موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




اللّه , وفضل حجر من حجارة لحده فحمله رسول اللّه فوضعه عند رجليه «582» .


وروى بـسنده عن المطلب بن عبد اللّه عن رجل من الصحابة قـال : لما دفن النبى عثمان بن مظعون
قـال لـرجـل : هـلم تلك الصخرة اضعها على قبر اخي اتعلمه بها , ادفن اليه من دفنت من اهلي فقام
الـرجـل الـيـها فلم يقدر عليها فكاني انظرالى بياض ساعدي رسول اللّه احتملها حتى وضعها عند
قبره «583» .


وروى الـكليني في «فروع الكافي » بسنده عن الصادق (ع ) قال : لما مات عثمان بن مظعون سمع
الـنـبى امراته تقول : يا ابا السائب هنيئا لـك الجنة فقـال النبي : وما علمك ؟ حسبك ان تقولي : كان
يحب اللّه ورسوله «584» .


وروى النميري البصري عن قدامة بن موسى قال : كان في البقيع ( شجر )غرقد , فلما مات عثمان
ودفـن بـالبقيع قال رسول اللّه للموضع الذي دفن فيه : هذه الروحا واشار الى جهة الطريق من دار
مـحـمـد بـن زيد الى زاوية عقيل بن ابي طالب ثم اشار الى ناحية اخرى وقال : وهذه من الروحا ,
واشار الى جهة الطريق من دار محمد بن زيد الى اقصى البقيع يومئذ «585» .


وفاة رقية بنت الرسول :.


وفاة رقية بنت الرسول
:



روى ابـن اسـحاق مرسلا عن اسامة بن زيد قال : ان رسول اللّه بعث ابي زيد بن حارثة من بدر الى اهل السافلة ( من المدينة ) بشيرا بما فتح اللّه عليه وكان رسول اللّه قد خلفني مع عثمان بن عفان
على رقية ابنته التي كانت عند عثمان ,فاتاه الخبر حين سوينا التراب عليها «586» .


بينما روى الواقدي : ان رسول اللّه عرض عسكره في بيوت السقيا حين خرج الى بدر فردا اسامة
بـن زيـد فـيمن رده لصغره , ولم يرو انه خلفه على ابنته رقية مع عثمان بن ع فان «587» بل
روى رده فـي احد ايضا «588» وتوفي رسول اللّه واسامة ابن تسع عشرة سنة «589» بل
كـان اول مـا قـدم المدينة غلاما يسيل مخاطه على فيه فتتقذر منه عائشة حتى غسل وجهه رسول
اللّه «590» هـذا وغزوة بدر في منتصف الثانية من الهجرة فكيف يكون قد خلفه النبى مع عثمان
على امر رقية ؟ «591» او النميري
الـبـصـري بـسـنـده عن هشام بن عروة بن الزبير عن ابيه عن جده «592» ولم يذكروا متى
خـلـفه رسول اللّه على ابنته رقية , ولم يذكروا عثمان فيمن رده الرسول من الطريق , اللهم الا ما
رواه النميري البصري في « تاريخ المدينة » مرسلا : ان عبد الرحمان بن عوف عتب على عثمان
فذكر انه شهد بدرا ولم يشهدها عثمان فارسل اليه عثمان : اني قدخرجت للذي خرجت له فردني
رسـول اللّه مـن الـطريق الى بنته التي كانت تحتي الـذي يـحـق عـلـى حـتى دفنتها , ثم لقيت رسول اللّه منصرفه من بدر فبشرني باجري واعطاني
سهما «593» .


وقـبـلـه نـقـله الواقدي مرسلا ايضا فقال : ويقال : كان بين عثمان وعبدالرحمان كلام فارسل عبد
الرحمان الى الوليد بن عقبة فدعاه وقال له : اذهب الى اخيك ( من الرضاعة ) فبلغه عني ما اقول لك
, فـانـي لا اعـلـم احـدا يبلغه غيرك فاخبره فقال عثمان :صدق اخي اللّه بسهمي واجري «594» .


وليس فيه ان رسول اللّه رده من الطريق , ولا انه دفنها يومئذ , وكذلك فيمارواه ابن حنبل عن عبد
اللّه بن عمـر في « المسند » «595» بل والبخاري في « الجامع الصحيح » «596» واذ
كان ابن عوف حاضرا في بدر وعند ضرب سهامها وتقسيمهافكيف لم يعرف ذلك لعثمان ؟ وثمة رواية اخرى تقول : انه تخلف عن بدر لانه كان مريضا بالجدري «597» .


وقـد روى ابن سعد في « الطبقات » بسنده عن ابن عباس ـ واهـل البيت ادرى بالبيت ـ قال : لما
ماتت رقية بنت رسول اللّه , قال رسول اللّه الحقي بسلفناالخير عثمان بن مظعون .


وبـكـى النسا , فجعل عمر يضربهن بسوطه ايـاكـن ونـعيق الشيطان , فانه مهما يكن من العين والقلب فمن اللّه ومن الرحمة , ومهما يكن من اليد
واللسان فمن الشيطان .


فجلست فاطمة على شفير القبر وبكت , وجعل النبى يمسح دموعهابثوبه «598» .


ومن قبله نقله شيخه الواقدي ولكنه علق عليه بقوله : هذا وهم لان الثبت ان رقية ماتت ببدر ولعلها
غـيرها من بناته , او يحمل على انه اتى قبرهابعد بدر «599» وفات الواقدي ان نص الخبر لا
يـحـتـمـل هذا التاويل : لما ماتت رقية بنت رسول اللّه قال وقد روى الخبر الكليني في « فروع
الـكـافـي » بـسـنده عن احدهما (ع ) قال : لما ماتت رقية ابنة رسول اللّه قال رسول اللّه : الحقي
بـسلفناالصالح عثمان بن مظعون واصحابه وكانت فاطمة على شفير القبـر تنحدردموعها , ورسول
اللّه قائم يتلقاها بثوبه ويدعو لرقية ثم قال : سالت اللّه عزوجل ان يجيرها من ضمة القبر «600»
.


