عصمة الأنبیاء فی القرآن الکریم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عصمة الأنبیاء فی القرآن الکریم - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


1.
العصمة الدرجة القصوى من التقوى


العصمة ترجع إلى التقوى بل هي درجة
عليا منها، فما توصف به التقوى وتعرف به تعرف وتوصف
به العصمة.



لا شك أنّ التقوى حالة نفسانية تعصم
الاِنسان عن اقتراف كثير من القبائح والمعاصي،
فإذا بلغت تلك الحالة إلى نهايتها تعصم الاِنسان عن
اقتراف جميع قبائح الاَعمال، وذميم الفعال على وجه
الاِطلاق، بل تعصم الاِنسان حتى عن التفكير في
المعصية، فالمعصوم ليس خصوص من لا يرتكب المعاصي
ويقترفها بل هو من لا يحوم حولها بفكره.



إنّ العصمة ملكة نفسانية راسخة في
النفس لها آثار خاصة كسائر الملكات النفسانية من
الشجاعة والعفة والسخاء، فإذا كان الاِنسان شجاعاً
وجسوراً، سخياً وباذلاً، وعفيفاً ونزيهاً، يطلب في
حياته معالى الاَُمور، ويتجنب عن سفاسفها فيطرد ما
يخالفه من الآثار، كالخوف والجبن والبخل
والاِمساك، والقبح والسوء، ولا يرى في حياته أثراً
منها.



ومثله العصمة، فإذا بلغ الاِنسان درجة
قصوى من التقوى، وصارت تلك الحالة راسخة في نفسه
يصل الاِنسان إلى حد لا يرى في حياته أثر من العصيان
والطغيان، والتمرّد والتجرّي، وتصير ساحته نقية عن
المعصية.



وأمّا أنّ الاِنسان كيف يصل إلى هذا
المقام؟ وما هو العامل الذي يمكنه من هذه الحالة؟
فهو بحث آخر سنرجع إليه في مستقبل الاَبحاث.



فإذا كانت العصمة من سنخ التقوى
والدرجة العليا منها، يسهل لك تقسيمها إلى العصمة
المطلقة والعصمة النسبية.



فإنّ العصمة المطلقة وإن كانت تختص
بطبقة خاصة من الناس لكن



/ 309