موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ثم روى عن ابن اسحاق ـ برواية يونس بن بكير ـ قال : لمـا قتل علي بن ابي طالب عمرا اقبل نحو
رسول اللّه ووجهه يتهلل , فقال له عمر بن الخطاب : هلا سلبته يا علي درعه فانه ليس في العرب
مثلها ؟ فقال (ع ) : اني استحييت ان اكشف سواة ابن عمي «1171» .

وقال رسول اللّه بعد قتله هؤلا النفر : الان نغزوهم ولا يغزونا «1172» .

تواعد قريش وغطفان لليوم الثاني :.

تواعد قريش وغطفان لليوم الثاني
:


قال الواقدي : وهرب عكرمة وهبيرة فلحقا بابي سفيان
.

فلما رجعـواالى ابي سفيان قال : هذا يوم لم يكن لنا فيه شي , ارجعوا.

فرجعت قريش الى العقيق ( معسكرها ) ورجعت غطفان الى ( معسكرها ) وتواعدوا يغدون جميعا(
الى الخندق ) ولا يتخلف منهم احد.

فباتت قريش يعبئون اصحابهم , وباتت غط فان يعبئون اصحابهم .

ووافوا رسول اللّه بالخندق قبل طلوع الشمس وعبا رسول اللّه اصحابه وحضهم على القتال ووعدهم النصر ان صبروا.

والمشركون قد جعلوا المسلمين في مثل الحصن من كتائبهم , اخذوابكل وجه من الخندق .

وروى جـابر بن عبد اللّه الانصاري قال : فر قوا كتائبهم وبعثوا الى رسول اللّه كتيبة غليظة فيها
خــالـد بـن الوليد , فقابلهم «1173» يومه ذلك الى اوائل الليل , مايقدر رسول اللّه ولا احد من
المسلمين ان يزولوا من مواضعهم .

وجعل اصحابه يقولون : يا رسول اللّه , ما صلينا ثم رجعوا متفرقين : فرجعت قريش الى منزلها , ورجعت غطفان الى منزلها وانصرف المسلمون الى
قبة رسول اللّه .

واقام اسيد بن حضير في مئتين من المسلمين على شفير الخندق , اذ كرت عليهم خيل من المشركين
عـلـيهم خالد بن الوليد وفيهم وحشي قاتل حمزة ,يطلبون غرة من المسلمين , فناوشوهم ساعة ,
وزرق وحشي بمزرقته الطفيل بن النعمان الانصاري فقتله .

ولـما صار رسول اللّه الى موضع قبته امر بلالا فاذن واقام صلاة الظهر ,فصلا ها كاحسن ما كان
يـصـليها في وقتها , ثم اقام صلاة العصر فصلا ها كاحسن ما كان يصليها في وقتها , ثم اقام المغرب
فـصـلا هـا كـاحـسـن مـا كان يصليها في وقتها , ثم اقام العشا فصلا ها كاحسن ما كان يصليها في
وقتها «1174» .

وارسلت بنو مخزوم الى النبي ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـ بدية رجل يشترون بها جثة نوفل
بن عبد اللّه المخزومي ( الذي وقع في الخندق فقتل بالحجارة ).

فقال رسول اللّه : انما هي جيفة حمار «1175» .

اصابة سعد بن معاذ :.

اصابة سعد بن
معاذ :


وكان من اثر الرمي بينهم ان رمى ابن العرقة سعد بن معاذ بسهم فاصاب العرق الاكحل الغليظ من يده وقال حين رماه : خذها وانا ابن العرقة .

فاجابه ابن معاذ : عرق اللّه وجهك في النار ثـم دعـا فـقـال : اللهم ان كنت ابقيت من حرب قريش شيئا فابقني لحربهم ,فانه لا قوم احب الي ان
اقـاتـلـهم من قوم كذبوا رسولك واخرجوه من حرمك ,اللهم وان كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم
فاجعلها لي شهادة , ولا تمتني حتى تقرعيني من بني قريظة وحملوه الى رسول اللّه فبات عنده على الارض «1176» .

وقال الواقدي : كواه رسول اللّه بالنار فانتفخت يده فتركه فسال الدم «1177» .

وقـال ابـن اسـحاق : وكانت امراة من اسلم يقال لها : رفيدة , تحتسب بنفسها على خدمة من كانت به
ضيعة من المسلمين , فكانت تداوي الجرحى في مسجده .

فحين اصاب السهم سعدا قال رسول اللّه لقومه : اجعلوه في خيمة رفيدة ( في المسجد ) حتى اعوده
من قريب «1178» .

وقـال الواقدي : كان لكعيبة بنت سعد بن عتبة الاسلمية خيمة في المسجـد «1179» تداوي فيها
الجرحى وتلم الشعث وتقوم على الضائع الذي لا احدله .

فكان سعد في المسجد في خيمتها «1180» .

اخبار نعيم بن مسعود في تحريش قريش على اليهود :.

قـال القمي في تفسيره : فلما كان في جوف الليل جا نعيم بن مسعودالاشجعي الى رسول اللّه ـ وكان
قد اسلم قبل قدوم قريش بثلاثة ايام ـ فقال له :.

يـا رسول اللّه , قد آمنت باللّه وصدقتك , وكتمت ايماني عن الكفرة , فان امرتني ان آتيك وانصرك
بنفسي , فعلت , وان امرت ان اخذل بين اليهود وبين قريش فعلت , حتى لا يخرجوا من حصنهم ؟.

قال (ص ) : خذل بين اليهود وقريش فانه اوقع عندي .

قال : فتاذن لي ان اقول فيك ما اريد ؟ قال : قل ما بدا لك .