وفيه بسنده عن ابي بصير قال : سالت ابا عبد اللّه الصادق (ع ) : ايفلت من ضغطة القبر احد ؟ قال :
نعوذ باللّه منها , ما اقل من يفلت من ضغطة القبر , ان رقية لما قتلها «601» عثمان وقف رسول اللّه
(ص ) عـلـى قـبـرها فرفع راسه الى السماودمعت عيناه وقال : اللهم هب لي رقية من ضمة القبر
فـوهـبـهـا اللّه لـه فـقـال لـلـنـاس : انـي ذكرت هذه وما لقيت , فرققت لها واستوهبتها من ضمة
القبر «602» .


اما تاريخ وفاتها : فقد تبين مما مر انها توفيت بعد عثمان بن مظعون , وحيث نصوا على وفاته في ذي
الـحجة فهي كذلك بعده , كما نص عليه النووي «603» الا ان ابن قتيبة دقق فقال : توفيت لسنة
وعـشـرة اشهر وعشرين يوما من مقدمه المدينة «604» اي في العشرين من شهر محرم الحرام
اواخـر الـسنة الثانية للهجرة او اول الثالثة وعن سبب وفاتها روى النميري البصري عن الزهري
قال : اصابتهاالحصبة «605» .


اهم حوادث .


السنة الثالثة للهجرة .

السنة الثالثة
للهجرة



وقعة ذي قار :.


وقعة
ذي قار :



قـال الـيـعقوبي : وكان يوم ذي قار بعد وقعة بدر باشهر اربعة او خمسة , اذحاربت ربيعة كسرى وقالوا : عليكم بشعار التهامي , فنادوا : يا محمد يا محمد ,فقتلوا من جيوش كسرى حتى هزموهم ,
فلما بلغ ذلك رسول اللّه قال : اليوم اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم , وبي نصروا «606» .


وقال المسعودي : كان الوقعة بذي قار بين بكر بن وائل ( من ربيعة )وعليهم حنظلة بن سيار وبين
الجيش الذي ارسله اليهم الملك خسرو پرويزعليهم الهامرز.


وذلـك لـمـا امتنع هانئ بن قبيصة الشيباني من تسليم ما كـان النعمان بن المنذر اللخمي ملك الحيرة
اودعه اياه من اهله وماله وسلاحه قبل قتل كسرى اياه فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمت الفرس ومن كان
مـعـهـا مـن الـعـرب من تغلب وعليها بشر بن سوادة التغلبي , وطي وعليها اياس بن قبيصة الطائي
,وضبة وتميم وعليهما عطارد بن حاجب , والنمر وعليها اوس بن الخزرج النمري , وبهراوتنوخ
وغيرهم من العرب .


فـلـمــا بـلـغـه ظـهـورهـم عـلـى العجم قال : هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم , وبي
نصروا «607» وكان المسعودي يرى ان تمجيد الرسول لهم لوفائهم وحفظهم لوديعتهم وامانتهم
, لا نـهـم عـرضـوا امـوالـهـم لـلزوال , وانفسهم للقتل وحرمهم للسبي دون ان يضيعوا وديعتهم
وامانتهم «608» .


وذكر الوقعة في « مروج الذهب » مرة في ايام خسرو پرويز من ملوك الساسانيين , وفيها قال :
وفـي رواية ا نها كانت بعد وقعة بدر باشهر ـ او باربعة اشهر ـ ورسول اللّه بالمدينة , وهو اليوم
الـذي قـال فيه النبي (ص ) : « هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم , ونصرت عليهم بي »
وكـانـت بـيـن بكر بن وائل والهرمزان صاحب كسرى پرويز ثم قال : وقد اتينا على هذه الاخبار
بالشرح والايضاح في « الكتاب الاوسط » «609» .


ومرة اخرى في ملوك الحيرة بشان النعمان بن المنذر اللخمي قال : حين اراد المضي الى كسرى مر
عـلـى بني شيبان فاودعهم سلاحه وعياله عند هانئ بن مسعود الشيباني , فلمـا قضى كسرى على
النعمان بعث الى هانئ بن مسعودوطالبه بتركته , فامتنع وابى ان يخفر الذمة , فكان ذلك السبب الذي
اهاج حرب ذي قار وقد اتينا على ذلك في « الكتاب الاوسط » «610» .


وقـد مـر عـن « الـتنبيه والاشراف » ان هانئا هو ابن قبيصة الشيباني , وقدروى الطبري عن
مـعمر بن المثنى عن فراس بن خندق انه : هانئ بن مسعود , ثم قـال ابو عبيدة المثنى : قال بعضهم :
ان هانئ بن مسعود لم يدرك هذا الامر , وانماهو هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود , ثم قال : وهو
الثبت عندي «611» والمسعودي في « التنبيه والاشراف » اشرف به على سائر كتبه السابقة
ونبه به عليها , فلعل هذا ايضا من موارد التنبيه «612» .


غزوة قرقرة الكدر:.


غزوة قرقرة
الكدر:


«613» مـر ان ابـن اسـحاق ذكرها بعد رجوع الرسول من بدر باسبوع , والطبري نقل تحديد
الـخـروج اليها في غرة شوال بعد الزوال , ولكن الواقدي قال : للنصف من المحرم على راس ثلاثة
وعشرين شهرا , وغاب فيها خمس عشرة ليلة .


