موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


يا رسول اللّه , انه قد كانت للزبير علي منة , وقد احببت ان اجزيه بها ,فهب لي دمه .

فقال رسول اللّه : هو لك .

فاتاه فقال له : ان رسول اللّه قد وهب لي دمك , فهو لك .

قال الزبير : شيخ كبير لا اهل له ولا ولد , فما يصنع بالحياة ؟ فاتى ثابت الى رسول اللّه فقال له :.

بابي انت وامي , يا رسول اللّه , هب لي امراته وولده , قال : هم لك .

فاتاه فقال له : قد وهب لي رسول اللّه اهلك وولدك , فهم لك .

قال : اهل بيت بالحجاز لا مال لهم ؟ فاتى ثابت الى رسول اللّه فقال له : يا رسول اللّه ماله ؟ قال : هو لك .

فاتاه ثابت فقال له : قد اعطاني رسول اللّه مالك , فهو لك .

قـال : اي ثابت , ما فعل الذي كان وجهه مرآة صينية يتراى فيهاعذارى الحي , كعب بن اسد ؟ قال :
قتل .

قال : فما فعل سيد الحاضر والبادي حيي بن اخطب ؟ قال : قتل .

قال : فما فعل مقدمتنا اذا شددنا وحاميتنا اذا فررنا عزال بن سموال ؟ قال :قتل .

قال : فما فعل الحيان بنو كعب بن قريظة وبنو عمرو بن قريظة ؟ قال :قتلوا.

قال : يا ثابت , فاني اسالك بيدي عندك الا الحقتني بالقوم , فواللّه ما في العيش خير بعد هؤلا ثابت فضرب عنقه «1243» .

ونقل الواقدي الخبر ولكنه قال : قال الزبير : يا ثابت قدمني فاقتلني .

فقال ثابت : ما كنت لاقتلك .

فـقـال الـزبـير : ما كنت ابالي من قتلني الموت فاطلب الى صاحبك ان يطلقهم ويرد اليهم اموالهم .

فادناه ثابت الى الزبير بن العوام فقدمه فضرب عنقه .

ثم طلب ثابت من رسول اللّه في اهل الزبير وولده وماله .

فـتـرك رسـول اللّه اهله من السبا , ورد على ولده الاموال من النخل والابل والرثة , الا الحلقة (
السلاح ) , فكانوا مع آل ثابت بن قيس بن شماس «1244» .

تقسيم الغنائم وبيعها :.

قـال الطبرسي في « مجمع البيان » : ثم قسم رسول اللّه نساهم وابناهم واموالهم على المسلمين ,
وبعث بسبايا منهم الى نجد مع سعد بن زيد الانصاري ,فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا «1245» .

وزاد ابـن اسـحـاق : ثـم ان رسـول اللّه اخـرج الخمس من اموال بني قريظة وقسم ما سواه على
المسلمين , فكان للفارس ثلاثة اسهم : سهمان للفرس وسهم للفارس , وسهم للراجل «1246» .

وزاد الـواقـدي : ان المسلمين كانوا ثلاثة آلاف والخيل فيهم ستة وثلاثون فرسا , فكانت الاسهم
على ثلاثة آلاف واثنين وسبعين سهما : للفرس سهمان ولصاحبه سهم .

وروى : ا نها جزئت خمسة اجزا فاخرج خمسه قبل بيع المغنم فاخذخمسه , فكان يهب ويخدم من
اراد ويعتق منه , وكذلك صنع بما اصاب من اثاثهم فقسمها قبل ان تباع , وكذلك عزل خمس النخل .

والذي قسم المغنم بين المسلمين محمية بن جز الزبيدي .

وروى : ا نه (ص ) قال يومئذ : لا يفرق بين الام وولدها حتى يبلغوا.

فقيل : يا رسول اللّه , وما بلوغهم ؟.

قال : تحيض الجارية , ويحتلم الغلام .

فكانت الام تبـاع مع ولدها الصغار , ويفرق بين الام والبنت اذا بلغت ,وكذا بين الاختين اذا بلغتا.

فاذا كان الولد صغيرا لا ام له لم يبع الا من المسلمين .

وقيل : ان السبي لما قسم جعل الشابات منهن على حدة والعجـائزعلى حدة .

وبـاع طـائفـة منهما لعثمان بن عفان وعبد الرحمان بن عـوف , فخير عبدالرحمان عثمان , فاخذ
عثمان العجائز.

فربح عثمان مالا كثيرا , لما كان يوجد عندالعجائز من المال دون الشواب .

وبعث طائفة منهم الى الشام مع سعد بن عبادة يبيعهم ويشتري بهم خيلاوسلاحا.

وبعث طائفة اخرى الى نجد.

وروى عـن مـحـمـد بـن مـسلمة قال : كان حقي وحق فرسي من السبي والارض والاثاث خمسة
واربعون دينارا , فاشتريت بها يومئذ من السبي امراة ومعها ابناها.

وغيري مثلي .

وروى عن اسلم بن نجرة الساعدي : ان ابا الشحم اليهودي اشترى امراتين مع كل منهما ثلاثة اطفال
بنين وبنات بمئة وخمسين دينارا.

وروى : ا نه (ص ) اسهم لخلا د بن سويد الذي قتل تحت الحصن بالحجر ,ولابي سنان بن محصن
الذي مات في المقاتلين .

وشهد بني قريظة خمس نسا فلم يسهم لهن ولكنه اعطاهن شيئا «1247» .

ما نزل فيها من القرآن :.

ما نزل فيها من القرآن
:


مـر فـي حرب الاحزاب ذكر آيات الاحزاب من الاية 9 الى 25 من سورة الاحزاب , وقال القمي فيها : نزلت في قصة الاحزاب من قريش والعرب الذين تحزبوا على رسول اللّه (ص ) «1248»
وفي الايتين 26 و 27 قال :.

