موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الـربـيـع لـما خلى سبيله الى مكة , وقال لهما : كونا ببطن ياجج «497» حتى تمر بكما زينب ,
فتصحباها حتى تاتياني بها وذلك بعد بدر بشهر او قريب منه .

ثـم روى عن زينب : انها لما فرغت من جهازها قدم لها كنانة بن الربيع اخوزوجها بعيرا فركبته ,
فخرج بها في هودج لها يقودها نهارا.

وتـحـدث بذلك رجال من قريش , فخرجوا في طلبها حتى ادركوها بذي طوى , فكان اول من سبق
الـيـهـا هـبار بن الاسود و(نافع بن عبد القيس ) الفهري ,فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها ,
وكانت المراة حاملا فلما ريعت طرحت مافي بطنها فبرك حموها كنانة بن الربيع وقال : واللّه لا يدنو مني رجل الا وضعت فيه سهما واتـى ابـو سفيان في جمع من قريش فقال له : ايها الرجل , كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف فاقبل ابو
سفيان حتى وقف عليه فقال : انك لم تصب ,خرجت بالمراة على رؤوس الناس علانية , وقد عرفت
مـصـيـبـتنا ونكبتنا ومادخل علينا من محمد رؤوس الـنـاس يـظـن الناس ان ذلك عن ذل اصابنا من مصيبتنا التي كانت , وان ذلك مناضعف ووهن
ولعمري ما لنا بحبسها عن ابيها من حاجة وما لنا في ذلك من ثار ,ولكن ارجع بالمراة حتى اذا هدات
الاصوات وتحدث الناس ان قد رددناها ,فسلها سرا والحقها بابيها.

فـقبل كنانة وفعل ذلك فاقامت ليالي حتى اذا هـدات الاصوات خرج بهاليلا حتى اسلمها الى زيد بن
حارثة وصاحبه , فقدما بها على رسول اللّه (ص ) «498» .

وعليه , فالاية اذ نزلت كان تاييدا لما فعل الرسول من الفصل بين ابنته المسلمة وزوجها المشرك .

ومـن آيـات الاحـكـام الـتي لها ارتباط تام بما بعد بدر وشهادة الشهداالاربعة عشر فيها : آية عدة
المتوفى عنها زوجها او الشهيد , وفيها آيتـان هماالاية 234 و 240 وقبلهما وبينهما آيات احـكام
هي واسباب نزولها من تاريخ صدر الاسلام , فلا باس بالالمام بها.

روى الـسـيـوطي فـي «الدر المنثور» عن انس بن مالك قال : كان اليهود اذاحاضت المراة منهم
اخـرجـوهـا من البيت ولم يواكلوها ولم يشاربوها ولم يجتمعوامعها في البيوت وروى عن السدي
ومـقاتل قال : فسال ثابت بن الدحداحة الانصاري «499» فانزل اللّه : ( ويسالونك عن المحيض
قــل هـو اذى فاعتزلوا النسافي المحيض ) , فقال رسول اللّه : جامعوهن في البيوت واصنعوا كل
شـي الاالـنـكـاح فـبـلـغ ذلـك الـيهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل ان يدع من امرنا شيئا الاخالفنا
فيه «500» .

وروى الـطوسي عن الحسن والربيع وقتادة قالوا : انما سالوا عن المحيض لانهم كانوا على تجنب
امـور من : مواكلة الحائض ومشاربتها , حتى كانوا لايجالسونها في بيت واحد فاستعلموا : اواجب
هو ام لا «501» .

ونـقله عنه الطبرسي في «مجمع البيان » وبين : انهم كانوا في الجاهلية يتجنبون ذلك «502»
فان كان فقد تاثروا في ذلك واقتبسوه من اهل الكتاب واليهودخصوصا.

والايـة امـرت بـاعـتـزالـهن : ( فاعتزلوا النسا في المحيض ) ولكنها فسرت الاعتزال : ( ولا
تـقربوهن ) وحددت ذلك باجله : ( حتى يطهرن ) ثم شرعت التطهير منه ( فاذا تطهرن فاتوهن )
او قاربوهن , جوازا , اذ هو امر عقيب الحظر ,ولتكن المقاربة ( من حيث امركم اللّه ) باجتنابه ,
وهو الفرج «503» .

فـلو كان المسلم يقاربها ولا يعتزلها فهو الان يشعر وكانه كان عاصيامذنبا , ولو كان يعتزلها اكثر
من اللازم كاليهود فكذلك ايضا , فقال اللّه : ( ان اللّه يحب التوابين ) ثم علل الاعتزال حتى التطهير
بقوله سبحانه : ( ويحب المتطه رين ) «504» الطالبين للنظافة عن الحيض والاغتسال منه ومن
كل حدث وخبث ,ومنه التطهير من الغائط , فالاية تشمله باطلاقها , وقد طبقها عليه الرسول :.

فـقـد روى العياشي في تفسيره عن الصادق (ع ) قال : كانوا يستنجون بثلاثة احجار , لانهم كانوا
يـاكـلون البسر وكانوا يبعرون بعرا , فاكل رجل من الانصارالدبا ( القرع ) فلان بطنه فاستنجى
بـالـما ( ثم اتى النبى وقـال ) : يا رسول اللّه ,اني واللّه ما حملني على الاستنجا بالما الا اني اكلت
طعاما فلان بطني , فلم تغن عني الحجارة شيئا فاستنجيت بالما.

فـقال رسول اللّه : فكنت اول من صنع ذا فان اللّه قد انزل فيك الاية : ( ان اللّه يحب التوابين ويحب
المتطهرين ) «505» بمعنى التطبيق لا النزول الخاص .