فجا الى ابي سفيان فقال له :.

تعرف مودتي لكم ونصحي , ومحبتي ان ينصركم اللّه على عـدوكم , وقدبلغني ان محمدا قد وافق
الـيـهـود ان يدخلوا عسكرهم ويميلوا عليكم , ووعدهم اذافعلوا ذلك ان يرد عليهم جناحهم الذي
قطعه لبني النضير وقينقاع .

فـلا ارى ان تـدعوهم ان يدخلوا في عسكركم حتى تاخذوا منهم رهنا تبعثوا بهم الى مكة ,فتامنوا
مكرهم وغدرهم فقال ابو سفيان : وفقك اللّه واحسن جزاك , مثلك اهدى النصائح .

ولم يعلم ابو سفيان باسلام نعيم , ولا احد من اليهود.

ثم جا من فوره الى [ كعب في ] بني قريظة فقال له :.

يا كعب , تعلم مودتي لكم , وقد بلغني ان ابا سفيان قال : يخرج هـؤلااليهود فنضعهم في نحر محمد
, فـان ظـفـروا كان الذكر لنا دونهم , وان كانت عليناكانوا هؤلا مقاديم الحرب تـدعـوهم ان يدخلوا عسكركم حتى تاخذوا منهم عشرة من اشرافهم يكونون في حصنكم , انهم ان
يـظـفـروا بـمـحـمدلم يبرحوا حتى يردوا عليكم عهدكم وعقدكم بين محمد وبينكم , لا نه ان
ولت قريش ولم يظفروا بمحمد غزاكم محمد فيقتلكم فـقـالـوا : احـسـنـت وابـلغت في النصيحة , لا نخرج من حصننا حتى ناخذ منهم رهنا يكونون في
حصننا «1181» .

وقال القاضي النعمان : كان نعيم بن مسعود رجلا من غطفان مع المشركين ,وكان نديما لبني قريظة
, فاتاهم كالزائر لهم , فرحبوا به ووقروه , فلما خلا بهم قال :.

قد عرفتم مودتي لكم , وقد جئت اليكم ناصحا ان قبلتم مني .

قالوا : جزاك اللّه خيرا , ما نتهمك , بل نحن ممن نثق بمودتك ونقبل نصيحتك , فقل ما اردت .

فقال لهم : انكم قد فعلتم فعلا لم تحسنوا النظر فيه لانفسكم : نقضتم حلف محمد وصرتم مع قريش
وغطفان , ولستم كمثلهم , ان قريشا وغطفان انما جاؤوالحرب محمد واصحابه على ظهور دوابهم
, فـان اصابوا منه ما ارادوا , والا انصرفوا عنه وتركوكم معه وباصحابه ان خلابكم .

وقد تداخل اصحابنا الفشل والاختلاف , وطال مقامهم , وخفت ازوادهم .

وكان من امر ابن عبد ود واصحابه ما قد عرفتم وانما كان المعتمد عليهم والنظرالى ما يكون منهم
عـنـد اقـتـحامهم الخندق , فاذا قد كان من ذلك ما كان فقد تداخل الياس الى قلوب الناس , واكثر ما
يقيمون اياما قليلة , فان راوا فرصة اصابوهاوان كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وتركوكم قالوا : لقـد صدقت ونصحت فيما قلت , فجزاك اللّه خيرا , فما الحيلة بعدهذا ؟ قال : الحيلة : ان لا تقاتلوا مع القوم حتى تاخذوا منهم رهائن من اشرافهم يكونون بايديكم ثقة لكم ان
لا ينصرفوا عنكم ويدعوكم قالوا : لقد اشرت بالراي , فاحسن اللّه عنا جزاك .

ثم اتى عيينة بن حصن , وابا سفيان , فقال :.

ان بني قريظـة بيني وبينهم ما قد علمتم , وقد بت عندهم فاطلعت منهم على سر خشيت منه علينا قالوا : وما هو ؟ قـال : ان القوم ندموا على ما نقضوا من حلف محمد لما راوا مقامنا ولم نصنع شيئا ونظروا الى ما كان
مـن امـر عـمـرو بـن عبد ود واصحابه , وخافوا ان ننصرف عنهم فيطاهم محمد , فارسلوا اليه
يـرغـبـون فـي سـلـمه , ويذكرون ندامتهم على ماكان منهم وقالوا له : نحن نرضيك بان ناخذ من
الـقـبـيلتين رجالا من اشرافهم فنسلمهم اليك فتضرب اعناقهم او تفعل فيهم ما رايت , ثم نكون معك
على من بقي منهم .

فاياكما ان تخدعكما اليهود او ان يظفروا باحد منكم فـارسل ابو سفيان وعيينة اليهم عكرمة بن ابي جهـل في نفر من قريش وغطفان يستخبرونهم ذلك
ويـدعونهم الى القتال معهم ويقولون : انا لسنا بدارمقام , وقد هلك الخف والحافر ونفد الزاد , وابى
مـحمد واصحابه الا لزومالخندقهم , وانتم اعلم بعورة الموضع , فاخرجوا الينا بجماعتكم لنناجز
محمداواصحابه ونقتحم عليهم الخندق بجماعتنا.

فـلـما جا القوم بني قريظة بذلك , قالوا : قد كنا مع محمد على حلف , ولم نكن نرى منه الا خيرا ,
ونـقـضـنـا ما كان بيننا وبينه , ونحن نخشى ونخاف ان ضرستكم الحرب ان تنشمروا الى بلادكم
وتتركونا والرجل في بلادنا ولا طاقة لنا به , فلسنابالذي نقاتل معكم حتى تعطونا رهائن من وجوه
رجالكم يكونون بايدينا ثقة لناحتى نناجز محمدا.