ونـزل فـي بـني قريظة : ( وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم
الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وارضا لم تطؤوها وكان
اللّه على كل شي قديرا ) «1249» .

وهذا يقتضي نزول السورة بعد بني قريظة في السنة الخامسة .

والايـات السبع التوالي 28 ـ 34 تخاطب ازواج النبي (ص ) بدا بقوله سبحانه : ( يا ا يها النبي قل
لازواجـك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن
تردن اللّه ورسوله والدار الاخرة فان اللّه اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما ) وقد قال المفسرون
بشانها ومنهم القمي :كان سبب نزولها : انه لما رجع رسول اللّه من غزاة خيبر «1250» وخيبر
كانت في اوائل السابعة .

بـل قـالـوا : ان ازواجه (ص ) كن يومئذ تسعا وعدوا منهن زينب بنت جحش ـ تزوجها في اواخر
الخامسة ـ وجويرية بنت الحارث زعيم بني المصطلق ـ في السادسة ـ وصفية بنت حيي بن اخطب
ـ في اوائل السابعة ـوميمونة بنت الحارث الهلالية ـ آخر الثامنة ـ «1251» .

وهـذا يقتضي نزول السورة او هذه الايات منها في اواخر الثامنة بعدزواجه بميمونة بنت الحارث
الهلالية في عمرة القضا في آخر الثامنة .

والايـة 33 مـنـهـا فيها قوله سبحانه : ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم
تـطـهيرا ) وهو ما استفاضت الاخبار بنزوله في بيت ام سلمة في من اشتمل عليهم كسا النبي : هو
وعـلـي وفـاطـمـة والـحسن والحسين (ع ) «1252» وليس في خبر من اخباره ـ على كثرتها
واختلاف الفاظها ـ ان الحسن (ع ) او الحسين (ع )كان رضيعا او طفلا محمولا , بل يبدو منها انهما
كانا يافعين يمشيان ويدركان ظاهرا , فلم يكن النزول في السنة الخامسة .

وعـلـيـه فانا اؤجل ذكر هاتين الحادثتين : تخيير النبي ازواجه , ونزول آية التطهير الى اواخر
الـسـنـة الثامنة , وفيما قبل ذلك اذكر خبر «تفسير القمي » في تخيير ازواج النبي بعد خيبر ,
لنصه على ذلك .

شهادة سعد بن معاذ :.

شهادة سعد بن
معاذ :


فـي « مجمع البيان » للطبرسي : قالوا : فلما انقضى شان بني قريظة انفجرجرح سعد بن معاذ , فرده رسول اللّه الى الخيمة التي ضربت عليه في المسجد.

وروى عـن جـابر بن عبد اللّه قال : جا جبرئيل الى رسول اللّه فقال له :من هذا العبد الصالح الذي
مـات فـفـتـحـت لـه ابـواب الـسما وتحرك له العرش ؟ قبض «1253» .

وروى الصدوق في « الامالي » بسنده عن الصادق (ع ) قال :.

اتي رسول اللّه فقيل لـه : سعد بن معاذ قد مات .

فقام رسول اللّه وقام اصحابه معه فامر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب .

فـلـما حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول اللّه بلا حذا ولا ردا ,ثم كان ياخذ يمنة السرير
مـر ة ويسرة السرير مرة حتى انتهي به الى القبر , فنزل رسول اللّه حتى لحده وسوى عليه اللبن
وجعل يقول : ناولوني حجرا ناولوني ترابا فيسد به ما بين اللبن .

فلما ان فرغ وحثا عليه التراب وسوى قبره قال رسول اللّه : اني لاعلم ا نه سيبلى ويصل البلى اليه
ولكن اللّه يحب عبدا اذا عمل عملا احكمه فلما ان سوى التربة عليه قالت ام سعد ـ من جانب ـ ـ : يا سعد هنيئا لك الجنة فقال رسول اللّه : يا ام سعد لا تجزمي على ربك , فان سعدا قد اصابته ضمة فلما رجع رسول اللّه ورجع الناس قالوا له : يا رسول اللّه , لقد رايناك صنعت على سعد ما لم تصنعه
على احد , انك تبعت جنازته بـلا حذا ولاردا ؟ فقال : ان الملائكة كانت بلا ردا ولا حذا فتاسيت بها قالوا : وكنت تاخذ يمنة السرير ويسرته ؟ فقال : كانت يدي بيد جبرئيل (ع ) آخذ حيث ياخذ فقالوا : امرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت :ان سعدا قد اصابته ضم ة فقال : نعم , انه كان في خلقه سؤمع اهله «1254» .

توبة ابي لبابة :.

توبة ابي
لبابة :


قال القمي في تفسيره : كان ابو لبابة بن عبد المنذر يصوم النهار , وانما ياكل بالليل ما يمسك به رمقه مما كانت تاتيه به ابنته , وتحله عند قضا الحاجة .

وذات لـيلة كان رسول اللّه في بيت ام سلمة اذ نزلت توبته , فقال رسول اللّه لام سلمة : يا ام سلمة ,
قد تاب اللّه على ابي لبابة .

فقالت ام سلمة : افاؤذنه بذلك ؟ فاذن لها , فاخرجت راسها من الحجرة فقالت :.

يا ابا لبابة , ابشر فقال : الحمد للّه .

ووثبوا ليحلوه فقال :.

لا واللّه , حتى يحلني رسول اللّه يا ابا لبابة , قد تاب اللّه عليك توبة لو ولدت من امك يومك هذا لكفاك فقال : يا رسول اللّه , افاتصدق بمالي كله ؟ قال : لا , قال : فبثلثيه ؟ قال :لا.

