موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




ثم دار كانت لسكينة بنت الحسين بن علي (ع ) ثم صارت الى نصير او معين مولى المهدي (او نصير
صاحب المصلى ).


ثم الى جنبها الطريق ست اذرع .


ثـم الـى جـنـب الـطريق : دار كانت لعبد اللّه بن جعفر بن ابي طالب (ع ) , وهي الدار التي صارت
لـمـنـيـرة مـولاة ام مـوسى الهادي العباسي «74» , ثم صارت بعد ليحيى بن خالد البرمكي , ثم
صودرت «75» .


ثـم الى جنبها حش (اي نخل صغار لا تسقى ) لطلحة بن ابي طلحة الانصاري , ثم صارت لال برمك
ثم صودرت وهي اليوم خراب .


ثم الى جنبها الطريق خمس اذرع .


ثـم الـى جـنـب الـطريق ابيات كانت لحباب مولى عتبة بن غزوان ثم صارت لخالصة مولاة الخليفة
العباسي , فباعتها لابني حرملة الاسود الفزي مولى هارون الرشيد.


ثم الى جنبها دار لابي المغيث بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمان بن عوف , اوقفها صدقة بيد بني
عذير.


ثـم الـى جنبها بقية دار عبد اللّه بن مسعود (ع ) , صارت لجعفر بن يحيى البرمكي ثم صودرت منه
(هذا كله في غربى المسجد).


ثـم مـن الـشـرق : دار ابتاعها عبيد اللّه بن الحسين بن على بن الحسين بن علي ابن ابي طالب (ع )
وشاركه فيها موسى بن ابراهيم المخزومي , وظن عبيد اللّه ان موسى يريد الربح فتركها له .


ثم دار عمرو بن العاص ثم دار خالد بن الوليد ثم دار جبلة بن عمرالساعدي , ثم صارت لسعيد بن
خالد بن عمرو بن عثمان , ثم صارت الى اسمابنت الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس .


ثم دار ربطة بنت ابي العباس , وهي اليوم لولدها.


ثم الطريق بينها وبين دار عثمان بن عفان خمس اذرع .


ثم دار عثمان ثم الطريق بعد دار عثمان .


ثـم دار ابـي ايوب الانصاري (ع ) , الذي نزلـه رسول اللّه , وابتاعه منه المغيرة بن عبد الرحمان
المخزومي , وجعل فيه ما يستقى منه في المسجد.


ثم الى جنبه دار حارثة بن النعمان الانصاري , فصارت الى جعفر بن محمدابن علي الصادق (ع ).


ثم الطريق بينها وبين دار ابراهيم بن هشـام المخزومي , فصارت الى ابي مسلم مولى بني العباس ثم
الـى جـنـبـهـا بـيـت عامر بن عبد اللّه بن الزبير بن العوام , ثم دار عبد اللّه بن عمر بن الخطاب
العدوي «76» .


هـذه هـي كـل الـدور الـتي ذكرها النميري البصري في كتابه «اخبار المدينة »تحت عنوان :
«الـدور الـشوارع على مسجد النبى (ص ) اليوم » ولذلك لم يذكر فيهامن دور بني هاشم سوى
دور : عبد اللّه بن جعفر , وذكر انه اشتراها من سهيل بن عبد الرحمان بن عوف ودار سكينة بنت
الـحسين (ع ) , ودار الامام جعفر بن محمدالصادق (ع ) اشتراها من حارثة بن النعمان الانصاري ,
ودار عـبـيـد اللّه بـن الحسين ابن علي بن الحسين (ع ) اشتراها ولم يذكر ما بينها دارا لعلي (ع )
شارعة الى المسجد.


نـعم مر ذكره لدار عثمان بن عفان , وذكر دارا لابي بكر في ذكره لدور بني تيم قال : واتخذ ابو
بـكر دارا قبالة الدار الصغرى لعثمان في زقاق البقيع , واتخذدارااخرى عند المسجد , وهو الذي
قـال فـيـه رسـول اللّه (ص ) : «سـدوا عني هذه الابواب الا ما كان من باب ابي بكر» او قال :
«سدوا عنى هذه الابواب الا ماكان من خوخة ابي بكر» «77» .


وقـد مــر عـنه : ان «دار القضا» كانت من دور عبد الرحمان بن عوف في رواية , ولكنه قال :
وسـمعت من غير واحد : ان رحبة القضا كانت لعمر بن الخطاب , وانها انما سميت رحبة القضا لانه
اوصـى ان تـباع بعد وفاته لدين كان عليه , فسميت «دار القضا» فلما ولي معاوية اشتراها , وفي
سـنـة ثـمـان وثـلاثـين ومئة هدمها والي المدينة زياد بن عبيد اللّه وجعلها رحبة للمسجد وقسط
اجرة هدمها على اهل السوق فلحق كل واحد منهم اربعة دوانيق «78» .


ثـم ذكــر الـنـمـيري البصري محال القبائل من المهاجرين , فذكر دارا لجهينة بن زيد , ودارين
للمصطلق بن سعد وكعب بن عمرو , وثلاث منازل لبني افصى ,وثلاث منازل لبني قيس بن عيلان ,
واثني عشر منزلا (اثنتي عشرة ) اسرة ومن قريش بدا ببني اسد بن عبد العزى : الزبير بن العوام
واخيه عبد الرحمان بن العوام وحكيم بن حزام ونوفل بن عدي وهبار بن الاسود وذؤيب بن حبيب .


وذكر دار طليب بن كثير من عبد قصي .


ودار عمرو بن العاص من بني سهم .


ودارين لبني محارب بن فهر.


وثلاث دور لبني جمح .


واربع دور لبني تيم : ابي بكر وابنته اسما وطلحة بن عبيد اللّه وحليفهم صهيب الرومي .


وست دور لبني عامر بن لؤي منهم عبد اللّه بن ابي سرح (ولم يكن من المهاجرين الاولين ) وثماني
دور لبني عدي بن كعب منهم عمر وابنه عبداللّه بن عمر.


وثـماني دور لبني مخزوم منهم الارقم بن ابي الارقم , وخالد بن الوليد (بعدالفتح ) ودارا لعمار بن
ياسر حليفهم بناها له عمر عند رجوعه من الشام , وهبتهاله ام سلمة زوج النبى (ص ) فبعضها اليوم
بـايـدي بـعـض ولده , وبعضها باعوهافصارت الى الفضل بن يحيى البرمكي وكانت لعمار قبلها دار
اخرى ادخلت في المسجد في الضلع الغربي اليماني منه .


وذكـر دارا لـحـليفهم الاخر : خراش بن امية الكعبي , وقال : انها كانت بين زقاق الصفارين وبابها
شارع في سوق الخبازين , واوقفها على ولده «79» .


وفـي دور بـني زهرة ذكر خمس دور لعبد الرحمان بن عوف الزهري : «دارمليكة » و«دار
القضا» و «الدار الذميمة » و«دار الضيفان الكبرى » ودارا باعهاابنه سهيل لعبد اللّه بن جعفر
فباعها لمعاوية فصارت لمنيرة ثم صارت ليحيى البرمكي ثم صودرت وذكر ان ثلاثا منها كانت تدعى
«القرائن »و«الجنابذ» اي القباب , ادخلت في المسجد.


واتخذ اخوه عبد اللّه بن عوف دارا فهي صدقة في ولده وذكر ان سعد بن ابي وقاص الزهري اتخذ
دارا بالمصلى عند زقاق الحمارين .


وكـانـت لـه داران بالبقال , وكانت لابي رافـع القبطي دار قريبة فساومه عليها سعد فكان ابو رافع
يـريـدهـا بخمسمئة دينار , وسعد يقول : لا واللّه لا ازيدك على اربعة آلاف منجمة (اي مقسطة )
فناقله ابو رافع على ذلك ثم اوقفهما سعدعلى ذريته .


واتـخـذ سـعـد دارا اخرى بالبلاط قبال دار ابراهيم بن هشام المخزومي فلماقدم سعد من العراق
وقـاسـم امـواله عمر على مقاسمته لاموال عماله قاسمه داره هذه , بالنصف , فوهب نصفها لامراة
تـدعـى «جبى » كانت قد ارضعت عمرا ,فكانت بيدها حتى سمعت نقيضا في سقف البيت , فقالت :
واللّه لا سـكـنـت هـذاالـبـيـت , فـخـرجت منه ثم باعت الدار لبعض ولد عمر بن الخطاب فهي
بايديهم الى اليوم وباع سعد النصف البـاقي له لعثمان بن عفان باثني عشر الف درهم , ثم صارت لعمرو
بن عثمان واتخذ اخواه عامر بن ابي وقاص داره , وعتبة بن ابي وقاص داره بالبلاط , وكانت بايدي
ولديهما حتى ابتاعه الربيع حاجب المنصورمن ولد عتبة بدارهم .


وذكـر لهم دارين آخرين لعبد الرحمان بن ازهر ومخرمة بن نوفل , وهي في زاوية المسجد عند
الـمـنارة الشرقية اليمانية , فاشترى المهدي بعضها فادخله في رحبة المسجد , وصارت بقيتها لال
برمك ثم صودرت اليوم .


وذكر ان المقداد بن عمرو البهرائي (ابن الاسود الكندي ) حليف بني مخزوم اتخذ دارين صارتا الى
ولـد ابنته من وهب بن عبد اللّه الاسدي , باعوا احداهماليزيد بن عبد الملك والاخرى بايديهم في
بني جديلة يقال لها : دار المقداد «80» .


قـال ابن اسحاق : فاقام رسول اللّه في بيت ابي ايوب حتى بني له مسجده ومساكنه , ثم انتقل من بيت
ابي ايوب الى مساكنه «81» ولم يعين مدة ذلك .


وقد مر عن ابن شهرآشوب في «المناقب » قال : كان مدة مقامه عنده من شهر ربيع الاول الى صفر
من السنة القابلة «82» وقيل سبعة اشهر , وقيل شهرا واحدا «83» .


وفـي « وفا الوفا » للسمهودي قال : استظهر الشمس الذهبي : انه (ص )بنى اولا بيت سودة , ثم
لما احتاج الى منزل عائشة بناه , وهكذا سائر بيوته بناهافي اوقات مختلفة «84» .


وسياتي ان دخوله بعائشة كان في شهر شوال الثامن من هجرته , وكان قدتزوج بها وبسودة ودخل
بها بمكة قبل الهجرة .


وقد خرجت عائشة من مكة الى المدينة مع اخيها عبد اللّه وامها ام رومان ومعهم طلحة بن عبيد اللّه
الـتـيـمـي بـعـد ان رجـع الـيـهـم من المدينة عبد اللّه بن اريقطفاخبرهم بمكان ابيهم بالسنح من
المدينة «85» .


امـا عـلي (ع ) فانما حمل معه امه فاطمة بنت اسد ومعها من بنات الرسول فاطمة واما سائر بناته :
فزينب مع زوجها ابي العاص بن الربيع , ورقية مع زوجها عثمان في هجرة الحبشة , واما ام كلثوم
فقد مر ان عكرمة كان قد طلقها ولم يذكر انها هاجرت الى الحبشة , ولم يذكر ان عليا (ع ) حملها
مع اختها فـاطمة الى المدينة ولكن قالوا : ان رسول اللّه بعث ابا رافع القبطي وزيد بن حـارثة الكلبي
مـن المدينة الى مكة فحملا اليه زوجته سودة بنت زمعة وسائر بناته «86» بل هي ام كلثوم فقط
ويبدو ان ذلك كان قبل دخوله بعائشة لما مر ان اول بيت بناه كان لسودة ثم لعائشة فيبدو ان ذلك كان
فـي الـشهر السابع رمضان قبل دخوله بعائشة في الشهر الثامن شوال , وعليه فمدة اقامته بدار ابي
ايوب سبعة اشهروفيها بنى مسجده وبيته .


تشريع اذان الاعلام :.


تشريع اذان الاعلام
:


قالوا : وفي السنة الاولى من الهجرة ش رع الاذان «87» وروى محمدابن اسحاق عن محمد بن
ابـراهـيـم , عـن مـحمد بن عبد اللّه , عن ابيه عبد اللّه بن زيدانه قال : كان رسول اللّه حين قدم
المدينة يجتمع الناس اليه للصلاة لحين مواقيتهابغير دعوة , وكان لليهود بوق يدعون به لصلاتهم ,
فهم رسول اللّه ان يجعل لذلك بوقـا كبوق اليهود ثم كرهه وامر ان ينحت ناقوس ليضرب به للصلاة
.


فبينما هم على ذلك اذ طاف بي طائف : مر بي رجل عليه ثوبان اخضران يحمل ناقوسا في يده , فقلت
لـه : يـا عـبد اللّه اتبيع هذا الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قال : قلت : ندعو به الى الصلاة , قال :
افـلا ادلـك عـلـى خير من ذلك ؟ قال :قلت : وما هو ؟ فعلمه فصول الاذان بلا اقامة , وليس فيها
«حى على خيرالعمل ».


فـاتى رسول اللّه فقال له ذلك فلما اخبر بها رسول اللّه قال : انها لرؤيا حق ان شا اللّه , فقم مع بلال
فالقها عليه فليؤذن بها فانه اندى صوتا منك «88» .


«وهناك من احاديثهم ما هو صريح بان تلك الرؤيا كانت من اربعة عشررجلا من الصحابة , كما في
«شـرح الـتـنـبيه » للجبيلي , ورووا ان الرائين تلك الليلة كانوا سبعة عشر رجلا من الانصار
وعـمـر وحـده مـن الـمـهاجرين , ورووا ان بلالاممن راى الاذان ايضا وثمة متناقضات في هذا
الموضوع اورد الحلبي منها مايوجب العجب العجاب , وحاول الجمع بينها فحبط عمله .


والشيخان البخاري ومسلم قد اهملا هذه الرؤيا بالمرة , فلم يخرجاها في صحيحيهما اصلا لا عن
ابن زيد , ولا عن ابن الخطـاب , ولا عن غيرهما , وماذاك الا لعدم ثبوتها عندهما.


نـعـم اخرجا في باب بد الاذان من صحيحيهما عن ابن عمر قال : كان المسلمون حين قدموا المدينة
يـجـتـمـعـون فيتحينون الصلاة , وليس ينادي بها احد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم : اتخذوا
نـاقـوسا مثل ناقوس النصارى , وقال بعضهم : بل بوقا مثل بوق اليهود فقال عمر : الا تبعثون رجلا
ينادي للصلاة ؟فقال رسول اللّه : يا بلال قم فناد بالصلاة فنادى بالصلاة » «89» .


هذا , وقد روى المتقي الهندي في «كنز العمال » انهم تذاكروا الاذان عندالحسن (ع ) وذكروا
رؤيا ابن زيد , فقال : ان شان الاذان اعظم من ذلك , اذن جبرئيل في السما مثنى مثنى وعلمه رسول
اللّه «90» .


وروى القاضي النعمان المصري عن الصادق (ع ) قال : سئل الحسين بن علي (ع ) عن قول الناس في
الاذان : ان الـسـبب فيه كان رؤيا رآها عبد اللّه بن زيد فاخبر بها النبى فامر بالاذان , فغضب (ع )
وقال : الاذان وجه دينكم ,والوحي ينزل على نبيكم وتزعمون انه اخـذ الاذان عن عبد اللّه بن زيد
؟ حـديـث المعراج بطوله الى ان قال ـ فبعث اللّه ملكا لم ير في السما قبل ذلك الوقت ولا بعده , فاذن
مثنى مثنى واقام مثنى مثنى ثم قال جبرئيل للنبى : يامحمد هكذا اذن للصلاة «91» .


وروى الحلبي في سيرته عن ابي العـلا قال : قلت لمحمد بن الحنفية : انالنتحدث : ان بد هذا الاذان
كان من رؤيا رآها رجل من الانصار في منامه ,قال : ففزع لذلك محمد بن الحنفية فزعا شديدا وقال
: عـمـدتـم الى ما هو الاصـل في شرائع الاسلام ومعالم دينكم فزعمتم انه من رؤيا رآها رجل من
الانـصار في منامه , تحتمل الصدق والكذب اذ تكون اضغاث احلام فـي الناس ليلة الاسرا واقام , ثم اعاد جبرئيل الاذان لما عرج بالنبى الى السما «92» .


وروى الـعـياشي في تفسيره عن عبد الصمـد بن بشير قال : ذكر عند ابي عبد اللّه (ع ) بد الاذان
فقيل : ان رجلا من الانصار راى في منامه الاذان فقصه على النبى (ص ) فامره رسول اللّه ان يعلمه
بـلالا فقـال ابو عبد اللّه : كذبوا , ان رسول اللّه كان نائما في ظل الكعبة فاتاه جبرئيل ومعه طاس
فيه ما من الجنة فايقظه وامره ان يغتسل به , ثم وضعه في محل له الف الف لون من نـور , ثم صعدبه
حتى انتهى الى ابواب السما فامر اللّه جبرئيل فقال : اللّه اكبر , اللّه اكبر فاتم الاذان واقام الصلاة
, وتقدم رسول اللّه فصلى بهم فهذا كان بد الاذان «93» .


ولكن هذا لا يعني ان تشريع اذان الاعلام كان من حين رجوعه (ص ) من ذلك المعراج في مكة , بل
لعله كان كما روى الكليني بسنده عن الصادق (ع ) قال :هبط جبرئيل بالاذان على رسول اللّه وكان
راسـه في حجر علي (ع ) فاذن جبرئيل واقام فلما انتبه رسول اللّه قال : يا علي سمعت ؟ قال : نعم
يا رسول اللّه , قال :حفظت ؟ قال : نعم قال : ادع بلالا فعلمه فدعا علي (ع ) بلالا فعلمه «94» .


وروى بـسـنـده عـن الصادق (ع ) قال : قال (رسول اللّه ) لبلال : اذا دخل الوقت يا بلال اعل فوق
الجدار ـ وكان طول حائط مسجد رسول اللّه قامة ـوارفع صوتك بالاذان «95» .


وهــذا يقتضي ان الاذان كان بعد بنا المسجد , وقد مر ترجيح انه كان بعدسبعة اشهر من الهجرة ,
اي في شهر رمضان المبارك من السنة الاولى للهجرة .


وروى ابن اسحاق عن عروة بن الزبير بخصوص اذان الفجر , عن امراة من بني النجار قالت : كان
بـيتي اطول بيت حول المسجد , فكان بلال ياتي بيتي فيصعد ويجلس عليه في السحر ينتظر الفجر
من كل غداة , فاذا رآه اذن للفجر «96» .


وقـال اليعقوبي : وكان بلال يؤذن , ثم اذن معه ابن ام كلثوم , ايهما سبق اذن , فاذا كانت الصلاة اقام
واحد.


ثم نقل عن الواقدي قـال : ان بلالا كان اذا اذن وقف على باب رسول اللّه فقال : الصلاة يا رسول اللّه
, حى على الصلاة , حى على الفلاح «97» .


المؤاخاة بين المهاجرين والانصار :.


المؤاخاة بين المهاجرين والانصار
:



روى الـطوسي في اماليه بسنده عن سعد عن ابيه حذيفة بن اليمان قال :آخى رسول اللّه (ص ) بين الانـصـار والمهاجرين اخوة الدين , فكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ثم اخذ بيد علي بن ابي طالب
(ع ) فقال : هذا اخي .


قـال حـذيفة : فرسول اللّه سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له في الانام
شبه ولا نظير , وعلي بن ابي طالب اخوة «98» .


ويبدو لي ان هذه الرواية من سعد بن حذيفة هي التي اشار اليها ابن اسحاق اذ قال : «بلغنا ان رسول
اللّه قال ـ ونعوذ باللّه ان نقول عليه ما لم يقل ـ :تخوا في اللّه اخوين اخوين ثم اخذ بيد علي بن ابي
طالب فقال : هذااخي .


فـكان رسول اللّه (ص ) سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير (اي
شبه ) ولا نظير وعلى بن ابي طالب اخوين .


واضـاف : وكـان حـمـزة بن عبد المطلب اسد اللّه واسد رسوله وعم رسول اللّه (ص ) وزيد بن
حـارثة مولى رسول اللّه اخوين , واليه اوصى حمزة يوم احد حين حضره القتال ان حدث به حادث
الـمـوت وجـعفر بن ابي طالب ذوالجناحين الطيار في الجنة ومعاذ بن جبل اخو بني سلمة اخوين
وكان ابو بكرالصديق ابن ابي قحافة وخارجة بن زهير الخزرجي اخوين وعمر بن الخطاب وعبان
بن مالك الخزرجي اخوين وعثمان بن عفان واوس بن ثابت بن المنذرالخزرجي اخوين والزبير بن
العوام وسلمة بن سلامة اخوين وطلحة بن عبيداللّه وكعب بن مالك اخوين وعبد الرحمان بن عـوف
وسـعد بن الربيع الخزرجي اخوين وابو عبيدة بن الجراح وسعد بن معاذ اخوين ومصعب بن عمير
بـن هـاشـم وابـو ايـوب (الانـصاري الخزرجي ) اخوين وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان حليف
الخزرج اخوين وابو ذر الغفاري والمنذر بن عمرو الخزرجي اخوين وسلمان الفارسي وابو الدردا
عـويمر اخوين وبلال مؤذن رسول اللّه وابو رويحة الخثعمي اخوين فهؤلا ممن سمي لنا ممن كان
رسول اللّه آخى بينهم من اصحابه «99» .


ونقل المقريزي في «امتاع الاسماع » عن عبد الرحمان بن الجوزي قال :احصيت جملة من آخى
الـنـبـى (ص ) بينهم فكانوا مئة وستة وثمانين رجلا ويقال :كانوا تسعين رجلا : خمسة واربعين
رجـلا مـن الـمهاجرين وخمسة واربعين رجلامن الانصار ويقال : خمسين من هؤلا وخمسين من
هؤلا ويقال : انه لم يبق من المهاجرين احد الا آخى بينه وبين انصاري .


وكـانـت الـمـؤاخاة بعد مقدمه بخمسة اشهر وقيل : بثمانية اشهر , ثم نسخ التوارث بالمؤاخاة بعد
بدر «100» .


ونقل ابن شهرآشوب عن تاريخ النسوي انها كانت بعد ثمانية اشهر «101» .


امـا ابـن اسـحـاق فانما سمى ثمانية وثلاثين رجلا : واحد وعشرون رجلا من المهاجرين وسبعة
عشر رجلا من الانصار (لمؤاخاة النبى والوصي , وحمزة وزيدابن حارثة ) ثم قال : «فهؤلا ممن
سمي لنا ممن كان رسول اللّه آخى بينهم من اصحابه » ولعله سمي له غيرهم ولم يذكرهم .


وامـا ابـن حـبـيـب فـي «الـمـحبر» فقد زاد على من ذكرهم ابن اسحاق ستة وثمانين رجلا ,
فالمجموع اربعة وعشرون رجلا من المهاجرين والانصار , منهم :الحصين بن الحارث بن المطلب
مـع رافع بن عنجدة والطفيل بن الحارث بن المطلب مع المنذر بن محمد بن عقبة وعبيدة بن الحارث
بـن المطلب مع عمير بن الحمام السلمي وعبيدة هو الشهيد ببدر , ولذلك قالوا : كانت المؤاخاة قبل
بدر ولم يكن بعد بدر مؤاخاة , كما في «المحبر» «102» .


وقـد آخـى رسـول اللّه بين اصحابه مرتين : اولاهما في مكة , آخى بين جماعة منهم قبل الهجرة
وعـن هذه المؤاخاة الاولى ذكر ابن حبيب في «المحبر»انه (ص ) آخى بين نفسه وعلي بن ابي
طالب (ع ) , وآخى بين حمزة بن عبدالمطلب وبين زيد بن حارثة مولى رسول اللّه , وبين ابي بكر
وعمر , وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمان بن عوف , وبين الزبير بن العوام وعبد اللّه بن مسعود
, وبـيـن عـبـيدة ابن الحارث بن المطلب وبلال مولى ابي بكر , وبين مصعب بن عمير وسعدبن ابي
وقـاص , وبـين ابي عبيدة بن الجراح وسالم مولى ابي حذيفة , وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيد
اللّه «103» .


ومـن ذكـره لـمصعب بن عمير يعلم ان ذلك كان قبل ارسال الرسول (ص ) له الى المدينة , اي قبل
الهجرة بسنة تقريبا.


وصرح ابن سيد الناس بان هذه المؤاخاة كانت قبل الهجرة «104» كمـا جا في « السيرة الحلبية
» ايـضـا «105» وهو الظاهر من رواية الحاكم الحسكاني النيشابوري في « المستدرك على
الصحيحين » «106» .


وقال ابن سعد في « الطبقات » «107» والسهيلي في « الروض الانف »والكازروني في «
الـمـنـتـقى » ما معناه : ان النبي (ص ) لمـا قدم المدينة آخى بين المهاجرين والانصار على الحق
والمواساة يتوارثون بعد الممات دون ذوي الارحام , فلمـا كانت وقعة بدر انزل اللّه تعالى في سورة
الانـفـال : ( واولـواالارحـام بـعضهم اولى ببعض في كتاب اللّه ) نسخت هذه الاية ما كان قبلها ,
ورجع كل انسان الى نسبه وورثه ذو رحمه .


وقـال الـسـهـيلي : فلما عز الاسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة انزل اللّه سبحانه : ( واولوا
الارحـام بـعضهم اولى ببعض ) اي في الميراث ثم جعل المؤمنين كلهم اخوة فقال : ( انما المؤمنون
اخوة ) يعني في التودد وشمول الدعوة .


وهذا يعني ان عقد المؤاخاة كان قبل نزول هذه الاية , وهذه الاية عممت الاخوة .


اول سرية بالمدينة :.


اول سرية بالمدينة
:



روى الـواقدي : ان عير قريش جات من الشام تريد مكة في شهررمضان على راس سبعة اشهر من مهاجرة النبى (ص ) , وفيها ابو جهل (بن هشام ) في ثلاثمئة راكب من اهل مكة فعقد رسول اللّه لوا
(ابـيـض ) لـحـمـزة بـن عبدالمطلب , وكـان اول لوا عقده بعد ان قدم المدينة (وكان يحمله ابو
مـرثـدالـغـنـوي ) «108» , بـعثه في ثلاثين راكبا خمسة عشر من المهاجرين وخمسة عشر
من الانصار , يعترضون لعير قريش .


فـبـلغوا سيف البحر والتقوا هناك واصطفوا للقتال وكان مجدى بن عمـروحليفا( ؟) للفريقين فلم
يزل يمشي الى هؤلا والى هؤلا حتى انصرف القوم وانصرف حمزة راجعا الى المدينة في اصحابه .


ثـم روى الـواقـدي : ان رسـول اللّه لـم يـبـعـث احـدا من الانصار حتى كانت بدر ثم قال : وهو
المثبت «109» .


وقـال ابن اسحاق : بعثه الى سيف البحر من ناحية العيص , في ثلاثين راكبامن المهاجرين ليس فيهم
من الانصار احد فلقي ابا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاثمئة راكب من اهل مكة , وكان مجدى بن
عمرو الجهنى مـوادعاللفريقين فحجز بينهم «110» ولم يقل انه كان محالفا , ولعله هو الصحيح ,
اذ لم نعهد لهم حلفا وكذلك في رواية الطبري عن الواقدي ليس فيها انه كان حليفا لهم .


سرية عبيدة بن الحارث :.


سرية عبيدة بن
الحارث :



روى الـواقـدي قـال : ثم عقد لوا لعبيدة بن الحارث , في شوال على راس ثمانية اشهر , الى رابغ ـ ورابـغ عـلى عشرة اميال من الجحفة الى قديد ـ فخرج عبيدة في ستين راكبا كلهم من قريش ( من
الـمـهـاجرين ليس فيهم انصاري ) فلقي ابا سفيان بن حرب على ما يقال له احيا من بطن رابغ , وابو
سـفـيـان يومئذ في مئتين لم يسلوا السيوف ولم يصطفوا للقتال وتقدم سعد بن ابي وقاص امام اصحابه
ونثر كنانته ( ليرميهم ) وترس اصحابه عنه , فرمى بما في كنانته حتى افناها , وكان فيها عشرون
سـهـمـا , وليس منها سهم الا يقع فيجرح انسانا اوداب ة ( ومع ذلك فانهم ) لم يسلوا السيوف ولم
يـصـطفوا للقتال , بل انصرفوا فقال سعد لعبيدة : لو اتبعناهم لاصبناهم فانهم قد ولوا مرعوبين فلم
يتابعه عبيدة على ذلك , بل انصرفوا الى المدينة «111» .


وقـال ابـن اسحاق : وبعث رسول اللّه عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف في ستين راكبا من
الـمهاجرين حتى بلغ ما بالحجاز باسفل ثنية المرة ورمى سعد بن ابي وقاص بسهم , وهو اول سهم
رمي به في الاسلام ثم انصرف القوم عن القوم ولم يكن بينهم قتال «112» .


وكـان الـمـقداد بن عمرو حليف بني زهرة , وعتبة بن غزوان المازني حليف بني نوفل مسلمين (
بمكة ) فخرجا معهم ليتوصلوا بهم الى المسلمين , ففروا منهم اليهم .


وبـعـض الناس يقول : كانت راية حمزة اول راية عقدها رسول اللّه لاحد من المسلمين , ولكن بعثه
وبعث عبيدة كانا معا فشبه ذلك على الناس «113» .


بيت سودة ثم عائشة :.


بيت سودة ثم عائشة
:



مـر عـن السمهودي عن الذهبي : انه (ص ) بنى بيت سودة اولا ثم لمااحتاج الى منزل عائشة بناه , وهكذا سائر بيوته بناها في اوقات مختلفة «114» .


والان نـذكر ان دخوله بعائشة كان في شهر شوال الثامن من هجرته , وعليه فيبدو ان ارساله لابي
رافع القبطي وزيد بن حارثة الشيباني من المدينة الى مكة ليحملا اليه اهله سودة بنت زمعة بن قيس
كان قبل دخوله بعائشة في المدينة .


ورجـع عـبـد اللّه بـن اريقط من المدينة الى مكة فاخبر عبد اللّه بن ابي بكربمكان ابيه بالسنح من
المدينة , فخرج عبد اللّه بعيال ابيه اليه وفيهم عائشة ومعهم طلحة بن عبيد اللّه التيمي «115» .


قالت عائشة : وكان ابوبكر قد نزل في بني الحارث بن الخزرج بالسنح ,فقدمنا المدينة عليه .


وجـا رسـول اللّه فدخل بيتنا فاجتمع اليه رجال ـ من الانصار ـ ونسا وكنت انـا في ارجوحة بين
عذقين يرجح بي , فجاتني امي فانزلتني , ومسحت وجهي بشي من ما , ووفت جمتي (شعري ).


وكان رسول اللّه جالسا على سرير في بيتنا , فقادتني امي حتى وقفت بي عند باب البيت , ثم ادخلتني
فاجلستني وقالت له : هؤلا اهلك , فبارك اللّه لك فيهن وبارك لهن فيك ووثب القوم والنسا فخرجوا ,
فـبنى بي رسول اللّه في بيتي ,وانا يومئذ ابنة تسـع سنين شاة , حتى ارسل الينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها الى رسول اللّه «116» .


ثـم روى الـطـبري عن الكلبي : ان رسـول اللّه تزوج عائشة قبل الهجرة بثلاث سنين , وهي ابنة
سبع سنين , وجمع اليها بعد ان هاجر الى المدينة وهي ابنة تسع سنين , في شوال «117» .


سرية الخرار :.


سرية
الخرار :



قـال الـواقـدي : في ذي القعدة على راس تسعة اشهر من مهاجرة رسول اللّه (ص ) قال رسول اللّه لـسـعـد بن ابي وقاص : اخرج يا سعد حتى تبلغ الخرار ,فان عيرا لقريش ستمر به والخرار من
الـجـحفة قريب من خم «118» وعقد له لواابيض كان يحمله المقداد بن عمرو «119» وعهد
اليه ان لا يجاوز الخرار.


فـخرج في احـد وعشرين رجلا (مهاجرا) على اقدامهم , يكمنون النهارويسيرون بالليل , فبلغوا
الخرار صباح الليلة الخامسة , فكان العير قد فاتهم فلم يدركوه فرجعوا «120» وهذه هي السرية
الـثـالـثـة والاخيرة في ثلاثة اشهر : رمضان وشوال وذي القعدة وقعدوا عن الخروج للحرب في
الاشهر الحرم : ذي الحجة ومحرم , ويعود الرسول (ص ) الى القتال في شهر صفر من السنة الثانية
.


ولكن رواية الواقدي هذه تقول : ان السرية هذه كانت في ذي القعدة الحرام , والاية : ( يسالونك عن
الـشـهـر الـحــرام قـتـال فيه قـل قتال فيه كبير وصدعن سبيل اللّه وكفر به والمسجد الحرام
) «121» وان كـانـت قـد نـزلـت بـعـد هذا , ولكن ليس لسانها لسان ابتدا التشريع والتحريم ,
والـواقـدي نـفـسه يقول في الاية :فحدثهم اللّه ان القتال في الشهر الحرام كما كان وحرم الشهر
الحرام كما كان يحرمه «122» .


وعليه فالاولى رواية ابن اسحاق اذ تجعل الخرار في جمادى الاولى من السنة الثانية «123» .


موقف اليهود واحبارهم :.


موقف اليهود واحبارهم
:



قـال ابـن اسـحـاق : ان الـيهود في المدينة لما راوا ان اللّه اختار رسوله من العرب دونهم حسدوه فكذبوه وجحدوه وعادوه .


وكان احبارهم : من بني النضير : حيى بن اخطب , واخواه : جدي ابن اخطب , وابو ياسر بن اخطب
وسلام بن ابي الحقيق وابنا اخيه الربيع بن ابي الحقيق : الربيع بن الربيع وكنانة بن الربيع وكعب بن
الاشرف الطائي النبهاني حليف بني النضير وامه منهم , وحليفاه : الحجاج بن عمرو وكردم بن قيس
وسلام بن مشكم , وعمرو بن جحاش .


ومـن بـني قريظة : الزبير بن باطـا بن وهب , وعزال بن شموئيل , وكعب بن اسد , وشموئيل بن
زيد , والنحام بن زيد , ووهب بن زيد وعدي بن زيد , وجبل ابن عمرو بن سكينة , وقردم بن كعب
وكـردم بن زيد , وابو نافع , ونافع بن ابي نافع , والحارث بن عوف , واسامة بن حبيب , ورافع بن
رميلة , وجبل بن ابي قشير , ووهب بن يهوذا.


ومــن يـهـود بني قينقاع : زيد بن اللصيت , وسعد بن حنيف , ومحمود بن سيحان , وعزيز بن ابي
عزيز , وعبد اللّه بن صيف ومالك وبني صيف , وسويد بن الحارث , ورفاعة بن قيس , وفنحاص ,
واشيع , ونعمان بني اضا , وبحرى بن عمرو , وشاس بن عدي , وشاس بن قيس , وزيد بن الحارث
, ونـعـمـان بن عمرو ,وسكين بن ابي سكين , وعدى بن زيد , ونعمان بن ابي اوفى , ومحمود بن
دحية ,وكعب بن راشد , وعازر , ورافع بن ابي رافع , وخالد , وازار بن ازار , ورافع بن حارثة ,
ورافع بن حريملة , ورافع بن خارجة , ومالك بن عوف , ورفاعة بن زيد.


وكان حبرهم الاعلم الحصين بن سلام , وهو الذي اسلم فسماه رسول اللّه : عبد اللّه «124» .


اليهود من حلف الاوس والخزرج الى عهد المسلمين :.


روى الطوسي في «التبيان » وعنه الطبرسي في «مجمع البيان » عن عكرمة عن ابن عباس قال
: ان اليهود كانوا فريقين : طائفة منهم بنو قينقاع , وهم حلفاالخزرج , وطائفتا النضير وقريظة ,
وهـم حـلـفا الاوس فكانوا اذا كانت بين الاوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج ,
وخـرجـت بـنـو النضيروقريظة مع الاوس , يظاهر كل فريق حلفاه على اخوانه حتى يتسافكوا
دماهم بينهم وبايديهم «125» .


هذا وقد استجاب جمهور الخزرج لدعوة الاسلام وتبعهم الاوس , فلم يبق لحلفهم مع اليهود معنى .


فـلعل هذا هو الذي دفعهم الى ما رواه الطبرسي في « اعلام الورى » عن علي بن ابراهيم القمي
قال :.


وجـاه اليهود : قريظة والنضير وقينقاع فقالوا : يا محمد الام تدعو ؟ قال :شهادة ان لا اله الا اللّه
وا ني رسول اللّه الذي تجدونني مكتوبا في التوراة , والذي اخبركم به علماؤكم : ان مخرجي بمكة
ومـهـاجـري بـهذه الحرة ( اي المدينة )واخبركم عالم منكم جاكم من الشام فقال : تركت الخمر
والـخـمـيـر وجئت الى البؤس والتمور , لنبي يبعث في هذه الحرة ( اي الحجارة ) مخرجه بمكة
ومهاجره ها هنا , وهو آخر الانبيا وافضلهم , يركب الحمار , ويلب س الشملة , ويجتزئ بالكسرة
( مـن الـخبز زهدا ) وفي عينيه حمرة , وبين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من
لاقى , وهو الضحوك القتال , يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر.


فـقالوا له : قد سمعنا ما تقول , وقد جئناكم لنطلب منكم الهدنة على ان : لانكون لك ولا عليك , ولا
نعين عليك احدا , ولا تتعر ض لنا ولا لاحد من اصحابنا : حتى ننظر الى ما يصير امرك وامر قومك
.


فاجابهم رسول اللّه (ص ) الى ذلك , وكتب بينهم كتابا : ان لا يعينواعلى رسول اللّه ولا على احد من
اصـحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع , في السر والعلانية , لا بليل ولا بنهار , واللّه بذلك
عليهم شهيد فان فعلوا فرسول اللّه في حل من سفك دمائهم وسبي ذراريهم ونسائهم واخذ اموالهم .


وكتب لكل قبيلة منهم (قريظة والنضير والقينقاع ) كتابا على حدة .


وكـان الـذي تـولـى امر بني النضير حيى بن اخطب , فلما رجع الى منزله قال له اخوته , جدى بن
اخطب وابو ياسر بن اخطب : ما عندك ؟ قال : هو الذي نجده في التوراة , والذي بشر به علماؤنا ,
ولا ازال له عدوا لان النبوة خرجت من ولد اسحاق وصارت في ولد اسماعيل , ولا نكون تبعا لولد
اسماعيل ابدا «126» .


وكان الذي تولى امر قريظة كعب بن اسد.


والذي تولى امر بني قينقاع مخيريق , وكان اكثرهم مالا وحدائق , فقال لقومه : ان كنتم تعلمون انه
النبى المبعوث فهلموا نؤمن به ونكون قد ادركناالكتابين «127» .


ثـم لـم يـرو الـطـبـرسـي ولا غيره من رواتنا نص المعاهدة , نعم روى الكليني في «الكافي »
والـطـوسـي في «التهذيب » باسنادهما عن طلحة بن زيد عـن الصادق عن ابيه الباقر (ع ) قال :
قـرات في كتاب لعلي (ع ) : ان رسول اللّه (ص ) كتب كتابابين المهاجرين والانصار ومن لحق بهم
مـنـهـم مـن اهل يثرب «128» ثم لم يزد على ثلاثة اسطر من العهد الا قليلا واكمل النص ابن
اسـحاق قال : كتب رسول اللّه كتابا بين المهاجرين والانصار , وادع فيه يهود وعاهدهم , واقرهم
على دينهم واموالهم ,وشرط لهم واشترط عليهم :.


بـسـم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبى بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ,
ومـن تـبـعـهم فلحق بهم وجاهد معهم : انهم امة واحدة من دون الناس : المهاجرون من قريش على
ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم «129» بالمعروف والقسط بين المؤمنين .


وبـنـو عـوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , كل طائفة تفدي عانيهابالمعروف والقسط بين
المؤمنين .


وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط
بين المؤمنين .


وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين
المؤمنين .


وبـنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط
بين المؤمنين .


وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط
بين المؤمنين .


وبـنـو عـمـرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف
والقسط بين المؤمنين .


وبـنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين
المؤمنين .


وبنو الاوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى , وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط
بين المؤمنين .


وان المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم ان يعطوه بالمعروف في فدا اوعقل «130» .


وان لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه .


وان المؤمنين المتقين على من بغى منهم او ابتغى دسيعة ظلم او اثم او عدوان او فساد بين المؤمنين ,
وان ايديهم عليه جميعا ولو كان ولداحدهم «131» .


ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافرا على مؤمن .


وان ذمة اللّه واحدة يجير عليهم ادناهم .


وان المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس .


وانه من تبعنا من يهود فان له النصر والاسوة غير مظلومين ولامتناصرين عليهم .


وان سـلـم الـمـؤمنين واحدة , لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل اللّه الا على سوا وعدل
بينهم «132» .


« وان كل غازية معنا يعقب بعضها بعضا , بالمعروف والقسط بين المسلمين .


وانه لا تجار حرمة الا باذن اهلها.


وان الجار كالنفس غير مضار ولا آثم , وحرمة الجار على الجار كحرمة امه وابيه » «133» .


وان المؤمنين يبي بعضهم على بعض بما نال دماهم في سبيل اللّه «134» .


وان المؤمنين المتقين على احسن هدي واقومه .


وانه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا , ولا يحول دونه على مؤمن .


وانـه مـن اعـتبط مؤمنا قتلا عن بينة فانه قود به , الا ان يرضى ولى المقتول ,وان المؤمنين عليه
كافة , ولا يحل لهم الا قيام عليه «135» .


وانـه لا يـحـل لـمؤمن اقر بما في هذه الصحيفة وآمن باللّه واليوم الاخر : ان ينصر محدثا او ان
يؤويه وان من نصره او آواه فعليه لعنة اللّه وغضبه يوم القيامة , ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل .


وانكم مهما اختلفتم فيه من شي فان مرده الى اللّه عز وجل والى محمد.


وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين :.


وان يهود بني عـوف امة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم :مواليهم وانفسهم , الا من ظلم
واثم , فانه لا يوتغ الا نفسه واهل بيته «136» .


وان ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف .


وان ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف .


وان ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف .


وان ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف .


وان ليهود بني الاوس مثل ما ليهود بني عوف .


وان ليهود بني ثعلبة مثـل ما ليهود بني عوف , الا من ظلم واثم فانه لايوتغ الا نفسه واهل بيته وان
جفنة بطن من ثعلبة كانفسهم وان موالي ثعلبة كانفسهم .


وان لبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف .


وان بطانة يهود كانفسهم .


وانه لا يخرج منهم احد الا باذن محمد.


وانه لا ينحجز عن ثار جرح «137» .


وانه من فتك فبنفسه فتك واهل بيته , الا من ظلم .


وان على اليهود نفقتهم , وعلى المسلمين نفقتهم .


وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة .


وان بينهم النصح والنصيحة والبر , دون الاثم .


وانه لم ياثم امرؤ بحليفه .


وان النصر للمظلوم .


وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .


وان يثرب حرام جوفها لاهل هذه الصحيفة .



/ 31