فـلـمـا انـصرف بذلك القوم الى ابي سفيان وعيينة علما ان الامر ما قاله نعيم ابن مسعود , وابوا ان
يدفعوا اليهم احدا.

وقـالت بنو قريظة : هذا مصـداق قول نعيم بن مسعود , ولزموا معاقلهم ,واستوحش بعض القوم من
بعض وتنافرت قلوبهم , ولم يجد الاحزاب الا الرحيل الى بلادهم «1182» .

وروى في « قرب الاسناد » بسنده عن الصادق عن علي (ع ) قال :.

ان رسـول اللّه بـلـغـه ان بـني قريظة بعثوا الى ابي سفيان : ا نكم اذا التقيتم انتم ومحمد امددناكم
واعناكم .

فـقـام النبي فخطبنا فقال : ان بني قريظة بعثوا الينا ا نااذا التقينا نحن وابو سفيان امدونا واعانونا فبلغ ذلك ابا سفيان فقال : غدرت اليهود «1183» .

وهزم الاحزاب وحده :.

وهزم الاحزاب
وحده :


روى الكليني في « روضة الكافي » بسنده عن ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي عن الصادق (ع ) قال :.

فـي لـيلة ظلما قرة «1184» قام رسول اللّه (ص ) على التـل الذي عليه « مسجدالفتح » في
غزوة الاحزاب فقال : من يذهب فياتينا بخبرهم وله الجنة ؟ فلم يقم احد , ثم اعادها فلم يقم احد.

قال الصادق (ع ) : وما اراد القوم ؟ ارادوا افضل من الجنة ؟ ثم قال رسول اللّه : من هذا ؟ فقال : حذيفة .

فقال له : اما تسمع كـلامي منذ الليلة ولا تكلم ؟ جعلني اللّه فداك ـ منعني ان اجيبك يا حذيفة , ولا تحدث شيئا حتى تاتيني .

فلما ذهب قال رسول اللّه : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه , وعن يمينه وعن شماله حتى ترده .

فاخذ ( حذيفة ) سيفه وقوسه وجحفته «1185» .

قال حذيفة : فخرجت وما بي من ضر ولا قر , فمررت على باب الخندق .

ولما توجه حذيفة قام رسول اللّه ( فصلى ثم «1186» ) نادى : يا صريخ المكروبين , ويا مجيب
المضطرين , اكشف همي وغمي وكربي , فقدترى حالي وحال اصحابي «1187» .

فـنزل عليه جبرئيل (ع ) فقال : يا رسول اللّه , ان اللّه ـ عز ذكره ـ قد سمع مقالتك ودعاك , وقد
اجابك وكفاك هول عدوك فجثا رسول اللّه (ص ) على ركبتيه وبسط يديه وارسل عينيه ثم قال :.

شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت اصحابي .

ثم قال رسول اللّه :.

قـد بـعـث اللّه ـ عـز وجـل ـ عليهم ريحا من سما الدنيا فيها حصى , وريحا من السما الرابعة فيها
جندل «1188» .

قال حذيفة : واقبل جند اللّه الاول : ريح فيها حصى , فما تركت لهم نارا الا اذرتها «1189» ولا
خبا الا طرحته , ولا رمحا الا القته , حتى جعلوا يتترسون من الحصى , وجعلنا نسمع وقع الحصى
في الاترسة .

وقـام ابـلـيـس فـي صورة رجل مطاع من المشركين فقال : ا يها الناس , انكم قد نزلتم بساحة هذا
الـسـاحـر الكذاب , الا وانه لن يفوتكم من امره شي فانه ليس سنـة مقام , قد هلك الخف والحافر ,
فارجعوا ولينظر كل رجل منكم من جليسه قال حذيفة : فنظرت عن يميني فضربت بيدي فقلت : من انت ؟ قال :معاوية .

فقلت للذي عن يساري : من انت ؟ قال : سهيل بن عمرو.

قال حذيفة : واقبل جند اللّه الاعظم فقام ابو سفيان الى راحلته , وصاح في قريش : النجا النجا وقال طلحة الازدي : لقد زادكم محمد بشر وفعل عيينة بن حصن مثلها.

ثم فعل الحارث بن عوف المزني مثلها.

ثم فعل الاقرع بن حابس مثلها.

وذهب الاحزاب .

ورجع حذيفة الى رسول اللّه فاخبره الخبر «1190» .

وروى ابن اسحاق الخبر عن محمد بن كعب القرظي , عن حذيفة بن اليمان قال :.

فذهبت فدخلت في القوم والريح تفعل بهم ما تفعل , لا تقر لهم قدرا ولانارا ولا بنا.

فقام ابو سفيان فقال : يا معشر قريش , لينظر امرؤ من جليسه ؟.

قال حذيفة : فاخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت : من انت ؟قال : فلان بن فلان «1191» .

ثـم قـال ابـو سـفـيـان : يـا مـعـشـر قـريـش , انـكـم ـ واللّه ـ ما اصبحتم بدار مقام ,لقد هلك
الـكـراع «1192» والخف «1193» واخلفتنا بنو قريظة , وبلغنا عنهم الذي نكره ,ولقينا من
شدة الريح ما ترون , ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار , ولا يستمسك لنا بنا , فارتحلوا فاني مرتحل
.

ثم قام الى جمله .

وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين الى بلادهم .

قال حذيفة : فرجعت الى رسول اللّه وهو قائم يصلي في كسا لبعض نسائه , فلما رآني ( وهو يصلي
) ادخلني الى رجليه وطرح علي طرف الكسا ,ثم ركع وسجد.

