موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قـد نـزلت في حاطب بن ابي بلتعة حيث كتب الى قريش في مكة ان النبي يريد غزوهم «1375»
وهذا يعني انها نزلت فيما بعد الحديبية وقبيل فتح مكة ,فالى هناك .

سرية زيد الى بني بدر :.

سرية زيد الى بني
بدر :

روى الـواقـدي بسنده «1376» قال : كان رسول اللّه قد بعث زيد بن حارثة الى الشام في تجارة
بـضـائع لاصحاب النبي , ومعه ناس من اصحابه , فلما كان بوادي القرى ( بعد خيبر ) اغار عليهم
ناس من بني بدر من بني فزارة فضربوهم حتى ظنوا ان قد ماتوا , واخذوا ما معهم .

فرجع زيد واصحابه الى المدينة , فبعثه رسول اللّه في سرية اليهم في رمضان سنة ست , وقال لهم
: سيروا الليل واكمنوا النهار وعلم بهم بنو بدرفجعلوا لهم ناطورا على جبل مشرف لهم على وجه
الـطـريـق الذي يرون انهم ياتون منه فصمد لهم زيد بن حارثة في الليل حتى صبحهم ثم اوعز الى
اصحابه ان لا يفترقوا , وقال لهم : اذا كبرت فكبروا واحاطوا بهم فكبر وكبروا , وقتلوامنهم عبد
اللّه بـن مـسعدة , وابن اخيه قيس بن النعمان بن مسعدة , ورجل آخر ,وقتلت امراة منهم يقال لها ام
قـرفة قتلها قيس بن المحسر , وسبى ابنتها سلمة بن الاكوع , فوهبها لرسول اللّه , فوهبها رسول
اللّه لحزن بن ابي وهب فتزوجها «1377» .

سرية ابن رواحة الى خيبر :.

سرية ابن رواحة الى
خيبر :


روى الـواقدي بسنده عن ابن عباس قال : لما قتل ابو رافع ( سلام بن ابي الحقيق , زعيم اليهود في خـيـبـر «1378» ) امروا عليهم اسير بن زارم وكان شجاعا ,فقام فيهم فقال : انه واللّه ما سار
مـحـمـد الى احد من اليهود الا بعث احدا من اصحابه فاصاب منهم ما اراد , ولكني اصنع ما لا يصنع
اصحابي .

قالوا : وما عسيت ان تصنع ما لم يصنع اصحابك ؟.

قـال : اسـيـر في غطفان فاجمعهم , ثم نسير الى محمد في عقر داره , فانه لم يغزاحد في داره الا
ادرك منه عدوه بعض ما يريد.

قالوا : نعم ما رايت فسار في غطفان فجمعهم .

وقدم خارجة بن حسيل الاشجعي على رسول اللّه فاستخبره عماوراه فقال : تركت اسير بن زارم
يسير اليك في كتائب اليهود.

فـروى عن عروة بن الزبير : ان النبي بعث عبد اللّه بن رواحة في ثلاثة نفر في شهر رمضان الى
خـيبر ليخبر عن حال اهلها وما يتكلمون به وما يريدون فلما وصل الى خيبر فرق اصحابه الثلاثة
فـي ثـلاثة من آطام خيبر : الشق ,والكتيبة , والنطاة , فاقاموا فيها ثلاثة ايام حتى وعوا ما سمعوه
عـن اسـير وغيره ,ثم خرجوا بعد ثلاثة ايام فرجعوا الى النبي (ص ) لليالي بقين من شهر رمضان
,فاخبروه بما راوا وسمعوا.

وعـن ابن عباس قال : فندب رسول اللّه الناس فانتدب له ثلاثون رجلا فاستعمل عليهم عبد اللّه بن
رواحة .

وقال عبد اللّه بن انيس : جئت فوجدت اصحابي يوجهون الى اسير بن زارم , وسمعت النبي يقول : لا
ارى اسـير بن زارم يعني ان اقتلوه وكنت فيهم ,فخرجنا حتى قدمنا خيبر , فارسلنا الى اسير : انا
آمنون حتى ناتيك فنعرض عليك ما جئنا له ؟ قال : نعم , ولي مثل ذلك منكم ؟ قلنا : نعم .

فـدخـلـنـا عليه فقلنا : ان رسول اللّه بعثنا اليك ان تخرج اليه فيستعملك على خيبر , ويحسن اليك
فـشاور اليهود في ذلك فقالوا له : ما كان محمد يستعمل رجلا من بني اسرائيل لنا الحرب .

فخرج ومعه ثلاثون رجلا من اليهود فسرنا حتى اذا كنا بقرقرة ثبار «1379» فاهوى بيده الى
سـيـفي لانظر ما يصنع ؟ فتناول سيفي بـالسيف فقطعت فخذه وسقط عن بعيره , ثم ملنا على اصحابه فقتلناهم الا واحدا منهم اعجزنا هربا
,ورجعنا الى رسول اللّه فاذا هو جالس في اصحابه مشرفين على الثنية ( ثنية الوداع الى جهة الشام
) فانتهينا اليه وحدثناه الخبر فقال : نجاكم اللّه من القوم الظالمين «1380» .

سرية الى بني ضبة :.

سرية الى بني
ضبة :


روى الـكـليني في « فروع الكافي » بسنده عن ابان بن عثمان الاحمرالبجلي الكوفي عن الامام الصادق (ع ) قال : قدم على رسول اللّه (ص ) قوم من بني ضبة مرضى , فقال لهم رسول اللّه : اقيموا
عـندي فاذا براتم بعثتكم في سرية فقالوا : اخرجنا من المدينة فبعث بهم الى ابل الصدقة يشربون
من البانها , فلمابراواواشتدوا قتلوا ثلاثة ممن كان في الابل [ واستاقوها ].

