موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




يقودها ابو سفيان بن حرب .


واقـبلت بنو سليم في سبعمئة يقودهم ابو الاعور سفيان بن عبد شمس حليف حرب بن امية ـ وكان
مع معاوية بصفين ـ.


وخرجت بنو فزارة وهم الف يقودهـم عيينة بن حصن .


وخرجت اشجع في اربعمئة وقائدها مسعود ( كذا ) بن رخيلة .


وخرجت بنو مرة في اربعمئة يقودهم الحارث بن عوف .


فـكـان جـمـيع القوم الذين وافوا الخندق من قريش وسليم وغطفان واسد : عشرة آلاف في ثلاثة
عساكر , وعناج «1085» الامر الى ابي سفيان .


ولـمـا فصلت قريش من مكة الى المدينة خرج ركب من خزاعة الى النبي (ص ) فساروا من مكة الى
المدينة اربعا فاخبروه بفصول قريش .


«1086» .


مشاورة الاصحاب للاحزاب :.


مشاورة الاصحاب للاحزاب
:



قال القمي : وبلغ ذلك رسول اللّه (ص ) , فاستشار اصحابه , وكانوا سبعمئة رجل .


فـقـال سـلـمـان الفارسي «1087» : يا رسول اللّه , ان القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة ( اي
المجادلة ).


فقال له رسول اللّه : فما نصنع ؟.


قـال سـلـمان : نحفر خندقا يكون بيننا وبينهم حجابا , فيمكنك منعهم في المطاولة , ولا يمكنهم ان
ياتونا من كل وجه .


فانا كنا ـ معاشر العجم في بلادفارس ـ اذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخندق , فيكون الحرب من
مواضع معروفة .


فنزل جبرئيل على رسول اللّه (ص ) فقال : اشار سلمان بصواب «1088» .


وقـال المفيد في « الارشاد » : فلما سمع رسول اللّه باجتماع الاحزاب عليه وقوة عزيمتهم في
حربه استشار اصحابه .


فاجمع رايهم على المقام بالمدينة وحرب القوم على انقابها.


واشار سلمان عليه بالخندق فامر بحفره وعمل فيه بنفسه ,وعمل فيه المسلمون «1089» .


وقال الواقدي : فحين اخبروه بفصول قريش ندب رسول اللّه الناس واخبرهم الخبر وامرهم بالجد
والجهاد ووعدهم النصر ان هم صبروا واتقواوامرهم بطاعة اللّه ورسوله .


وكان رسول اللّه يكثر مشاورتهم في الحروب ,فشاورهم فقـال : انبرز لهم من المدينة ؟ ام نكون
فـيـهـا ونخندقها ( كذا ) علينا ؟ ام نكون قريبا ونجعل ظهورنا الى هذا الجبل ؟ فاختلفوا : فقالت
طائفة : نكون ممايلي بعاث الى ثنية الوداع الى الجرف «1090» .


فقال سلمان : يا رسول اللّه , انا اذ كنا بارض فارس وتخوفنا الخيل خندقناعلينا , فهل لك ـ يا رسول
اللّه ـ ان نخندق ؟.


فاعجب راي سلمان المسلمين .


فـركـب رسـول اللّه فرسا له ومعه نفر من اصحابه من المهاجرين والانصارفارتاد موضعا ينزله ,
فـكـان اعجب المنازل اليه ان يجعل سلعا «1091» خلف ظهره ويخندق من المذاذ «1092» الى
ذباب الى راتج «1093» .


واستعاروا من بني قريظة آلة كثيرة من مساحي وكرازين ومكاتل «1094» يحفـرون بها الخندق
, وكان بنو قريظة يومئذ سلما للنبي (ص ) ويكرهون قدوم قريش .


ووكـل رسول اللّه بكل جانب من الخندق قوما يحفرونه : فكان المهاجرون يحفرون من جانب راتج
الى ذباب , وكانت الانصار تحفر من ذباب الى جبل بني عبيد.


وكان سائر المدينة مشبكا بالبنيان «1095» .


وروى عـن ابـن كـعـب القرظي قال : كان الخندق الذي خندق رسول اللّه مابين جبل بني عبيد الى
راتج «1096» .


قـالـوا : وكان الخندق ما بين جبل بني عبيد بخربى الى راتج , فكـان للمهاجرين من ذباب الى راتج ,
وكان للانصار ما بين ذباب الى خربى .


وخـنـدقت بنو عبد الاشهل بما يلي راتج الى خلفها حتى جا الخندق من ورا المسجد , وخندقت بنو
عـبـد الاشهل بما يلي راتج الى خلفها حتى جا الخندق من ورا المسجد , وخندقت بنو دينار من عند
خـربـى الـى مـوضــع دار ابـن ابي الجنوب ( اليوم ) وشبكوا المدينة بالبنيان من كل ناحية فهي
كالحصن «1097» .


وقال القمي : فامر رسول اللّه بحفره من ناحية احد الى راتج .


وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوما من المهاجرين والانصاريحفرونه «1098» .


رجز النبي والمسلمين :.


رجز النبي والمسلمين
:



قـال القمي : وبدا رسول اللّه فاخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه ,وامير المؤمنين (ع ) يـنـقـل الـتـراب من الحفرة , حتى عرق رسول اللّه وعيي , فلما نظرالناس الى رسول اللّه يحفر
اجتهدوا في الحفر ونقل التراب «1099» .