فلم ا سلم اخبرته الخبر «1194» .

وروى الـواقـدي عـن عـبد اللّه بن عمـر قال : صلى رسول اللّه في موضع الخرق على الجبل الى
طرف بني النضير , وهو اليوم موضع المسجد الذي باسفل الجبل .

وروى عـن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : قام رسول اللّه على الجبل الذي عليه المسجد , فدعا
في ازار , ورفع يديه مدا , ثم جاه مرة اخرى فصلى ودعا.

وفـي خـبـر آخـر عنه قال : دعا رسول اللّه في مسجد الاحزاب على الاحزاب يوم الاثنين ويوم
الثلاثا ويوم الاربعا , فاستجيب له بين الظهر والعصر يوم الاربعا حتى عرفنا السرور في وجهه .

وروى عن حذيفة بن اليمان قال : اجتمع علينا الجوع والخوف في ليلة شديدة البرد.

وقـال رسـول اللّه : مـن رجل ينظر لنا ما فعل القوم جعله اللّه رفيقي في الجن ة ثلاث مرات وما قام رجل واحد , من شدة البردوالجوع والخوف احـد دعـانـي فـقـال : يـا حـذيـفـة وجبان «1195» في صدري .

فقال : تسمع كلامي منذ الليلة ولا تقوم ؟.

فقلت : ما قدرت على ما بي من الجوع والبرد فقال : فاذهب فانظر ما فعل القوم ؟.

فقلت : ولكني اخاف ان يمثلوا بي فقال : ليس عليك باس فاذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يقولون .

فاقبلت فجلست على نار مع القوم .

فقام ابو سفيان فقال : احذرواالجواسيس والعيون , ولينظر كل رجل جليسه .

فالتفت فقلت : من انت ؟ لمن عن يميني .

فقال : عمرو بن العاص .

والتفت فقلت : من انت ؟ ( لمن عن يساره ) فقال : معاوية بن ابي سفيان .

ثـم قـال ابـو سـفـيـان : ان كم ـ واللّه ـ لستم بدار مقام , لقد هلك الخف والكراع واجدب الجناب ,
واخـلـفـتـنـا بـنـو قـريظة وبلغنا عنهم ما نكره , ولقد لقينا من الريح ما ترون بنا «1196» ولا تطمئن لنا قدر , فارتحلوا فاني مرتحل .

وقام ابوسفيان وجلس على بعيره وهو معقول , ثم ضربه فوثب على ثلاث قوائم , فمااطلق عقاله الا
بعد ما قام .

فناداه عكرمة بن ابي جهل : انك راس القوم وقائدهم , تقشع وتترك الناس ؟ فاستحيا ابو سفيان واناخ جمله ونزل عنه واخذ بزمامه وهو يقوده ويقول : ارحلوا.

فجعل الناس يرتحلون وهو قائم حتى خف العسكر.

ثـم قـال لـعـمـرو بن العاص : يا ابا عبد اللّه , لا بد لي ولك ان نقيم في جريدة من خيل بازا محمد
واصحابه ـ فانا لا نامن ان نطلب ـ حتى ينفذ العسكر.

فقال عمرو : انا اقيم .

وقال لخالد بن الوليد : وانت ما ترى يا ابا سليمان ؟ فقال : انا ـ ايضا ـاقيم «1197» .

فاقام عمرو وخالد في مئتي فارس , وسار سائر العسكر.

وذهب حذيفة الى غطفان فوجدهم يرتحلون .

ولـمـا ارتحلوا وقف فرسان من بني سليم في اصحـابهم , والحارث بن عوف في خيل من اصحابه ,
ومسعودابن رخيلة في خيل من اصحابه .

واقامت خيل قريش حتى كان السحر ثم مضوا فلحقوا بالعسكر في ملل عند ارتفاع النهار.

وارتحلت بقية خيل غطفان فالتحقوا بقومهم في المراض «1198» ثم تفرقت قبائلهم الى محالهم ,
ورجع حذيفة ـ في الليل ـ الى الرسول فاخبره الخبر.

قـال الواقدي : فلما اصبح رسول اللّه بالخندق اصبح وليس حوله احد من عساكر المشركين .

فاذن للمسلمين بالانصراف الى منازلهم , فخرجوا مبادرين مسرورين .

ثـم روى عن ابن عمر قال : وكره رسول اللّه ان يكون لقريش عين فيرى سرعتهم في ذلك , فبعث
من ينادي في اثرهم بردهم .

قال عبد اللّه بن عمر : فجعلت اصيح في اثرهم في كل ناحية : ان رسول اللّه امـركم ان ترجعوا.

فما رجع منهم رجل واحد من الجوع والبرد.

وقـال جابر بن عبد اللّه : امرني رسول اللّه ان اردهم , فجعلت اصيح بهم ,فما يرجع احد من جهد
الجوع والبرد.

فرجعت الى النبي فاخبرته فضحك (ص ) «1199» .

ثم روى عن ابي وجزة قال : لما ملت قريش المقام .

كتب ابو سفيان كتاباالى رسول اللّه فيه : باسمك اللهم , فاني احلف باللات والعزى , لقد سرت اليك
فـي جـمـعـنا وانا نريد ان لا نعود اليك ابدا حتى نستاصلك , فرايتك قد كرهت لقاناوجعلت مضائق
وخنادق وبعث بالكتاب مع ابي اسامة الجشمي .

فلما بلغه الكتاب دعا رسول اللّه ابي بن كعب فدخل معه قبته فقرا عليه كتاب ابي سفيان .

وكتب اليه رسول اللّه :.

من محمد رسول اللّه , الى ابي سفيان بن حرب .