قال : فبثلثه ؟ قال : نعم .

فانزل اللّه تعالى :.

( وآخـرون اعـترفوا بذنوبهـم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى اللّه ان يتوب عليهم ان اللّه
غفور رحيـم خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بهاوصـل عليهم ان صلاتك سكن لهـم واللّه
سـمـيـع عـلـيـم الم يعلموا ان اللّه هو يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات وان اللّه هو التواب
الرحيم ) «1255» .

سرية ابي عتيك الى خيبر :.

سرية ابي عتيك الى
خيبر :


قـال الـطـبرسي في « اعلام الورى » : وبعث رسول اللّه عبـد اللّه بن عتيك الى خيبر ليغتال ابا رافع ( سلام ) بن ابي الحقيق «1256» .

وقـال ابن اسحاق : لما انقضى شان الخندق وامر بني قريظة , كان سلا م بن ابي الحقيق ممن حزب
الاحزاب على رسول اللّه .

فـروى عـن ابن شهاب الزهري , عن عبد اللّه بن كعب , عن ابيه كعب بن مالك الانصاري قال : كان
مـما صنع اللّه لرسوله ان هذين الحيين من الانصارالاوس والخزرج كانا يتسابقان في نصرة رسول
اللّه , لا تـصـنع الاوس شيئا لاتنتهي الخزرج حتى تفعل مثله , وتفعل الخزرج شيئا فتفعل الاوس
مثله .

وكانت الاوس ـ بعد بدر وقبل احد ـ قتلت كعب بن الاشرف لتحريضه على رسول اللّه .

فـاسـتـاذنـتـه الـخزرج بعد الخندق في قتل ابن ابي الحقيق , وكان في العداوة لرسـول اللّه كابن
الاشـرف , فاذن لهـم في ذلك .

فـانـتـدب لــذلـك مـنهم اربعة هم : الحارث بن ربعي , وعبد اللّه بن انيس ,وعبد اللّه بن عتيك ,
ومسعود بن سنان , وخامسهم الخزاعي بن الاسود الاسلمي حليفهم .

وامر عليهم رسول اللّه منهـم عبد اللّه بن عتيك .

ونهاهم عن ان يقتلواامراة او وليدا «1257» .

وروى الـواقـدي بسنده عن عطية بن عبد اللّه بن انيس , عن ابيه , قال : وقدكانت ام عبد اللّه بن
عتيك بالرضاعة يهودية في خيبر «1258» .

فـكـان عبد اللّه يرطن باليهودية , فقدمناه لذلك «1259» وخرجنا من المدينة ( في السحر ليلة
الاثـنـيـن لاربـع خـلـون من ذي الحجة ) حتى انتهينا الى خيبر , فبعث عبد اللّه الى امه اليهودية
بخيبرفاعلمها بمكانه خارج خيبر.

فخرجت الينا بجراب مملؤ خبزا وتمرا كبيسا ,فاكلنا منه .

«1260» .

فادخلينا خيبر وبيتيناعندك فقالت له : ومن تريد فيها ؟ قال : ابا رافع .

قالت : فادخلوا في غمار الناس فادخلوا علي ليلا , فاذا هدات الرجل فاكمنوا له .

ففعلوا ودخلوا عليها ليلا , فلماهدات الرجل قالت لهم : انطلقوا «1261» .

وروى ابـن اسـحــاق عـن الـزهـري , عـن عبد اللّه بن كعب , عن كعب بن مالك الانصاري قال :
فـخـرجوا حتى اتوا دار ابن ابي الحقيق ليلا , فلم يدعوا بيتافي الدار الا اغلقوه على اهله , وكان
هو في قصر عال يصعد اليه بعجلة «1262» .

وفـي روايــة الواقدي قال عبد اللّه بن انيس : فقدمنا عبد اللّه بن عتيك وصعدنا واستفتحنا عليه ,
فجات امراته فقالت : ما شانك ؟ فرطن ابن عتيك باليهودية وقال : جئت ابا رافع بهدية , ففتحت له ,
فـازدحـمـنـا عـلى الباب اينا يبادراليه , فلما رات السلاح ارادت ان تصيح فاشرت اليها بالسيف ,
فسكتت , فقلت لهـا : اين ابو رافع ؟ والا ضربتك بالسيف فـدخـلـنـا عليه , فما عرفناه الا ببياضه كانه قبطية «1263» ملقاة , فعلوناه باسيافنا ,فصاحت
امراته , فهم بعضنا ان يخرج اليها ثم ذكرنا ان رسول اللّه نهانا عن قتل النسا.

وكان سقف البيت منخفضا فكانت سيوفنا ترتد الينا , فاتكات بسيفي على بطنه حتى سمعت صوت نفوذه
فـي الـفـراش , فـعـرفت ا نه قتل , واصابه من معي ايضا , ولمـا تصايحت امراته تصايح اهل الدار
ولـكنهم لم يفتحوا ابوابهم طويلاحتى نزلنا واختبانا في منهر خيبر «1264» ثم خرجت اليهود
ومـعـهـم كـبـيرهم الحارث ابوزينب في ايديهم النيران في شعل السعف يطلبوننا , ونحن في بطن
المنهر وهم على ظهره فلا يروننا.

ولمـا اوعبوا في الطلب فلم يروا شيئا رجعوا الى امراته .

وقـال قـومنا فيما بينهم : لو ان بعضنا اتاهم فنظر هل مات الرجل ام لا ؟وكان ابو قتادة الاسود بن
خزاعي «1265» قد نسي قوسه وذكرها بعد ما نزلنا.