وعـن جـريـان الـسنة به روى الكليني في « الكافي » عنه (ع ) ايضا قال : كان الناس يستنجون
بـالاحـجار والكرسف ( القطن ) ثم احدث الوضؤ ( اي التطهيربالما ) وهو خلق كريم , فامر به
رسول اللّه وصنعه «506» .

عـليه فالاية اشارت الى التطهير بالما من الحيض , وسن الرسول الكريم الغسل منه , والتطهير من
الغائط ولعل مع تشريع الحيض والغسل منه كان وضع الصلاة والصيام عن الحائض مع قضا الصيام .

وكـمـا كـان اليهود مبتدعين باعتزال الحائض اكثر من اللازم , كذلك كانوامبتدعين بالمضايقة في
كيفية اتيان النسا.

فـقد روى العياشي في تفسيره عن الصادق والرضا (ع ) قالا : ان اليهودكانت تقول : اذا اتى الرجل
مـن خلفهـا خرج ولده احول خـلف او قدام , خلافا لقول اليهود ,ولم يعن في ادبارهن «507» وهو بذلك يرد على ما ورد في
صـدر الخبر , حيث نقل له معمر بن خلا د عن اهل المدينة انهم كانوا لا يرون باسا في اتيـان النسا
في اعجازهن ويبدو انهم اخذوا ذلك من فقيههم مالك بن انس :.

فـقـد نقل السيوطي في «الدر المنثور» عن ابي سليمان الجوزجاني قال :سالت مالك بن انس عن
وط الحلائل في الدبر , قال : الساعة غسلت راسي عنه .

واستند مالك في ذلك الى ما اسنده عن نافع القارئ قال : قال لي ابن عمر : امسك على المصحف يا نافع
فامسكت وقرا حتى اتى على قوله سبحانه :( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم ا نى شئتم ) فقال لي
: يا نافع تدري فيمن نزلت هذه الاية ؟ قلت : لا , قال : نزلت في رجل من الانصار اصاب امراته في
دبرهافاعظم الناس ذلك , فانزل اللّه الاية قلت له : من دبرها في قبلها قال : لا , الا في دبرها ولذلك
كان ابن عباس ياخذ ذلك على ابن عمر :.

فـفـيـه عن مجاهد عن ابن عباس قال : ان ابن عمر ـ واللّه يغفر له ـ اوهم , انماكان هذا الحى من
الانـصار ـ وهم اهل وثن ـ مع هذا الحى من يهود وهم اهل كتاب , وكان يرون لهم فضلا عليهم في
الـعـلـم , فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من امر اهل الكتاب ان لا ياتوا النسا الا على حرف ,
فـكـان هذا الحى من الانصار قد اخذوا بذلك من فعلهم بينما كان هذا الحى من قريش يشرحون النسا
شـرحا منكرا ويتلذذون , مقبلات ومدبرات ومستلقيات , فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل
مـنـهـم امـراة مـن الانـصار فذهب يصنع بها ذلك فانكرته عليه وقالت : انما كنا نؤتى على حرف ,
فـاصـنــع ذلك , والا فاجتنبني نـسـاؤكـم حـرث لـكـم فـاتوا حرثكم ا نى شئتم ) اي مقبلات ومدبرات ومستلقيات , يعني بذلك
موضع الولد ورواه ابن داود في سننه .

كـمـا روى الـسـيـوطي مختصره عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : كانت الانصار تاتي نساها
مضاجعة , بينما كانت قريش تشرح شرحا كثيرا فتزوج رجل من قريش امراة من الانصار فاراد ان
يـاتـيـها فقالت , لا , الا كما نفعل فاخبر رسـول اللّه بذلك فانزل : ( فاتوا حرثكم ا نى شئتم ) اي
قائماوقاعداومضطجعا في صمام واحد «508» اي في مدخل واحد هو القبل دون الدبر.

ولـذلـك روى الـعـياشي في تفسيره عن صفوان بن يحيى عن بعض اصحابناقال : سالت ابا عبد اللّه
الصادق عن قول اللّه : ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم ا نى شئتم ) فقال : من قدامها ومن خلفها في
القبل .

وعـن زرارة قال : سالت ابا جعفر الباقر (ع ) عن قول اللّه : ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم ا نى
شئتم ) قال : من قبل .

وعـلـيـه تـحـمـل الـروايـة الاخـرى عـن زرارة ايـضا عن الباقر (ع ) قال : حيث شا يعني من
القبل «509» .

وعـن الـنـظـم والترتيب الطبيعى لنزول الايات الاربع التالية من الاية 224حتى الاية 227 قال
الـطـبـرسي في «مجمع البيان » : لما بين سبحانه احوال النساوما يحل منهن عقبه بذكر الايلا ,
وهـو : الـيـمـيـن التي تحرم الزوجة , فابتدا بذكرالايمان اولا تاسيسا لحكم الايلا فقال : ( ولا
تجعلوا اللّه عرضة لايمانكم ان تبرواوتتقوا وتصلحوا بين الناس واللّه سميع عليم ) «510» ثم
بـيـن سـبـحانه اقسام اليمين فقال :( لا يؤاخذكم اللّه باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت
قـلـوبكم واللّه غفوررحيم ) «511» ثم بين تعالى حكم الايلا لانه من جملة الايمان والاقسام ,
وشريعة من شرائع الاسلام , فقال : ( للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فاؤوا فان اللّه
غـفـور رحـيـم وان عزموا الطلاق فان اللّه سميع عليم ) «512» ثم بين سبحانه حكم الطـلاق
والمطلقات ومتعلقاتها في خمس عشرة آية من الاية 228 حتى الاية242 , فالاولى : ( والمطلقات
يـتـربـصـن بانفسهن ثلاثة قرؤ ) في سبب نزولها في سنن ابي داود عن اسما بنت يزيد بن السكن
الانصارية قالت : طلقت على عهدرسول اللّه ولم يكن للمطلقة عدة , فانزل حين طلقت العدة للطلاق
: ( والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرؤ ) «513» .