ثم روى عن يعقوب بن عتبة قال : بلغ رسول اللّه ان بقرارة الكدر جمعا من بني سليم وغطفان ( على
الـعـدوان ) فـاستخلف على المدينة عبد اللّه بن ام مكتوم يصلي بهم , ثم سار اليهم بمئتي رجل حتى
اخذ عليهم الطريق , فراى آثار النعم ومواردها ولم يجد في المجال احدا , فارسل نفرا من اصحابه
الى اعلى الوادي فوجدوا ـ كما عن ابي اروى الدوسي ـ خمسمئة بعيـر يرعاها غلام يسمى يسار
,فساقوها في بطن الوادي , واستقبلهم رسول اللّه في بطن الوادي فسالهم عن الناس فقال يسار : انما
انا في النعم والناس قد ذهبوا الى المياه ولا علم لي بهم .


فـاغتنم النعم النبى , واسترق العبد وانحدر الى المدينة , فلما صلى الصبح راى العبد يصلي , فتقبله
عـن سـهـمـه في الغنيمة واعتقه ولما انصرفوا الى صرارـ على ثلاثة اميال - 5 كيلو مترات من
الـمدينة ـ خمس النعم فاخرج خمسها مئة بعير , ثم قسم اربعة اخماسها على المسلمين فاصاب كل
رجل منهم بعيران بعيران «614» .


بـيـنما قال ابن اسحاق : لما رجع رسول اللّه من غزوة السويق اقام بالمدينة بقية ذي الحجة ثم غزا
نـجـدا يـريد غطفان فاقام بها صفرا كله ولم يلق كيدا , ثم رجع الى المدينة وقال : وهي غزوة ذي
امر «615» بينما قال الواقدي :.


غزوة ذي امر :.


غزوة
ذي امر :



عـلى راس خمسة وعشرين شهرا خرج رسول اللّه يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع , فغاب احد عشر يوما «616» .


والواقدي اتم واكمل من ابن اسحاق في تاريخ الحوادث بصورة عامة ,ولكن هذا التاريخ من التواريخ
الـتـي علينا ان نتامل فيها , فانه سيقول في تاريخ ارسال الرسول السرية لقتل كعب بن الاشرف : انه
مشى معهم حتى اتى البقيع ثم وجههم في ليلة اربع عشرة من ربيع الاول على راس خمسة وعشرين
شهرا «617» بينما لا يمكن ان يرافق النبى محمد بن مسلمة في الطريق بعد خروجه ( لذي امر
)بيومين «618» .


ونـجـده في تاريخه لغزوة بني سليم ببحران بناحية الفرع يقول : لليال خلون من جمادى الاولى ثم
يروي عن الزهري ان غيبته فيها كـانت عشر ليال «619» وهذا يقرب من نص ابن اسحاق اذ قال
: فاقام بها ( من ) شهر ربيع الاخروجمادى الاولى ثم رجع الى المدينة «620» .


فـلو كان خروجه لغزوة ذي امر ـ كما قال الواقدي ـ في الثاني عشر من ربيع الاول تنافي ذلك مع
مـشـايـعته لسرية قتل ابن الاشرف في الرابع عشر منه ,مع وجود التسالم على تاريخ مقتله ذلك ,
وعليه فلو اثبتنا تاريخ مقتل ابن الاشرف واحتملنا في تاريخ الواقدي لغزوة ذي امر ان « ربيع »
فـي نـصه هو « ربيع الاخر »لا الاول , وكانت غيبته فيها احد عشر يوما بعد الثاني عشر منه
تقارب بل تقارن رجوعه منها مع خروجه لغزوة بحران بناحية الفرع , مما يبعد ايضا.


فـيغلب في الظن ان نرجح هنا رواية ابن اسحاق : بان غزوة ذي امر كانت في شهر صفر , سيما مع
خلوه من ذكر غزوة غيرها فيه او سرية سواها , ولا سيما مع سلامة روايته من المعارض الا اننا
ناخذ تفصيل الرواية من الواقدي , اذ تخلورواية ابن اسحاق عن ذلك .


روى الـواقـدي عن جمع قالوا : بلغ رسول اللّه ان رجلا من بني محارب يدعى دعثور بن الحارث
جـمـع جـمعا منهم ومن ثعلبة بذي امر يريدون ان يصيبوامن اطراف رسول اللّه فندب رسول اللّه
الـمـسلمين فخرج في اربعمئة وخمسين رجلا , فاخذ على المنقى ثم مضيق الخبيت ( على بريد -
22 كـيـلـومـترا من المدينة )ثم خرج الى ذي القصة ( الى جهة نجد ) فاصابوا بها رجلا من بني
ثعلبة يدعى جبارا فادخلوه على رسول اللّه فدعاه الى الاسلام فاسلم , فقالوا له : هل بلغك لقومك خبر
؟ قـال : لا , الا انـه بـلـغـنـي ان دعثور بن الحارث قد اعتزل في اناس من قومه وانهم ان سمعوا
بمسيرك هربوا في رؤوس الجبال ولن يلاقوك , واناسائر معك ودالك على ثغراتهم .


فـضمه النبى الى بلال , وخرج بهم فاخذ طريقا اهبطهم من كثب , فلما رآه اولئك الاعراب هربوا
منه فوق الجبال , فلم يلاق النبى منهم احدا , الا انه يراهم ويرونه من فوق الجبال «621» .


ونـزل رسـول اللّه وعـسـكـر في معسكرهم , ثم ذهب لحاجته فاصابه مطرفبل ثوبه فنزع ثيابه
ونشرها على شجرة لتجف واضطجع تحتها ينتظر جفافها.