وروى الـواقـدي بـسـنـده قال : كان المهاجرون والانصار يحفرون والشباب ينقلون التراب على
رؤوسـهم في المكاتل , فيجعلونه مما يلي النبي واصحابه ,حتى صارت الخندق قامة : وكانوا ياتون
بالحجارة من جبل سلع فيسطرونها مم ايليهم كانها اكوام تمر , فكانت من اعظم سلاحهم «1100»
.


وجعل رسول اللّه يعمل معهم في الخندق لينشط المسلمين , فجعلوا يعملون مستعجلين يبادرون قدوم
العدو عليهم «1101» وكان رسول اللّه يحمل التراب في المكتل يطرحه , ويقول :.








  • هذا الجمال لا جمال خيبر
    هذا ابر ـ ربنا ـ واطهر.



  • هذا ابر ـ ربنا ـ واطهر.
    هذا ابر ـ ربنا ـ واطهر.




فجعل المسلمون يرتجزون واذا راوا من الرجل فتورا ضحكوا منه «1102» .


وقـال رسول اللّه يومئذ : لا يغضب احد مما قال صاحبه لا يريد بذلك سؤا.


ولكنه عزم على حسان بن ثابت وكعب بن مالك ان لا يقـولا شيئا.


وغير النبي اسم جعيل بن سراقة الى عمرو فجعلوا يرتجزون له يقولون :.







  • سماه من بعد جعيل عمرا
    وكان للبائس يوما ظهرا «1103» .



  • وكان للبائس يوما ظهرا «1103» .
    وكان للبائس يوما ظهرا «1103» .




فكان رسول اللّه يشاركهم في اعجاز ارجازهم يقول : عمرا , ظهرا «1104» .


وروى عـن البرا بن عازب قال : رايت رسول اللّه يومئذ في حلة حمرا ,وكان ابيض شديد البياض
كثير الشعر يضرب الشعر منكبيه .


ولقد رايته يومئذيحمل التراب على ظهره حتى حال الغبار بيني وبينه .


وروى عـن ابـي سـعيد الخـدري قال : رايت رسول اللّه يحفر الخندق مع المسلمين والتراب على
صدره وهو يقول :.







  • لا هم لولا انت ما اهتدينا
    ولا تصدقنا ولا صلينا «1105» .



  • ولا تصدقنا ولا صلينا «1105» .
    ولا تصدقنا ولا صلينا «1105» .




وجعلت الانصار ترتجز وتقول :.





  • نحن الذين بايعوا محمدا
    على الجهاد ما بقينا ابدا.



  • على الجهاد ما بقينا ابدا.
    على الجهاد ما بقينا ابدا.




فقال النبي (ص ) :.





  • لاهم لا خير الا خير الاخرة
    فاغفر للانصار وللمهاجرة .



  • فاغفر للانصار وللمهاجرة .
    فاغفر للانصار وللمهاجرة .




او قال :.





  • لاهم ان العيش عيش الاخرة
    لاهم والعن عضلا والقارة
    هم كلفوني انقل الحجارة «1106» .



  • فاغفر للانصار وللمهاجرة .
    هم كلفوني انقل الحجارة «1106» .
    هم كلفوني انقل الحجارة «1106» .




وفي سلمان الفارسي :.


وفي سلمان الفارسي
:



قال : وكان سلمان الفارسي قويا عارفا بحفر الخندق .


وروى بـسـنده عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : جعلوا لسلمان خمسة اذرع طولا وعرضا ,
فمامرحين حتى فرغ منه وحده وهو يقول : اللهم لا عيش الا عيش الاخرة .


فـتـنـافـس الناس فيه فقال المهاجرون : سلمان من ا رسـول اللّه قولهم فقال : « سلمان رجل منا اهـل البيت » «1107» ولقدكان يعمل عمل عشرة
رجـال حـتى اصابه بعينه قيس بن ابي صعصعة فسقطالى الارض فليتوضا ـ او ليغتسل ـ ويكفاالانا خلفه .


ففعل فكانما حل من عقال «1108» .


وتفال الرسول بالنصر :.


وتفال الرسول بالنصر
:



قـال الـقـمـي : ولـمـا كـان في اليوم الثاني بكروا الى الحفر وقعد رسول اللّه في « مسجد الفتح » «1109» .


فـروى الـكـليني في « روضة الكافي » عن ابان بن عثمان البجلي الكوفي عن الصادق (ع ) قال :
انـهـم مـروا بكدية «1110» فتناول رسول اللّه المعول من يدسلمان (رض ) فضرب بها ضربة ,
فانفلقت ثلاث فلق , فقال رسول اللّه : لقدفتحت على في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر فقال احدهما لصاحبه : يعدنا بكنوز كسرى وقيصر , وما يقدر احدنا ان يخرج يتخلى «1111» .


وذكـر القمي الخبر بتفصيل اكثر قال : قال جابر : فجئت الى المسجدورسول اللّه مستلق على قفاه
ورداؤه تـحـت راسـه وقد شد على بطنه حجرا , فقلت :يا رسول اللّه , انه قد عرض لنا جبل لم
تعمل المعاول فيه .