وما يتعلق منها صدقا وانطباقا على ازواج شهدا بدر هو ما يبين حكم عدة المتوفى عنها زوجها , وقد
نـزل بـهذا الشان آيتان , احداهما الاية : ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم
مـتـاعا الى الحول غير اخراج فان خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن من معروف واللّه
عزيز حكيم ) «514» .

وقـد نـقـل المرتضى عن تفسير النعماني بسنده عن علي (ع ) قال : ان العدة كانت في الجاهلية على
الـمـراة سـنة كاملة , كان اذا مات الرجل القت المراة خلف ظهرها شيئا بعرة او ما يجري مجراها
وقـالـت : الـبـعل اهون على من هذه , ولااكتحل ولا امتشط ولا اتطيب ولا اتزوج سنة فكانوا لا
يـخـرجونها من بيتها بل يجرون عليها من تركة زوجها سنة فانزل اللّه في اول الاسلام : ( والذين
يـتوفون منكم ويذرون ازواجـا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج ) فلما قوي الاسلام
انزل اللّه تعالى : ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا فاذا
بلغن اجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن بالمعروف ) «515» .

وقد روى العياشي في تفسيره عن ابي بصير قال : سالت ابا جعفرالباقر (ع ) عن الاية : ( متاعا الى
الحول غير اخراج ) قال : هي منسوخة ,نسختها : ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن
بـانـفـسـهـن اربعة اشهروعشرا فاذا بلغن اجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن بالمعروف
واللّه بـمـا تـعملون خبير ) قلت : وكيف كانت ؟ قال : كان الرجل اذا مات انفق على امراته من صلب
الـمـال حـولا ثـم اخـرجـت بـلا مـيـراث , ثم نسختها آية الربع والثمن ,فالمراة ينفق عليها من
نصيبها «516» .

وقال القمي في تفسيره : كانت عدة النسا في الجاهلية اذا مات الرجل اعتدت امراته سنة , فلمـا بعث
رسـول اللّه تـركهم على عاداتهم ولم ينقلهم عن ذلك بل انزل اللّه تعالى بذلك قرآنا فقال : ( والذين
يـتـوفون منكم ويذرون ازواجاوصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج ) فكانت العدة حولا
فلمـا قوي الاسلام انزل اللّه : ( الذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر
وعشرا ) فنسخت قوله : ( متاعا الى الحول غير اخراج ) «517» .

وهنا نتوقف عن النظر في اخبار الايات التالية من سورة البقرة , لنعرج على الخبر الاخر الواقع في
شوال من هذه السنة قبل البد باخبار بني القينقاع ,وهو الخبر عن :.

قتل المحرض على النبي , نذرا :.

قتل المحرض على النبي
, نذرا :


روى الواقدي عن اسماعيل بن مصعب بن اسماعيل بن زيد بن ثابت الانصاري , عن ابيه عن جده عن زيـد بـن ثابت قال : كان في بني عمرو بن عوف شيخ كبير يدعى ابا عفك بلغ مئة وعشرين سنة لم
يـدخل في الاسلام بل كان يحرض على عداوة النبي , ولمـا خرج رسول اللّه الى بدر ونصره اللّه
حسده وقال شعرا :.

لقد عشت حينا وما ( ان ) ارى ـــــمن الناس دارا ولا مجمعا.

باولى عقولا وآتى الى ـــــمنيب سراعا اذا ما دعا.

فسلبهم امرهم راكب ـــــحراما حلالا لشتى معا.

فلو كان بالملك صدقتم ـــــوبالنصر تابعتم تبعا.

فقال سالم بن عمير من بني النجار : على نذر ان اقتل ابا عفك او اموت دونه عشرين شهرا (من الهجرة ) كانت ليلة صائفة «518» نام فيها ابو عفك بفنا بني عمرو بن عوف ,
فـاقبل سالم بن عمير حتى وضع السيف على كبده وحتى غرزه في الفراش , وصاح الرجل , وثاب
اليه ناس فقبروه في منزله «519» .

غزوة قينقاع :.

غزوة قينقاع
:


ويـبـدو ان حسد الرسول على نصر اللّه له ببدر والتحريض عليه لم يكن خاصا بهذا الشيخ من بني عمرو بن عوف .

فقد روى الواقدي عن ابن كعب القرظي قال : لما اصاب رسول اللّه اصحاب بدر وقدم المدينة , بغت
يـهود (بني قينقاع ) وقطعت ما كان بينها وبين النبي من عهد «520» ثم لم يسم بغيهم وقطيعتهم ,
ولكنه قال :.

فـبيناهم على ما هم عليه اذ جات امراة من العرب كانت تحت رجل من الانصار الى سوق بني قينقاع
وجـلست عند صائغ في حلي لها , وجا رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها وهي لا تشعر فربط
درعها الى ظهرها بشوكة , فلماقامت المراة بدت عورتها فضحكوا منها.