فـبلغ الخبر رسول اللّه فبعث اليهم عليا (ع ) [ مع جمع , وكانوا ] في واد قدتحيروا ليس يقدرون
ان يـخـرجوا منه فاسرهم وجا بهم الى رسول اللّه , فنزلت الاية : ( انما جزا الذين يحاربون اللّه
ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوااو يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا
مـن الارض ... ) «1381» فـاخـتـاررسـول اللّه الـقـطـع , فـقـطـع ايـديـهـم وارجلهم من
خلاف «1382» .

وروى الـقـاضـي في « دعائم الاسلام » عنه (ع ) عن جده امير المؤمنين حكى ذلك الى ان قال :
فـارسـلـنـي فـي طلبهم , فلحقت بهم وهم في واد قد ولجوافيه ليس يقدرون على الخروج منه ,
فاخذتهم وجئت بهم الى رسول اللّه , فتلى عليهم هذه الاية : ( انما جزا الذين يحاربون اللّه ورسوله
ويـسـعـون فـي الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من
الارض )ثم قال : القطع القطع , فقطع ايديهم وارجلهم من خلاف «1383» .

ونـقـل الطوسي في « التبيان » عن قتادة والسدي وسعيد بن جبير وعن انس ابن مالك : ان الاية
نـزلت في العرنيين والعكليين حين ارتدوا وافسدوا في الارض ,فاخذهم النبي (ص ) وقطع ايديهم
وارجلهم من خلاف «1384» .

ونـقـلـه الـطـبـرسـي في « مجمع البيان » فقال : نزلت في العرنيين لما نزلواالمدينة للاسلام
واسـتـثـقلوا هواها فاصفرت الوانهم فامرهم النبي ان يخرجوا الى ابل الصدقة فيشربوا من البانها
فـفعلوا ذلك , ثم مالوا الى الرعاة فقتلوهم واستاقوا الابل وارتدوا عن الاسلام , فاخذهم النبي (ص )
فقطع ايديهم وارجلهم من خلاف «1385» .

صلح الحديبية :.

صلح الحديبية
:


روى الـقـمي في تفسيره بسنده عن الصادق (ع ) قال : ان اللّه ـ عزوجل ـ ارى رسول اللّه (ص ) فـي الـنوم انه دخل باصحابه المسجد الحرام مع الداخلين , وطاف مع الطائفين وحلق مع المحلقين ,
وكان ذلك امرا له بذلك .

فاخبر اصحابه بذلك , وامرهم بالخروج , فخرجوا «1386» .

فـلـمـا نـزل ذا الـحـلـيـفة «1387» وكان قد ساق رسول اللّه ستا وستين بدنة «1388»
,فاحرم بالعمرة واشعرها عند احرامه , واحرم المسلمون ملبين بالعمرة مشعرين «1389» .

وكـان رسـول اللّه في طريقه يستنفر بالاعراب ليكونوا معه , فلم يتبعه احد منهم وكانوا يقولون :
ايـطـمـع محمد واصحابه ان يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر دارهم فقتلوهم ؟ يرجع محمد واصحابه الى المدينة ابدا «1390» .

وروى الـمـفيد في « الارشاد » : نزل رسول اللّه (ص ) في منزل الجحفة فلم يجد بها ما , فبعث
سعد بن مالك ( ابي وقاص الزهري ) بالروايا , حتى اذا كان غير بعيد رجع وقال : يا رسول اللّه ما
اسـتـطيع ان امضي لقد وقفت قدماي رعبامن القوم حـتـى اذا كـان بالمكان الذي انتهى اليه الاول ( سعد ) فرجع وقال : والذي بعثك بالحق ما استطعت
ان امضي رعبا فـدعا رسول اللّه علي بن ابي طالب فارسله بالروايا وخرج معه السقاة وهم لا يشكون في رجوعه
كـما رجع من قبله فخرج علي (ع ) بالروايا حتى وردالخرار فاستقى ثم اقبل بها الى النبي (ص )
فكبر النبي ودعا له بخير «1391» .

قـال القمي : فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مئتي فارس ليستقبل رسول اللّه فكان يكمن
له في الجبال «1392» .

فلما قرب في الطريق الى مكة وحضرت صلاة الظهر اذن بلال , وصلى رسول اللّه الظهر بالناس ,
فقال خالد بن الوليد : لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لاصبناهم , فانهم لا يقطعون صلاتهم ثم قال
: ولـكـن تجي لهم بعد الان صلاة اخرى احب اليهم من ضيا ابصارهم , فاذا دخلوا في الصلاة اغرنا
عليهم فنزل جبرئيل على رسول اللّه بقوله ـ سبحانه ـ : ( واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة
مـنـهـم مـعـك ولياخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوامن ورائكم ولتات طائفة اخرى لم يصلوا
فـلـيـصـلـوا معك ولياخذوا حذرهم واسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم
فـيـمـيلون عليكم ميلة واحدة ولاجناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا
اسـلـحـتـكـم وخذواحذركم ان اللّه اعد للكافرين عذابا مهينا فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا اللّه
قياماوقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
) «1393» .

ففرق رسول اللّه اصحابه فرقتين , فوقف بعضهم تجاه العدو وقد اخذواسلاحهم , وفرقة صلوا مع
رسـول اللّه قياما ومروا فوقفوا مواقف اصحابهم ,وجا اولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول اللّه
الركعة الثانية , وقعد رسول اللّه يتشهد , وقام اصحابه فصلوا الركعة الثانية «1394» فرادى .

وروى الكليني في « روضة االكافي » بسنده عن الصادق (ع ) قال : لمابلغه ان المشركين ارسلوا
خـالـد بن الوليد ليرده قال : ابغوا لي رجلا ياخذني على غير هذا الطريق فاتي برجل من مزينة او
جهينة , فساله فلم يوافقه , فقال : ابغوالي رجلا غيره فاتي برجل آخر «1395» .

وفي « المغازي » : قالوا : فلما امسى رسول اللّه قال : ايكم يعرف ثنية ذات الحنظل «1396»
فـنزل عمرو بن عبد نهم الاسلمي فقال : انا يا رسول اللّه ادلك فقال : انطلق امامنا , فانطلق عمرو
امامهم حتى نظر رسول اللّه الى الثنية فقال :هذه ثنية ذات الحنظل ؟ فقال عمرو : نعم يا رسول اللّه
.

وعـن ابـي سـعيد الخدري قال : انما كان عامة زادنا التمر , وانما مع رسول اللّه الدقيق فحين نزل
رسول اللّه قال : من كان معه ثقل فليصطنع [ اي : من كان معه دقيق فليخبز ] فقلنا : يا رسول اللّه انا
نخاف من قريش ان ترانا فاوقدوا النيران فكانت اكثر من خمسمئة نار فلما اصبحنا صلى رسول اللّه بنا الصبح «1397» .

وروى ابـن اسـحـاق بـسـنده عن المسور بن مخرمة قال : خرج رسول اللّه حتى اذا سلك في ثنية
الـمـرار بـركت ناقته , فقال الناس : خلات الناقة «1398» فقال (ص ) : ما خلات , وما هو لها
بـخـلـق , ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة الرحم الا اعطيتهم اياها «1399» .

وروى الـخـبـر الـواقـدي وفـيـه زيـادة : ثـم قـامت فعادت حتى نزلت به على ثمد ظنون قليل
«1400» فقيل له : يا رسول اللّه مابالوادي ما ننزل
فـقـال رسـول اللّه لـلـناس : انزلوا عليه «1401» .

وروى الـواقـدي بسنده عن ابي قتادة الانصاري : نزلنا على الحديبية والما قليل , فسمعت الجد بن
قيس [ المنافق ] يقول : ما كان خروجنا الى هؤلاالقوم ؟ ابـا عـبـد اللّه فـلم خرجت ؟قال : خرجت مع قومي احرمت , ولانويت العمرة فذكرت قوله للنبي صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم , فقال رسول اللّه :ابنه
خير منه «1402» .

الما في الحديبية :.

الما في الحديبية
:


فـروى بـسنده عن ناجية بن الاعجم الاسلمي قال : كان المشركون قدسبقوا الى بلدح فغلبوا على مياهه , والناس في حر شديد , والبئر واحدة , وقدشكى الناس الى النبي قلة مائها , فدعا بدلو من ما
الـبـئر فـجئته به فمضمض فاه ثم مجه فيه , واخرج سهما من كنانته ودفعه الي وقال : انزل بالما
فـصـبـه فـي الـبئر , واثرماها بالسهم ففعلت , فوالذي بعثه بالحق لقد فارت كما تفور القدر وكاد
الـمـايـغـمرني وانا اخرج حتى طمت البئر واستوت بشفيرها , فكان المسلمون يغترفون الما منها
حتى نهلوا عن آخرهم .

النفاق في الحديبية :.

النفاق في الحديبية
:


وكـان يـومـئذ نفر من المنافقين جلوس ينظرون الى الما وقد جاشت البئر وهم على شفيرها , فقال اوس بـن خـولي لعبد اللّه بن ابي بن سلول : ويحك ياابا الحباب : اما آن لك ان تبصر ما انت عليه ؟
«1403» وردنا بئرايتبرض ماؤها ؟ «1404» فتوضا رسول اللّه في الدلو
ومضمض فاه فيه , ثم افرغ الدلوفيها ونزل بالسهم فحثحثها فجاشت بالروا.

فقال ابن ابي : قد رايت مثل هذا فقال اوس : قبحك اللّه وقبح رايك وقال له رسول اللّه : اي ابا الحباب , اين رايت مثل ما رايت اليوم ؟.

قال : ما رايت مثله قط فقال رسول اللّه : فلم قلت ما قلت ؟.

«1405» .

وقـال ابو قتادة الانصاري : فلما دعا رسول اللّه الرجل وتوضا بالدلوومج فاه فيه ثم رده في البئر
ونزل فيها بالسهم , فجاشت البئر بالروا رايت الجدبن القيس على شفير البئر مادا رجليه في الما فقلت له : ابا عبد اللّه , اين ما قلت ؟.

فقال : لا تذكر لمحمد مما قلت شيئا , انما كنت امزح معك «1406» .

وفـي الـمسا مطرت السما فكثر الما , فروى الواقدي بسنده عن ابي قتادة الانصاري قال : فسمعت
«1407» .

فروى الواقدي بسنده عن زيد بن خالد الجهني قال : صلى بنا رسول اللّه في الحديبية صبيحة مطر
كـان في الليل , فلما انصرف اقبل على الناس فقال :هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : اللّه ورسوله
اعـلـم فقال : انه قال : اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر , فاما من قال : مطرنا بفضل اللّه ورحمته ,
فـذلـك مـؤمـن بـي كـافـر بـالـكـواكـب , وامـا مـن قال : مطرنا بنؤ كذا وكذا , فذلك كافر بي
مؤمن بالكواكب «1408» .

هدايا المشركين :.

هدايا المشركين
:


قال الواقدي : وقالوا : لما نزل رسول اللّه الحديبية اهدى عمرو بن سالم الخزاعي من ضجنان لسعد بـن عـبـادة الخزرجي وكان صديقا له غنما وجزراعلى يد غلام منهم , فجا سعد بالغنم والغلام الى
رسول اللّه فاخبره : ان عمرااهداها له , فقال رسول اللّه : فبارك اللّه في عمرو غـلام ايـن تـركت اهلك ؟ قال : تركتهم قريبا بضجنان وما والاه , فقال : فكيف تركت البلاد ؟ فقال
الـغـلام : تـركتها وقد تيسرت قد ابتليت الارض فتشبعت شاتهاوشبع بعيرها مما جمعا من حوض
الارض وبـقـلـهـا الـى الليل , وتركت مياههم كثيرة تشرع فيها الماشية , مع قلة حاجتهما الى الما
لرطوبة الارض .

فـاعـجب رسول اللّه لسانه وكانت عليه بردة بالية , فامر له بكسوة ,فكسي الغلام فقال الغلام : اني
اريد ان امس يدك اطلب بذلك البركة فقبلها , فمسح رسول اللّه على راسه وقال : بارك اللّه فيك «1409» .

ثم فرق رسول اللّه الغنم كلها على اصحابه , وامر بالجزر ان تنحروتقسم في اصحابه .

وكانت ام سلمة معه فقالت : وشركنا في شاة فدخل علينا بعضها ,ودخل علينا من لحم الجزر كنحو
«1410» .


رسل المشركين :.

رسل المشركين
:


روى ابـن اسـحـاق بـسـنـده عن المسور بن مخرمة قال : لما اطمان رسول اللّه اتاه بديل بن ورقا الخزاعي في رجال من خزاعة ـ وكانوا ناصحين لرسول اللّه لا يخفون عنه شيئا ـ فسالوه : ما الذي
جا به ؟.

فقال لهم مثل ما قال لبشر بن سفيان وانه لم يات يريد حربا وانما جازائرا للبيت ومعظما لحرمته .

فرجع بديل الخزاعي ورجاله الى قريش فقالوا لهم : يا معشر قريش ,انكم تعجلون على محمد , ان
محمدا لم يات لقتال , وانما جا زائرا هذا البيت .

فقالوا : وان كان لا يريد قتالا فواللّه لا يدخلها علينا عنوة , ولا تحدث بذلك عنا العرب «1411»
.

وفـي خـبـر « روضـة الـكـافـي » عن الصادق (ع ) قال : ثم ارسلوا الحليس [ سيد الاحابيش
] «1412» فراى البدن ( وقد تكل اوبارها ).

فرجع وقال لابي سفيان : يا ابا سفيان , اما واللّه ما على هذا حالفناكم على ان تردوا الهدي عن محله .

فقال له ابو سفيان : اسكت فانما انت اعرابي فقال الحليس : امـا واللّه لتخلين عـن محمد ومـا اراد , اولانفردن بالاحابيش فقال ابو سفيان : اسكت حتى ناخذ من محمد ولثا «1413» .

فـارسلوا اليه عروة بن مسعود [ الثقفي ] «1414» وقد كان جا الى قريش في القوم الذين اصابهم
الـمغيرة بن شعبة [ الثقفي ] كان قد خرج معهم من الطائف تجارا فقتلهم وجا باموالهم الى رسول اللّه
(ص ) فابى رسول اللّه ان يقبلها وقال :هذا غدر , ولا حاجة لنا فيه .

فـارسـل [ مـقدم المسلمين ] الى رسول اللّه : يا رسول اللّه , هذا عروة بن مسعود قد اتاكم , وهو
يعظم البدن .

فقال [ رسول اللّه ] : فاقيموها [ له ] فاقاموها.

فقال : يا محمد , مجي من جئت ؟.

قـال : جـئت اطـوف بـالـبـيت واسعى بين الصفا والمروة وانحر هذه الابل واخلي [ بينكم ] وبين
لحماتها «1415» .

وفي خبر القمي عن الصادق (ع ) ـ ايضا ـ قال :.

قال رسول اللّه : ما جئت لحرب , وانما جئت لاقضي نسكي فانحر بدني ,واخلي بينكم وبين لحماتها
.

وقـال ( عروة ) : يا محمد , تركت قومك وقد ضربوا الابنية واخرجواالعوذ المطافيل [ العائذات
مـعـهـا اطفالها ] يحلفون باللات والعزى لا يدعوك تدخل مكة وفيها عين تطرف , فان مكة حرمهم
«1416» .

؟ وفي خبر الكليني قال : فلا واللات والعزى ما رايت مثلك رد عما جئت له , ان قومك يذكرونك اللّه
والرحم ان تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم , وان تقطع ارحامهم وان تجري عليهم عدوهم فقال رسول اللّه : ما انا بفاعل حتى ادخلها.

وكـان عـروة حين كلم رسول اللّه تناول لحيته , وكان المغيرة [ بن شعبة ]قائما على راس النبي ,
فضرب يد عروة , فقال عروة : من هذا يا محمد ؟ فقال :هذا ابن اخيك المغيرة غدر , ما جئت الا في غسل سلحتك «1417» .

ثـم رجـع الـى [ مـكـة ] فـقـال لابـي سـفـيان واصحابه : لا واللّه ما رايت مثل محمد رد عما جا
له «1418» .

وقال الواقدي : فلما فرغ عروة بن مسعود من كلام رسول اللّه ركب حتى رجع الى قريش فقال لهم :
يـا قوم , اني وفدت على الملوك : على كسرى وهرقل والنجاشي , واني ـ واللّه ـ ما رايت ملكا قط
اطوع فيمن هو بين ظهرانيه من محمد في اصحابه الصوت , ويكفيه ان يشيرالى امر فيفعل , وما يتنخم وما يبصق الا وقعت في يد رجل منهم يمسح بها
جلده واعـلـمـوا انكم ان اردتم السيف بذلوه لكم , وقد رايت قوما ما يبالون ما يصنع بهم اذا هم منعوا و (
حـمـوا ) صـاحـبـهم , واللّه لقد رايت معه اناسا لايسلمونه على حال ابدا والـوهن في الراي , وقد عرض عليكم خطة فمادوه اني اخاف ان لا تنصروا عليه ( فانه ) رجل اتى هذا البيت معظما له معه الهدي ينحره وينصرف فـقالوا له : يا ابا يعفور , لا تتكلم بهذا , ولو غيرك تكلم بهذا للمناه ,ولكن نرده عن البيت في عامنا
هذا ويرجع , الى قابل «1419» .

رسل رسول اللّه :.

رسل رسول
اللّه :


روى ابـن اسحاق : ان رسول اللّه دعا خراش بن امية الخزاعي فبعثه الى قريش مكة , وحمله على بعير له , ليبلغ اشرافهم عنه ما جا له .

فعقروا به جمل رسول اللّه وارادوا قتله فمنعت عنه الاحباش وخلواسبيله «1420» .

فـروى الـكـليني في « روضة الكافي » بسنده عن الصادق (ع ) : « ان رسول اللّه اراد ان يبعث
عمر , فقال : يا رسول اللّه , ان عشيرتي قليل , واني فيهم على ماتعلم , ولكني ادلك على عثمان بن
عفان «1421» .

فـارسـل الـيـه رسول اللّه فقال له : انطلق الى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربي من فتح
مكة «1422» .

فـلما انطلق عثمان لقى ابان [ بن سعيد بن العاص الاموي ] فتاخر عن السرج وحمل عثمان بين يديه
وادخله مكة واعلمهم «1423» .

ذكـر الطبرسي في « اعلام الورى » : ان رسول اللّه بعث عثمان بن عفان الى اهل مكة يستاذنهم
ان يدخل مكة معتمرا.

فابوا ان يتركوه واحتبس , فظن رسول اللّه انهم قتلوه «1424» .

الحراسة والغارة :.

الحراسة والغارة
:


قال الواقدي : وكان رسول اللّه يامر اصحابه بالحديبية يتحارسون الليل , فكان ثلاثة منهم يتناوبون الـحـراسـة : اوس بـن خـولي , وعباد بن بشر ,ومحمد بن مسلمة , فكان الرجل منهم يبيت على
الحرس يطيف بالعسكر حتى يصبح .

وكان عثمان قد اقام بمكة ثلاثا يدعو قريشا وكان رجال من المسلمين قد دخلوا مكة باذن رسول اللّه
الى اهليهم «1425» وهم عشرة من المهاجرين : حاطب بن ابي بلتعة , وابو حاطب بن عمرو بن
عـبـد شمس , وابو الروم بن عمير , وعميربن وهب الجمحي , وعبد اللّه بن ابي امية بن وهب ,
وعبد اللّه بن حذافة , وعبد اللّه بن سهيل بن عمرو العامري : سفير الصلح , وعياش بن ابي ربيعة ,
وكرز بن جابرالفهري , وهشام بن العاص بن وائل «1426» .

وليلة من تلك الليالي وعثمان بعد بمكة , ومحمد بن مسلمة ( على الحراسة ) وقد كانت قريش بعثت
خمسين رجلا ليلا «1427» عليهم مكرز بن حفص ,امروهم ان يطيفوا بالنبي صلى اللّه عليه [
وآلـه ] رجـا ان يـصـيـبوا منهم احدا , اويصيبوا منهم غرة , فاخذهم محمد بن مسلمة واصحابه
وجاؤوا بهم الى رسول اللّه .

وبـلـغ قريشا ان اصحابهم حبسوا , فجا جمع منهم الى المسلمين وتراموا بالنبل والحجارة , واسر
المسلمون منهم اسرى آخرين ايضا «1428» .

بيعة الرضوان :.

بيعة الرضوان
:


ثـم ان قريشا بعثوا سهيل بن عمرو [ العامري ] وحويطب بن عبدالعزى , ومكرز بن حفص [ قائد الاسرى الخمسين لرسول اللّه للصلح ].

وقد بلغ رسول اللّه ان عثمان واصحابه [ المهاجرين العشرة ] قد قتلوا فاقبل رسول اللّه يؤم منزل
غـزية بن عمرو المازني من بني النجار ومعه زوجته ام عمارة , فجلس في رحالهم ثم قال : ان اللّه
امرني بالبيعة فتداك الناس يبايعونه ,بايعهم على ان لا يفروا «1429» .

وقـال الـطـبـرسـي فـي « اعـلام الـورى » : فـبـايـعوه تحت الشجرة على ان لايفروا عنه
ابدا «1430» .

وقال المفيد في « الارشاد » : ان عليا (ع ) طرح ثوبا بينه (ص ) وبين النسا فبايعنه بمسح الثوب
, ورسول اللّه يمسح الثوب مما يليه «1431» .

وروى الكليني : ان رسول اللّه ضرب باحدى يديه على الاخرى لعثمان «1432» .

وانبا النبي عن الوصي :.

وانبا النبي عن الوصي
:


وروى في « الارشاد » بسنده عن علي بن الحسين (ع ) قال : انقطع شسع نعل رسول اللّه (ص ) فـدفـعها الى علي (ع ) يصلحها , ثم مشى في نعل واحدة غلوة ( رمية سهم ) او نحوها , واقبل على
اصحابه فقال : ان منكم من يقاتل على التاويل كما قاتل معي على التنزيل .

فقال ابو بكر : انا ذاك يا رسول اللّه ؟ قال : لا.

فقال عمر : فانا يا رسول اللّه ؟ قال : لا.

فـامـسـك القوم ونظر بعضهم الى بعض , فقال رسول اللّه : لكنه خاصف النعل ـ واوما الى علي (ع )
وقال ـ انه المقاتل على التاويل اذا تركت سنتي ونبذت , وحرق كتاب اللّه , وتكلم في الدين من ليس
له ذلك , فيقاتلهم علي على احيا دين اللّه عز وجل «1433» .

وكـان الـشـيخ المفيد راى وحدة او تقارب هذا الحديث مع ما رواه في لقا سهيل بن عمرو العامري
برسول اللّه سفيرا للصلح معه قال : اقبل سهيل بن عمرو الى النبي فقال له : يا محمد ان ارقانا لحقوا
بك فارددهم علينا ـ اوليبعثن اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للايمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر : يا رسول اللّه , ابو بكر ذلك الرجل ؟ قال : لا.

قيل : فعمر ؟ قال : لا , ولكنه خاصف النعل في الحجرة .

فـتـبـادر الـنـاس الـى الـحـجـرة ينظرون من الرجل ؟ فاذا هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب
(ع ) «1434» .

وفي « روضة الكافي » بسنده عن الصادق (ع ) قال : فارسلوا اليه سهيل بن عمرو وحويطب بن
عبد العزى فامر رسول اللّه فاثيرت البدن في وجوههم ,فقالا : مجي من جئت ؟.

قال : جئت لاطوف بالبيت واسعى بين الصفا والمروة وانحر البدن واخلي بينكم وبين لحماتها.

فـقـالا : ان قـومـك يـناشدونك اللّه والرحمة ان تدخل عليهم بلادهم بغيراذنهم وتقطع ارحامهم
وتجرئ عليهم عدوهم فابى رسول اللّه الا ان يدخلها «1435» .

وفـي خـبـر الـقـمي في تفسيره بسنده عنه (ع ) ايضا قال : فبعثوا [ مكرزبن ] حفص بن الاخيف
وسهيل بن عمرو فوافوا رسول اللّه فقالوا :.

يا محمد , الا ترجع عنا عامك هذا , الى ان ننظر الى ماذا يصير امرك وامر العرب ( ؟ ) فان العرب
قد تسامعت بمسيرك , فان دخلت بلادنا وحرمنااستذلتنا العرب واجترات علينا ونخلي لك البيت في
العام القابل في هذا الشهر[ ذي القعدة ] ثلاثة ايام حتى تقضي نسكك وتنصرف عنا ؟.

فاجابهم رسول اللّه (ص ) الى ذلك , وقالوا له :.

وترد الينا كل من جاك من رجالنا , ونرد اليك كل من جانا من رجالك ؟ فقال رسول اللّه : من جاكم من
رجالنا فلا حاجة لنا فيه , ولكن :.

عـلـى ان الـمـسـلمين بمكة لا يؤذون في اظهارهم الاسلام , ولا يكرهون ,ولا ينكر عليهم شي
يفعلونه من شرائع الاسلام ؟.

فقبلوا ذلك ورجع سهيل بن عمرو و [ مكرز بن ] حفص بن الاخيف الى قريش فاخبراهم بالصلح .

اعتراض بعض الصحابة :.

اعتراض بعض الصحابة
:


قـال القمي : فلما اجابهم رسول اللّه الى الصلح انكر ذلك عامة الصحابة , واشد ما كان انكارا [ عمر بن الخطاب ] فقال :.

يا رسول اللّه , السنا على الحق وعدونا على باطل ؟.

فقال : نعم .

قال : فنعطي الدنية في ديننا ؟.

فقال : ان اللّه وعدني , ولن يخلفني .

فقال عمر : يا رسول اللّه الم تقل لنا ان ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلقين ؟ فقال : امن عامنا هذا وعدتك وقلت لك : ان اللّه ـ عز وجل ـ قدوعدني ان افتح مكة واطوف واسعى
مع المحلقين ؟ «1436» .

ولما اكثروا عليه قال لهم رسول اللّه :.

الـسـتـم اصـحابي يوم بدر انزل اللّه فيكم : ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من
الملائكة مردفين ) «1437» .

الـسـتـم اصـحابي يوم احد : ( اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم ...

) «1438» .

الستم اصحابي يوم كذا ؟ الستم اصحابي يوم كذا ؟.

فـاعـتـذروا الـى رسـول اللّه وندموا على ما كان منهم , وقالوا : اللّه اعلم ورسوله , فاصنع ما بدا
لك «1439» .

قبول قريش بالصلح :.

قبول قريش بالصلح
:


قال : ورجع [ مكرز بن ] حفص بن الاخيف وسهيل بن عمرو الى رسول اللّه وقالا :.

يـا مـحـمـد , قـد اجـابـت قريش الى ما اشترطت عليهم من اظهار الاسلام وان لا يكره احد على
دينه «1440» .

ثم قال : يا ابا القاسم , ان مكة حرمنا وعزنا , وقد تسامعت العرب بك انك قد غزوتنا , ومتى ما تدخل
علينا مكة عنوة تطمع فينا فنتخطف , وانا نذكرك الرحم , فان مكة بغيتك التي تفلقت عن راسك .

فقال له رسول اللّه : فما تريد ؟.

قـال : اريـد ان اكتب بيني وبينك هدنة , على ان اخليها لك في قابل فتدخلها , ولا تدخلها بخوف ولا
فزع ولا سلاح , الا بسلاح الراكب : القسي ,والسيوف في القراب «1441» .

قـال المفيد في « الارشاد » لما ضرع سهيل بن عمرو الى النبي (ع ) في الصلح نزل الوحي عليه
بـالاجـابـة الـى ذلـك , وان يـجـعـل امـيـر الـمـؤمـنـين (ع ) كاتبه يومئذوالمتولي لعقد الصلح
بخطه «1442» .

نص معاهدة الصلح :.

نص معاهدة الصلح
:


قال الطبرسي في « اعلام الورى » : فدعا رسول اللّه (ص ) علي بن ابي طالب (ع ) , فاخذ اديما احمر فوضعه على فخذه «1443» .

فقال (ص ) لعلي (ع ) : اكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم .

فقال سهيل : ما ادري ما الرحمن الا اني اظنه هذا الذي باليمامة ,ولكن اكتب كما نكتب : باسمك اللهم
[ فكتب باسمك اللهم ].

فقال : واكتب : هذا ما قاضى عليه رسول اللّه سهيل بن عمرو.

فقال سهيل : فعلام نقاتلك يا محمد ؟ فقال (ص ) : انا رسول اللّه وانا محمد بن عبد اللّه «1444» .

فـقال له سهيل : لا اجيبك الى كتاب تسمى فيه رسول اللّه , ولو اعلم انك رسول اللّه لم اقاتلك , اني
اذا ظـلمتك اذ منعتك ان تطوف ببيت اللّه وانت رسول اللّه , ولكن اكتب : « محمد بن عبد اللّه »
اجبك .

قال علي (ع ) : فغضبت فقلت : بلى واللّه انه لرسول اللّه وان رغم انفك فـقـال رسـول اللّه : يا علي , اني لرسول اللّه , واني لمحمد بن عبد اللّه , ولن يمحو عني الرسالة
كـتـابـي الـيـهـم : من محمد بن عبد اللّه , فاكتب : محمد بن عبد اللّه اكتب ما يامرك , ان لك مثلها
ستعطيها وانت مضطهد «1445» .

فمحا رسول اللّه اسمه بيده , وامرني فكتبت : « محمد بن عبد اللّه «1446» والملامن قريش
وسهيل بن عمرو , اصطلحوا على :.

وضع الحرب بينهم عشر سنين «1447» على ان يكف بعض عن بعض , وعلى انه لا اسلال ولا
اغلال «1448» وان بيننا وبينهم غيبة مكفوفة .

وانـه مـن احب ان يدخل في عهد محمد وعقده فعل , وان من احب ان يدخل في عهد قريش وعقدها
فعل .

وانه من اتى من قريش الى اصحاب محمد بغير اذن وليه يردوه اليه وانه من اتى قريشا من اصحاب
محمد لم يردوه اليه .

وان يكون الاسلام ظاهرا بمكة , لا يكره احد على دينه ولا يؤذى ولايعير.

وان مـحـمـدا يـرجـع عـنـهـم عامه هذا واصحابه , ثم يدخل في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة
ايـام «1449» , ولا يـدخـل عـليها بسلاح الا سلاح المسافر :السيوف في القراب وشهد على
الكتاب المهاجرون والانصار وكتب علي بن ابي طالب ».

ثم قال رسول اللّه لعلي (ع ) : يا علي , انك ان ابيت ان تمحو اسمي من النبوة فوالذي بعثني بالحق نبيا
لتجيبن ابناهم الى مثلها وانت مضيض مضطهد «1450» .

فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت : نحن في عهد محمد رسول اللّه وعقده .

وقامت بنو بكر فقالت : نحن في عهد قريش وعقدها.

وكتبوا نسختين , نسخة عند رسول اللّه , ونسخة عند سهيل بن عمرو «1451» .

ابو جندل بن سهيل :.

في خبر الطبرسي في « مجمع البيان » عن المسور بن مخرمة : بينا هم كذلك اذ جا ابو جندل بن
سـهـيـل بن عمرو يرسف في قيوده , قد خرج من اسفل مكة , حتى رمى بنفسه بين اظهر المسلمين
وكان [ مسلما ] قد عذب عذاباشديدا.

فقال سهيل : هذا ـ يا محمد ـ اول ما اقاضيك عليه ان ترده .

فقال النبي : انا لم نقض بالكتاب بعد قال :واللّه ـ اذا ـ لا اصالحك على شي ابدا.

فقال النبي : فاجره لي فقال : ما انا بمجيره لك قال : بلى , فافعل قال :ما انا بفاعل فقال مكرز بن حفص : بلى قد اجرناه .

فقال ابو جندل بن سهيل : معاشر المسلمين , اارد الى المشركين وقدجئت مسلما ؟ لقيت ؟ «1452» .

قـال : فـقـام (ص ) واخذ بيده وقال : اللهم ان كنت تعلم ان ابا جندل لصادق فاجعل له من امره فرجا
ومخرجا.

ثـم اقـبل على الناس وقال : انه ليس عليه باس , انما يرجع الى ابيه وامه ,واني اريد ان اتم لقريش
شرطها «1453» .

قـال الـقـمـي : ورجـع سـهـيـل بن عمرو [ بابنه ومعه مكرز بن ] حفص بن الاخيف الى قريش ,
فاخبراهم «1454» بالامر.

خروجهم من احرام العمرة :.