فقام مسرعا حتى جا ثم دعا بما في انا فغسل وجهه وذراعيه ومسح على راسه ورجليه ( توضا ) ثم
شرب ومج من ذلك الما ثم صبه على الحجر ,ثم اخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة فنظرنا فيها
الـى قصور الشام , ثم ضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها الى قصور المدائن , ثم ضرب اخرى
فـبـرقـت بـرقـة اخرى نظرنا فيها الى قصور اليمن , فقال رسول اللّه : اما انه سيفتح اللّه عليكم
هذه المواطن التي برقت فيها البرق .


ثم انهال علينا الجبل كما ينهال الرمل «1112» .


واختصره الطبرسي في « اعلام الورى » «1113» ثم روى عن سلمان الفارسي قال : ضربت
فـي نـاحـيـة من الخندق , فعطف علي رسول اللّه وهو قريب مني , فلمارآني اضرب وراى شد ة
الـمـكـان عـلي , نزل فاخذ المعول من يدي فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة , ثم ضرب
اخـرى فـلمعت تحت المعول برقة اخرى , ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة اخرى , فقلت : يا رسول
اللّه بـابـي انـت وامـي مـا هـذا الـذي رايـت ؟ فـقال : اما الاولى فان اللّه فتح علي بها اليمن , واما
الثانية فان اللّه فتح بها علي الشام والمغرب , واما الثالثة فان اللّه فتح بها علي المشرق «1114» .


ونقل في تفسيره عن تفسير الثعلبي و« المستدرك » للحاكم بسنده عن عمرو بن عوف قال : كنت
انا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن وستة من الانصار نقطع اربعين ذراعا , فحفرنا حتى
اذا بلغنا الثرى اخرج اللّه من بطن الخندق صخرة بيضا مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا.


فقلنا لسلمان : ياسلمان ارق الى رسول اللّه فاخبره عن الصخرة , فاما ان نعدل عنها فان المعدل قريب
, واما ان يامرنا فيها بامره فانا لا نحب ان نجاوز خطه .


فـرقـى سـلمان حتى اتى رسول اللّه ـ وهو مضروب له قبة ـ فقال : يا رسول اللّه خرجت صخرة
بيضا من الخندق مدورة فكسرت حديدنا وشقت عليناحتى ما يحك فيها قليل ولا كثير , فمرنا بامرك
.


فـهبط رسول اللّه مع سلمان في الخندق واخذ المعول وضرب به ضربة فلمعت منها برقة اضـات ما
بـين لابتيها «1115» حتى لكانها مصباح في جوف ليل مظلم , فكبر رسول اللّه تكبيرة فتح , فكبر
الـمـسلمون , ثم ضرب ضربة اخرى فلمعت برقة اخرى , ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة اخرى ,
فقال سلمان : بابي انت وامي يا رسول اللّه ما هذا الذي ارى ؟.


فـقــال : اما الاولى فان اللّه ـ عز وجل ـ فتح علي بها اليمن , واما الثانية فان اللّه فتح علي بها الشام
والمغرب , واما الثالثة فان اللّه فتح علي بها المشرق .


فاستبشر المسلمون بذلك وقالوا : الحمد للّه موعد صادق «1116» .


من دلائل النبوة :.


من دلائل النبوة
:



روى القمي في تفسيره عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : لما رايت الحجر على بطن رسول اللّه علمت ا نه مقوي ( اي جائع ) فقلت : يا رسول اللّه ,هل لك في الغذا ؟ قال : ما عندك يا جابر ؟ قلت
عناق «1117» وصاع «1118» من شعير.


فقال : تقدم واصلح ما عندك .


قـال : فـجئت الى اهلي فامرتها فطحنت الشعير , وذبحت العنز وسلختها ,وامرتها ان تخبز وتطبخ
وتـشـوي , فلما فرغت من ذلك جئت الى رسول اللّه فقلت : بابي انت وامي يا رسول اللّه قد فرغنا ,
فاحضر مع من احببت .


فقام الى شفير الخندق ثم قال :.


معاشر المهاجرين والانصار , اجيبوا جابرا.


ثـم لم يمر باحد من المهاجرين والانصار الا قال : اجيبوا جابرا , وكان في الخندق سبعمئة رجل ,
فخرجوا كلهم فتقدمت وقلت لاهلي : واللّه لقد اتاك محمد رسول اللّه بما لا قبل لك به فقالت : اعلمته انت بما عندنا ؟ قلت : نعم .


قالت : فهو اعلم بما اتى به .


قـال جابر : فدخل رسول اللّه فنظر في القدر ثم قال : اغرفي وابقي .


ثم نظرفي التنور فقال : اخرجي وابقي .


ثم دعا بصحفة فثرد فيها وغرف ثم قال : يا جابرادخل علي عشرة .


فـادخـلـت عشرة فاكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة الا آثار اصابعهم بالذراع فاتيته بالذراع فاكلوه .


ثم قال :ادخل علي عشرة , فدخلوا فاكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة الا آثاراصابعهم .


ثم قال : علي بالذراع فاكلوا وخرجوا.


ثم قال : ادخل علي عشرة .


فادخلتهم فاكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار اصابعهم .


ثم قال : يا جابرعلي بالذراع فاتيته وقلت : يا رسول اللّه كم للشاة من ذراع ؟ قال : ذراعان .


فـقـلـت : والـذي بعثك بالحق نبيا لقد اتيتك بثلاثة الذراع قـال جــابر : فاقبلت ادخل عشرة عشرة فياكلون حتى اكلوا كلهم وبقي واللّه لنا من ذلك الطعام ما
عشنا به اياما «1119» .