فـقام رجل من المسلمين واتبع (الرجل اليهودي الذي فعل ذلك بها) فقتله (المسلم ) فقتلوه «521» .

قـال الـقمي في تفسيره : فاتاهم رسول اللّه فقال : يا معشر اليهود , قد علمتم ما نزل بقريش , وهم
اكثر عددا وسلاحا وكراعا منكم , فادخلوا في الاسلام .

فقالوا : يا محمد , انك تحسب حربنا مثل حرب قومك ؟ «522»
وقـد تـضـمنت دعوته هذه لهم انذارا وتبشيرا : انذارا بحرب كحرب بدر لانهم حاربوه ونقضوا
عـهـده , وتـبشيرا بانهم لو دخلوا في الاسلام فالاسلام يجب ما قبله , فلا يطالبهم بالانتقام للمسلم
المقتول الا قصاصا بل وعفوا.

وقال الواقدي : قالوا : ولقد كانوا اشجع اليهود , وقد كان عبد اللّه بن ابى ابن سلول الخزرجي معهم
فـي حـلـف سـابـق , وهـو الـذي كـان قـد امرهم ان يتحصنوا ,وزعم لهم انه سيدخل معهم ولم
يدخل «523» .

فروى عن عروة قال : لما رجع رسول اللّه من بدر واظهر اليهود الغش ,نزل جبرئيل (ع ) بالايات
: ( ان شـر الدواب عند اللّه الذين كفروا فهـم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في
كـل مـرة وهم لا يتقون فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون واما تخـافن من
قـوم خـيـانـة فـانبذ اليهم على سوا ان اللّه لا يحب الخائنين ولا يحسبن الذين كفروا سبقـوا انهم
لايـعـجـزون ) فـلـما فرغ جبرئيل قـال له رسول اللّه : فانا اخافهم «524» الى قوله :( وان
جـنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اللّه انه هو السميع العليم وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك
اللّه هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين ) قال الواقدي : يعني قريظة والنضير فانهم قالوا : نحن نسلم
ونتبعك «525» .

فـاستخلف النبى (ص ) على المدينة ابا لبابة بن عبد المنذر , كما كان «526» وساراليهم حسب
الايـة فـحـاصرهم في حصنهم خمس عشرة ليلة اشد الحصار «527» وهم لزموا حصنهم فما
رمـوا بـسـهم ولا قاتلوا «528» اذ قذف اللّه في قلوبهم الرعب , فقالوا :افننزل وننطلق ؟ قال
رسـول اللّه : لا , الا عـلى حكمي فنزلوا على «529» صلح رسول اللّه وحكمه , على ان تكون
امـوالهم لرسول اللّه «530» وكانوا صاغة , فكانت لهم آلات صياغة وسلاح كثير ولم تكن لهم
مـزارع ولا ارضـون «531» فـكانت اموالهم لرسول اللّه , ولهم الذرية والنسا «532» فلما
نزلوا وفتحوا حصنهم , قبض محمد بن مسلمة اموالهم «533» وامر رسول اللّه المنذر بن قدامة
السلمي ان يربطهم , فكانوا يكتفون كتافا.

فوثب ابن ابى الى النبي (ص ) فادخل يده في جيب درعه من خلفه وقال :يا محمد فتغير وجه النبى واقبل عليه مغضبا وقال له : ويلك ارسلني فقال : لا ارسلك حتى تحسن في موالى , اربعمئة دارع وثلاثمئة حاسر «534» منعوني يوم بعاث
ويـوم الـحدائق من الاحمر والاسود تريد ان تحصدهم في غداة واحدة ؟ الـدوائر «535» , فـلما تكلم ابن ابى فيهم تركهم رسول اللّه من القتل , وامر بهم ان يجلوا مـن
المدينة «536» وامر رسول اللّه عبادة بن الصامت ان يجليهم .

فـجـعلت قينقاع تقول له : يا ابا الوليد , تفعل بنا هذا ونحن مواليك من بين الاوس والخزرج ؟ عـبـادة : لـمـا حاربتم رسول اللّه جئت اليه وقلت له : اني ابرا اليك منهم ومن حلفهم فقال ابن ابى :
تـبـرات مـن حلف مواليك ؟ ما هذه بيدهم عندك وذكره بمواطن بلائهم فقال عبادة : ابا الحباب اما
واللّه انك لمعصم بامر سترى غبه غدا , فلقد محا الاسلام العهود.

فقالت قينقاع : يا محمد , ان لنا دينا في الناس وطلبوا التنفس .

فـقـال عـبـادة : لـكـم ثـلاث , لا ازيـدكم عليها , وهذا امر رسول اللّه , ولو كنت انا لما نفستكم
«537» فاخذوا بالخروج .

وجا ابن ابي ببعضهم يريد ان يكلم رسول اللّه ان يقرهم في ديارهم .

فـوجـد عـلـى باب النبى عويم بن ساعدة , فذهب ليدخل فرده عويم وقال :لا تدخل حتى ياذن لك
رسـول اللّه فدفعه ابن ابي , فغلظ عليه عويم ودفعه فجرح وجهه وسال دمه , فاخذ يمسح الدم عن
وجـهـه , وتصايح حلفاؤه من اليهود ؟ نـقـدر ان نغيره بدار اصاب وجهك فيها هذا ولا نستطيع تغييره وقـبـض مـحـمد بن مسلمة اموالهم «538» وخمس رسول اللّه ما اصاب منهم (وهواول خمس
خـمـسه بعد آية الخمس ) وقسم ما بقي على اصحابه ووهب لمحمد بن مسلمة درعا من دروعهم ,
واعـطى سـعد بن معاذ درعا يقال لها السحل واخذهو من سلاحهم ثلاث قسي : قوس تدعى الكتوم
كسرت باحد , وقوس تدعى الروحا , وقوس تدعى البيضا واخذ من سلاحهم ايضا درعين :درعايقال
لها الصغدية واخرى : فضة وثـلاثة اسياف : البتار والقلعي (نسبة الى قلعة بالبادية ) وثلاثة ارماح .