فـخـرج الاسـود وتشبه بهم فجعل في يده شعلة كشعلهم حتى دخل مع القوم ... وكر القوم ثانية الى
الـقـصـر فكر معهم فوجد الدار قد امتلات , واقبلوا ينظرون الى ابي رافع ,واقبلت امراته ومعها
شعلة من نار واحنت عليه تنظر احي هو ام ميت ؟ فقالت :لقد فاضت نفسه واله موسى لا يتحرك منه عرق .

واخذوا في جهازه يدفنونه .

قال الاسود : فخرجت معهم فانحدرت على اصحابي في المنهر فاخبرتهم .

ومكثنا في مكاننا يومين حتى سكن عنا الطلب , ثم خرجنا مقبلين الى المدينة .

فـقـدمـنـا على النبي ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ وهو على المنبر , فلمـارآنا قال : افلحت
الوجوه فقلنا : افلح وجهك يا رسول اللّه فقال : علي باسيافكم , فاتيناه باسيافنا , فقال ـ مشيرا الى سيف بن انيس ـ : هذا قتله , هذا اثر الطعام
في السيف «1266» .

سرية ابي عبيدة :.

سرية ابي عبيدة
:


قال المسعودي في « التنبيه والاشراف » : ثم كانت سرية ابي عبيدة بن الجراح الفهري القرشي , الى سيف البحر , في ذي الحجة «1267» للسنة الخامسة .

وقــال الكازروني في « المنتقى » : في ذي الحجة من هذه السنة ( الخامسة )ركب رسول اللّه
فرسا الى الغابة ( قرب المدينة ) فسقط عنه فجرح فخذه الايمن ,فاقام في البيت خمسة ايام يصلي
فيها قاعدا.

وقال : وفي هذه السنة نزلت فريضة الحج , واخره رسول اللّه «1268» .

زواج النبي (ص ) بزينب بنت جحش :.

زواج النبي (ص ) بزينب بنت
جحش :


قـال الـمـسـعودي : وفي هذه السنة ( الخامسة للهجرة ) تزوج رسول اللّه بزينب بنت جحش ابنة عمته اميمة بنت عبد المطلب «1269»
.

وفي رواية ابي الجارود في تفسير القمي عن الامام الباقر (ع ) قال :.

ان رسول اللّه خطب ابنة عمته زينب بنت جحش لزيد بن حارثة «1270» ( الكلبي ) «1271»
فزوجها اياه .

فمكثت عند زيد ما شا اللّه .

ثم انهما تشاجرا في شي الى رسول اللّه .

فقال زيد :.

يا رسول اللّه , تاذن لي في طلاقها , فان فيها كبرا وانها لتؤذيني بلسانها فقال رسول اللّه : اتق اللّه وامسك عليك زوجك , واحسن اليها.

ثم ان زيدا طلقها , وانقضت عدتها.

فانزل اللّه نكاحها على رسول اللّه قال :.

( فـلما قضى زيد منها وطرا زوجنـاكها لكي لا يكون على المؤمنين حـرج في ازواج ادعيائهم اذا
قـضوا منهن وطرا وكان امر اللّه مفعـولا ما كان على النبي من حـرج فيما فرض اللّه له سنة اللّه
فـي الـذيـن خـلـوا من قبل وكان امر اللّه قدرامقـدورا الذين يبلغون رسالات اللّه ويخشونه ولا
يخشون احدا الا اللّه وكفى باللّه حسيبـا ما كـان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم
النبيين وكان اللّه بكل شي عليما ) «1272» .

وقال الطوسي في « التبيان » : ان زيدا جا الى النبي (ص ) مخاصما زوجته زينب بنت جحش على
ان يطلقها , فقال له : امسكها ولا تطلقها ووعظه .

وكـان اللّه قـد امره ان يتزوجها اذا طلقها زيد , وخشي هو من اظهار هـذا للناس واخفاه في نفسه ,
فقال اللّه له : ان تركت اظهار هذا خشية الناس فترك اضماره من خشية اللّه احق واولى .

فـلما طلق زيد امراته زينب اذن اللّه لنبيه ان يتزوجها , واراد بذلك نسخ ماكان عليه اهل الجاهلية
من تحريم زوجة الدعي «1273» .

وروى الطبرسي في « مجمع البيان » عن زين العابدين (ع ) قال :.

ان الـذي اخـفـاه فـي نـفسه هو : ان اللّه سبحانه كان قد اعلمه ان زيدا سيطلقهاوا نها ستكون من
ازواجه .

فلما جا زيد وقال له : اريد ان اطلق زينب وقال له :( امسك عليك زوجك ) قال اللّه له : لم قلت : (
امسك عليك زوجك ) وقد اعلمتك ا نها ستكون من ازواجك ؟ «1274» .

وروى الـصـدوق فـي « عيون اخبار الرضا » عنه (ع ) قال : جا زيد بن حارثة الى النبي (ص )
وقال له : يا رسول اللّه , ان امراتي في خلقها سؤ فاريدطلاقها فقال له النبي (ص ) : ( امسك عليك زوجك واتق اللّه ).

وقد كان اللّه ـ عز وجل ـ عرفه عدد ازواجه وان تلك المراة منهن ,فاخفى ذلك في نفسه ولم يبده
لزيد , وخشي ان يقول الناس : ان محمدا يقول لمولاه : ان امراتك ستكون زوجة لي , يعى بونه بذلك .

فـانزل اللّه ـ عز وجل ـ :( واذ تقول للذي انعـم اللّه عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق
اللّه ) ثـم ان زيـد بـن حارثة طلقها واعتدت منه , فزوجها اللّه ـ عز وجل ـ من نبيه (ص )وانزل
بـذلـك قـرآنـا فـقــال ـ عز وجل ـ : ( فلما قضـى زيد منها وطـرا زوجناكهالكي لا يكون على
المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر اللّه مفعولا ) «1275» .

