1. معركة أُحد - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1. معركة أُحد

أحداث السنة الثالثة
من الهجرة

الفصل السادس :

أحداث السنة الثالثة من الهجرة

1. معركة أُحد

وهي سنةالدفاع عن الحرية والكرامة، وقد وقعت فيها معركة أُحد التي
تعدّمن أعظم المعارك في الاِسلام.

فقد قرر كفّار قريش إعلان الحرب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
على أن تتكفّل قريش نفقاتها، فأعدّت 4 آلاف مقاتل، إضافة إلى النساء اللائي
هدفوا من اشتراكهن: تحريض الرجال على القتال، والصمود وعدم الفرار،
وإشعال الحماس في النفوس، وإنّ فرار الرجال يعني أسرهن، فتصبح الغيرة
والحمية سبباً للمقاومة والصمود. كما اشترك في الجيش عدد من العبيد والرقيق
طمعاً في العتق الذي وعدوا به متى ما نصروا أسيادهم، مثل وحشي الحبشي.(1)

إلاّ أنّ العباس بن عبد المطلب الذي عاش بين قريش كاتماً إيمانه، كتب
تقريراً مفصلاً عن تلك الاستعدادات وأرسله مع رجل غفاري إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)


1 . بحار الاَنوار:20|96.

الذي أخبر أصحابه بالاَمر. ثمّ عقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الجمعة اجتماعاً عسكرياً للتشاور مع القادة وأهل الخبرة في
وسائل مواجهة العدو، فأشار «عبد اللّه بن أُبي بن سلول» ـ من منافقي المدينة ـ
بالقتال داخل المدينة، أي لا يخرج المسلمون منها بل يقاتلونهم حرب الشوارع.
إلاّ أنّ فتيان المسلمين شجبوا هذا الرأي وأقروا الخروج من المدينة لملاقاة العدو،
بعد أن أيّد الرأي السابق أكابر أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من المهاجرين والاَنصار.
وكان حمزة و سعد بن عبادة على رأس القائلين بلقاء العدو خارج المدينة، فأيّد
النبيرأي الاَكثرية بالخروج للحرب، إذ أنّ محاصرة العدوّ للمدينة وسيطرته على
مداخلها وطرقاتها وسكوت جنود الاِسلام على ذلك،من شأنه أن يقتل الروح
القتالية والفروسية في أبناء الاِسلام المجاهدين.

وكان جيش الكفّار قد وصل أطراف المدينة، حتى استقر قرب جبل أُحد،
يوم الخميس، الخامس من شهر شوال، فاستعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بأن لبس لامته والدرع وتقلّد السيف واعتمّ، فخرج من بيته، ممّا آثار المسلمين
وهزّهم بشدّة حتّى تصوّر بعضهم أنّهم قد أجبروه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الخروج، فطلبوا منه
المعذرة وإجراء أيّ فعل يقصده، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما ينبغي لنبي
إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل».(1) ثمّ صلّى الناس الجمعة، وخرج على رأس
ألف مقاتل قاصداً أُحد.

وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رفض اشتراك جماعة من اليهود الذين
تحالفوا مع «عبد اللّه بن أُبيّ بن سلول» معهم، فانعزل عن الجيش وعاد بثلث
الناس كلّهم من الاَوس المتحالفين معه، إلى المدينة، بحجّة أنّ الرسول «صلى الله
عليه وآله وسلم» أخذ برأي الفتية والشباب. ولذا لم يشترك اليهودُ والمنافقون في
هذه الحرب.


1 . السيرة النبوية:2|23؛ المغازي:1|214؛ طبقات ابن سعد:2|38.

وفي يوم السبت 7 من شهر شوال، اصطف الجيش الاِسلامي أمام قوى
الشرك المعتدية، فجعل ظهره إلى جبل أُحد كمانع طبيعي يحفظ الخلف، ووضع
جماعة من الرماة عند ثغرة في الجبل، عليهم «عبد اللّه بن جبير» وطلب منهم
الالتزام بالموقع: «إلزموا مكانكم لا تبرحوا منه إن كانت لنا أو علينا فلا تفارقوا
مكانكم».

إلاّ أنّ المسلمين انهزموا بعد انتصارهم في بداية المعركة نتيجة تجاهل
هوَلاء الرماة لاَوامر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أخلوا هذا الموقع
الاستراتيجي.

وكانت قريش قد أعدّت تسعة رجال شجعان من بني الدار لحمل الراية،
قتلهم الاِمام علي (عليه السلام) جميعاً، كما قتل غلامهم حين برز أيضاً.(1) وبذا فإنّ
النتيجة الاَوّلية كانت هزيمة الكفّار مخلِّفين وراءهم غنائم وأموالاً كثيرة، فانتصر
المسلمون على عدوّهم القوي عدداً وعدّة، لاَسباب منها:

ـ أنّهم قاتلوا في مرضاة اللّه، ونشر عقيدة التوحيد، دون أن يهدفوا إلى
مصلحة مادية.

ولكنّهم انهزموا بعد انتصارهم الساحق لاَسباب كان أهمها:

ـ تغيّر أهدافهم، فقد اتجهت أنظارهم إلى الغنائم في أرض المعركة، ونسوا
أوامر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاليمه بالتمسّك بها مهما حدث.
وخاصة أُولئك الرماة الحامين ظهر المسلمين على جبل أُحد، حين تركوا مواقعهم
ونزلوا إلى الساحة يريدون جمع الغنائم قائلين: «ولِمَ نقيم هنا من غير شيء وقد
هزم اللّه العدو، فلنذهب ونغنم مع إخواننا». وهو الاَمر الذي استغله «خالد بن
الوليد» الذي كان آنذاك مع المشركين و كان يترصّد خلوّ الثغرة من الرماة، فقتل


1 . بحار الاَنوار:20|81.

/ 104