فقال الاعراب لسيدهم دعثور : ها قد انفرد محمد من اصحابه بحيث اذااستغاث بهم لا يغيثوه حتى
تدركه فتقتله فـاختار من سيوفهم سيفا صارما واشتمل عليه واقبل حتى قام على راس النبى شاهرا سيفه وقال : يا
مـحمد اللّه وقام به عليه وقال : وانت من يمنعك مني ؟ قال : لا احد , وانا اشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا
رسـول اللّه , واللّه لا اكثر عليك جمعا ابدا ,فـقـالـوا : قد امكنك والسيف في يدك فاين ما كنت تقول ؟ قال : واللّه كان ذلك ,ولكنى نظرت الى
رجل ابيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري , فعرفت انه ملك , وشهدت ان لا اله الا اللّه وان
محمدا رسول اللّه , واللّه لا اكثر عليه , وجعل يدعو قومه الى الاسلام «622» .


ومـن الحوادث في هذا الشهر الربيع من هذه السنة الثالثة : ان عثمان خطب من عمر ابنته حفصة ـ
بـعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة السهمي «623» ـ فابى عمران يزوجه فبلغ ذلك النبى (ص )
فـخـطـبـهـا وتزوجها «624» , وعوض عثمان عنها وعن ابنته رقية بابنته الاخرى ام كلثوم
فـزوجـهـا ايـاه «625» بعـد ان كان عمر وابو بكر قدخطباها فلم يزوجهما «626» ولعله
لكبرهما , ولعله زوجها عثمان لتكون لابن اختهاعبد اللّه بن عثمان من رقية كامه «627» .


سرية قتل ابن الاشرف :.


سرية قتل ابن
الاشرف :



مـر ان كـعـب بن الاشرف النبهاني الطائي لما راى سراة قريش ببدراسرى بالمدينة لم يتحمل ذلك دون ان خـرج الى قريش بمكة ليبكي قتلاهم فيحثهم بذلك ليخرجوا للانتقام من المسلمين فيخرج
مـعهم , فخرج حتى قدم مكة على ابي وداعة بن ضبيرة السهمي , وزوجته عاتكة بنت اسيد بن ابي
الـعيص بن امية بن عبد شمس , فجعل ينشد الاشعار ويبكي للذين اصيبوا من قريش ببدرويحرض
على رسول اللّه «628» .


فدعا رسول اللّه حسان بن ثابت «629» فاخبره بنزول كعب على عاتكة بنت اسيد وان يهجوها ,
فقال حسان :.







  • الا ابلغوا عني اسيدا رسالة
    لعمرك ما اوفى اسيد بجاره
    ولا خالد , لا والمفاضة زينب «630» .



  • فخالك عبد بالسراب مجرب .
    ولا خالد , لا والمفاضة زينب «630» .
    ولا خالد , لا والمفاضة زينب «630» .




وعتاب عبد غير موف بذمة كذوب , شؤون الراس , قرد مدرب فلما بلغها هجاؤه قالت لزوجها : ما لنا ولهذا اليهودي ؟ كعب على فلان , فلا يزال حسان يهجوهم حتى يخرجوه من عندهم , وحتى لم يجد ماوى في مكة ,
فرجع الى المدينة .


فـلـمـا بلغ النبى قدوم ابن الاشرف قال : اللهم اكفني ابن الاشرف بما شئت في اعلانه الشر وقوله
الاشعار «631» .


ثـم روى ابـن اسحاق عن عبد اللّه بن المغيث بن ابي بردة الظفري ( عن ابيه عن جده ) قال : رجع
ابن الاشرف الى المدينة فشبب بنسا المسلمين حتى آذاهم .


فقال رسول اللّه لاصحابه : من لي بابن الاشرف ؟.


فقـال محمد بن مسلمة ( الاوسي ) وكان اخا ابن الاشرف من الرضاعة :انا لك به يا رسول اللّه , انا
اقتله .


قال : فافعل ان قدرت على ذلك .


فـرجـع مـحـمـد بن مسلمة فمكث ثلاثة ايام لا ياكل ولا يشرب الا ما يحفظ به نفسه , فذكر ذلك
لرسول اللّه , فدعاه فقال له : لم تركت الطعام والشراب ؟ فقال :يا رسول اللّه قلت قولا لا ادري هل
افين لك به ام لا ؟ فقال : انما عليك الجهد «632» ,وشاور سعد بن معاذ في امره .


فـاجتمع محمد بن مسلمة ونفر من الاوس منهم عباد بن بشـر بن وقش واخوه سلكان بن سلامة بن
وقـش , وكـان اخـا ابن الاشرف من الرضاعة ,والحارث بن اوس , وابو عبس بن جبر فقالوا : يا
رسول اللّه , نحن نقتله ,فاذن لنا فلنقل «633» فانه لابد لنا منه «634» قال : قولوا ما بدا لكم
فانتم في حل من ذلك «635» .


وقبل ان يذهبوا الى كعب قدموا اليه اخاه من الرضاعة سلكان بن سلامة ابـا نائلة وكان يقول الشعر ,
فخرج اليه وهو في نادي قومه وجماعتهم , وانما كان سلكان يريد ان يجعل كعبا لا ينكرهم اذا هم
جاؤوا بالسلاح , فقال له : حدثت لنا حاجة اليك فقال كعب : ادن مني فخبرني بحاجتك فتحدثا ساعة
وتناشداالاشعـار , ثم قال كعب : لعلك تحب ان يقوم من عندنا ؟ فلما سمع القوم ذلك قاموا.


فـقال ابو نائلة : اني كرهت ان يسمع القوم بعض كلامنا فيظنون بنا , كان قدوم هذا الرجل من البلا
عـلـينا , عادتنا به العرب وحاربتنا ورمتنا عن قوس واحدة وتقطعت السبل عنا حتى جهدت الانفس
وضاع العيال فقال كعب : انا ابن الاشرف فـقـال ابـو نائلة : ومعي رجال من اصحابي على مثل رايي , وقد اردنا ان ناتيك فنبتاع منك طعاما او
تمرا وتحسن في ذلك الينا , ونرهنك ما يكون لك فيه ثقة .


قال كعب : اما واللّه ما كنت احب ـ يا ابا نائلة ـ ان ارى بك هذه الخصاصة «636» وانت اخي ومن
اكرم الناس علي فماذا ترهنونني , ابناكم ونساكم ؟ «637» .


قـال ابو نائلة : لقد اردت ان تفضحنا وتظهر امرنا «638» ما ترضى به
فقال كعب : وان في الحلقة لوفا وعين الليلة الاتية ميعاداوخرج من عنده .


ورجع سلكان الى اصحـابه فاخبرهم خبره , فاجمعوا امرهم ان يذهبوااليه على ميعاده ثم اتوا النبى
عشا في ليلة اربع عشرة من ربيع الاول , وبعد ان صلوا العشا اخبروه فمشى معهم حتى البقيع ثم قال
لهم : امضوا على بركة اللّه وعونه ورجع رسول اللّه الى بيته «639» .


وروى ابـن اسـحاق عن عكرمة عن ابن عباس عن محمد بن مسلمة قال :انهم اقبلوا حتى انتهوا الى
حصن ابن الاشرف , فهتف به ابو نائلة .


فـنزل في ملحفته «640» من الحصن , فتحدث معهم وتحدثوا معه , ثم قال له ابونائلة : هل لك ـ
يابن الاشرف ـ ان نتماشى الى شعب العجوز «641» فنتحدث فخرجوا يتماشون «642» .


وكـان كـعـب حـديـث عـهـد بـعـرس , وكـان جـمـيـلا ويتطيب بالمسك والعنبر ,وكان شعره
«643» ثم
فادخل ابو نائلة يده في مقدم راسه ثم شم يده وقال : مارايت طيبا اعطر قط مـشـوا , ثـم عـاد لـمثلها , ثم مشوا , ثم عاد لمثلها وامسك به وقال : اضربوا عدو اللّه , فضربوه
فاختلفت اسيافهم عليه فلم تغن شيئا ,واصاب بعض اسيافنا الحارث بن اوس فجرحه في رجله .


قـال محمد : فحين رايت اسيافنا لم تغن شيئا ذكرت مغولا «644» في سيفي فاخرجته ووضعته
قرب سرته ثم تحاملت عليه فوقع عدو اللّه .


فخرجنا على بني امية بن زيد , ثم على بني قريظة , ثم على بعاث , فصعدنافي حرة العريص ( من
وادي الـمـدينة ) فوقفنا لصاحبنا الحارث بن اوس فاتانا يتبع آثارنا , فاحتملناه فجئنا به رسول اللّه
آخر الليل , فخرج الينا وتفل على جرح صاحبنا «645» فلم يؤذه «646» فاخبرناه بقتل عدو
اللّه .


واصـبحنا وقد خـافت اليهود لوقعتنا بعدو اللّه , فلم يبق بها يهودي الا خاف على نفسه «647»
فـفـزعـت اليهود ومن معها من المشركين فجاؤوا الى النبى حين اصبحوا فقالوا : قد طرق صاحبنا
كعب بن الاشرف الليلة ( البارحة ) وهوسيد من ساداتنا , قتل غيلة بلا جرم ولا حدث علمناه فقال رسول اللّه (ص ) : انه لو قر ـ كما قر غيره ممن هو على مثـل رايه ـ مااغتيل , ولكنه هجانا
بالشعر ونال منا الاذى , ولم يفعل هذا احد منكم الا كان له السيف .


ودعاهم رسول اللّه الى ان يكتب بينهم كتابا ينتهون الى ما فيه .


فكتبوا بينهم وبينه كتابا تحت العذق في دار ملة بنت الحارث .


فحذرت اليهود وخافت وذلت من يوم قتل ابن الاشرف «648» وكتابة الكتاب .


غزوة بحران من الفرع :.


غزوة بحران من
الفرع :



روى الواقدي عن الزهري قال : بلغ رسول اللّه ان جمعا كثيرا ( قد اجتمع عليه ) من بني سليم في بحران فتهيا رسول اللّه لذلك , ولم يبد وجها خاصا ,واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم .


ثم خرج في ثلاثمئة رجل من اصحابه , فاسرعوا السير حتى اذا كانوا دون بحران بليلة لقوا رجلا
من بني سليم فاستخبروه عن اجتماع القوم فاخبرهم : انهم قد افترقوا ورجعوا الى مائهم .


فـسـار النبى حتى ورد بحران فاذا ليس به احد , فاقام اياما ولم يلق كيدافرجع وكانت غيبته عشر
ليال .


قال الواقدي : كانت الغزوة لليال خلون من جمادى الاولى «649» .


سرية القردة :.


سرية
القردة :


«650» قـال الـواقـدي : خرج فيها زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللّه اميرا ,لهلال جمادى
الاخرة ثم حدث بحديثها عن محمد بن الحسن بن اسامة بن زيدعن ابيه عن جده قال :.


قـدم مـن مـكـة الى المدينة نعيم بن مسعود الاشجعي وهو على دين قومه ,فنزل على كنانة بن ابي
الحقيق من بني النضير وكان سليط بن النعمان بن اسلم يذهب اليه , فشربوا عنده ـ ويومئذ لم تحرم
الـخـمـر ـ فـذكر نعيم خروج صفوان بن امية الجمحي بعير قريش وما معه من الاموال : ثلاثمئة
مـثـقـال ذهب وقطع مذابة من الفضة وآنية فضة بوزن ثلاثين الف درهم وبضائع اخرى , في رجال
مـن قـريـش مـنـهـم حـويـطـب بـن عبدالعزى وعبد اللّه بن ابي ربيعة , وانهم خرجواعلى ذات
عرق «651» .


فخرج سليط بن النعمان بن اسلم من ساعته الى النبى فاخبره خبره .


فـارسل رسول اللّه زيد بن حارثة في مئة راكب , فاعترضوا لها ,فاصابوا العير وافلت اعيان القوم
واسروا رجلا هو فرات بن حيـان العجلي ,وكان من حديثه :.


ان صـفوان بن امية قال يوما لاصحابه : نحن في دارنا هذه ان اقمنا ناكل من رؤوس اموالنا فما لنا بها
من نفقات , وانما نزلناها على التجارة في الصيف الى الشام وفي الشتا الى ارض الحبشة , وان محمدا
واصـحـابـه قـد عوروا علينا طريق تجارتنا على الساحل الى الشام لا يبرحونه وقد وادعوا اهله
ودخل عامتهم معهم , فما ندري اين نسلك ؟.


فقال له الاسود بن المطلب : فنكب عن الساحل وخذ طريق العراق .


قال صفوان : لست عارفا بها.


قـال الاسـود : فانا ادلك على اخبر دليل بها يسلكها وهو مغمض العين فرضي به صفوان , فارسل اليه فجاه .


فقال له صفوان : اني اريد الشام , وطريق عيرنا على محمد وقد عوره علينامحمد , فاردت طريق
العراق ؟.


قال فرات : فانا اسلك بك في طريق العراق , وليس يطاها احد من اصحاب محمد فتجهزوا وخرجوا
.


فـلـما اصابوهم , وقدموا بالعير على النبى خمسها فكان خمسها قيمة عشرين الف درهم , وقسم ما
بقي على اهل السرية .


وقيل لفرات بن حيان : ان تسلم نتركك من القتل , فاسلم , فتركوه «652» .


زفاف ام كلثوم الى عثمان :.


زفاف ام كلثوم الى
عثمان :



وفـي حوادث هـذه السنة الثالثة في شهر جمادى الثانية نقل الطبري عن الواقدي قال : ان ام كلثوم بـنـت رسـول اللّه (ص ) زفـت الى عثمان بن عفان , وكان قـد تزوجها بعد وفاة اختها رقية بثلاثة
اشهر في ربيع الاول من هذه السنة «653» .


ام شريك تهب نفسها للنبي :.


ام شريك تهب نفسها للنبي
:



وفي شهر رجب الحرام لم يذكر عنه (ص ) امر من قتال وغيره وفي ازواج رسول اللّه بعد خديجة ثم سودة ثم عائشة عد اليعقوبي :.


ام شريك غزية بنت دودان العامرية , وقال : وهبت نفسها للنبى ثم عدحفصة بنت عمر «654» .


وقال الطوسي في « التبيان » : روي عن علي بن الحسين : ان المـراة التي وهبت نفسها للنبى هي
امراة من بني اسد يقال لها ام شريك «655» .


ونـقـلـه في « مجمع البيان » بزيادة قال : عن علي بن الحسين (ع ) والضحاك وقتادة قالوا : هي
امراة من بني اسد يقال لها ام شريك بنت جابر وقيل : انها لماوهبت نفسها للنبى (ص ) قالت عائشة :
ما بال النسا يبذلن انفسهن بلا مهر ؟ اجـورهـن ومـا مـلـكـت يـمـينك مما افا اللّه عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات
خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبى ان يستنكحهاخالصة لك
مـن دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في ازواجهم وما ملكت ايمانهم لكي لا يكون عليك حرج
وكان اللّه غفورا رحيما ) «656» .


فقالت عائشة : ما ارى اللّه الا يسارع في هواك ؟ فقال رسول اللّه : وانك ان اطعت اللّه سارع في هواك «657» .


ولـكـن فـي رواية « الكافي » ما يدل على ان ذلك كان بعد زواجه بحفصة وان ذلك القول كان من
حـفـصـة , فـقد روى بسنده عن الباقر (ع ) قال : جات امراة من الانصار الى رسول اللّه فقالت : يا
رسـول اللّه , ان الـمراة لا تخطب الزوج , واناامراة ايم لا زوج لي منذ دهر ولا ولد , فهل لك من
حـاجـة ؟ فان تك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني فقال لها رسول اللّه : يا اخت الانصار , جزاكم اللّه
عن رسول اللّه خيرا , فقد نصرني رجالكم ورغبت فى نساؤكم فقالت لها حفصة : ما اقل حياك واجراك وانهمك للرجال فقال رسول اللّه : كفي عنها يا حفصة فانها خير منك , رغبت في رسول اللّه ولمتها وعبتها.


ثـم قـال لـلـمـراة : انصرفي رحمك اللّه , فقد اوجب اللّه لك الجنة لرغبتك فى وتعرضك لمحبتي
وسروري , وسياتيك امري ان شا اللّه .


فانزل اللّه عزوجل : ( وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى ان اراد النبى ان يستنكحها خالصة لك من
دون الـمـؤمنين ) فاحل اللّه عزوجل هبة المراة نفسهاللنبى ولا يحل ذلك لغيره «658» ومفاد
هذا الخبر هو انه (ص ) كان متزوجا بحفصة ثم وهبت المراة نفسها له .


وجـعـل الـطـبرسي في « اعلام الورى » الرابعة من ازواجه : ام شريك غزية بنت دودان التي
وهبت نفسها للنبى (ص ) وكانت قبله عند ابي العكر بن سمى الازدي فولدت له شريكا وهذا غريب
وعليه فلا يصح الخبر السابق , ولكنه لم يذكر سندا ولا مصدرا.


وجـعـل الخامسة : حفصة بنت عمر بن الخطاب وقال : تزوجها بعدما مات زوجها خنيس بن حذافة
السهمي «659» .


وابن شهر آشوب في « المناقب » ذكر ام شريك فيمن لم يدخل بهن وسماها :غزية بنت جـابر
من بني النجار , وذكر حفصة فيمن تزوجها بعد بدر في السنة الثانية «660» .


بينما قال الطبري : في هذه السنة ( الثالثة ) في شعبان تزوج النبى (ص )حفصة بنت عمر , وكانت
قـبـلـه تـحـت خـنـيـس بن حذافة السهمي «661» وكان ممن شهدبدرا مع رسول اللّه من بني
سـهـم «662» وقـالـوا : نـالته ثمة جراحة فمات منها بالمدينة «663» واصدقها رسول اللّه
اربعمئة درهم «664» .


زواج النبي من بنت نفيل ثم من بنت خزيمة :.


زواج النبي من بنت نفيل ثم من بنت
خزيمة :



قال اليعقوبي : ثم بنت نفيل بن عبد العزى العدوي .


ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث , ام المساكين «665» .


وقـال ابن اسحاق : كانت تسمى ام المساكين لرحمتها ورقتها عليهم , زوجه اياها قبيصة بن عمرو
الهلالي ( وهي هلالية ) واصدقها رسول اللّه اربعمئة درهم وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث بن
المطلب «666» ولعبيدة بن الحارث ( منها )بنات «667» .


وقـال الـمـسـعـودي : وفيه ( النصف من شهر رمضان للسنة الثالثة ) تزوج رسول اللّه زينب بنت
خزيمة المعروفة بام المساكين «668» اي بعد شهادة زوجهابسنة , واكراما له .


وعدها الطبرسي التاسعة من ازواجه «669» وهو غريب , ولم يذكر مصدره .


وعدها ابن شهر آشوب ممن لم يدخل بها «670» .


ميلاد الحسن (ع ) :.


ميلاد الحسن
(ع ) :



نقل الدولابي في « الذرية الطاهرة » عن الليث بن سعد قال : ولدت فاطمة بنت رسول اللّه الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث «671» .


قـال الـطـبـري : فـي سنة ثلاث من الهجرة في النصف من شهر رمضان ولدالحسن بن علي بن ابي
طالب «672» ومن قبل قال :.


وقيل : ان الحسن بن علي بن ابي طالب (ع ) ولد في هذه السنة ( الثانية ) ثم نقل عن الواقدي بسنده
عن الباقر (ع ) : ان علي بن ابي طالب بنى بفاطمة في ذي الحجة على راس اثنين وعشرين شهرا ثم
قـال : فـان كانت هذه الرواية صحيحة فالقول الاول ( في السنة الثانية ) باطل «673» وقد مر
تقرير ذلك وتثبيته , فهو كماقال .


وقال المسعودي في السنة الثالثة : وللنصف من شهر رمضان كـان مولدالحسن بن علي بن ابي طالب
(ع ) «674» .


وفـي « مروج الذهب » والاصفهاني في « مقاتل الطالبيين » انما ذكر السنة الثالثة «675»
وفي « الارشاد » روى المفيد بسنده عن الصادق (ع ) : انه ولد ليلة النصف من شهر رمضان سنة
ثلاث من الهجرة «676» .


تسمية الحسن وبعض السنن :.


روى الـطـوسي في «الامالي » بسنده عن الرضا (ع ) عن آبـائه عن علي بن الحسين (ص ) عن
اسـمـا ( بنت عميس ) «677» قالت : ان فاطمة لما حملت بالحسن (ع ) وولدته جا النبى (ص )
فقال : يا اسما , هلمي ابني .


فدفعته اليه في خرقة صفرا فرمى بها النبى (ص ) واذن في اذنه اليمنى واقام في اذنه اليسرى , ثم
قال لعلي (ع ) : باي شي سميت ابني ؟.


قال : ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول اللّه «678» .


فقال النبى : ولا انا اسبق باسمه ربى .


فـهبط جبرئيل (ع ) فقال : يا محمد , العلي الاعلى يقرؤك السلام ويقول :على منك بمنزلة هارون
من موسى , ولا نبى بعدك , سم ابنك هذا باسم ابن هارون .


فـقـال الـنبى : وما اسم ابن هارون ؟ قال : شبر قال النبى : لساني عربي قال جبرئيل : سمه الحسن
فسماه الحسن .


فـلـمـا كـان يـوم سابعه عق النبى عنه بكبشين املحين واعطى القابلة فخذاودينارا , ثم حلق راسه
وتـصـدق بـوزن الـشـعـر ورقـا ( فـضـة ) وطـلـى راسـه بالخلوق ثم قال : يا اسما , الدم فعل
الجاهلية «679» .


وروى الـخـبـر الصدوق في « الامالي » بسنده عن زيد بن علي عن ابيه علي ابن الحسين ـ بلا
اسـنـاد عن اسما ـ قال : لما ولدت فاطمة الحسن قالت لعلي (ع ) :سمه قال : ما كنت لاسبق باسمه
رسـول اللّه فجا رسول اللّه فاخرج اليه في خرقة صفـرا فقال : الم انهكم ان تلفوه في صفرا ؟ رمـى بـها , واخذ خرقة بيضافلفه فيها ثم قال لعلي (ع ) : هل سميته ؟ قال : ما كنت لاسبقك باسمه
فقال : وماكنت لاسبق باسمه ربي عز وجل .