وروى الحلبي المازندراني في « المناقب » قال : راى (ص ) يوم الخندق عمرة بنت رواحة تذهب
بتميرات الى ابيها , فقال لها : اجعليها على يدي .


فجعلته , ثم جعلها على نطع فجعل يربو حتى اكل منه كلهم «1120» .


وروى الصدوق في « عيون اخبار الرضا » بسنده عنه عن علي (ع ) قال :كنا مع النبي (ص ) في
حـفـر الخندق , اذ جاته فاطمة ومعها كسيرة من خبزفدفعتها الى النبي , فقال : ما هذه الكسيرة ؟
قـالت : قرص خبزته للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة فم ابيك منذ ثلاث «1121» .


قال القمي : وحفر رسول اللّه الخندق وفرغ منه قبل قدوم قريش بثلاثة ايام , وجعل على كل باب (
منه ) رجلا من المهاجرين ورجلا من الانصار مع جماعة يحفظونه «1122» .


واسـتعرض رسول اللّه الغلمان قال الواقدي : فكان ممن اجازه يومئذ البراابن عازب وعبد اللّه بن
عمر وزيد بن ثابت وكلهم ابنا خمس عشرة سنة «1123» .


قال : وكان زيد بن ثابت فيمن ينقل التراب مع المسلمين .


ثم غلبته عيناه فرقد على شفير الخندق حتى اخذ سلاحه سيفه وقوسه وترسه عمارة بن حزم وهو
مع المسلمين الذين يطيفون بالخندق يحرسونه وتركوا زيـدا نائما , ففزع وقدفقد سلاحه , حتى
بلغ ذلك رسول اللّه , فدعا زيدا فقال له : يا ابا رقاد بسلاح هذا الغلام ؟ فقال عمارة بن حزم : انا يا رسول اللّه وهو عندي .


فقال : فرده عليه .


ثم نهى النبي ان يروع مسلم او يؤخذ متاعه جادا او لاعبا «1124» .


وصول الاحزاب :.


وصول
الاحزاب :



قـال الـقـمي في تفسيره : وفرغ رسول اللّه من حفر الخندق قبل قدوم قريش بثلاثة ايام , وقدمت قريش وكنانة وس ليم وهلال فنزلوا الزغابة .


ووادي العقيق «1125» وفي عددهم قال : فوافوا في عشرة آلاف «1126» .


وقـال الـطبرسي في تفسيره : واقبلت قريش حتى نزلت بين الجرف والغابة «1127» في عشرة
آلاف منهم وممن تابعهم من بني كنانة واهل تهامة .


واقبلت غطفان ومن تابعهم من اهل نجد حتى نزلوا الى جانب احد «1128» .


وهم المعنيون بقوله ـ سبحانه ـ في سورة الاحزاب : ( يا ايها الذين آمنوااذكروا نعمة اللّه عليكم
اذ جـاتـكـم جـنود ) قال الطوسي في « التبيان » : يعني يـوم الاحزاب وهو يوم الخندق , حيث
اجتمعت العرب على قتال النبي , قريش وغطفان وبنو قريظة وتظافروا على ذلك .


( اذ جاؤوكم من فوقكم ) وهم عيينة بن حصن في اهل نجد ( ومن اسفل منكم ) وهم ابو سفيان في
قريش , وواجتهم قريظة «1129» .


وقـال الـطبرسي في « مجمع البيان » : « اذ جاؤوكم من فوقكم » اي من فوق الوادي من قبل
المشرق : قريظة والنضير وغطفان « ومن اسفل منكم » اي من قبل المغرب من ناحية مكة : ابو
سفيان في قريش ومن تبعه «1130» .


وقـال الـواقدي : كان جميع القوم الذين وافوا الخندق عساكر ثلاثة ,وعناج «1131» الامر الى
ابي سفيان .


فـنـزلـت قريش في احابيشها ومن ضوى اليها من العرب برومة ووادي العقيق «1132» ونزلت
غطفان بالزغابة الى جانب احد.


وكـان الـناس قد حصدوا قبل قدومهم بشهر فقدموا وليس في الوادي زرع ,بل كانت المدينة حين
قدموا جديبة .


فجعلت قريش تسرح ركابها في وادي العقيق وليس هناك شي للخيل الا ما حملوه من علف الذر ة .


وسرحت غطفان ابلها في الجرف الى الغابة في اثلها وطرفائها وعضاهها والاتبان , فكادت ابلهم تهلك
من الهزال «1133» .


رسول اللّه والمسلمون :.


رسول اللّه والمسلمون
:



قــال الـطبرسي : وخرج رسول اللّه والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم الى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين , فضرب هناك عسكره , والخندق بينه وبين القوم .


وامر بالذراري والنسا فرفعوا في الحصون «1134» .


وروى الـواقـدي قـال : نـزل رسول اللّه دبر سلع فجعله خلف ظهره والخندق امامه فكان عسكره
هـنــاك , وضرب قبة من ادم عند المسجد الاعلى باصل الجبل , وكان يعقب بين نسائه : عائشة وام
سلمة وزينب بنت جحش , وسائرنسائه في حصن بني حارثة «1135» .


نقض بني قريظة :.