اما بعد , فقديما غرك باللّه الغرور.

امـا مـا ذكرت ا نك سرت الينا في جمعكم , وا نك لا تريد ان تعودحتى تستاصلنا , فذلك امر يحول
اللّه بينك وبينه , ويجعل لنا العاقبة حتى لا تذكراللات والعزى .

وامـا قولك : من علمك الذي صنعنا من الخندق ؟ فان اللّه ـتعالى ـ الهمني ذلك لما اراد من غيظك به
وغـيـظ اصحابك «1200» , ولياتين عليك يوم تدافعني فيه بالراح , ولياتين عليك يوم اكسر فيه
اللات والعزى واساف ونائلة وهبل , حتى اذكرك ذلك «1201» .

غزوة بني قريظة «1202» :.

روى الطبرسي في « اعلام الورى » عن ابان بن عثمان الاحمر البجلي الكوفي عن الصادق (ع )
قـال : واصـبح رسول اللّه بالمسلمين حتى دخل المدينة , فضربت فاطمة ابنته غسولا , فهي تغسل
راسه «1203» .

اذ اتـاه جبرئيل على بغلة معتجرا بعمامة بيضا «1204» عليه قطيفة من استبرق معلق عليها الدر
والياقوت , وعليه الغبار.

فقام رسول اللّه فمسح الغبار من وجهه .

فـقـال لـه جـبرئيل : رحمك ربك , وضعت السلاح ولم يضعه اهل السما , مازلت اتبعهم حتى بلغت
الروحا.

انهض الى اخوانهم من اهل الكتاب , فواللّه لادقنهم دق البيضة على الصخرة «1205» .

وحيث كان بنو قريظة مع الاحزاب خارج حصونهم .

قـال المفيد في « الارشاد » : ان رسول اللّه انفذ امير المؤمنين (ع ) اليهم في ثلاثين من الخزرج
وقال له : انظر هل نزل بنو قريظة في حصونهم ؟.

فلما شارف سورهم سمع منهم الهجر ( فعلم رجوعهم الى حصونهم ).

فـرجـع الى النبي (ص ) فاخبره , فقال : دعهم فان اللّه سيمكن منهم , ان الذي امكنك من عمرو بن
عبد ود لا يخذلك .

فـقف حتى يجتمع الناس اليك ,وابشر بنصر من عند اللّه , فان اللّه تعالى قد نصرني بالرعب من بين
يدي مسيرة شهر.

قال علي (ع ) : فاجتمع الناس الي , فسرت .

فـقـال لي النبي (ص ) حين توجهت الى بني قريظة : سر على بركة اللّه تعالى ,فان اللّه قد وعدكم
ارضكم وديارهم فسرت متيقنا لنصر اللّه ـ عز وجل ـ , حتى ركزت الراية في اصل الحصن «1206» .

وفـي خـبر الطبرسي عن الاحمر البجلي الكوفي عن الصادق (ع ) : ان رسول اللّه قال لعلي (ع ) :
قدم راية المهاجرين الى بني قريظة .

ثم قال : عزمت عليكم ان لا تصلوا العصر الا في بني قريظة «1207» .

فـقـام علي (ع ) ومعه المهاجرون وبنو عبد الاشهل وبنو النجار لم يتخلف منهم احد , وجعل النبي
يسرب اليه الرجال , فما صلى بعضهم العصرالا بعد العشا «1208» .

وقال القمي في تفسيره ـ وظاهرها الرواية ـ : ان جبرئيل ناداه : ان اللّه يامرك ان لا تصلي العصر
الا ببني قريظة .

فخرج رسول اللّه ( من داره ) فاستقبله حارثة بن النعمان .

فقال له : ادعولي عليا.

فـجـا عـلـي (ع ) , فقال له : ناد في الناس : لا يصلين احد العصر الا في بني قريظة المؤمنين , فخرج الناس فبادروا الى بني قريظة .

وخرج رسول اللّه وعلي بن ابي طالب بين يديه معه الراية العظمى «1209» .

وروى فـي « قرب الاسناد » بسنده عن الصادق (ع ) قال : ان رسول اللّه بعث عليا (ع ) يوم بني
قريظة بالراية , وكانت سودا تدعى العقاب , وكان لواؤه ابيض «1210» .

محاصرة بني قريظة :.

محاصرة بني قريظة
:


روى المفيد في « الارشاد » عن علي (ع ) قال :.

وسرت حتى دنوت من سورهم , فاشرفوا علي , فلما راوني صاح صائح منهم : قد جاكم قاتل عمرو
يرتجز :.

قتل علي عمرا ـــــصاد علي صقرا.

قصم علي ظهرا ـــــابرم علي امرا.

هــتـــك عـلـي ســتـرا.

فقلت : الحمد اللّه الذي اظهر الاسلام وقمع الشرك .

وسرت متيقنا بنصراللّه ـ عز وجل ـ حتى ركزت الراية في اصل الحصن .

فاستقبلوني في صياصيهم ( حصونهم ) يسبون رسول اللّه (ص ).

فـلـما سمعت سبهم له كرهت ان يسمع رسول اللّه ذلك , فعملت على الرجوع اليه , فاذا به قد طلع
وسـمـع سـبـهـم لـه المنذرين ) فقالوا له : يا ابا القاسم , ما كنت جهولا ولا سبابا فاستحيى رسول اللّه ورجع القهقرى قليلا.

ثم امر فضربت خيمته بازا حصونهم «1211» .

وروى الطبرسي في « اعلام الورى » عن ابان الاحمر البجلي الكوفي عن الصادق (ع ) قال :.

