الثَّرى. أَصْبَحْنَا فِي قَبْضَتِكَ
يَحْوِينَا مُلْكُكَ وَسُلْطَانُكَ، وَتَضُمُّنَا مَشِيَّتُكَ، وَنَتَصَرَّفُ عَنْ
أَمْرِكَ، وَنَتَقَلَّبُ فِيْ تَدْبِيرِكَ، لَيْسَ لَنَا مِنَ الأمْرِ إلاّ مَا قَضَيْتَ وَلا مِنَ الْخَيْـرِ إلا مَـا
أَعْطَيْتَ، وَهَذَا يَوْمٌ حَادِثٌ جَدِيدٌ، وَهُوَ عَلَيْنَا شَاهِدٌ عَتِيدٌ ،
إنْ أحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْد، وَإِنْ أسَأْنا فارَقَنا بِذَمّ. اللهُمَ صَلِّ
عَلَى مُحَمد وَآلِـهِ وَارْزُقْنَـا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ، وَاعْصِمْنَا مِنْ
سُوْءِ مُفَارَقَتِهِ; بِارْتِكَابِ جَرِيرَة، أَوِ اقْتِرَافِ صَغِيرَة أوْ
كَبِيرَة، وَأجْزِلْ لَنَا فِيهِ مِنَ الْحَسَناتِ، وَأَخْلِنَا فِيهِ مِنَ
السَّيِّئاتِ، وَامْلأ لَنَا مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ حَمْداً وَشُكْراً وَأجْراً
وَذُخْراً وَفَضْلاً وَإحْسَاناً.اللَّهُمَّ يسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ
الْكَاتِبِينَ مَؤُونَتَنَا، وَامْلأ لَنَا مِنْ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا، وَلاَ
تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ
سَاعَة مِنْ سَاعَاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبَادِكَ ، وَنَصِيباً مِنْ شُكْرِكَ
وَشَاهِدَ صِدْق مِنْ مَلائِكَتِكَ. أللَّهَّمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ،
وَاحْفَظْنَا مِنْ بَيْنِ أيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنَا، وَعَنْ أيْمَانِنَا وَعَنْ
شَمَائِلِنَا ، وَمِنْ جَمِيْعِ نَوَاحِيْنَا، حِفْظاً عَاصِماً مِنْ مَعْصِيَتِكَ،
هَادِياً إلَى طَاعَتِكَ، مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَوَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هذا،
ولَيْلَتِنَا هذِهِ، وَفِي جَمِيعِ أيّامِنَا، لاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ،
وَهِجْـرَانِ الشَرِّ، وَشُكْـرِ النِّعَمِ، وَاتّبَـاعِ السُّنَنِ، وَمُجَانَبَةِ
البِدَعِ، وَالأمْرِ بِـالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَحِياطَةِ
الإسْلاَمِ، وَانْتِقَاصِ الْبَاطِلِ وَإذْلالِهِ، وَنُصْرَةِ الْحَقِّ
وَإعْزَازِهِ ، وَإرْشَادِ الضَّالِّ ، وَمُعَاوَنَةِ الضَّعِيفِ، وَإدْرَاكِ
اللَّهِيْفِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْهُ أيْمَنَ يَوْم
عَهِدْنَاهُ ، وَأَفْضَلَ صَاحِب صَحِبْنَاهُ ، وَخَيْرَ وَقْت ظَلِلْنَا فِيْهِ.
وَاجْعَلْنَا مِنْ أرْضَى مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْـلُ وَالنَّهَارُ مِنْ
جُمْلَةِ خَلْقِكَ، وأَشْكَـرَهُمْ لِمَا أوْلَيْتَ مِنْ نِعَمِكَ، وَأقْوَمَهُمْ
بِمَـا شَرَعْتَ مِنْ شَرَائِعِكَ ،وَأَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ مِنْ
نَهْيِكَ. اللَهُمَّ إنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً، وَاُشْهِدُ سَمَاءَكَ
وَأَرْضَكَ وَمَنْ أَسْكَنْتَهُما مِنْ مَلائِكَتِـكَ وَسَائِرِ خَلْقِكَ، فِي
يَوْمِي هَذَا ، وَسَاعَتِي هَذِهِ ، وَلَيْلَتِي هَذِهِ ، وَمُسْتَقَرِّي هَذَا ،
أنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أنْتَ اللهُ الِذَّي لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ، قَائِمٌ
بِـالْقِسْطِ ، عَدْلٌ فِي الْحُكْم ، رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ،
مَالِكُ المُلْكِ رَحِيمٌ بِالْخَلْقِ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ
وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، حَمَّلْتَهُ رِسَالَتَكَ فَأدَّاهَا، وَأَمَرْتَهُ
بالنُّصْحِ لاُِمَّتِهِ فَنَصَحَ لَهَا. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ
أكْثَرَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ، وَآتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا
آتَيْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ وَأكْرَمَ مَا جَزَيْتَ
أَحَداً مِنْ أَنْبِيائِـكَ عَنْ اُمَّتِهِ، إنَّـكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ
بِالْجَسِيمِ، الْغَـافِر لِلْعَظِيمِ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيم ،
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الأَخْيَارِ
الأنْجَبِينَ.