نقض بني قريظة
:



قـال الـقـمي في تفسيره : كان بنو قريظة في حصنهم قد تمسكوا بعهد رسول اللّه (ص ) لهم , فلما اقـبـلت قريش ونزلت العقيق جا حيي بن اخطب في جوف الليل الى حصنهم ودق باب الحصن , فلما
سـمـع كعب بن اسد قرع الباب قال لاهله : هذا اخوك قد شام قومه وجا الان يشامنا ويهلكنا ويامرنا
بنقض العهدبيننا وبين محمد , وقد وفى لنا محمد واحسن جوارنا.


ثم نـزل اليه من غرفته وقال له : من انت ؟ قال : حيي بن اخطب قد جئتك بعز الدهر جئتني بذل الدهر , وهذه فزارة مع قادتها وسادتها قد نزلت الزغابة , وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ,
ولا يفلت محمد واصحابه من هذا الجمع ابدا فقال كعب : لست بفاتح لك فـقال حيي : ما يمنعك من فتح الباب الا جشيشتك «1136» التي في التنور تخاف ان اشركك فيها ,
فافتح , فانك آمن من ذلك فقال له كعب : لعنك اللّه , قد دخلت علي من باب ضيق .


افـتـحـوا له , ففتحواله البـاب , فقال : يا كعب , انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رايي
,فان محم دا لا يفلت من هذا الجمع ابدا , فان فاتك هذا الوقت فلا تدرك مثله ابدا ثم اجتمع اليه كل من كان في الحصن من رؤسائهم مثل غزال بن شموال ,وباشي بن قيس , ورفـاعة
بن زيد , والزبير بن باطا.


فقال لهم كعب : ما ترون ؟قالوا : انت سيدنا والمطاع فينا وانت صاحب عهدنا , فان نقضت نقضنا وان
اقمت اقمنا معك , وان خرجت خرجنا معك .


وكان الزبير بن باطا شيخا مجربا كبيرا قد ذهب بصره فقال : قد قرات التوراة التي انزلها اللّه في
سفرنا بانه يبعث نبيا في آخر الزمان , يكون مخرجه بمكة ومهاجرته بالمدينة الى البحيرة , يركب
الحمار العاري ويلبس الشملة , ويجتزئ بالكسيرات والتميرات , وهو الضحوك القتال , في عينيه
حـمـرة , وبين كتفيه خاتم النبوة , يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقاه يبلغ سلطانه منقطع الخف
والحافر.


فان كان هذا هو فلا يهولنه هؤلا وجمعهم , ولو ناوته هذه الجبال الرواسي لغلبها فـقال حيي : ليس هذا ذلك , ذلك النبي من بني اسرائيل وهذا من العرب من ولد اسماعيل , ولا يكون
بـنـو اسـرائيـل اتباعا لولد اسماعيل ابدا والـمـلك , وقد عهد الينا موسى : ان لانؤمن لرسول حتى ياتينا بقربان تاكله النار , وليس مع محمد
آية , وانما جمعهم جمعاوسحرهم ويريد ان يغلبهم بذلك .


فـلـم يـزل يـقـلـبـهم عن رايهم حتى اجابوه : فقال لهم : اخرجوا الكتاب الذي بينكم وبين محمد ,
فاخرجوه , فاخذه حيي بن اخطب ومزقه وقال : لقد وقع الامر , فتجهزوا وتهياوا للقتال .


ورجـع حيي بن اخطب الى ابي سفيان وقريش فاخبرهم بنقض بني قريظة العهد بينهم وبين رسول
اللّه (ص ) , ففرحت قريش بذلك «1137» .


تبين الخبر :.


تبين
الخبر :



وبـلـغ رسول اللّه , ذلك فغمه غما شديدا وفزع اصحابه , فقال رسول اللّه لسعد بن معاذ واسيد بن حضير «1138» ـ وكانا من الاوس وكانت بنو قريظة حلفاالاوس ـ : ائتيا بني قريظة فانظروا
ما صنعوا ؟ فان كانوا نقضوا العهد فلا تعلمااحدا بذلك اذا رجعتما الي , وقولا : عضل والقارة .


وذلـك ا نـه كـانت عضل والقارة قبيلتين من العرب دخلتا في الاسلام ثم غدرتا , فكان اذا غدر احد
ضرب بهما المثل فقيل : عضل والقار ة .


فـجــا سعد بن معاذ واسيد بن حضير الى باب الحصن , فاشرف عليهماكعب من الحصن فشتم سعدا
وشتم رسول اللّه (ص ) قـال لـه سـعـد : انـما انت ثعلب في جحر الصغر والقماع , وليضربن عنقك ثم رجعا الى رسول اللّه فقالا : عضل والقارة .


فقال رسول اللّه : لعنا «1139» .


او قال : اللّه اكبر , ابشروا يا معشر المسلمين .


تبين النفاق :.


تبين النفاق
:



وعظم عند ذلك البلا واشتد الخوف , واتاهم العدو من فوقهم ومن اسفل منهم , حتى ظن المسلمون كل ظن , وظهر النفاق من بعض المنافقين :.


حتى قـال معتب بن قشير من بني عمرو بن عوف : كان محمد يعدنا ان ناكل كنوز كسرى وقيصر ,
واحدنا اليوم لا يامن على نفسه ان يذهب الى الغائط «1140» .


وحـتـى قـال اوس بن قيظي من بني حارثة : يا رسول اللّه , ان بيوتنا عورة للعدو فانها خارجة عن
المدينة , فاذن لنا ان نخرج فنرجع الى دارنا «1141» .