ولما مضت ثلاثة ايام خرج عبادة في آثارهم , حتى بلغ بهم خلف دباب سالكين طريق الشام , ثم رجع
.

فـلما نزلوا في يهود وادي القرى اقاموا فيهم شهرا وكانوا قد حملوا الذرية والنسا على الابل وهم
يـمـشون راجلين فحمل يهود وادي القرى من كان راجلا منهم , واعانوهم , ثم ساروا حتى لحقوا
باذرعات , ولم يبقوا بها الاقليلا «539» .

وقـد روى الـقـمي في تفسيره وابن اسحاق عن عكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس وعنه في
«الـتـبـيـان » بان الايات التي نـزلت في بني قينقاع هي الايات من سورة آل عمران : ( قل للذين
كـفـروا سـتغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في
سـبـيـل اللّه واخـرى كافرة يرونهم مثليهم راي العين واللّه يؤيد بنصره من يشا ان في ذلك لعبرة
لاولي الابصار ) «540» .

وفي الايات بوحدة سياقها قوله سبحانه : ( الم تر الى الذين اوتوا نصيبامن الكتاب يدعون الى كتاب
اللّه ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) مما يومئ الى وقوع دعوة الرسول لفريق من
اهل الكتاب ( بني قينقاع ) وتوليهم واعراضهم فهي نزلت بعد الواقعة .

وفـي تـاريـخ الـغزوة قال الواقدي : حاصرهم النبى يوم السبت للنصف من شوال على راس عشرين
شهرا ( من الهجرة ) الى هلال ذي القعدة «541» وكان لوارسول اللّه مع حمزة «542» وفي
ذي القعدة قعد النبى عن القتال , ولعله كان من حوادث ما بعد بدر :.

صفوان يريد اغتيال الرسول :.

صفوان يريد اغتيال الرسول
:


روى ابن اسحاق عن عروة بن الزبير : ان عمير بن وهب الجمحي كان شيطانا من شياطين قريش , ومـمـن كـان يـؤذي رسـول اللّه واصـحابه , ويلقون منه عنا وهو بمكة وكان ممن حضر بدرا مع
الـمـشـركين واسر ابنه وهب وكان بعد بدربيسير جالسا مع صفوان بن امية الجمحي , في حجر
الكعبة , فذكر مصاب اهل بدرمن قريش واصحاب القليب منهم .

فقال صفوان : واللّه لا خير في العيش بعدهم قـال لـه عـمـير : صدقت واللّه , اما واللّه لولا دين على ليس عندي ما يقضيه وعيال اخشى عليهم
الضيعة بعدي , لركبت الى محمد حتى اقتله , ولي عندهم حجة فان ابني اسير في ايديهم .

فقال صفوان : دينك علي فانا اقضيه عنك , وعيالك مع عيالي ما بقوا.

فامر عمير بسيفه فشحذ وسم , ثم انطلق حتى قدم المدينة .

فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ,واذا بعمير بن وهب اناخ راحلته
عـلـى باب المسجد متوشحا سيفه فقال عمر : هذاالكلب عدو اللّه عمير بن وهب , واللّه ما جا الا
لشر , وهو الذي حرش بيننا يوم بدر.

ثـم دخـل عـمر على رسول اللّه فقال له : يا نبى اللّه , هذا عدو اللّه عمير بن وهب قد جا متوشحا
سيفه قال : فادخله على .

فـاقـبـل عـمر حتى اخذ بحمالة سيفه فلببه بها , وقال لرجال من الانصار كانوامعه : ادخلوا على
رسول اللّه فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فانه غير مامون ثم دخل به على رسول اللّه
.

فلما رآه رسول اللّه قال : ارسله يا عمر ثم قال لعمير : ادن يا عمير فدناوقال : ا نعموا صباحا.

فقال رسول اللّه : قد اكرمنا اللّه بتحية خير من تحيتك يا عمير , بالسلام تحية اهل الجنة .

فقال عمير : اما واللّه يا محمد , اني لحديث عهد بها.

قال : فما جا بك يا عمير «543» ؟.

فقال : جئت في فكاك ابني (وهب ).

فقال له : كذبت للموت اهون علينا من البقا مع ما صنع محمد بنا فقلت انت : لولا عيالي ودين علي لارحتك من محمد فقال صفوان : علي ان اقضي دينك وان اجعل بناتك مع بناتي يصيبهن مايصيبهن من خير او شر فقلت انت فاكتمها علي وجهزني حتى اذهب فاقتله فقال : صدقت يا رسول اللّه , فانا اشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه «544» .

فقال رسول اللّه : اطلقوا له اسيره , وفقهوه في دينه واقرئوه القرآن .

فقال عمير : يا رسول اللّه , اني كنت جاهدا على اطفا نور اللّه , شديدالاذى لمن كان على دين اللّه
عـزوجل , وانا احب ان تاذن لي فاقدم مكة فادعوهم الى اللّه تعالى والى رسوله والى الاسلام , لعل
اللّه يهديهم , والا آذيتهم في دينهم كما كنت اوذي اصحابك في دينهم ؟.

