عصمة الأنبياء
في القرآن الكريم
يبحث عن عصمة الاَنبياء ويعالج
أدلّة المخطّئة لها
تأليف:
الشيخ جعفر السبحاني
مؤسسة الإمام الصادق (ع)
مقدمة الطبعة الاَُولى
الاَنبياء والرسُل في
القرآن الكريم
إنّ النظرة الفاحِصَة إلى الكون
والحياة والاِنسان تشهد بأنّ الخلق لم يكن عبثاً
وسدى، وأنّ الاِنسان لم يُخلَق بلا غاية ولا هدف،
إنّما خلقه الله سبحانه، وأتى به إلى فسيح هذا
الوجود لغاية روحيّة عليا، وللوصول إلى كمالٍ
معنوىّ ممكنٍ.
وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه
الحقائق بمختلف التعابير قال سبحانه: (وَما
خَلَقْنَا السَّماءَ وَالاََرضَ وَما بَيْنَهُما
باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الّذينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ ).(1) وقال سبحانه أيضاً: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ
عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرجَعُون).(2)
غير أنّ بلوغ تلك الغاية المنشودة
يتوقف على أمرين:
1. موَهلاتٍ تكوينية ذاتيةٍ كامنةٍ في
وجود الاِنسان، تبعثه بدافع من ذاته للسير باتجاه
الكمال.
2. قادة أقوياءٍ متعلّمين بتعليمٍ من
الله ومرسلين من جانبه لقيادة الاِنسان
1 . ص: 27.
2. الموَمنون: 115.