فـكـانوا كما قال اللّه تعالى في سورة الاحزاب : ( اذ جاوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت
الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون باللّه الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا
واذ يـقــول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا اللّه ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة
مـنـهـم يـا اهـل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستاذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عـورة وما
هـي بعورة ان يريدون الا فرارا ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوهاوما تلبثوا بها
الا يـسيرا ولقد كانوا عاهدوا اللّه من قبل لا يولون الادبار وكان عهداللّه مسؤولا قل لن ينفعكم
الـفـرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا قل من ذا الذي يعصمكم من اللّه ان
اراد بـكـم سـؤا او اراد بـكـم رحـمة ولايجدون لهم من دون اللّه وليا ولا نصيرا قد يعلـم اللّه
الـمعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا ياتون الباس الا قليلا اشحة عليكم فاذا جا الخوف
رايـتـهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من المـوت فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة
حداد اشحة على الخيـر اولئك لم يؤمنوا فاحبط اللّه اعمـالهم وكان ذلك على اللّه يسـيرا يحسبون
الاحـزاب لم يذهبـوا وان يات الاحزاب يودوا لوا نهم بادون في الاعراب يسالون عن انبائكـم ولو
كـانوا فيكم ما قاتلوا الا قليـلا لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة لمن كان يرجوا اللّه واليوم
الاخر وذكـر اللّه كثيرا ولما راى المؤمنون الاحـزاب قالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وصـدق
اللّه ورسـوله وما زادهـم الا ايمانا وتسليما من المؤمنين رجـال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه فمنهم
من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي اللّه الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان
شـا او يتوب عليهم ان اللّه كان غفورارحيما ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيـرا وكفى
اللّه المؤمنين القتـال وكـان اللّه قويا عزيزا ) «1142» .


توهين للمشركين واختبار للمسلمين :.


توهين للمشركين واختبار للمسلمين
:



قـال الـقـاضي النعمان المصري : ولما صار المسلمون الى حيث وصفهم اللّه ـ عز وجل ـ في كتابه بـقـولـه : ( اذ جـاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكـم واذزاغت الابصـار وبلغت القلوب الحنـاجر
وتظنون باللّه الظنونا هنـالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذين في
قلوبهم مـرض ما وعدنا اللّه ورسوله الا غرورا ) «1143» ولما رآه النبي من جزع المسلمين
وفسـادالمنافقين وما تخوفه من ان يكون المكروه .


.


ارسل الى عيينة بن حصن فبذل له ثلث ثمرة المدينة في ذلك العام على ان يرجع عنه بغطفان .


ولم ينعقد بين رسول اللّه وبين عيينة بن حصن في ذلك عقد «1144» .


وقـال المفيد في « الارشاد » : بعث الى عيينة بن حصن , والحارث بن عوف المري , وهما قائدا
غـطـفـان , يدعوهم الى صلحه والكف عنه والرجوع بقومهما عن حربه , على ان يعطيهم ثلث ثمار
المدينة .


واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فيما بعث به الى عيينة والحارث .


فـقالا : يا رسول اللّه : ان كان هذا الامر لا بد لنا من العمل به لان اللّه امرك فيه بما صنعت والوحي
جاك , فافعل ما بدا لك , وان كنت تختار ان تصنعه لنا كان لنا فيه راي ؟.


فـقـال ـ عـلـيـه وآله السلام ـ : لم ياتني وحي , ولكني رايت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ,
وجاؤوكم من كل جانب فاردت ان اكسر عنكم من شوكتهم الى امر ما.


فقال سعد بن معاذ : قد كنا نحن وهؤلا القوم على الشرك باللّه وعبادة الاوثان لا نعرف اللّه ولا نعبده
, ونـحن لا نطعمهم من ثمرنا الا قرى او بيعا , والان حين اكرمنا اللّه بالاسلام وهدانا به واعزنا
بـك , نـعـطيهم اموالنا ؟ وبينهم فقال رسول اللّه : الان قد عرفت ما عندكم , فكونوا على ما انتم عليه ,فان اللّه تعالى لن يخذل نبى ه
ولن يسلمه حتى ينجز له ما وعده .


ثـم قام رسول اللّه (ص ) في المسلمين يدعوهم الى جهاد العدو , ويشجعهم ويعدهم النصر من اللّه
تعالى «1145» .


مبارزة عمرو لعلي (ع ) :.


مبارزة عمرو لعلي
(ع ) :



قـال الـقاضي النعمان المصري : وجعل المشركون ينظرون الى الخندق فيتهيبون القـدوم عليه ولم يكونوا قبل ذلك راوا مثله , فجعلوا يدورون حوله بعساكرهم وخيلهم ورجلهم , ويدعون المسلمين
: الا هلم للقتال والمبارزة .


والمسلمون قد عسكروا في الخندق وامرهم رسول اللّه فاظهروا العدة ولبسوا السلاح ووقفوا في
مواقفهم ولزموا مواضعهم , فلا يجيبون احدا من المشركين ولا يردون عليهم شيئا.


واقاموا على ذلك شهرا لم يكن بينهم قتال الا نضح بالنبل ورمي بالحجارة من ورا الخندق «1146»
فـلـما طال ذلك بهم ونفدت ازوادهم اجتمعوا وندبوا من ينتدب منهم الى اقتحام الخندق على رسول
اللّه (ص ).