فاذن له رسول اللّه , فلحق بمكة .

فـلـمـا قدم عمير مكة اقام بها يدعو الى الاسلام ويؤذي من خـالفه اذى شديدا فاسلم على يديه ناس
كثير «545» .

وروى مـثله الواقدي في «المغازي » بسنده عن عاصم بن عمر بن قتادة ثم روى عن عبد اللّه بن
عـمـرو بـن امـيـة قـال : لما قدم عمير بن وهب نزل في اهله ولم يقرب صفوان بن امية , واظهر
الاسـلام ودعـا الـيـه , فبلغ صفوان ووقف عليه عمير وهو في الحجر فقال : ابا وهب صـفـوان عنه , فقال عمير : انت سيد من ساداتنا , ارايت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له ؟
اهذا دين ؟ «546»
.

زواج علي بالزهرا (ع ) ( الزفاف ) :.

زواج علي بالزهرا (ع ) ( الزفاف
) :


مر ان الزهرا عقدت لعلي (ع ) لليلتين بقيتا من شهر صفر بعد الهجرة , اي قبل تحول حول الهجرة , فبعضهم قال : بعد سنة من الهجرة , وبعضهم قال : في شهرصفر من السنة الثانية للهجرة وهو يقصد
البد بالسنة الثانية من المحرم , فكلاهماكان يقصد معنى واحدا.

وامـا ـ عـلـى المصطلح العربي القديم ـ بنا علي (ع ) بها اي الزفاف : فقد نقل الطبري عن الواقدي
بـسـنـده عن الباقر (ع ) قال : ان علي بن ابي طالب بنى بفاطمة (ع ) في ذي الحجة على راس اثنين
وعشرين شهرا «547» وقد روى صدره في موضع قبل هذا «548» وبنفس السند والنص (
تـقـريبا ) رواه الدولابي في « الذرية الطاهرة » عن الصادق (ع ) , وعنه الاربلي في «كشف
الغمة » وعنه المجلسي في « بحار الانوار » «549» .

اما عن اليوم فقد عينه المفيد في « مسار الشيعة » «550» والطوسي في « المصباح » باليوم
الاول مـنـه «551» وعـلـيه فزفافها كان بعد قدوم اختها زينب زوجة ابي العاص بن الربيع الى
المدينة اذ كان ذلك بعد بدر بشهر او شيعه «552» اي قريب منه .

ومع حضور اختها الاخرى ام كلثوم , اما الاخرى : رقية زوجة عثمان ,فقد قالوا : انها مرضت قبل
بـدر ومـاتـت بـعـد بدر وقبل رجوع الرسول الى المدينة ,اي قبل زفاف اختها فاطمة في اول ذي
الـحـجة باكثر من الاربعين يوما تقريبا ولكن سياتي ترجيح انها توفيت في ذي الحجة او محرم اي
بعد زفاف فاطمة , فهي ايضا كانت حاضرة شاهدة .

من سنن ليلة الزفاف :.

من سنن ليلة الزفاف
:


مـن سـنـنه (ص ) ليلة زفاف ابنته (ع ) ما رواه الخوارزمي في «المناقب »والكنجي الشافعي في «كـفـايـة الطالب في مناقب علي بن ابي طـالب (ع ») عن الحافظ ابن بطة العكبري بسند وصفه
بالحسن العالي عن ابن عباس قال :.

ان رسول اللّه (ص ) دخل على النسا فقال لهن : اني قد زوجت ابنتي لابن عمي , وقد علمتن منزلتها
مني , واني دافعها اليه , الا فدونكن ابنتكن .

فـقـمـن فـجـعـلـن فـي بـيـتـهـا فراشا , حشوه ليف , ووسادة , وكسا خيبيريا ,ومخضبا وهو
الـمـركـن «553» وصارت ام ايمن البوابة وقمن الى الفتاة فعلقن عليها من حليهن وطيبنها ودعا
رسـول اللّه بـلالا فـقال له : اني قد زوجت فاطمة ابنتي بابن عمي وانا احب ان يكون من سنن امتي
الـطـعام عند النكاح , اذهب يا بلال الى الغنم وخذ شاتا وخمسة امداد «554» شعيرا , واجعل لي
«555» ففعل ذلك , واتاه بها حين فرغ فوضعها
فلعلي اجمع عليها المهاجرين والانصار بـيـن يـديـه ,فـطـعـن فـي اعـلاهـا وبرك (من فمه ) ثم قال : يا بلال , ادع الناس من المسجد ,
زفة زفة «556» .

فـجعل الناس يزفون , كلما فرغت زفة وردت اخرى حتى فرغ الناس ,وفضل منها فعمد النبى الى
فـضـل مـا فـيها فبارك فيه (من فمه ) ثم قال : يا بلال ,احمل الى امهاتك فقل لهن : كلن واطعمن من
غشيكن ففعل بلال ذلك .

ثم ان رسول اللّه جا الى بيته ومعه علي (ع ) , فهتف بفاطمة , فلما اقبلت رات زوجها مع رسول اللّه
عـلـي ضـاق صـدرها ودمعت عيناها رسول اللّه راسه وقال لها :.

ما يبكيك ؟ «557» في نفسي , ولقد اصبت بك القدر وزوجتك خير اهلي , وايم
اللّه لقد زوجتك سيدا في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين .

فلانت وامكنته من كفها (فجعل كفها في كف علي ) وقال لهما : اذهباالى بيتكما «558» , بارك اللّه
لكما , واصلح بالكما , ولا تهيجا شيئا حتى آتيكما.