الدعاء
السابع
وكان من دعائـه(عليه السلام) اذا عَرَضت له مهمّة أو
نزلَتْ به ملمّة وعند الكربيَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ
الْمَكَارِهِ ، وَيَا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ ، وَيَا مَنْ
يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إلَى رَوْحِ الْفَرَجِ ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِـكَ
الصِّعَابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأسْبَابُ ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ
الْقَضَاءُ، وَمَضَتْ عَلَى إرَادَتِكَ الأشْياءُ ، فَهْيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ
قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ ، وَبِإرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، أَنْتَ
الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ ، وَأَنْتَ الْمَفزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ،
لاَيَنْدَفِعُ مِنْهَاإلاّمَادَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْهَا إلاّ مَا كَشَفْتَ،
وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأدَنيَّ ثِقْلُهُ ، وَأَلَمَّ بِي مَا
قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطَانِكَ
وَجَّهْتَهُ إليَّ، فَلاَ مُصْدِرَ لِمَا أوْرَدْتَ ، وَلاَ صَارِفَ لِمَا
وَجَّهْتَ ، وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أغْلَقْتَ ، وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ ،
وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ ، وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلَّ عَلَى
مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَافْتَحْ لِي يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ وَاكْسِرْ عَنِّيْ سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ ، وَأَنِلْيني حُسْنَ ألنَّظَرِ
فِيمَا شَكَوْتُ ، وَأذِقْنِي حَلاَوَةَ الضُّنْعِ فِيمَا سَاَلْتُ، وَهَبْ لي مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً، وَاجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً
وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْنِي بالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ،
وَاسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً ،
وَامْتَلأتُ بِحَمْلِ مَا حَـدَثَ عَلَيَّ هَمّاً ، وَأنْتَ الْقَادِرُ عَلَى
كَشْفِ مَامُنِيتُ بِهِ ، وَدَفْعِ مَاوَقَعْتُ فِيهِ ، فَافْعَلْ بِي ذلِـكَ وَإنْ
لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ ، يَا ذَا العَرْشِ الْعَظِيمَ.
الدعاء
الثامن
و كان من دعائِهِ(عليه السلام) في الإستعاذةِ مِنَ
المِكارِهِ وَسَيِّئِ الأخلاق ومَذامِّ الأفعالِأَللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ
هَيَجَـانِ الْحِرْصِ ، وَسَوْرَةِ الغَضَبِ، وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ، وضَعْفِ
الصَّبْرِ، وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ، وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ ، وَإلْحَاحِ
الشَّهْوَةِ ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ ، وَمُتَابَعَةِ الْهَوَى ، وَمُخَالَفَةِ
الْهُدَى ، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ ، وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ ، وَإيْثَارِ الْبَاطِلِ
عَلَى الْحَقِّ، وَالإصْرَارِ عَلَى الْمَـأثَمِ ، وَاسْتِصْغَـارِ
الْمَعْصِيَـةِ ، وَاسْتِكْثَارِ الطَّاعَةِ ، وَمُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ ،
وَالإزْرآءِ بِالْمُقِلِّينَ ، وَسُوءِ الْوِلاَيَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا
وَتَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا ، أَوْ أَنْ نَعْضُدَ
ظَالِماً ، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً ، أَوْ نَرُومَ مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ ،
أَوْ نَقُولَ فِي العِلْمِ بِغَيْرِ عِلْم، وَنَعُـوذُ بِـكَ أَنْ نَنْطَوِيَ عَلَى
غِشِّ أَحَد ، وَأَنْ نُعْجَبَ بِأَعْمَالِنَا ، وَنَمُدَّ فِي آمَالِنَا ،
وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ السَّرِيرَةِ ، وَاحْتِقَارِ الصَّغِيرَةِ ، وَأَنْ
يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ ، أَوْ يَنْكُبَنَـا الزَّمَانُ ،أَوْ
يَتَهَضَّمَنَا السُّلْطَانُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ تَنَاوُلِ الإِسْرَافِ ، وَمِنْ
فِقْدَانِ الْكَفَـافِ، وَنَعُوذُ بِـكَ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، وَمِنَ
الْفَقْرِ إلَى الأَكْفَاءِ، وَمِنْ مَعِيشَة فِي شِدَّة، وَمَيْتَة عَلَى غَيْـرِ
عُدَّة، وَنَعُـوذُ بِكَ مِنَ الْحَسْرَةِ الْعُظْمى ، وَالْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى ،
وَأَشْقَى الشَّقَآءِ وَسُوءِ المَآبِ ، وَحِرْمَانِ الثَّوَابِ ، وَحُلُولِ
الْعِقَابِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَعِذْنِي مِنْ كُلِّ
ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَجَمِيـعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ.