موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عشر لقائح , وذهب القوم بالعشر الباقي «1316» .

قـال سـلـمـة بـن عمرو الاكوع : لحقنا رسول اللّه والخيول عشا , فقلت :يا رسول اللّه , ان القوم
عطاش وليس لهم ما دون كذا وكذا , فلو بعثتني في مئة رجل استنقذت ما بايديهم من السرح واخذت
باعناق القوم فقال : ملكت فاسجح «1317» , انهم الان في غطفان «1318» .

واقـام رسـول اللّه بـذي قـرد «1319» تلك الليلة ونهارها يتلقى الاخبار ,وكانوا خمسمئة الى
سبعمئة , وقسم في كل مئة منهم جزورا ينحرونها , وصلى بهم صلاة الخوف .

وكـان قد اقام في المدينة سعد بن عبادة في ثلاثمئة من قومه يحرسونهاخمس ليال حتى رجع النبي
(ص ) وهو الذي بعث اليه بعشرة جزائر محملة بالتمورمسيرة لهم , مع ابنه قيس بن سعد , فقال له
رسول اللّه : يا قيس بعثك ابوك فارساوقوى المجاهدين وحرس المدينة من العدو , اللهم ارحم سعدا
وآل سعد ثم قال :نعم المر سعد بن عبادة , وان اهـل هـذا البيت كانوا يطعمون في المحل ويحملون الكل ويقرون الضيف ويعطون في النائبة
ويحملون عن العشيرة فقال النبي (ص ) : خيار الناس في الاسلام خيارهم في الجاهلية اذا فقهوا في
الدين «1320» .

وروى ابن اسحاق عن الحسن بن ابي الحسن البصري : ان رسول اللّه رجع قافلا الى المدينة فاقبلت
امراة الغفاري ( ابي ذر او ابنه ) على ناقة من نوق رسول اللّه نجت عليها , فاخبرته خبرها ثم قالت
: يـا رسـول اللّه , اني قد نذرت للّه ان انحرها ان نجاني اللّه عليها ؟ فتبسم رسول اللّه ثم قال لها :
بـئس مـا جزيتها ان حملك اللّه عليها ونجاك بها ثم تنحرينها ؟ لاتملكين , وانما هي ناقة من ابلي فارجعي الى اهلك على بركة اللّه «1321» .

وروى الواقدي بسنده : ان رجلا يدعى عيينة عثر في بعض اطراف المدينة على ناقة من نوق النبي
فجا بها اليه وقال له : يا رسول اللّه اهديت لك هذه اللقحة اواق مـن فـضة , ومع ذلك عرف في وجهه عدم الرضا , فلمـا صلى الظهر صعد المنبر فحمد اللّه
واثـنى عليه ثم قال : ان الرجل ليهدي لي الناقة من ابلي اعرفها كما اعرف بعض اهلي ثم اثيبه عليها
فيظل يتسخط علي , ولقد هممت ان لا اقبل هدية الا من قرشي اوانصاري .

وكان ابو هريرة يروي الخبر فيزيد فيه : او ثقفي او دوسي «1322» .

حرب بني محارب :.

حرب بني
محارب :


روى الواقدي : اجدبت بلاد بني ثعلبة وانمار ومحارب فصاروا الى تغلمين من اراضي المراض , ثم اجمعوا ان يغيروا على سرح المدينة ببطن هيقا ,وبلغ ذلك رسول اللّه فبعث ابا عبيدة بن الجراح في
اربعين رجلا من المسلمين بعدصلاة المغرب في ربيع الاخر سنة ست , فباتوا يمشون ليلتهم حتى
وافوا ذي القصة «1323» مع الصبح فاغاروا عليهم فاخذوا رجلا منهم وهرب الباقون في الجبال
,فـاسـتـاقـوا النعم وغنموا المتاع فقدموا به المدينة , واسلم الرجل فتركه رسول اللّه ,وخمس
رسول اللّه الغنيمة وقسمها عليهم «1324» .

ثـم بـعث عليهم محمد بن مسلمة في عشرة , فورد ذي القصة ليلا , فكمن القوم حتى نام المسلمون
فاحدق بهم مئة رجل من بني ثعلبة وعوال , فتراموابالنبال ساعة من الليل , ثم حمل الاعراب عليهم
بـالـرمـاح فـقـتـلـوهـم , ووقـع مـحـمـد بـن مـسـلـمة جريحا لا يتحرك , فجردوهم ثيابهم
وانطلقوا «1325» .

فمر رجل على القتلى فاسترجع وسمعه محمد فتحرك له محمد بن مسلمة فعرض عليه الما والطعام
ثم حمله الى المدينة فبعث النبي الى ذلك الموضع ( من ذي القصة ) ابا عبيدة بن الجراح مع الاربعين
رجلا فلم يجدهم ووجد لهم نعمافاستاقها راجعا الى المدينة «1326» .

صلاة الاستسقا :.

صلاة الاستسقا
:


مـر فـي خـبـر تـفـسير القمي عن بني ضمرة واشجع : ان بلادهم كانت قداجدبت في هذه السنة الـسـادسـة شـهـر ربـيع الاول ومر آنفا في خبر الواقدي : ا نه قد اجدب بلاد بني انمار وثعلبة
ومحارب في شهر ربيع الاخر سنة ست .

وقـد روى الكازروني في «المنتقى » في حوادث هذه السنة السادسة , عن الزهري عن انس بن
مالك قال : اتى المسلمون رسول اللّه فقالوا :.

يا رسول اللّه قحط المطر , ويبس الشجر , وهلكت المواشي واسنت الناس , فاستسق لنا ربك .

فقال : اذا كان يوم ـ كذا وكذا ـ فاخرجوا , واخرجوا معكم بصدقات .

فـلـما كان ذلك اليوم خرج رسول اللّه (ص ) ـ والناس معه ـ يمشي وعليه السكينة والوقار , حتى
اتوا المصلى , فتقدم النبي فصلى بهم ركعتين يجهر فيهمابالقراة , في الاولى بفاتحة الكتاب والاعلى
, وفي الثانية بفاتحة الكتاب والغاشية .

فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه وقلب رداه ـ تفاؤلا لانقلاب القحط الى الخصب ـ ثم جثا على
ركـبتيه ورفع يديه ثم قال : « اللّه اكبر , اللهم اسقنا واغثنا غيثا مغيثا , وحيا ربيعا , وجدى طبقا
غدقا مغدقا عاما , هنيئا مريئامريعا , وابلا شاملا , مسبلا مجلجلا , دائما دررا , نافعا غير ضار ,
عـاجلا غيررائث , غيثا اللهم تحيي به البلاد , وتغيث به العباد , وتجعله بلاغا للحاضر مناوالباد ,
اللهم انزل في ارضنا زينتها , وانزل علينا سكينتها اللهم انزل علينا من السما ما طهورا تحيي به بلدة
ميتا , واسقه مما خلقت انعاما واناسي كثيرا ».

قال انس : فما برحنا حتى اقبلت قزع من السحاب فالتام بعضها الى بعض ثم مطرت عليهم سبعة اى ام
ولياليهن لا تقلع عن المدينة .

فـاتـاه الـمسلمون ـ وهو على المنبر ـ فقالوا : يا رسول اللّه , قد غرقت الارض وتهدمت البيوت ,
وانقطعت السبل , فادع اللّه ـ تعالى ـ ان يصرفها عنا.

فـضـحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه , ثم رفع يديه فقال : « اللهم حوالينا ولا علينا , اللهم على
رؤوس الظراب ومنابت الشجر وبطون الاودية وظهور الاكام ».

فـتـصـدعت قطع السحاب عن المدينة حتى كانت في مثل الفسطاطعليها , تمطر على مراعيها ولا
تمطر فيها.

قـالـوا : فلما صارت المدينة في مثل الفسطاط ضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه ثم قال : للّه ابو
طالب , لو كان حيا قرت عيناه , من الذي ينشدقوله ؟.

فقام علي بن ابي طالب فقال : يا رسول اللّه كانك اردت قوله :.

وابيض يستسقى الغمام بوجهه ـــــثمال اليتامى عصمة للارامل .

يلوذ به الهلا ك من آل هاشم ـــــفهم عنده في نعمة وفواضل .

كذبتم وبيت اللّه نبزي محمداـــــولما نقاتل دونه ونناضل .

ونسلمه حتى نصرع حوله ـــــونذهل عن ابنائنا والحلائل .

فقال رسول اللّه : اجل «1327» .

مصادرة قافلة تجارة قريش :.

مصادرة قافلة تجارة
قريش :


كـان رسول اللّه يحاول محاصرة قريش اقتصاديا قبل ان يحاصرهاعسكريا , واقتصاصا من اموالها لـما استلبوا وصادروا من اموال المسلمين المهاجرين فكانت وقعة بدر ردا على محاولته ذلك للمرة
الاولى .

وقـد نـقلنا برواية ابن اسحاق : ان قريشا حين كان من وقعة بدر ما كان خافوا طريقهم الذي كانوا
يـسـلكون الى الشام , فاستاجروا فرات بن حيان من بني بكر بن وائل يدلهم على طريق العراق الى
الـشـام فبعث رسول اللّه عليهم زيدبن حارثة فلقيهم في القردة ما من مياه نجد , فاصاب العير وفيها
فضة كثيرة لابي سفيان ـ واعجزه الرجال ـ فقدم بها على رسول اللّه «1328» .

وبعد غزوة الغابة ـ فيما روى الواقدي ـ بلغه ان عيرا لقريش اقبلت من الشام , فبعث زيد بن حارثة
ـ ايضا ـ في مئة وسبعين راكبا , فاخذوها , وفيهايومئذ فضة كثيرة لصفوان بن امية الجمحي وذلك
في جمادى الاولى سنة ست «1329» في العيص من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق
قريش التي كانواياخذون عليها الى الشام «1330» .

وقال الطبرسي في «اعلام الورى » : فيها اخذت اموال ابي العاص بن الربيع وفيها بضائع لقريش ,
وقدموا بها على رسول اللّه , فقسمه بينهم وافلت ابوالعاص ولكنه اتى المدينة فاستجار بزينب بنت
رسول اللّه ( زوجته ) وسالها ان تطلب من رسول اللّه ان يرد عليه ماله وما كان معه من اموال الناس .

فدعا رسول اللّه السرية وقال لهم : ان هذا الرجل ( ابو العاص بن الربيع ) منا بحيث قد علمتم , فان
رايتم ان تردوا عليه فافعلوا.

فردوا عليه ما اصابوا منه فخرج «1331» .

سرية الى بني ثعلبة :.

سرية الى بني ثعلبة
:


روى الـواقـدي : ان رسـول اللّه بعث زيد بن حارثة في جمادى الاخرة سنة ست الى بني ثعلبة في الـطـرف «1332» فـي خمسة عشر رجلا , فخاف الاعراب ان يكون رسول اللّه قد سار اليهم
فهربوا , فلم يكن قتال , واصاب شياها ونعمافانحدر زيد بعشرين بعيرا منها الى المدينة , فخرجوا
في طلبه فاعجزهم حتى اصبح بالمدينة «1333» .

غزوة دومة الجندل :.

غزوة دومة
الجندل :

«1334» روى الـواقـدي : ان رسول اللّه دعا عبد الرحمان بن عوف الزهري ( في شعبان سنة
ست ) فقال له : تجهز فاني باعثك في سرية من يومك هذا او من غد ان شا اللّه ثم امره رسول اللّه ان
يسير من الليل الى دومة الجندل فيدعوهم الى الاسلام ومضى اصحابه في السحر فعسكروا بالجرف
, وهم سبعمئة رجل .

وصـلـى رسول اللّه صلاة الصبح واذا عبد الرحمان بن عوف في ناس من المهاجرين , وهو متوشح
سـيـفا وقد لف على راسه عمامة , فقال له رسول اللّه : ماخلفك عن اصحابك ؟ فقال : يا رسول اللّه
احببت ان يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري فدعاه النبي فاقعده بين يديه فنقض عمامته بيده ثم
عـممه بعمامة سودا فارخى منها ذيلها بين كتفيه وقال : هكذا فاعتم يا بن عوف ثم قال له : اغز باسم
اللّه وفي سبيل اللّه , فقاتل من كفر باللّه , لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا ثم التفت الى الناس فقال :.

اى ها الناس , اتقوا خمسا قبل ان يحل بكم :.

ما نقص مكيال قوم الا اخذهم اللّه بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون وما نكث قوم عهدهم الا سلط اللّه عليهم عدوهم وما منع قـوم الزكـاة الا امسك اللّه عليهم قطر السما , ولولا البهائم لم يسقوا وما ظهرت الفاحشة في قوم الا سلط اللّه عليهم الطاعون وما حكم قوم بغير آي القرآن الا البسهم اللّه شيعا واذاق اللّه بعضهم باس بعض ثـم خرج عبد الرحمان حتى لحق باصحابه فسار بهم حتى قدم دومة الجندل , وهم نصارى من كلب
ورئيسهم الاصبغ بن عمرو الكلبي , فدعاه وقومه للاسلام , فابوا ان يعطونه الا السيف , فمكث بها
ثلاثة ايام يدعوهم الى الاسلام ,فلما كان اليوم الثالث اسلم الاصبغ بن عمرو الكلبي واقام على اعطا
الجزية عن قومه «1335» فكتب عبد الرحمان الى النبي (ص ) يخبره بذلك , وبعث بذلك رجلا
مـن جـهـينة يقال له : رافع بن مكيث , وكتب معه يخبر النبي ا نه قد اراد ان يتزوج منهم فكتب اليه
النبي ان يتزوج تماضر بنت الاصبغ , فتزوجها عبد الرحمان , ثم رجع بها الى المدينة «1336» .

سرية علي (ع ) الى فدك :.

سرية علي (ع ) الى
فدك :


روى الـواقدي : ان بني سعد كانوا بفدك ( وهي قرية بينها وبين المدينة ست ليال قريبة من خيبر ) وقـد بلغ رسول اللّه ان لهم جمعا لامداد يهود خيبر «1337» فبعث اليهم عليا (ع ) في مئة رجل
فـي شعبان سنة ست , فسار الليل وكمن النهارحتى انتهى الى الهمج ( ما قرب فدك بينها وبين خيبر
) فـاصابوا رجلا منهم فاخذوه , فقال له علي (ع ) : هل لك علم بما وراك من جمع بني سعد ؟ قال :
لاعلم لي به , فشدوا عليه , فاقر ا نه عين لهم بعثوه الى خيبر يعرض على يهود خيبرنصرهم على
ان يـجـعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم فقالوا له : فاين القوم ؟قال : تركتهم وقد تجمع منهم
مـئتـا رجل وراسهم وبر بن عليم قالوا : فسر بناحتى تدلنا قال : على ان تؤمنوني عليهم وعلى سرحهم آمناك والا فلا امان لك فخرج بهم واوفى بهم على فدافد وآكام حتى سا ظنهم به , ثم افضى بهم الى سهول فاذا شياه كثيرة
ونـعـم فقال : هذه شياههم ونعمهم , فارسلوني قالوا : لا حتى نامن الطلب , ثم اغاروا فغنموا النعم
والـشـياه وهرب راعيها فانذراهله وحذرهم فتفرقوا وهربوا , وانتهى المسلمون الى محلهم فلم
يروا احدا ,فارسلوا الرجل فمكث علي (ع ) ثلاثا , ثم عزل خمس الغنائم , وصفى للنبي ـ صلى اللّه
عليه [ وآله ] وسلم ـ لقوحا , وقسم سائر الغنائم , وكانت خمسمئة بعير والفي شاة «1338» .

غزوة ذات السلاسل :.

غزوة ذات
السلاسل :

«1339» روى الـشـيـخ المفيد عن اصحاب السير : ا نه كان النبي (ص ) جالساذات يوم اذ جاه
اعـرابـي فجثا بين يديه ثم قال : اني جئتك لانصحك عـمـلوا على ان يبيتوك بالمدينة «1340» فقد اجتمع بنو سليم بوادي الرمل عند الحرة على ان
يبيتوك «1341» .

فـامـر امـير المؤمنين (ع ) ان ينادي بالصلاة جامعة , فاجتمع المسلمون ,فصعد المنبر فحمد اللّه
واثـنـى عـلـيـه ثم قال : ايها الناس , ان هذا عدو اللّه وعدوكم قد اقبل اليكم يزعم انه يبيتكم في
المدينة , فمن للوادي ؟ [ وادي الرمل ].

فقام رجل من المهاجرين ( ؟ ) فقال : انا له يا رسول اللّه فناوله اللوا ,وضم اليه سبعمئة رجل وقال
لـه : امض على اسم اللّه فمضى فوافى القوم ضحوة فقالوا له : من الرجل ؟ قال : انا رسول لرسول
اللّه , فـاما ان تقولوا : لا اله الا اللّه وحده لا شريك له , وان محمدا عبده ورسوله , او لاضربنكم
بالسيف فقام النبي وقال : من للوادي ؟ فقام رجل آخر من المهاجرين ( ؟ )فقال : انا له يا رسول اللّه ؟ فدفع
اليه الراية ومضى ثم عاد بمثل ما عاد به صاحبه الاول .

فـقـال رسول اللّه : اين علي بن ابي طالب ؟ فقام امير المؤمنين (ع )فقال : انا ذا يا رسول اللّه قال :
امض الى الوادي قال : نعم .

ثم مضى الى منزله , وكانت له عصابة لا يتعصب بها الا اذا بعثه النبي في وجه شديد , فاخذ يلتمسها
, فـقالت له فاطمة : اين بعثك ابي ؟ قال : الى وادي الرمل , فبكت اشفاقا عليه , وفي تلك الحال دخل
الـنـبي (ص ) فقال لها : ما لك تبكين ؟ اتخافين ان يقتل بعلك ؟ كلا ان شا اللّه فقال له علي (ع ) : لا
تنفس «1342» علي بالجنة يا رسول اللّه .

ثم خرج , ومعه لوا النبي (ص ) , فمضى حتى وافى القوم بسحر , فاقام حتى اصبح , فصلى باصحابه
الـغـداة , ثـم صفهم , ثم اقبل على العدو واتكا على سيفه وقال لهم : يا هؤلا , انا رسول رسول اللّه
اليكم : ان تقولوا لا اله الا اللّه وان محمدا عبده ورسوله , والا ضربتكم بالسيف فقالوا له : ارجع كما رجع صاحباك قـال : انـا ارجع ؟ الـمـطـلـب فـلما عرفه القوم اضطربوا , وثم اجترؤوا على مواقعته , فقتل منهم ستة او سبعة ثم
انهزموا , فحاز المسلمون غنائمهم وانصرفواالى النبي (ص ).

فـروى عن ام سلمة قالت : كان نبي اللّه (ع ) قائلا في بيتي اذ انتبه فزعامن منامه , فقلت له : اللّه
جـارك قـال : صـدقـت , اللّه جاري لكن هذا جبرئيل (ع )يخبرني ان عليا قادم ثم خرج الى الناس
فامرهم ان يستقبلوا عليا (ع ) , فقام المسلمون له صفين مع رسول اللّه (ص ).

فـلـما بصر بالنبي (ص ) ترجل عن فرسه واهوى الى قدميه يقبلهما , فقال له (ع ) : اركب فان اللّه
ورسوله عنك راضيان فبكى امير المؤمنين (ع ) فرحا وانصرف الى منزله .

فقال النبي (ص ) لبعض من كان معه في الجيش : كيف رايتم اميركم ؟.

قالوا : لم ننكر منه شيئا الا ا نه لم يؤم بنا في صلاة الا قرا بنا فيها بـ ( قل هو اللّه احد ).

فقال النبي : ساساله عن ذلك .

فلما جاه قال له : لم لم تقرا بهم في فرائضك الا بسورة الاخلاص ؟.

فقال : يا رسول اللّه , احببتها.

فـقـال له النبي (ع ) : فان اللّه قد احبك كما احببتها ثم قال له : يا علي لولاا نني اشفق ان تقول فيك
طـوائف مـا قـالـت النصارى في عيسى بن مريم , لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملا منهم الا اخذوا
التراب من تحت قدميك «1343» .

غزوة بني المصطلق :.

غزوة بني
المصطلق :

«1344» روى الـواقـدي : ان بـنـي الـمـصطلق من خزاعة كانوا ينزلون بناحية الفرع , وبدا
الـركبان ياتون من ناحيتهم فيخبرون رسول اللّه ان الحارث بن ابي ضرار راس المصطلق وسيدهم
قد سار في قومه ومن قدر عليه من العرب فدعاهم الى حرب رسول اللّه .

فلما بلغ ذلك رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ بعث بريدة بن الحصيب الاسلمي يعلم علم
ذلـك , فـاستاذن النبي ان يقول ما شا فاذن له فخرج حتى ورد ماهم فوجد قوما مغرورين قد جمعوا
الـجموع فقالوا له : من الرجل ؟قال : رجل منكم , قدمت لما بلغني عن جمعكم لهذا الرجل , فاسير
فـي قـومي ومن اطاعني , فتكون يدنا واحدة حتى نستاصله فقال له الحارث : فنحن على ذلك فعجل
علينا فقال بريدة : اركب الان فتيكم بجمع كثيف من قومي ومن اطاعني فركب .

ورجع الى رسول اللّه فاخبره خبر القوم .

فـنـدب رسـول اللّه الناس واخبرهم خبر عدوهم , فاسرع الناس للخروج وفيهم ثلاثون فارسا ,
عشرة من المهاجرين : رسول اللّه وعلي (ع )والمقداد والزبير وطلحة وابو بكر وعمر وعثمان
وعـبـد الرحمان بن عوف وعشرون من الانصار منهم : ابي بن كعب واسيد بن حضير والحباب بن
المنذروسعد بن زيد وسعد بن معاذ ومعاذ بن جبل .

وخـرج مـع رسول اللّه بشر كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزاة مثلهاقط , ليس لهم رغبة في
الجهاد , ولكن قرب السفر عليهم , وارادوا ان يصيبوا من عرض الدنيا.

وسـلـك رسـول اللّه على الحلائق «1345» فنزل بها وفيها جاه رجل من عبدالقيس فسلم على
رسـول اللّه , فساله : اين اهلك ؟ قال : بالروحا قال : فاين تريد ؟ قال : جئت لاؤمن بك واشهد ان ما
جـئت بـه الـحـق واقاتل عدوك فقال رسول اللّه : الحمد للّه الذي هداك للاسلام فلما اسلم قال : يا
رسول اللّه اي الاعمال احب الى اللّه ؟ قال : الصلاة في اول وقتها «1346» .

وكـان الـرجـل قد التقى يوم امس بمسعود بن هنيدة مولى ابي تميم وقداعتقه , وكان اهله بموضع
يـعـرف بـالخذوات , وقد رغب الناس حولهم في الاسلام وكثر , قال : فتركت اهلي وجئت لا سلم
عـلـى رسـول اللّه ولقيت رسول اللّه في بقعا «1347» فقال له : يا رسول اللّه قد رايتني امس اذ
لقيت رجلا من عبد القيس فدعوته الى الاسلام فرغبته فيه فاسلم فقال له رسول اللّه : لاسلامه على
يـديـك كـان خـيرا لك مما طلعت عليه الشمس او غربت ثم قال له : كن معنا حتى نلقى عدونا , فاني
ارجو ان ينفلنا اللّه اموالهم وذراريهم «1348» .

وفي بقعا صادفوا رجلا من المشركين فسالوه : ما وراك ؟ واين الناس ؟ فقال : لا علم لي بهم فقال له
عمر بن الخطاب : لتصدقن او لاضربن عنقك ابي ضرار قد جمع لكم الجموع وجلب اليه ناسا كثيرا , وبعثني اليكم لاتيه بخبركم وهل تحركتم
من المدينة .

فاتى عمر الى رسول اللّه فاخبره الخبر فدعا به رسول اللّه ودعاه الى الاسلام فقال :.

لـسـت بمتبع دينكم حتى انظر ما يصنع قومي , فان دخلوا في دينكم كنت كاحدهم , وان ثبتوا على
دينهم فانا رجل منهم فقال عمر : يا رسول اللّه اضرب عنقه ؟ فاذن له , فضرب عنقه .

فـذهـب خـبره الى بني المصطلق فسا بذلك زعيمهم الحارث بن ابي ضرار ومن معه وخافوا خوفا
شديدا , وتفرق عنه من كان قد اجتمع اليه من افنا العرب حتى ما بقي منهم احد سوى بني المصطلق .

وفي المريسيع :.

وفي المريسيع
:


حـتـى انتهى رسول اللّه الى ما المريسيع فنزله , وضربت له قبة من ادم وقد اجتمع بنو المصطلق عـلى الما واعدوا وتهياوا للقتال فصف رسول اللّه اصحابه , ودفع راية المهاجرين ـ فيما قيل ـ الى
عمار بن ياسر (ع ) وراية الانصارالى سعد بن عبادة (ع ).

فروى الواقدي عن ابن عمر : ان النبي اغار على بني المصطلق وهم غارون ونعمهم تسقى على الما
.

ولكنه روى بسنده عن زيد بن طلحة : ان رسول اللّه امر عمر فنادى فيهم :.

قـولـوا : لا الـه الا اللّه , تـمنعوا بها انفسكم واموالكم المسلمون بالنبل ساعة «1349» .

ثـم امـر رسـول اللّه اصحابه ان يحملوا عليهم حملة رجل واحد , فما افلت منهم انسان , قتل منهم
عـشرة واسر سائرهم «1350» فقتل امير المؤمنين (ع ) رجلين من القوم هما مالك وابنه وكان
هـو الـذي سـبـى جويرية بنت الحارث امير القوم ,فجا بها الى النبي (ص ) , فاصطفاها النبي (ع )
واصاب رسول اللّه منهم سبياكثيرا فقسمه في المسلمين .

وبعد اسلام بقية القوم جا الحارث ابو جويرية الى النبي (ع ) فقال : يارسول اللّه ان ابنتي لا تسبى ,
انـها امراة كريمة قال : اذهب فخيرها قال : قداحسنت واجملت وجا اليها ابوها فقال لها : يا بنية لا
تفضحي قومك واعـتـقـها رسول اللّه , وجعلها في جملة ازواجه «1351» فلما بلغ الناس ان رسول اللّه تزوج
جويرية بنت الحارث قالوا : اصهار رسول اللّه «1352» .

وروى عنها الطبرسي في « اعلام الورى » قالت : اتانا رسول اللّه (ص )ونحن على المريسيع ,
فـكـنت اسمع ابي يقول : اتانا ما لا قبل لنا به الكثرة .

فلما اسلمت وتزوجني رسول اللّه ورجعنا جعلت انظر الى المسلمين فليسوا كما كنت ارى , فعرفت
ا نه رعب من اللّه ـ عز وجل ـ يلقيه في قلوب المشركين «1353» .

ومـمـا وقع في اثنا القتال : ان رجلا من بني عمرو بن عوف من الانصار اوهشام بن صبابة او هاشم
بـن صـبابة ـ كما في الواقدي ـ تلقى في ريح شديدة وعجاج رجلا آخر من الانصار يقال له اوس ,
فـظـن ا نـه مـن الـمـشـركين , فحمل عليه فقتله ,فعلم بعد ا نه مسلم فامر رسول اللّه ان تخرج
ديته «1354» .

السبايا والغنائم :.

السبايا والغنائم
:


وامـر رسـول اللّه بالاسرى والذرية فكت فوا وجعلوا ناحية , واستعمل عليهم بريدة بن الحصيب وامـر بـما وجد في رحالهم من المتاع والسلاح فجمع ,وعمد الى النعم والشياه فسيقت , واستعمل
عـلـيهما ( المتاع والنعم ) مولاه شقران ثم اخرج رسول اللّه الخمس من جميع المغنم , واستعمل
على مقسم الخمس وسهام المسلمين محمية بن جز الزبيدي فكان يليه .

قـال : قـالوا : فاقتسم السبي وفرق , فصار في ايدي الرجال , وقسم المتاع والنعم والشياه , فعدلت
الجزور بعشر من الغنم واسهم للفرس سهمان ولصاحبه سهم , وللراجل سهم وكانت الابل الفي بعير
, وخـمـسة آلاف شاة ,والسبي مئتي اهل بيت «1355» فاعتق مئة اهل بيت منهم بتزويج رسول
اللّه بجويرية بنت زعيمهم الحارث «1356» .

وضـمـنـهـم من من عليه رسول اللّه بغير فدا , ومنهم من صار في ايدي الرجـال , فافتديت المـراة
بسـت نيـاق , وقـدموا المدينة ببعـض السبي فقدم عليـهم اهلهم فافتدوهم , فلم تبق امـراة مـن بني
المصطلق الا رجعت الى قومها «1357» .

وكان ابو سعيد الخدري يقول : قدمت علينا وفودهم فافتدوا النساوالذرية ورجعوا بهم الى بلادهم
, وخـيـر بـعـضـهن ان تقيم عند من صارت في سهمه فابين الا الرجوع «1358» الا ما كان من
جويرية بنت زعيمهم الحارث بن ابي ضرارفانها لمـا خيرها رسول اللّه ابت الرجوع مع ابيها.

ووطئ النسا ـ كما في خبر الواقدي عن عائشة ـ ولكن لم تحمل اي منهن من المسلمين لعزلهم عنهن
, كـما في خبر الواقدي بسنده عن ابي سعيدالخدري ـ ايضا ـ قال : اصبنا في غزوة بني المصطلق
سـبـايـا مـنـهـم , واحببنافداهن , ولكن اشتدت علينا الغربة فسالنا رسول اللّه عن العزل فقال : ما
عليكم ان لا تفعلوا «1359» ؟ اي ما يمنعكم عن ذلك ؟ وقال رجل من اليهود لما علم بالعزل :تلك
الـموؤدة الصغرى كذبت اليهود «1360» .

وفي طريق الرجوع :.

وفي طريق الرجوع
:


قال القمي : لما رجع رسول اللّه من غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق ـ في سنة خمس من الـهـجـرة ـ نـزل عـلـى بـئر , وكـان الـما فيها قليلا ,فاجتمعوا على البئر , فتعلق دلو سيار بن
انس «1361» ـ حليف الانصار ـ بدلو جهجاه بن سعيد الغفاري ـ وكان اجيرا لعمر بن الخطاب ـ
فـقـال سـيـار : دلـوي , وقال جهجاه : دلوي وضرب بيده على وجه سيار , فسال منه الدم , فنادى
سياربالخزرج ) الندا فسال : ما هذا ؟ فاخبروه الخبر.

فـغـضـب غضبا شديدا وقال : اني لاذل العرب اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير ثم اقبل على اصحابه وقال : هذا عملكم بـانفسكم , وابرزتم نحوركم للقتل , فارمل نساؤكم , وايتم صبيانكم ولو اخرجتموهم لكانوا عيالا
على غيركم ثم قال : لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وكان ذلك في وقت الهاجرة , وكان رسول اللّه في ظل شجرة وعنده قوم من اصحابه من المهاجرين
والانصار وكان زيد بن ارقم غلاما قد راهق ( وقدسمع كلام ابن ابي ) فجا فاخبر النبي (ص ) بما
قال عبد اللّه بن ابي .

فقال رسول اللّه : يا غلام لعلك وهمت ؟ فقال : لعلك غضبت عليه ؟ قال : فلعله سفه عليك ؟ فـقـال رسول اللّه لمولاه شقران : احدج ( اي : اجعل الحدج على الجمل )فاحدج راحلته , فركب
رسول اللّه وارتحل , وتسامع الناس بذلك فارتحلوا.

ولـحقه سعد بن عبادة فقال : السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته فقال : وعليك السلام
فقال : ما كنت لترحل في هذا الوقت ؟ لنا غيرك يا رسول اللّه ؟قال : عبد اللّه ابن ابي زعم ان رجع الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل
فقال : يا رسول اللّه , فانت واصحابك الاعز وهو واصحابه الاذل , ولم ينزلوا الا للصلاة , ثم سار ليله .

وروى بـسـنده عن ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي قال : ساررسول اللّه (ص ) يومه وليلته
ومـن الـغد حتى ارتفع الضحى , وانما اراد رسول اللّه ان يكف الناس عن الكلام ثم نزل ونزل الناس
فرموا بانفسهم نياما.

قال القمي : واقبلت الخزرج على عبد اللّه بن ابي يعذلونه , فحلف عبداللّه انه لم يقل شيئا من ذلك فقالوا له : فقم بنا الى رسول اللّه حتى نعتذر اليه ,فلوى عنقه ثم جا الى النبي فحلف انه ليشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه , وانه لم يقل ذلك وان زيدا
قد كذب عليه وقبل منه رسول اللّه ذلك القول .

فاقبلت الخزرج على زيد بن ارقم يقولون له : كذبت على سيدنا عبداللّه ؟ : اللهم انك لتعلم اني لم اكذب على عبد اللّه بن ابي .

وارتحل رسول اللّه فما سار الا قليلا حتى اخذ رسول اللّه ما كان ياخذه من الشدة عند نزول الوحي
عـلـيه , فثقل حتى كادت ناقته تبرك من ثقل الوحي ثم سري عن رسول اللّه وهو يسلت العرق عن
جـبـهته ثم دنا الى رحل زيد بن ارقم فاخذ باذنه وقال : يا غلام صدق قولك , ووعى قلبك , وانزل
اللّه فيماقلت قرآنا.

فـلما نزل جمع اصحابه حوله فقرا عليهم السورة : ( بسم اللّه الرحمن الرحيم اذا جاك المنافقون
قالوا نشهد انك لرسول اللّه واللّه يعلم انك لرسوله واللّه يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم
جنة فصدوا عن سبيل اللّه انهم سا ماكانوا يعملون ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم
لا يـفـقـهـون واذارايـتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون
كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم اللّه انى يؤفكون واذا قيل لهم تعالوايستغفر لكم رسول
اللّه لووا رؤوسهم ورايتهم يصدون وهم مستكبرون سواعليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن
يغفر اللّه لهم ان اللّه لا يهدي القوم الفاسقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى
يـنـفـضـوا وللّه خـزائن الـسـمـاوات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون يقولون لئن رجعنا الى
الـمـديـنـة لـيـخرجن الاعز منها الاذل وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون
) «1362» ففضح اللّه عبد اللّه بن ابي .

وقال ابان البجلي : واتى ولد عبد اللّه بن ابي الى رسول اللّه فقال :.

يـا رسول اللّه , ان كنت عزمت على قتله فمرني اكون انا الذي احمل اليك راسه الاوس والخزرج اني ابرهم ولدا بوالد , فاني اخاف ان تامر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر
الى قاتل عبد اللّه فاقتل مؤمنا بكافرفادخل النار فقال رسول اللّه : بل نحسن صحابته ـ لك ـ ما دام معنا «1363» .

وقال ابن اسحاق : وردت واردة الناس على الما وازدحم عليه جهجاه ابن سعيد الغفاري اجير عمر
بـن الـخـطـاب مع سنان بن وبر ( او تميم ) الجهني حليف الخزرج , واقتتلا , فصرخ الجهني : يا
معشر الانصار او قد فعلوها ؟ : يـسـمـن كـلبك ياكلك حضره من قومه ـ ومنهم زيد بن ارقم وهو غلام حدث ـ فقال :.

هـذا مـا فـعـلـتم بانفسكم بايديكم لتحولوا الى غير داركم فـمـشى زيد بن ارقم الى رسول اللّه فاخبره الخبر وكان عنده عمر بن الخطاب فقال : مر عباد بن
بـشر فليقتله ولكن اذن بالرحيل في ساعة لايرتحل فيها.

فـلـما استقل رسول اللّه راحلته وسار لقيه اسيد بن حضير فسلم عليه بالنبوة ثم قال : يا نبي اللّه ,
واللّه لـقـد رحـت فـي سـاعة منكرة ما كنت تروح في مثلها صاحبكم ؟ قال : واي صاحب يارسول اللّه ؟ قال : عبد اللّه بن ابي قال : وما قال ؟ قال : زعم انه ان
رجع الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل , وهـو ـ واللّه ـ الـذلـيـل وانـت الـعزيز ثم قال : يا رسول اللّه ارفق به وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه , فانه يرى انك قد استلبته ملكا وحـين بلغ ابن ابي ان زيد بن ارقم قد بل غ النبي ما سمعه منه , مشى الى رسول اللّه فحلف باللّه : ما
قـلـت مـا قـال ولا تكلمت به عسى ان يكون الغلام قد اوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل ومشى رسول اللّه بالناس يومهم ذلك حتى امسى , وليلتهم حتى اصبح ,وصدر يومهم ذلك حتى اذنت
الـشـمـس بـالزوال فنزل بالناس , فلما وجد الناس الارض وقعوا نياما , وانما فعل ذلك رسول اللّه
ليشغل الناس عن حديث ابن ابي .

واتى عبد اللّه بن عبد اللّه بن ابي فقال : يا رسول اللّه , انه بلغني انك تريدقتل عبد اللّه بن ابي فيما
بلغك عنه , فان كنت لا بد فاعلا فمرني به فانا احمل اليك راسه لـها من رجل ابر بوالده مني , واني اخشى ان تامر به غيري فيقتله , فلا تدعني نفسي ان انظر الى
قاتل عبد اللّه بن ابي يمشي في الناس فاقتله فاقتل مؤمنا بكافر فادخل النار فقال رسول اللّه : بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقى معنا.

ثم راح رسول اللّه بالناس حتى نزل على ما يقال له بقعا فهبت ريح شديدة آذتهم , فقال رسول اللّه : لا
تـخـافوها , فانما هبت لموت عظيم من عظماالكفار عظما يهود بني قينقاع ,وكان كهفا للمنافقين , قد مات في ذلك اليوم .

ونزلت سورة المنافقون فاخذ رسول اللّه باذن زيد وقال : هذا الذي اوفى اللّه باذنه «1364» .

ونـقـل الـطبرسي في « مجمع البيان » مثله وزاد : لما هاجت الريح الشديدة قال مات اليوم منافق
عظيم النفاق بالمدينة قيل : من هو ؟ قال : رفاعة وضلت ناقة رسول اللّه ليلا.

فـقـال رجـل من المنافقين : كيف يزعم انه يعلم الغيب ولا يعلم مكان ناقته ؟ بالوحي ؟ فـاتـاه جبرئيل فاخبره بقول المنافق وبمكان الناقة , واخبر رسول اللّه بذلك اصحابه قال : ما ازعم
انـي اعلم الغيب , وما اعلمه , ولكن اللّه اخبرني بقول المنافق وبمكان ناقتي هي في الشعب فاذا هي
كما قال , فجاؤوا بها وآمن ذلك المنافق ( ؟ ).

قال زيد بن ارقم : فلما وافى المدينة جلست في البيت لما بي من الهم والحيا في تصديقي وتكذيب عبد اللّه بن ابي فاخذرسول اللّه باذني وقال : يا غلام صدق فوك ووعت اذناك
ووعى قلبك , وقد انزل اللّه فيما قلت قرآنا.

فـلـمـا نـزلت هذه الايات وبان كذب عبد اللّه قيل له : نزلت فيك اي شداد يـستغفر لك فلوى راسه ثم قال : امرتموني ان اؤمن فقد آمنت اعطيت , فما بقى الا ان اسجدلمحمد «1365» .

ولم يلبث الا اياما قلائل حتى اشتكى ومات «1366» .

ما تبقى من آيات الاحزاب :.

ما تبقى من آيات
الاحزاب :


مـر في ما نزل من القرآن في اعقاب حرب الاحزاب وبني قريظة ,وزواج النبي (ص ) بزينب بنت جحش , تاجيل ما قيل من التبيين لوجه تنزيل الايات 50 ـ 52 من سورة الاحزاب الى ما بعد حرب
بني المصطلق , والوجه في ذلك .

قوله سبحانه : ( يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي آتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افا اللّه
عـلـيـك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان
وهبت نفسها للنبي ان ارادالنبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم
في ازواجهم وما ملكت ايمانهم لكي لا يكون عليك حرج وكان اللّه غفورا رحيما ) «1367» .

روى الطوسي في « التبيان » عن علي بن الحسين (ع ) في قوله سبحانه :( ... وامراة مؤمنة ...

) انـهـا امـراة مـن بـنـي اسـد يـقـال لـهـا: ام شـريك «1368» ورواه الطبرسي وزاد : بنت
جابر «1369» ورواه السيوطي في « الدر المنثور » ولكنه قال : الازدية «1370» .

وروى الكليني في « الكافي » بسنده عن الباقر (ع ) قال : جات امراة من الانصار الى رسول اللّه
(ص ) فـقـالت : يا رسول اللّه , ان المراة لا تخطب الزوج ,وانا امراة ايم لا زوج لي منذ دهر ولا
ولد , فهل لك من حاجة ؟ فان تك فقدوهبت نفسي لك ان قبلتني فـقـال لـهـا رسـول اللّه : يا اخت الانصار جزاكم اللّه عن رسول اللّه خيرا ,فقد نصرني رجالكم
ورغبت في نساؤكم .

فقالت لها حفصة : ما اقل حياك واجراك وانهمك للرجال فقال رسول اللّه : كفي عنها يا حفصة فانها خير منك , رغبت في رسول اللّه ولمتها وعبتها ثـم قـال لـلـمـراة : انصرفي رحمك اللّه , فقد اوجب اللّه لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتي
وسروري , وسياتيك امري ان شا اللّه .

فـانزل اللّه ـ عز وجل ـ : ( ... وامراة مؤمنة ... ) فاحل اللّه ـ عز وجل ـهبة المراة نفسها للنبي
(ص ) , ولا يحل ذلك لغيره «1371» .

وفـي تـفسير القمي قال : كان سبب نزولها : ان امراة من الانصار اتت رسول اللّه (ص ) وقد تهيات
وتزينت , فقالت له : يا رسول اللّه , هل لك في حاجة ؟ فقد وهبت نفسي لك فقالت عائشة : قبحك اللّه فقال لها رسول اللّه : يا عائشة , انها رغبت في رسول اللّه اذ زهدتن فيه ثـم قـال لـلـمـراة : رحمكم اللّه يا معاشر الانصار , نصرني رجالكم ورغبت في نساؤكم , ارجعي
رحمك اللّه فاني انتظر امر اللّه .

فانزل اللّه : ( ... وامراة مؤمنة ... ) فلا تحل الهبة الا لرسول اللّه (ص ) «1372» .

وقـال الطبرسي : قيل : انها لما وهبت نفسها للنبي (ص ) قالت عائشة :ما بال النسا يبذلن انفسهن بلا
مهر ؟ فقالت عائشة : ما ارى اللّه الا يسارع في هواك

/ 31