روى الـقـمي في تفسيره بسنده عن الصادق (ع ) قال : وقال رسول اللّه لاصحابه : انحروا بدنكم ,
واحـلـقـوا رؤوسـكـم فـامتنعوا وقالوا : كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت , ولم نسع بين الصفا
والمروة ؟ فاغتم رسول اللّه من ذلك , وشكى ذلك الى ام سلمة .

فقالت : يا رسول اللّه , انحر انت واحلق .

فنحر رسول اللّه وحلق فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب «1455» .

فقال رسول اللّه ـ تعظيما للبدن : رحم اللّه المحلقين , لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق .

فقال قوم لم يسوقوا البدن : يا رسول اللّه , والمقصرين ؟.

فقال رسول اللّه ثانيا : رحم اللّه المحلقين الذين لم يسوقوا الهدي .

فقالوا : يا رسول اللّه والمقصرين ؟.

فقال : رحم اللّه المقصرين «1456» .

في طريق العودة :.

قالوا : اقام رسول اللّه بالحديبية بضعة عشر يوما «1457» ثم انصرف راجعانحو المدينة , فعاد
الى التنعيم «1458» فجا اصحابه الذين انكروا عليه الصلح واعتذروااليه واظهروا الندامة على
ما كان منهم , وسالوا رسول اللّه ان يستغفر لهم فنزل ( انا فتحنا لك فتحا مبينا ) «1459» .

وروى الـطـبـرسي في « مجمع البيان » عن مجمع بن جارية «1460» الانصاري ـ وكان من
الـقـرا ـ قـال : شـهـدنـا الـحـديـبـية مع رسول اللّه (ص ) , فلما انصرفنا عنهااذا الناس يهذون
الابـاعر «1461» فقال بعض الناس لبعض : ما بال الناس ؟ قالوا :اوحي الى رسول اللّه فخرجنا
اليه فوجدناه على راحلته واقفا عند كراع الغميم «1462» فلما اجتمع اليه الناس قرا :.

( بسم اللّه الرحمن الرحيم انا فتحنا لك فتحا مبينا ... ).

فقال عمر : افتح هو يا رسول اللّه ؟ قال : نعم , والذي نفسي بيده , انه لفتح «1463» .

وفي معنى الفتح :.

وفي معنى
الفتح :


نـقـل الـطوسي في « التبيان » عن البلخي عن الشعبي في معنى الفتح في الحديبية : ان البئر فيها غـارت فـمـج النبي (ص ) فيها فظهر ماؤها حتى امتلات به ,ثم بويع بيعة الرضوان , ثم بلغ الهدي
محله , وظهرت الروم على فارس «1464» .

ونقله عنه الطبرسي في « مجمع البيان » وزاد : ففرح المسلمون بظهوراهل الكتاب وهم الروم
على المجوس , اذ فيه مصداق قول اللّه ـ تعالى ـ : ( ... وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين
للّه الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه ينصر من يشا ... ) «1465» .

وقـد قال المسعودي في « التنبيه والاشراف » في حوادث السنة السادسة : وفيها ظهرت الروم
على قائد الفرس شهربراز صاحب پرويزفانكشف هو والفرس عن الروم «1466» .

وقال في تعداد ملوك الروم بعد القيصر فوقاس : الثاني والعشرون من ملوك الروم المتنصرة : هرقل
بـن فـوقـاس بـن مرقس , وكان من مدينة صلونيقية ملك لثلاث وثلاثين سنة مضت من ملك خسرو
پـرويـز بـن هـرمـز وفـي اول سـنـة مـن مـلكه كانت هجرة رسول اللّه وملك خمسا وعشرين
سنة «1467» .

قال : وكان شهربراز صاحب جيش خسرو پرويز محاصراللقسطنطينية , فذهب هرقل اليه ومالاه
عـلـى پرويز , ففسد الحال بينه وبين پرويز ,وانكشف بجيشه عن محاصرة القسطنطينية فخرج
هرقل في مراكب كثيرة في الخليج الى بحر الخزرواستنجد هناك بملوك اللان والخزر والسرير
والانجاز وجرزان والارمن وغيرهم على پرويز حتى صارت جيوشه الى الماهات من ارض الجبل
واتصلت جيوشه الى ارض العراق , فشن الغارات وقتل وسبى , واحتال عليه پرويز بحيلة فانصرف
راجعا الى القسطنطينية «1468» هذا , ولم يؤرخ هنا سنة هذه الغلبة الرومية على فارس .

وقال ابن العبري في « تاريخ مختصر الدول » : في السنة الخامسة عشرة من ملك هرقل غزا اهل
هـرقـل ( كـذا ) الـفـرس , فافتتحوا مدينة كسرى ( مدائن طسفون ؟ ) وسبوا منها خلقا كثيرا
وانصرفوا «1469» .

فلعل لهذا الخبر اثرا في حال المسلمين والمشركين يومئذ.

وكرامة في عسفان :.

وكرامة في عسفان
:

وقال الواقدي في « المغازي » ثم نزل بمر الظهران , ثم نزل عسفان وقدنفد زادهم «1470»
فشكوا اليه ذلك فامر ان يبسطوا الانطاع , وان ياتوا ببقية ازوادهم فيطرحوها فيها.

فـفـعـلـوا فـقـام ودعـا بـالـبركة فيها , ثم امرهم ان ياتوه باوعيتهم , فملؤوهاحتى لم يجدوا له
محملا «1471» .

وكانوا صائفين لا يجدون ما , واذن رسول اللّه بالرحيل , فمطروا , فنزل رسول اللّه ونزلوا معه ,
فشربوا ما شاؤوا «1472» .

استعراض سورة الفتح :.

/ 31