لما اقبل رسول اللّه والمسلمون حوله تلقاه امير المؤمنين وقال له :.

لا تاتهم ـ يا رسول اللّه ـ جعلني اللّه فداك , فان اللّه سيجزيهم ( وصفهم ).

فعرف رسول اللّه ا نهم قد شتموه فقال : اما انهم لو راوني ما قالوا شيئا مماسمعت يـا اخـوة الـقـردة اخساكم اللّه فصاحوا يمينا وشمالا : يا ابا القاسم , ما كنت فحاشا فما بدا لك ؟.

فـسـقـطـت الـعـنـزة مـن يده , وسقط رداؤه من خلفه , وجعل يمشي الى ورائه ,حيا مما قال لهم
«1212» .

وقـال القمي في تفسيره : وجا امير المؤمنين (ع ) واحاط بحصنهم ,فاشرف عليهم كعب بن اسد من
الـحـصـن يـشـتمهم ويشتم رسول اللّه , فاقبل رسول اللّه على حمار «1213» , فاستقبله امير
المؤمنين (ع ) فقال : بابي انت وامي يا رسول اللّه لا تدن من الحصن شـتـمـوني ؟ وعبدة الطاغوت فاشرف عليهم كعب بن اسد من الحصن فقال :.

يا ابا القاسم : واللّه ما كنت جهولا فاستحيى رسول اللّه حتى سقط الردا من ظهره حيا مما قاله وانزل رسول اللّه العسكر حول حصنهم فحاصرهم .

وبعد ثلاثة ايام نزل اليه عزال بن سموال فقال :.

يا محمد شيئا ؟.

فقال : لا , او تنزلون على حكمي .

فرجع «1214» الرجل الى حصنهم .

وقال الواقدي : لبس رسول اللّه الدرع والبيضة والمغفر واخذ قناة بيده وتقلد ترسا وركب فرسه ,
وتـلـبـس اصحابه السـلاح وركبوا الخيل وحفوا به وهم ستة وثلاثون فارسا «1215» والخيل
والرجالة حوله «1216» حتى انتهى الى بني قريظة فنزل على بئر لهم اسفل حرتهم «1217» .

ثم قدم الرماة من اصحابه «1218» وامرهم برميهم بالنبال .

ثم روى عن سعد بن ابي وقاص قال : قال لي رسول اللّه : تقدم فارمهم .

وكان معي ما ينوف على الخمسين نبلا , فتقدمت حيث تبلغهم نبلي فرميناهم ساعة .

وروى عـن كعب بن عمرو المازني قال : رميت يومئذ بما في كنانتي حتى امسكنا عنهم بعد ان ذهبت
ساعة من الليل ثم امرنا رسول اللّه فانصرفناالى معسكرنا.

وكان طعامنا احمال تمر بعث بها سعد بن عبادة , فبتنا ناكل منها.

ورسول اللّه ياكل منها ويقول : نعم الطعام التمر ثـم كـانـت الغداة , فقدم رسول اللّه الرماة , وعبا اصحابه فاحاطوا بحصونهم من كل ناحية , وجعل
الرماة يرامونهم بالنبل والحجارة , يعقب بعضهم بعضا.

وروى عـن مـحمد بن مسلمة قال : جعلنا ندنو من الحصن ونرميهم عن كثب , ولزمنا حصونهم فلم
نفارقها حتى امسينا.

وروى عن ابن عمـر قال : كنا نقوم حيث تبلغهم نبلنا , وكانوا يراموننا من حصونهم بالنبل والحجارة
اشد الرمي وقال ابن مسلمة : وما رجعنا الى معسكرنا حتى امسكوا عن قتالناوقالوا : نكلمك .

فانزلوا نباش بن قيس , فكلم رسول اللّه فقال :.

يـا مـحـمـد , ننزل على ما نزلت عليه بنو النضير : لك الاموال والحلقة «1219» وتحقن دمانا ,
ونخرج من بلادكم بالنسا والذراري , ولنا ما حملت الابل ؟.

فابى رسول اللّه .

فقالوا : فتحقن دمانا وتسلم لنا النسا والذرية , ولا حاجة لنا فيما حملت الابل ؟.

فقال رسول اللّه : لا , الا ان تنزلوا على حكمي .

فرجع نباش الى اصحابه بمقالة رسول اللّه «1220» .

شورى بني قريظة :.

شورى بني قريظة
:


ونقل الطبرسي في « مجمع البيان » عن عروة قال :.

حاصرهم رسول اللّه خمسا وعشرين ليلة حتى اجهدهم الحصار وقذف اللّه في قلوبهم الرعب .

فلما ايقنوا ان رسول اللّه غير منصرف عنهم حتى يناجزهم , قال كعب بن اسد :.

يا معشر يهود , قد نزل بكم من الامر ما ترون , واني عارض عليكم خلالاثلاثا فخذوا ايها شئتم .

قـالـوا : ما هن ؟ قال : نبايع هذا الرجل ونصدقه , فواللّه لقد تبين لكم ا نه نبي مرسل , وا نه الذي
تجدونه في كتابكم , فتامنوا على دمائكم واموالكم ونسائكم .

فقالوا : لا نفارق حكم التوراة ابدا , ولا نستبدل به غيره قـال : فـاذا ابيتم علي هذه فهلموا فلنقتل ابنانا ونسانا , ثم نخرج الى محمدرجالا مصلتين بالسيوف
ولم نترك ورانا ثقلا يهمنا , حتى يحكم اللّه بيننا وبين محمد , فان نهلك نهلك ولم نترك ورانا نسلا
يهمنا , وان نظهر لنجدن النساوالابنا فقالوا : نقتل هؤلا المساكين ؟ قـال : فـاذا ابـيـتم علي هذه فان الليلة ليلة السبت , وعسى ان يكون محمدواصحابه قد امنوا فيها ,
فانزلوا فلعلنا نصيب منهم غرة فقالوا : نفسد سبتنا ونحدث فيها ما احدث من كان قبلنا فاصابهم ما قدعلمت من المسخ ؟ فقال لهم : ما بات رجل منكم منذ ولدته امه ليلة واحدة من الدهرحازما «1221» .