فاقبلا حتى جلسا مجلسهما , وحولهما امهات المؤمنين من ورا حجاب «559» .

ثـم اقـبل النبى (ص ) حتى دق الباب فقالت ام ايمن : من هذا ؟ فقـال : انارسول اللّه ففتحت له الباب
وهـي تقول : بابي انت وامي فقال لها رسول اللّه : اثم اخي يا ام ايمن ؟ فقالت له : ومن اخوك ؟ فقال :
عـلـي بـن ابي طالب فقالت : يارسول اللّه هو اخوك وزوجته ابنتك ؟ فقال : نعم فقالت : انما نعرف
الحلال والحرام منك يا رسول اللّه .

ثـم ان الـنبى (ص ) دخل , فلما رآه النسا من ورا الستار وثبن وخرجن مسرعات , فلما بصرت به
(اسما بنت عميس ) تهيات للخروج , فقال لها رسول اللّه : على رسلك , من انت ؟.

قالت : انا التي احرس ابنتك , ان الفتاة ليلة يبنى بهـا لا بد لها من امراة تكون قريبة منها ان عرضت لها
حاجة او ارادت شيئا افضت بذلك اليها.

فـقال لها رسول اللّه : فاني اسال اللّه ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك ,وعن يمينك وعن شمالك
من الشيطان الرجيم ناوليني المخضـب واملئيه ما.

فـنـهـضـت (اسـما) فملات المخضب ما واتته به , فغسل النبي منه وجهه وقدميه ومج فيه ثم دعا
بفاطمة فقامت اليه وعليها ازارها والنقبة «560» فاخذ كفا من المافضرب به على راسها وكفا بين
يـديـها , ثم رش منه على جيده وجلدها , ثم قال :اللهم انها مني وانا منها , فكما اذهبت عني الرجس
وطـهـرتني تطهيرا فطهرها ثم امرها ان تشرب من الما وتغسل وجهها وتتمضمض وتستنشق , ثم
دعا بمخضب آخر ودعا عليا وصنع به كما صنع بها ودعا له كمـا دعا لها , ثم قال : جمع اللّه بينكما
, وبارك في نسلكما , واصلح بالكما , قوما الى بيتكما.

ثم خرج واغلق عليهما الباب وانطلق , ودخل فاغلق عليه بابه .

ثـم عـلق الكنجي على الخبر فقال : هكذا رواه الحافظ ابن بطة العكبري ,وهو حسن , الا ان ذكر
اسما بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح , لان اسماهذه امراة جعفر بن ابي طالب (ع ) وكانت
مـع زوجها جعفر بن ابي طالب بالحبشة في الهجرة الثانية , وقدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع , وقال
الـنـبـى : ما ادري انابايهما اسر : بفتح خيبر ام بقدوم جعفر ؟ وكان زواج فاطمة (س ) بعد وقعة
بـدربايام يسيرة , فما ارى نسبتها في هذا الحديث الا غلطا وقع من بعض الرواة , نعم يصح ان اسما
الـمـذكـورة فـي هـذا الـحـديث التي حضرت في عرس فاطمة انما هي اسما بنت يزيد بن السكن
الانصاري , وهي لها احاديث عن النبى , وروى عنهاشهر بن حوشب وغيره من التابعين «561» .

ونـقـل الـحـديـث عـنه الاربلي في «كشف الغمة » ولكنه اختار وجها آخر : فقدنقل عن كتاب
«الذرية الطاهرة » لابي بشر بن حماد الانصاري الدولابي : بسنده عن ( اسما بنت عميس ) قالت
: رهـن علي (ع ) درعه عند يهودي فاولم لفاطمة وكانت وليمته آصعا «562» من شعير وتمر
وحيس «563» .

قـالـت : ولـقـد جـهزت فاطمة بنت رسول اللّه الى علي بن ابي طالب (ع ) وماكان حشو فراشهما
ووسائدهما الا ليفا ثـم عـلـق عليه فقال : قد تظاهـرت الروايات ـ كما ترى ـ بان (اسما بنت عميس ) حضرت زفاف
فـاطـمة واسما كانت مهاجرة بارض الحبشة مع زوجهاجعفر بن ابي طالب (ع ) , ولم تعد هي ولا
زوجها الا يوم فتح خيبر وذلك في سنة ست من الهجرة , ولم تشهد الزفاف لانه كان في ذي الحجـة
مـن سنة اثنتين والتي شهدت الزفاف (سلمى بنت عميس ) اختها وهي زوجة حمزة بن عبد المطلب
,ولعل الاخبار عنها , ولكن كانت اسما اشهر من اختها عند الرواة فرووا عنها , اوسهى راو واحد
فتبعوه «564» .

وقـد ورد الـتـنـبـيه الى هذا في هامش النسخة الخطية من كتاب الدولابي المطبوع ايضا من دون
الذيل «565» .

ولنا ان نجمع فنقول بحضور الاثنتين , وقد يقرب توجيه الاربلي بما مر عن اسما انها اجابت رسول
اللّه : ان الـفـتـاة ليلة يبنى بها لابد لها من امراة تكون قريبة منها «566» على ان تكون قريبة من
القرابة ـ لا من القرب ـ فان سلمى زوجة حمزة واخت اسما زوجة جعفر تكون قريبة من الزهرا ,
وليس كذلك اسما بنت السكن الانصارية .