فاوحى اللّه تبارك وتعالى الى جبرائيل : انه قد ولد لمحمد ابن فاهبط فاقراه السلام وهنه وقل له :
ان عليا منك بمنزلة هارون من موسى , فسمه باسم ابن هارون .


فـهـبـط جـبـرائيل فهناه من اللّه عز وجل ثم قال : ان اللّه تبارك وتعالى يامرك ان تسميه باسم ابن
هـارون قـال : ومـا كـان اسـمـه ؟ قـال : شـبـر قـال : لـساني عربي الحسن «680» .


قضا وشفاعة :.


قضا وشفاعة
:



ومـن الـحـوادث بـعـد بدر وقبل احد ما رواه الواقدي قال : خاصم الى رسول اللّه قبل احد يتيم من الانـصـار ابا لبابة ( ابن عبد المنذر ) في عـذق نخل بينهما , فقضى رسول اللّه لابي لبابة , فجزع
اليتيم على العذق , فطلب رسول اللّه العـذق من ابي لبابة لليتيم فابى ابو لبابة له : ادفعه اليه ولك به عذق في الجنة فـتـقـدم ثابت بن الدحداحة فقال : يا رسول اللّه ارايت ان اعطيت اليتيم عذقه ما لي ؟ قال : عذق في
الجنة فـذهـب ثابت بن الدحداحة فاشترى من ابي لبابة ذلك العذق بحديقة نخل ,ثم رد العذق على الغلام (
اليتيم ).


فقال رسول اللّه : رب عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة «681» .


ابو عامر الى مكة :.


ابو عامر الى
مكة :



مر في اخبار مواجهة كفار المدينة للرسول (ص ) : رواية ابن اسحاق عن عـاصم بن عمر بن قتادة : انـه كـان يشارك عبد اللّه بن ابي بن سلول العوفي الخزرجي في شرفه في قومه : ابو عامر عبد
عـمـرو بن صيفي الاوسي , فانه كان في الاوس شريفا مطاعا , وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس
المسوح فكان يقال له :الراهب .


وروى عن جعفر بن عبد اللّه : انه حين قدم رسول اللّه المدينة واجتمع قوم ابي عامر على الاسلام
فارق قومه واتى رسول اللّه وجادله في الحنيفية دين ابراهيم (ع ) , واتهم رسول اللّه بانه قد ادخل
فـي الـحـنـيفية ما ليس منها الـكـاذب ( منا ) طريدا غريبا وحيدا , وهو يعرض بذلك برسول اللّه فقال النبى : اجل , فمن كذب
فعل اللّه تعالى به ذلك .


فـحـيـن اجتمع قومه على الاسلام ابى ابو عامر الا الفراق لقومه فخرج ببضعة عشر رجلا منهم
مـفـارقـا الاسـلام ورسـولـه الـى مـكـة , مـنـهم علقمة بن علامة الكلابي وكنانة بن عبد ياليل
الثقفي «682» .


وقـال الواقدي : دعا قومه فقال لهم : ان محمدا ظاهر ( منتصر ) فاخرجوابنا الى قوم نؤازرهم (
عليه ) فخرج الى قريش يحرضها ويعلمها انها على الحق وما جا به محمد باطل «683» .


فـروى ابن اسحاق عن بعض آل ابي عامر : ان رسول اللّه لما سمع بخبره قال : لا تقولوا : الراهب
ولكن قولوا : الفاسق «684» .


وبقي ابنه حنظلة بن ابي عامر وصاهر عبد اللّه بن ابى بن سلول «685» ولكنه اسلم وامن وقتل
في احد وهو غسيل الملائكة «686» .


غزوة احد :.


غزوة
احد :



قـال الـقمي في تفسيره : كان سبب غزوة احد : ان قريشا لما رجعت من بدرالى مكة وقد اصابهم ما اصابهم من القتل والاسر , فقد قتل منهم سبعون واسرمنهم سبعون قال ابو سفيان : يا معشر قريش لا تـدعـوا الـنـسـا يـبـكـيـن على قتلاكم , فان البكا والدمعة اذا خرجت اذهبت الحزن والحرقة
والعداوة لمحمد , ويشمت بنا هو واصحابه «687» .


فـلـمـا ارادوا ان يغزوا رسول اللّه (ص ) الى احد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها , فجمعوا
الجموع والسلاح «688» .


وخـرجـوا مـن مـكـة فـي ثلاثة آلاف «689» : الف فارس والفي راجل واخرجوامعهم النسا
يـذكـرنهم ويحثنهم على حرب رسول اللّه , وخرجت معهم هند بنت عتبة بن ربيعة , وعمرة بنت
علقمة الحارثية «690» .


فـلـمـا بلغ رسول اللّه ذلك جمع اصحابه واخبرهم : ان اللّه قد اخبره : ان قريشا قد تجمعت تريد
المدينة «691» .


قال الطبرسي : واستشار اصحابه , وكان رايه ان يقاتل الرجال على افوه السكك , ويرمي الضعفا من
فوق البيوت «692» .


قـال القمي فقال عبد اللّه بن ا بي ( الخزرجي ) : يا رسول اللّه , لا تخرج من المدينة حتى نقاتل في
ازق تها , فيقاتل الرجل الضعيف , والمراة والعبد والامة على السطوح , فما ارادنا قوم قط فظفروا
بنا ونحن في حصوننا ودورنا , وماخرجنا الى اعدائنا قط الا كان الظفر لهم «693» .


فقام سعد بن معاذ , من الاوس فقال : يا رسول اللّه , ما طمع فينا احد من العرب ونحن مشركون نعبد
الاصنام , فكيف يطمعون فينا وانت فينا ؟ ومن نجى من ا كان قد جاهد في سبيل اللّه «694» .



/ 31