كان هذا في جواب المامون الخليفة العباسي , وكذلك علي بن الجهم في مجلسه :.

روى الصدوق فيه عنه ايضا قال : واما محمد (ص ) وقول اللّه ـ عزوجل ـ : ( وتخفي في نفسك ما
اللّه مبديه وتخشى الناس واللّه احق ان تخشاه ).

فان اللّه ـ عز وجل ـ عرف نبيه (ص ) اسما ازواجه في دار الدنيا واسما ازواجه في دارالاخرة ,
وممن سمى له زينب بنت جحش , وهي يومئذ زوجة زيد بن حارثة .

فاخفى اسمها في نفسه ولم يبده , لكي لا يقول احد من المنافقين : ا نه قال في امراة في بيت رجل ا نها
احدى ازواجه من امهات المؤمنين , وخشي قول المنافقين فقال اللّه ـ عز وجل ـ : ( وتخشى الناس
واللّه احق ان تخشاه ) «1276» .

والايـات الـتالية : ( ما كان على النبي من حرج فيما فرض اللّه له , سنة اللّه في الذين خلوا من قبل
وكان امر اللّه قدرا مقدورا الذين يبلغون رسـالات اللّه ويخشونه ولا يخشون احدا الا اللّه وكفى
بـاللّه حسيبا ) «1277» وكان الاية استدراك على قوله سبحانه ( وتخشى الناس واللّه احق ان
تـخـشاه ) فتصفه مع ( الذين يبلغون رسالات اللّه ويخشونه ولا يخشون احدا الا اللّه ) ثم ختمت
الـمـوضـوع بـالايـة الاخـيـرة فيه : ( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم
النبيين وكان اللّه بكل شي عليما ) «1278» .

وفـي الايـة 4 و 5 من اوائل السورة بداية التمهيد لهذا الحكم , قوله سبحانه : ( ما جعل ادعياكم
ابـنـاكم ذلكم قولكم بافواهكم واللّه يقول الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لابائهم هو اقسط عند
اللّه فان لم تعلموا آباهم فاخوانكم في الدين ومواليكم ).

ثـم تنصرف الايات التالية عن هذا الموضوع الى حرب الاحزاب , ثم بني قريظة , ثم ازواج النبي
وتخييرهم بين الحياة الدنيا وزينتها او اللّه ورسوله والدارالاخرة .

وقـد قال المفسرون انهن كن يومئذ تسعا : سودة بنت زمعة , وعائشة ,وحفصة , وام سلمة بنت ابي
امية , وزينب بنت جحش الاسدية , وجويرية بنت الحارث المصطلقية , وصفية بنت حيي بن اخطب
الـخـيبرية , وميمونة بنت الحارث الهلالية «1279» وقد تزوج جويرية في السادسة , وصفية
ومـيـمونة في اول وآخرالسابعة , وهذا يقتضي نزول السورة او هذه الايات منها بعد ذلك فنحن نؤخر خبره الى هنالك , بما ضمنت الاية 33 من قوله سبحانه : ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم
الـرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وبما بعدها من الاية 35 : ( ان المسلمين والمسلمات ) لما
جا في شان نزولها من ذكر اسما بنت عميس بعدرجوعها من الحبشة في السابعة .

ثـم تـعود الايات فتستانف قصة زينب بنت جحش وزوجها زيد من الاية36 : ( وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة ) وتنهي الموضوع بالاية 40 عدداوتنصيصا : ( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ).

ثم تتخلل اثنتا عشرة آية منها ثلاث آيات تعود على ازواج النبي .

ثـم تـعود الاية 53 الى ما يتعلق بوليمته (ص ) لزواجه بزينب وهو قوله سبحانه : ( يا ا يها الذين
آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غيرناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا
طـعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم واللّه لا يستحي من
الـحـق واذا سـالـتموهن متاعا فاسالوهن من ورا حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم
ان تؤذوا رسول اللّه ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند اللّه عظيما ).

ففي تفسير القمي : لما تزوج رسول اللّه بزينب بنت جحش .

اولـم ودعااصحابه وكان اصحابه اذا اكلوا احبوا ان يتحدثوا عند رسول اللّه (ص ) , وهويحب ان
يخلو مع زينب , فانزل اللّه الاية «1280» .

وروى الـطبرسي عن انس بن مالك قال : ان رسول اللّه ذبح شاة , واعدتمراوسويقا , وبعثت امي ام
سليم اليه بانا من حجارة فيه حيس ( وهو تمر يخرج نواه ويعجن في اقط وسمن ) وامرني رسول
اللّه ان ادعو اصحابه الى الطعام .

فـدعـوتـهم , فجعل القوم يجيئون وياكلون ويخرجون , ثم يجي القوم فياكلون ويخرجون حتى ما
وجدت احدا ادعوه فقلت ذلك لرسول اللّه فقال : ارفعواطعامكم , فرفعوه وخرج القوم , وبقي ثلاثة
نـفـر يتحدثون في البيت فاطالواالمكث , فقام (ص ) فمشى حتى بلغ حجرة عائشة , وظن انهم قد
خرجوا فرجع فاذا هم جلوس مكانهم فنزلت الاية «1281» مما يقتضي نزولهـا في زواج النبي بزينب بعد الاحزاب في الخامسة .

وجوب الحجاب :.