فـانـتدب لذلك منهم ( رجال ابطال ) وكان اشد من فيهم وانجـدهم عمروابن عبد ود «1147»
يـعـرف له ذلك جميعهم , وكان قد شهد بدرا مع المشركين واثخن جراحة ونجا بنفسه فيمن نجا ,
ولم يشهد احدا , فاراد ان يبين بنفسه وا نه من ابطال قريش , فتعلم بعلامة ليشهر نفسه .


وجـا الـقـوم الـى الخندق فمشوا حوله حتى اتوا الى موضع ضيق منه فاقحمواخيلهم فيه فدخلوا ,
ووقـف الـجميع من ورا الخندق ينتظرون ما يكون منهم ,وثبت الناس في معسكرهم حسبما امرهم
الرسول به , ولما تداخلهم من الخوف وما عاينوه من الجموع «1148» .


وقـال الـقـمـي فـي تـفـسـيـره : وافـى عـمـرو بـن عـبـد ود وهبيرة بن وهب , وضرارابن
الخطاب «1149» الى الخندق , فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق الى جانب رسول اللّه .


وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الارض واقبل يجول حوله ويرتجزويقول :.








  • ولقد بححت من الندا بجمعكم : هل من مبارز
    اني كذلك , لم ازل متسرعا نحو الهزاهز
    ان الشجاعة ـ في الفتى ـ والجود من خير الغرائز.



  • ووقفت اذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز.
    ان الشجاعة ـ في الفتى ـ والجود من خير الغرائز.
    ان الشجاعة ـ في الفتى ـ والجود من خير الغرائز.




فقال رسول اللّه : من لهذا الكلب ؟ فلم يجبه احد , فقام اليه امير المؤمنين وقال : انا له يا رسول اللّه .


فقال : يا علي , هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل «1150» .


فقال علي (ع ) : وانا علي بن ابي طالب فقال رسول اللّه : ادن مني .


فدنا منه فعممه بيده ودفع اليه سيفه ذا الفقاروقال له : اذهب وقاتل بهذا.


ثـم دعـا لـه فـقال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه , وعن يمينه وعن شماله , ومن فوقه ومن
تحته «1151» .


وذكـر الكراجكي : ان النبي قال ثلاث مرات : ايكم يبرز الى عمروواضمن له على اللّه الجنة ؟ وفي كل مرة يقوم علي (ع ) والقوم ناكسو رؤوسهم .


فاستدناه وعممه بيده , فلما برز قال : برز الايمان كله الى الشرك كله .


وروى بـسـنده عن الباقر (ع ) : ان النبي قال يومئذ : اللهم انك اخذت مني عبيدة يوم بدر , وحمزة
يوم احد.


وهذا اخي علي بن ابي طالب ( رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين ) «1152» .


وقال ابن شهرآشوب في « المناقب » : ودعا النبي (ص ) وهوجاث على ركبتيه باسط يديه باكية
عـيـنـاه ينادي : يا صريخ المكروبين , يا مجيب دعوة المضطرين , اكشف همي وكربي , فقد ترى
حالي «1153» .


وقال القمي : فمر امير المؤمنين (ع ) يهرول في مشيه وهو يقول :.





  • لا تعجلن , فقد اتاك مجيب صوتك غير عاجز
    ذو نية وبصيرة , والصدق منجي كل فائز.



  • ذو نية وبصيرة , والصدق منجي كل فائز.
    ذو نية وبصيرة , والصدق منجي كل فائز.




انـي لارجـو ان اقـيـم عـلـيـك نـائحة الجنائز «1154» .


فقال له عمرو : من انت ؟ قال : انا علي بن ابي طالب ابن عم رسول اللّه وختنه .


فقـال عمرو : واللّه ان اباك كان لي صديقا قديما , واني اكره ان اقتلك .


ماآمن ابن عمك حين بعثك الي ان اختطفك برمحي هذا فاتركك شائلا بين السماوالارض لا حي ولا
ميت فقال له علي (ع ) : قد علم ابن عمي ا نك ان قتلتني دخلت الجنة وانت في النار , وان قتلتك فانت في
النار وانا في الجنة فقال عمرو : وكلتاهما لك يا علي ؟ تلك اذا قسمة ضيزى فـقـال عـلي (ع ) : دع هذا يا عمرو , واني سمعت منك وانت متعلق باستارالكعبة تقول : لا يعرضن
عـلـي احــد فـي الـحرب ثلاث خصال الا اجبته الى واحدة منها , وانا اعرض عليك ثلاث خصال
فاجبني الى واحدة .


قال : هات يا علي .


قال : احدها : ان تشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه .


قال عمرو : نح عني هذه فاسال الثانية .


فـقال : ان ترجع وترد هذا الجيش عن رسول اللّه , فان يك صادقا فانتم اعلى به عينا , وان يك كاذبا
كفتكم ذؤبان العرب امره فقال : لا تتحدث نسا قريش بذلك , ولا تنشد الشعرا في اشعارها : ا ني جبنت ورجعت على عقبي من
الحرب وخذلت قوما راسوني عليهم .


فقال علي (ع ) : فالثالثة : ان تنزل الي , فانك راكب وانا راجل ,حتى انابذك فوثب عن فرسه وعرقبه , وقال : هذه خصلة ما ظننت ان احدا من العرب يسومني عليها «1155»
.


