محمد بن عبد اللّه بن ظهيرة القرشي، جمال الدين المكي
222
وتقدّم في المذهب: ووعظ، وناظر، واشتهر حتى صار مفتي بيت المقدس
والمرجوع إليه فيه.ولما مات القاضي ناصر الدين محمد ابن العديم في سنة (819 هـ)
استدعاه الملك الموَيد(1) وولاه قضاء قضاة الحنفية بالقاهرة، ثم ولاه مشيخة
المدرسة الموَيدية في سنة (822 هـ)، وعزله عن القضاء.قال المقريزي: صحبته سنين، وقرأت عليه قطعة من صحيح البخاري، وكان
مفوّهاً مكثاراً جمّ المحفوظ، شديد التعصب لمذهبه منحرفاً عن من خالفه،
يجلس كل ليلة فيما بين صلاتي المغرب والعشاء يعلّم الناس ويذكّرهم
ويفتيهم.وقد أخذ عنه أيضاً: ولده سعد، وابن موسى الحافظ، والاَُبي.وصنّف كتاب المسائل الشريفة في أدلّة الاِمام أبي حنيفة.وسافر إلى بلده لزيارة أهله، فمات به يوم عرفة من سنة سبع وعشرين
وثمانمائة.
محمد بن عبد اللّه بن ظهيرة بن أحمد القرشي المخزومي، جمال الدين
(1). هو: شيخ بن عبد اللّه المحمودي الظاهري، من ملوك الجراكسة بمصر والشام، ولي
السلطنة في سنة (815 هـ)، وبنى جامع الملك الموَيد الباقي إلى اليوم في داخل باب زويلة،
وتوفي سنة (824 هـ). انظر الاَعلام: 3|182.(2) إنباء الغمر بأبناء العمر 7|157، الضوء اللامع8|92 برقم 194، شذرات الذهب 7|125،
معجم الموَلفين 10|221.