وجوب
الحجاب :


وفـي الاية : ( واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من ورا حجاب ) وفي الاية 55 : ( لا جناح عليهن فـي آبـائهـن ولا ابـناهن ولا اخوانهن ولا ابنا اخوانهن ولا ابنا اخواتهن ولا نسائهن ولا مـا ملكت
ايمانهن واتقين اللّه ان اللّه كان على كل شي شهيدا ) وقبلها في الاية 32 : ( يا نسا النبي لستن كاحد
مـن الـنـسـا ان اتـقـيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن
فـي بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ) وبعدها في الاية 59 : ( يا ا يها النبي قل لازواجك
وبـنـاتك ونسا المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان اللّه غفورا
رحيما ).

وفـي الاية الاخيرة في تفسير القمي قال : كان سبب نزولها ان النساكن يخرجن الى المسجد يصلين
خـلف رسول اللّه , فاذا كان بالليل وخرجن الى صلاة المغرب والعشا الاخرة والغداة قعد الشبان لهن
في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن فانزل اللّه الاية «1282» .

وروى ابـن سعد في « الطبقات »عن انس بن مالك : ان وجوب الحجاب كان في سنة زواج النبي
بزينب .

وعن ابن سعد ايضا انه كان في ذي القعدة «1283» .

امهات المؤمنين :.

امهات المؤمنين
:


وفي الاية السادسة : ( النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم )وجا في ذيل الاية 53 : ( وما كان لكم ان تؤذوا رسول اللّه ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند اللّه عظيما
).

وفي تفسير القمي : كان سبب نزولها : انه لما انزل اللّه ( النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه
امهاتهم ).

قال طلحة [ بن عبيد اللّه التيمي ابن عم عائشة ] : تزوج محمد نسانا ويحرم علينا نساه ؟ اللّه محمدا لنفعلن كذا وكذا.

فانزل اللّه الاية «1284» .

ونـقل الطوسي عن السدي قال : لما نزلت آية الحجاب , قال رجـل من بني تيم ( ؟ بنات عمنا [ عائشة ] ان مات عرسنا بهن , فنزل قوله : ( ولاان تنكحوا ).

وعن الشعبي عن عكرمة قال : لما نزلت آية الحجاب قال آبا النساوابناؤهن : ونحن ايضا مثل اولئك
؟ فـانـزل اللّه : ( لا جـنـاح عـليهن في آبائهن ولاابنائهن ولا اخواتهن ولا ابنا اخوانهن ولا ابنا
اخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت ايمانهن واتقين اللّه ان اللّه كان على كل شي شهيدا ) «1285» .

وروى الطبرسي عن ابن عباس قال : قال رجل من الصحابة ( ؟ عائشة بنت ابي بكر «1286» .

والايـة 50 : ( يا ا يها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي آتيت اجورهن وماملكت يمينك مما افا اللّه
عليك ) قال القمي يعني من الغنيمة «1287» والتي افاها اللّه عليه من غنيمة الحرب هي : اولا :
جويرية بنت الحارث زعيم بني المصطلق ,وغزوهم كان في السادسة .

وثانية : صفية بنت حيي بن اخطب في حرب خيبر في اوائل السابعة .

فـهذا يقتضي نزولها لا اقل بعد حرب بني المصطلق بما في الاية من قوله سبحانه : ( وامراة مؤمنة
ان وهبت نفسها للنبي ) وشان نزولها.

فالى هنالك .

والايـتـان : 28 و 29 وهما آيتا التخيير : ( يا ا يها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا
وزيـنتها ) قد قال القمي في سبب نزولهما : انه لما رجع رسول اللّه من غزاة خيبر «1288» بل
فـي « الـتـبـيان » و « مجمع البيان » مـا يدل على نزولهما بعد زواجه بميمونة بنت الحارث
الهلالية في آخر السابعة «1289» فالى هنالك .

اهم حوادث .

السنة السادسة للهجرة .

السنة السادسة
للهجرة


غزوة القرطا :.

غزوة القرطا
:


قـال الـمـسعودي في حوادث السنة السادسة من الهجرة : في المحرم كانت سرية محمد بن مسلمة الانـصـاري الـى قـبـيـلـة الـقـرطـا مـن بـني بكر بن كلاب , بموضع يقال له : البكرات بناحية
ضرية «1290» .

وروى الـواقـدي بسنده عن محمد بن مسلمة : ان رسول اللّه بعثه في ثلاثين رجلا الى بني بكر بن
كلاب , وامره ان يسير الليل ويكمن النهار وان يشن الغارة عليهم .

قال محمد بن مسلمة : فخرجت باصحابي في عشر ليال خلون من المحرم على راس خمسة وخمسين
شهرا من الهجرة , وانطلق حتى اذا كان بموضع يطلعه على بني بكر فبعث عباد بن بشر اليهم فاومى
عـلـيهم , فلمـا روحوا ماشيتهم وحلبوها ورووا ابلهم وردوها الى مباركها جا الى محمد بن مسلمة
فـاخـبـره ,فـخـرج محمد بن مسلمة فشن عليهم الغارة فقتل منهم عشرة , واستاقوا النعم والشياه
وانحدروا الى المدينة فاصبحوا في الضرية «1291» .

قال : ثم خفنا الطلب فحدرنا النعم وطردنا الشياه اشد الطرد فكانت تجري معنا كانها الخيل ثم ابطات
عـلينا الشياة بالربذة فخلفناها مع نفر من اصحابنا , وطردنا النعم فقدمنا بها المدينة على النبي , مئة
وخـمـسين بعيرا وثلاثة آلاف شاة , فخمسها رسول اللّه وفض ما بقي منها على اصحابه , وعدلوا
كل جزور بعشر من الغنم فاصاب كل رجل منهم «1292» .

غزوة بني لحيان :.

غزوة بني لحيان
:


روى الـواقدي : ان رسول اللّه كان قد وجد على عاصم بن ثابت واصحابه ( الذين قتلوا يوم الرجيع فـي اول السنة الرابعة ) فخرج في مئتي رجل فيهم عشرون فارسا «1293» لهلال ربيع الاول
سـنـة سـت «1294» , فـنـزل بـنـاحية الجرف ,فعسكر فيه اول النهار وهو يظهر ا نه يريد
الـشام «1295» ليصيبهم على غفلة فسلك على جبل غراب بطريق الشام ثم على محيص ثم على
الـبـتـرا ثم خرج على بين ثم على صخيرات اليمام , ثم استقام على المحجة من طريق مكة فاسرع
الـسـيـر حتى نزل منازل بني لحيان في غران واد بين امج وعسفان الى بلد يقال له ساية , فوجدهم
قدنذروا به فحذروا وتمنعوا منه برؤوس الجبال «1296» فاقام يوما او يومين وبعث السرايا في
كـل نـاحية فلم يقدروا على احد منهم «1297» فقال ـ صلى اللّه عليه [ وآله ]وسلم ـ : لو ا نا
هـبـطنا عسفان لراى اهل مكة ا نا قد جئنا مكة فخرج في اصحابه حتى نزل عسفان «1298» ثم
بعث فارسين من اصحابه حتى بلغا كراع الغميم «1299» ثم كرا , ورجع رسول اللّه الى المدينة
وهو يقول : آيبون تائبون , لربنا حامدون اعوذ باللّه من وعثا السفر وكبة المنقلب وسؤ المنظر في
الاهل والمال والولد «1300» .

وغاب رسول اللّه عن المدينة اربع عشرة ليلة «1301» .

سرية الغمر:.

سرية
الغمر:

«1302» روى الواقدي بسنده قال : بعث رسول اللّه عكاشة بن محصن الاسدي في اربعين رجلا
( الـى بني اسد في الغمر ) واخبروا به فهربوا من مائهم , فانتهى اليهم فلم يجدهم , فبعث الطلائع
يطلبون خبرا او اثرا , فرجع احدهم يقول : انه راى لهم اثرا , وكان القوم قد تركوا لهم ربيئة كان
قـد سـهـر ليلته يتسمع الصوت فلما اصبح اخذه النوم , فاصابه المسلمون فاخذوه وسالوه عن خبر
الـنـاس وضـربـه احدهم بسوط , فقال : تؤمنني على دمي واطلعك على نعم لبني عم لهم لم يعلموا
بـمـسـيركم ؟ قالوا : نعم , فانطلقوا معه فخرج حتى امعن ثم قال : تطلعون عليهم من هذا الدرب ,
فاشرفوا فاذا بنعمهم ترتع , فاغاروا عليهم فهربوا في كل وجه فاصابوا منهم مائتي بعير فاستاقوها
الى المدينة وكان ذلك في شهر ربيع الاول سنة ست .

موادعة بني اشجع :.

موادعة بني
اشجع :


روى الـقـمـي في تفسيره خبرهم فقال : كان رسول اللّه (ص ) قد هادن بني ضمرة ووادعهم قبل غـزاة بدر الموعد «1303» وكان على مقربة منهم بنو الاشجع بطن من كنانة في البيضا والجبل
والمستباح , وكان بينهم وبين بني ضمرة حلف في المراعاة والامان , فاجدبت بلاد اشجع واخصبت
بـلاد بـنـي ضـمرة فصارت اشجع الى بلاد بني ضمرة , فقربوا من رسول اللّه , فهابوا لقربهم من
رسول اللّه ان يبعث اليهم من يغزوهم .

فلم ا بلغ رسول اللّه مسيرهم الى بني ضمرة وكان رسول اللّه قد خافهم ان يصيبوا من اطرافه شيئا
, هم بالمسير اليهم , وتهيا للمصير اليهم ليعقروهم ,للموادعة التي كانت بينهم وبين بني ضمرة .

فـبينما هو على ذلك اذ جات اشجع ورئيسها مسعود بن رخيلة , وهم سبعمئة , فنزلوا شعب سلع ـ
وذلـك في شهر ربيع الاول سنة ست ـ فدعا رسول اللّه اسيد بن حضير فقال له : اذهب في نفر من
اصحابك حتى تنظر ما اقدم اشجع ؟.

فخرج اسيد ومعه ثلاثة نفر من اصحابه حتى وقف عليهم فقال لهم : مااقدمكم ؟.

فقام اليه مسعود بن رخيلة فسلم على اسيد وقال : جئنا لنوادع محمدا.

فـرجع اسيد الى رسول اللّه فاخبره , فقال رسول اللّه : خاف القوم ان اغزوهم فارادوا الصلح بيني
وبينهم ثم قال : نعم الشي الهدية قبل الحاجة , ثم قدم امامه بعشرة احمال من التمر ثم اتاهم فقال لهم :
يا معشر اشجع ما اقدمكم ؟.

قـالـوا : قـربـت دارنا منك , وليس في قومنا اقل عددا منا فضقنا بحربك لقرب دارنا منك , وضقنا
بحرب قومنا لقلتنا فيهم , فجئنا لنوادعك .

فقبل النبي ذلك منهم ووادعهم , فاقاموا يومهم , ثم رجعوا الى بلادهم «1304» .

غارة الفزاري وردها:.

غارة الفزاري
وردها:

«1305» اجـتـمـع لـلنبي (ص ) من خمس الجمال الغنائم او صفاياها عشرون ناقة لقحت فكانت
حـوامـل ذوات الـبـان يـقـال لـهـا : الـلـقـاح , كـانـت ترعى في الغابة قرب المدينة على طريق
الشام «1306» , وكان الراعي يرجع بلبنها اصيل كل يوم عندالمغرب .