مشورة ابي لبابة وخيانته :.

مشورة ابي لبابة وخيانته
:


نـقل الطبرسي في « مجمع البيان » عن الكلبي عن الزهري : ان رسول اللّه لماابى الا ان ينزلوا على حكمه .

قالوا : ارسل الينا ابا لبابة .

وكان ماله وعياله وولده عندهم فكان مناصحا لهم «1222» .

ونقـل القمي الخبر في تفسيره فقال : فقال رسول اللّه : يا ابا لبابة , ائت حلفاك ومواليك .

فـاتاهم , فقالوا له : يا ابا لبابة , ما ترى ؟ ننزل على حكـم محمد ؟ فقال : انزلوا واعلموا ان حكمه
فيكم الذبح ـ بالاشارة الى حلقه ـ يرجع الى رسول اللّه ,ومر الى المسجد وشد في عنقه حبلا ثم شده الى الاسطوانة التي تسمى «
اسطوانة التوبة » وقـال : لا احله حتى اموت او يتوب اللّه علي فـبـلـغ ذلـك رسـول اللّه فـقـال : امـا لـو اتانا لاستغفرنا اللّه له , فاما اذا قصدالى ربه فاللّه اولى
به «1223» .

وفـي لـيلة نزول بني قريظة على حكـم رسول اللّه قام فيهم رجل يدعى عمرو بن سعدى , فروى
الواقدي ا نه قال لهم :.

يا معشر اليهود , انكم قد حالفتم محمدا على ما حالفتموه عليه : ان لاتنصروا عليه احدا من عدوه ,
وان تنصروه على من دهمه , فنقضتم ذلك العهدالذي كان بينكم وبينه , فلم ادخل فيه ولم اشرككم
في غدركم .

فان ابيتم ان تدخلوا معه فاثبتوا على اليهودية واعطوا الجزية «1224» وواللّه ما ادري يقبلها ام
لا ؟.

فقالوا له : نحن لا نقر للعرب بخرج في رقابنا ياخذوننا به , القتل خير من ذلك فقال لهم : فاني بري منكم .

وقـام منهم اسد بن عبيد ـ ومعه ابنا اخيه اسيد وثعلبة ابنا سعية ـ فقال لهم :.

يا معشر بني قريظة , واللّه انكم لتعلمون ا نه رسول اللّه وان صفته عندنا ,حدثنا بها علماؤنا وعلما
بني النضير.

هـذا اولـهـم ـ واشار الى حيي بن اخطب وكان قد دخل حصن بني قريظة بعد رجوع قريش ـ مع
جبير بن الهيبان اصدق الناس عندنا , فهو قد خبرنا بصفته عند موته فقالوا له : لا نفارق التوراة .

فـلـما راى هؤلا النفر ابا قومهم نزلوا في تلك الليلة فاسلم هؤلا الثلاثة واما عمرو بن سعدى ففر
على وجهه فلم يدر اين ذهب «1225» .

نزولهم على الحكم :.

نزولهم على الحكم
:


قال القمي في تفسيره : وبقوا اياما , حتى جزعوا جزعا شديدا وبكت النسا والصبيان
.

فلما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول اللّه (ص ) ,فامر بالرجال فكتفوا وكانو سبعمئة ,
وامر بالنسا فعزلن «1226» .

وقـام الاوس الـى رسـول اللّه فقالوا : يا رسول اللّه حلفاؤنا وموالينا من دون الناس , نصرونا على
الخزرج في المواطن كلها , وقـد وهبت لعبد اللّه بن ابي سبعمئة دارع وثلاثمئة حاسر في صحيفة
واحدة , ولسنا نحن باقل من عبداللّه بن ابي فلما اكثروا على رسول اللّه قال لهم : اما ترضون ان يكون الحكم فيهم الى رجل منكم ؟ فقالوا : بلى , فمن هو ؟ قال : سعد بن معاذ.

قالوا : قد رضينا بحكمه .

فاتوا به في محفة , واجتمعت الاوس حوله يقولون له :.

يا ابا عمرو , اتق اللّه واحسن في حلفائك ومواليك , فقد نصرونا ببعاث والحدائق والمواطن كلها.

فلما اكثروا عليه قال : لقد آن لسعد ان لا تاخذه في اللّه لومة لائم فقال الاوس : وا قوماه قال لهم :.

يا معشر يهود فقالوا : بلى قد رضينا بحكمك , وقد رجونا نصفك ومعروفك وحسن نظرك فاعاد عليهم القول , فقالوا : بلى يا ابا عمرو فالتفت الى رسول اللّه اجلالا له فقال :.

ما ترى بابي انت وامي يا رسول اللّه ؟.

قال : احكم فيهم يا سعد , فقد رضيت بحكمك فيهم «1227» .

فـروى الـطبرسي في « اعلام الورى » عن الصادق (ع ) قال : فحكم فيهم بقتل الرجال , وسبي
الذراري والنسا , وقسمة الاموال , وان يجعل عقارهم للمهاجرين دون الانصار.

فقال رسول اللّه : قد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبعة ارقعة ( السماوات ) «1228» .

قال القمي : وساقوا الاسارى الى المدينة .