ولـكن محقق البحار المرحوم الرباني الشيرازي رجح توجيه الكنجي الشافعي «567» لانها كان
يقال لها خطيبة النسا , وكانت تكنى بام سلمة , فما روي في قصة زفاف الزهرا عن ام سلمة انما هي
اسما بنت السكن لا ام سلمة التي تزوجها النبي بعد ذلك باكثر من سنة «568» والحق معه .

صباح النكاح :.

صباح النكاح
:


ومن سنته (ص ) صباح النكاح : ما اخرجه ابن سعد في « الطبقات » بسنده عن ( اسما بنت عميس ) قـالـت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول اللّه (ص ) , فلمااصبحنا جا النبى الى الباب فقال : يا ام
ايـمن , ادعي لي اخي النبى فتخبان ,واختبات في ناحية .

فـجـا عـلي , فنضح النبى عليه من الما ودعا له ثم قال : ادعي لي فاطمة فجاته تمشي على استحيا
وخجل , فقال لها رسول اللّه : اسكني ( اي اطمئني )فقد انكحتك احب اهل بيتي الى ثم نضـح النبى
عليها من الما ودعا لها , ثم رجع .

فـرآنـي بـين يديه فقال : من هذا ؟ قلت : انا قال : اسما ؟ قلت : نعم قال :جئت تكرمين فاطمة بنت
رسول اللّه في زفافها ؟ قلت : نعم فدعا لي «569» .

وحدث سبط ابن الجوزي في « تذكرة الامة » عنه عن الخطيب القزويني صاحب « المناقب »
وبسنده عن عبد الرزاق عن معمر بن راشد , عن ابن ابي نجيح , عن مجاهد عن ابن عباس قال : لما
زوج رسول اللّه فاطمة من علي (ص (قالت له : يا رسول اللّه , زوجتني من عائل لا شي له ؟.

فقال لها رسول اللّه : اما ترضين ان يكون اللّه اطلع على اهـل الارض فاختار منهم رجلين : احدهما :
ابوك , والاخر بعلك ؟ ثم علق عليه فقال : قد تكلموا في هذا الحديث وقالوا : رواه عبد الرزاق وكان منسوبا الى التشيع ثـم قـال : وقـد ذكرنا ان عبد الرزاق هذا من كبار العلما وانه شيخ احمد بن حنبل وقد اخرج عنه
الشيخان في الصحيحين , فلا يلتفت الى من تكلم فيه لغرض فاسد «570» .

غزوة السويق :.

غزوة
السويق :

«571» روى ابن اسحاق بسنده عن عبد اللّه بن كعب بن مالك الانصاري : ان اباسفيان حين رجع
الى مكة , ورجعت فلول المنهزمين من قريش من بدر , نذر ان لا يمس راسه ما من جنابة «572»
حتى يغزو محمدا ـ صـلى اللّه عليه (وآله ) وسلم ـ.

فـخـرج فـي اربعين راكبا «573» او مئتين , ليبر يمينه فسلك الطريق النجدية (صحرا نجد)
حتى نزل على قناة الى جبل ثيب , على نحو بريد «574» من المدينة .

ثـم خرج ليلا حتى اتى الى حيى بن اخطب من رؤوس بني النضير , فطرق عليه بابه , فخافه وابى
ان يـفـتح عليه , فانصرف عنه الى سلا م بن مشكم صاحب كنزهم «575» فاذن له وسقاه وقراه
واعلمه باسرار الاخبار ثم رجع الى اصحابه .

ثـم بعث رجالا من قريش الى ناحية العريض من المدينة , فوجـدوا بهارجلا من الانصار وحليفا له
في حرث لهما , فقتلوهما وحرقوا حرثهما او صغارالنخل , ثم رجعوا.

فـاسـتـعمل رسول اللّه على المدينة ابا لبابة بشير بن عبد المنذر (كمـا كان من قبل ) ثم خرج في
طـلـبـهـم حـتـى بلغ قرقرة الكدر (بناحية المعدن تبعد عن المدينة ثمانية برد) وفاته ابو سفيان
واصحابه , فرجع فقال اصحابه : انطمع ان تكون لناغزوة ؟.

قـال : نـعم فسموها : غزوة السويق , لانهم راوا سويقا كثيرا قد طرحه المشركون يتخففون منه
ليسرعوا هربا وكان ذلك في ذي الحجة «576» يوم الاحدلخمس ليال خلون من ذي الحجة على
راس اثـنـين وعشرين شهرا , فغاب خمسة ايام «577» ومعنى هذا انه (ص ) رجع الى المدينة
ليلة عيد الاضحى .

عيد الاضحى :.

عيد
الاضحى :


وفـي عيد الاضحى روى النميري البصري بسنده عن جابر بن عبـد اللّه الانصاري قال : كان اول اضحى رآه المسلمون صبيحة عشر من ذي الحجة بعدما رجعنا من بني قينقاع وذبحنا في بني سلمة
, فعـددت سبع عشرة اضحية «578» .

وقـال اليعقوبي : وضحى رسول اللّه بالمدينة , وخرج بالناس الى المصلى وكانت العنزة بين يديه ,
وذبح بالمصلى شاة اوشاتين بيده , ومضى من طريق ورجع من اخرى «579» .

وفاة عثمان بن مظعون :.

وفاة عثمان بن مظعون
:


قال الطبري : وفي ذي الحجة من هذه السنة مات عثمان بن مظعون , فدفنه رسول اللّه بالبقيع وجعل عند راسه حجرا علامة لقبره «580» .

روى ابـن عبد البر في «الاستيعاب » عن عائشة قالت : ان النبى قبل عثمان ابن مظعون وهو ميت
وهو يبكي وعيناه تهراقان «581» .

/ 31