وروى الـكـلـيـنـي في « روضة الكافي » بسنده عن ابان بن عثمان الاحمرالبجلي الكوفي عن
الصادق (ع ) : ان ابا ذر الغفاري استاذن رسول اللّه (ص )يرعى لقاحه , وسمى الموضع : مزينة قال
: افتاذن لي ان اخرج انا وابن اخي الى مزينة فنكون بها ؟.

فـقـال (ص ) : اني اخشى ان يغير عليك خيل من العرب فيقتل ابن اخيك فتاتيني شعثا فتقوم بين يدي
متكئا على عصاك فتقول : قتل ابن اخي واخذالسرح .

فقال ابو ذر : يا رسول اللّه بل لا يكون الا خيرا ان شا اللّه .

فاذن له رسول اللّه فخرج هو وابن اخيه وامراته .

فـلم يلبث هناك الا يسيرا حتى غارت خيل بني فزارة فيها عيينة بن حصن , فاخذت السرح , وقتل
ابن اخيه , واخذت امراته من بني غفار وطعنوه طعنة جائفة «1307» .

وروى الـواقـدي مثل ذلك واضاف وكان ابو ذر بعد ذلك يقول : عجبالي لكاني بك وانا الح عليه , فكان واللّه على ما قال رسول اللّه (ص ) , واللّه انا لفي منزلنا ولقاح رسول
اللّه قـد روحـت وعطنت وحلبت عند العتمة ونمنا , وفي الليل ( ليلة الاربعا لثلاث خلون من ربيع
الاخـرسـنـة سـت ) «1308» احـدق بـنـا عيينة بن حصن الفزاري في اربعين فارسا وقاموا
على رؤوسنا وصاحوا بنا , وقتلوا ابني ونجت امراته وثلاثة آخرون , واشتغلوا عني باطلاق عقل
اللقاح فتنحيت عنهم , ثم صاحوا باللقاح فكان آخر العهد بها.

وفـي خـبر « روضة الكافي » : واقبل ابو ذر يشتد حتى وقف بين يدي رسول اللّه فاعتمد على
عـصاه وقال : صدق اللّه ورسوله : اخذ السرح وقتل ابن اخي وقمت بين يديك على عصاي : فصاح
رسول اللّه في المسلمين فخرجوا في الطلب فقتلوا نفرا من المشركين وردوا السرح «1309» .

وقال الواقدي : وكان سلمة بن الاكوع يقول : خرجت في الغداة اريدلقاح رسول اللّه في الغابة لاتيه
بلبنها , وكانت ابل عبد الرحمان بن عوف دون ابل النبي , فيها غلام لعبد الرحمان فلقيته فاخبرني ان
عيينة بن حصن قد اغار في اربعين فارسا على لقاح رسول اللّه .

فـرجعت بفرسي الى المدينة حتى اشرفت على ثنية الوداع فصرخت باعلى صوتي ثلاثا : يا صباحاه
«1310» وبلغ رسول اللّه صياح بن الاكوع , فصرخ بالمدينة : الفزع الفزع «1311» ثم طلع
رسـول اللّه مقنعا في الحديد ووقف , فكان اول من اقبل اليه المقداد بن عمرو عليه الدرع والمغفر
شاهرا سيفه , فعقد له رسول اللّه لوافي رمحه وقال له : امض حتى تلحقك الخيول ونحن على اثرك
.

قال المقداد : فخرجت وانا اسال اللّه الشهادة , حتى ادركت اخريات العدو وقد اعيا فرس لهم فنزل
عـنـه صاحبه وارتدف خلف احدهم , وتاخرالفرس عنهم , فاخذت الفرس وربطت في عنقه قطعة
وتر وخليته , وادركت منهم رجلا يدعى مسعدة فطعنته برمح فيه اللوا فزل الرمح واعجزني هربا
, ونـصـبت لوائي ليراه اصحابي فلحقني ابو قتادة على فرس له , ثم استحث فرسه فتقدم علي حتى
غاب عني ثم لحقته فاذا هو قد قتل مسعدة وسجاه ببرده .

وقـال سلمة : ولحقت القوم فجعلت ارميهم بالنبل واقول : خذها واناابن الاكوع واقـول : قـفـوا قـلـيـلا يـلـحـقـكـم اربابكم من المهاجرين والانصار , حتى انتهيت بهم الى ذي
قرد «1312» .

ثم كان اول فارس وقف على رسول اللّه بعد المقداد من الانصار : عبادبن بشر الاشهلي , ثم سعد بن
زيد الاشهلي «1313» .

فروى الواقدي عنه قال : اتانا الصريخ يوم السرح وانا في بني عبدالاشهل , فلبست درعي واخذت
سـلاحي واستويت على فرسي , فانتهيت الى رسول اللّه وعليه الدرع والمغفر لا ارى الا عينيه ,
والخيل تعدو باتجاه القناة ,فالتفت الي رسول اللّه فقال : يا سعد قد استعملتك على الخيل فامض حتى
الـحقك ان شا اللّه , فلحقت بالمقداد بن عمرو ومعاذ بن ماعص , وابو قتادة في اثرهم ,ونظرت الى
ابن الاكوع يسبق الخيل يرشقهم بالنبل , ولحقنا بهم , فتناوشنا ساعة ,وحملت على حبيب بن عيينة
بـالـسيف فقطعت منكبه الايسر فخلى العنان واسرع فرسه فوقع لوجهه وداسه فرسه فقتله وكان
شعارنا : امت امت «1314» وقد اعطاه رسول اللّه رايته العقاب «1315» .

/ 31