وامر رسول اللّه باخدود فحفرت بالبقيع .

فلما امسى امر باخراج رجل رجل , فكان يضرب عنقه «1229» .

واختصر المفيد في « الارشاد » فقال :.

اقـام الـنبي (ص ) محاصرا لبني قريظة خمسا وعشرين ليلة حتى سالوه النزول على حكم سعد بن
معاذ.

فحكم فيهم سعد : بقتل الرجال , وسبي الذراري والنسا , وقسمة الاموال .

فقال النبي له : يا سعد , لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبعة ارقعة .

وامر النبي بانزال الرجال وكانوا تسعمئة رجل , فجي بهم الى المدينة .

وحبسوا في دور بني النجار «1230» .

وخرج رسول اللّه الى موضع السوق ـ اليوم ـ فخندق فيه خنادق .

وامربهم ان يخرجوا.

وتقدم الى امير المؤمنين ان يضرب اعناقهم في الخنادق «1231» .

مقتل كعب بن اسد :.

مقتل كعب
بن اسد :


قـال الـقـمي في تفسيره : فاخرج كعب بن اسد مجموعة يداه الى عنقه , وكان جميلا وسيما , فلما نظر اليه رسول اللّه قال له :.

يا كعب , اما نفعتك وصية ابن خراش الحبر الذكي الذي قدم عليكم من الشام فقال :.

« تركت الخمـر والخمور , وجئت الى البؤس والتمور , لنبي يبعث ,مخرجه بمكة ومهاجرته في
هـذه الـبـحيرة , يجتزئ بالك سيرات والتميرات ,ويركب الحمار العاري «1232» في عينيه
حـمرة , وبين كتفيه خاتم النبوة , يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى منكم , يبلغ سلطانه منقطع
الخف والحافر » فـقـال كـعـب : قـد كان ذلك يا محمد وصدقتك , ولكني على دين اليهود , عليه احيى وعليه اموت فقال رسول اللّه : قدموه فاضربوا عنقه .

فضربت عنقه «1233» .

ثم قدم حيي بن اخطب فقال له رسول اللّه :.

يا فاسق , كيف رايت صنع اللّه بك ؟ فقال : واللّه ـ يا محمد ـ ما الوم نفسي في عداوتك , ولقد قلقلت كل مقلقل وجهدت كل الجهد , ولكن
من يخذل اللّه يخذل «1234» .

وزاد المفيد في « الارشاد » : ثم اقبل على الناس فقال :.

ا يها الناس , انه لا بد من امر اللّه , كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني اسرائيل ثم اقيم بين يدي امير المؤمنين (ع ) وهو يقول : قتلة شريفة بيد شريف فـقـال لـه امير المؤمنين : ان خيار الناس يقتلون شرارهم , وشرارهم يقتلون خيارهم , فالويل لمن
قتله الاخيار الاشراف , والسعادة لمن قتله الاراذل الكفار فقال حيي : صدقت قال علي (ع ) : هو اهون علي من ذلك .

فقال : سترتني ثم قال لمن جا به : ما كان يقول حيي وهو يقاد الى الموت ؟.

قال : كان يقول :.

لعمرك ما لام ابن اخطب نفسه ـــــولكنه من يخذل اللّه يخذل .

لجاهد حتى بلغ النفس جهدهاـــــوحاول يبغي العز كل مقلقل «1235» .

فقال امير المؤمنين (ع ) :.

لقد كان ذا جد وجد بكفره ـــــفقيد الينا في المجامع يعتل .

فقلدته بالسيف ضربة محفظ «1236» ـــــفصار الى قعر الجحيم يكبل .

فذاك مئاب الكافرين , ومن يطع ـــــلامر اله الخلق في الخلد ينزل .

وقد كان النبي اتاهم قبل مباينتهم له يوما يناظرهم , فارسلت عليه امراة منهم حجرا , فعرفها , فامر
اليوم بقتلها فقتلت من بين سائر النسا «1237» .

واصطفى من نسائهم امراة هي عمرة بنت خنافة «1238» .

واسـتـمـر قتلهم في الصباح وقرب المسا من ثلاثة ايام «1239» , ولـم يقتلهم في حر الظهر ,
وكان يقول : احسنوا الى اساراهم اطعموهم الطيب واسقوهم العذب «1240» .

ونـقـل الـطبرسي في تفسيره عن عروة قال : زعموا ا نهم كانوا ستمئة مقاتل ,فقيل انما قتل منهم
اربعمئة وخمسون رجلا , وسبى سبعمئة وخمسين «1241» .

شفاعتان مقبولتان :.

شفاعتان مقبولتان
:


روى ابـن اسـحاق بالاسناد عن عبد اللّه بن صعصعة من بني النجار قال :كانت ام المنذر سلمى بنت قيس من بني النجار من خالات رسول اللّه , قد بايعته بيعة النسا وصلت معه القبلتين , وكان لها معرفة
ببعض بني قريظة , فلاذ بها منهم غلام قد بلغ يدعى رفاعة بن سموال .

فقالت لرسول اللّه :.

يا نبي اللّه , بابي انت وامي , هب لي رفاعة فانه قد زعم ا نه سيصلي وياكل لحم الجمل .

فوهبه لها.

فبقي حيا من بينهم «1242» .

وكـان بـنو قريظة حلفا الاوس على الخزرج , فنصروهم عليهم يوم بعاث ,فظفر منهم الزبير بن
بـاطـا بـثابت بن قيس بن شماس من الخزرج اسيرا , فروى ابن اسحاق عن الزهري عن بعض ولد
الزبير : ا نه جـز ناصية ثابت وخلى سبيله مناعليه .


/ 31