وقـال القاضي النعمان : لما نظر رسول اللّه الى ان عمرو بن عبد ود واصحابه قد اقتحموا الخندق
عـلـى المسلمين , وان خيلهم جالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع «1156» وا نهم قربوا من
مـناخ رسول اللّه , وتخوف ان يمدهم سائر المشركين فيقتحموا الخندق , دعا عليا (ع ) وقال له :
امض بمن خف معك من المسلمين فخذعليهم الثغرة التي اقتحموا منها , فمن قاتلكم عليها فاقتلوه .


فمضى علي (ع ) في نفر معه يريدون الثغرة .


وعطف عليهم عمرو بن عبد ودبمن كان معه حتى قربوا منهم .


فنادى علي (ع ) عمرو بن عبد ود فاجابه , فقال له علي (ع ) : انه قد بلغني ا نك كنت عاهـدت اللّه
ان لا يدعوك احد الى احدى خلتين الا اجبت الى احداهما «1157» .


وفـي « الارشاد » : فبرز اليه امير المؤمنين (ع ) , فقال له عمرو : ارجع ,يا بن الاخ فما احب
ان اقـتلك , فقال له امير المؤمنين : قد كنت يا عمرو عاهدت اللّه ان لا يدعوك رجل من قريش الى
احدى خصلتين الا اخترتها منه ؟ قال :اجل فما ذاك ؟ قال :.


اني ادعوك الى اللّه ورسوله والاسلام .


فقال عمرو : لا حاجة لي الى ذلك .


قال علي (ع ) : فاني ادعوك الى النزال .


فقال عمرو : ارجع , فقد كان بيني وبين ابيك خلة , وما احب ان اقتلك فقال علي (ع ) : لكنني واللّه احب ان اقتلك ما دمت ابيا للحق فحمي عمرو عند ذلك وقال : اتقتلني ؟ واقبل على علي (ع ) مصلتا سيفه «1158» .


قال القاضي النعمان : فتجاولا ساعة .


ثـم اخـتـلفا بضربتين : فضرب عمروعليا على ام راسه ـ وعليه البيضة ـ فقدها واثر السيف في
هامته .


وضربه علي (ع ) فوق طوق الدرع فرمى براسه .


وثـارت لذلك عجاجة فما انكشفت الا وهم يرون عليا (ع ) يمسح سيفه على ثياب عمرو وقد خر
صريعا.


ثم حمل هو واصحابه على اصحاب عمرو فولوا بين ايديهم هاربين من الثغرة التي اقتحموها , والقى
عـكـرمـة بـن ابـي جهل رمحه وهو منهزم في الخندق ,وانكشف المشركون عن الخندق , وكبر
المسلمون وفرحوا وزال عنهم اكثر الخوف الذي كان بهم «1159» .


وفـي « الارشاد » : فلما راى عكرمة بن ابي جهل , وهبيرة بن ابي وهب ,وضرار بن الخطاب
عـمـرا صريعا ولوا بخيلهم منهزمين حتى اقتحموا الخندق لايلوون على شي , وانصرف (ع ) الى
مقامه الاول «1160» .


وفـي تـفـسـير القمي : قال له علي (ع ) : يا عمرو اما كفاك ا ني بارزتك وانت فارس العرب حتى
اسـتـعـنت علي بظهير ؟ فالتفت عمرو الى خلفه , فضربه اميرالمؤمنين (ع ) مسرعا على ساقيه
فقطعهما جميعا.


وارتـفـعـت بـيـنهما عجاجة فقال المنافقون : قتل علي بن ابي طالب المؤمنين (ع ) على صدر عمرو قد اخذ بلحيته يريدان يذبحه , فلم يضربه ( ليذبحه ) قال الحلبي
: فـوقـع الـمنافقون في علي (ع ) , فرد عنه حذيفة بن اليمان , فقال له النبي : مه يا حذيفة فان عليا
سيذكر سبب وقفته «1161» .


وقال له عمرو : يا بن عم , ان لي اليك حاجة : لا تكشف سواة ابن عمك ولا تسلبه سلبه .


فقال علي (ع ) : ذلك اهون شي علي «1162» .


ثم ذبحه واخذ راسه واقبل الى رسول اللّه (ص ) والدما تسيل على راسه من ضربة عمرو , وسيفه
يقطر منه الدم والراس بيده وهو يقول :.





  • انا علي وابن عبد المطلب
    الموت خير للفتى من الهرب .



  • الموت خير للفتى من الهرب .
    الموت خير للفتى من الهرب .




فقال له رسول اللّه : يا علي , ماكرته ؟ ( لان عمروا التفت الى خلفه فضرب علي ساقه ).


قال : نعم , يا رسول اللّه , الحرب خديعة «1163» .


قال الحلبي : فساله النبي عن سبب وقفته ؟.


فقال : قد كان شتم امي , وتفل في وجهي , فخشيت ان اضربه لحظ نفسي ثم قتلته في اللّه «1164» .


وروى عـن محمد بن اسحاق قال : فقال له عمر : فهلا سلبت درعه فانهاتساوي ثلاثة آلاف وليس
في العرب مثلها ؟ فقال : اني استحيت ان اكشف ابن عمي «1165» .


قال القمي : وبعث رسول اللّه الزبير الى هبيرة بن وهب فضربه على راسه ضربة فلق هامته .


وامـر رسـول اللّه عـمر بن الخطاب ان يبارز ضرار بن الخطاب , فلما برز اليه ضرار انتزع له
عمر سهما , فقال ضرار : ويحك ـ يا بن صهاك ـ اترميني في مبارزة ؟ عدويا بمكة الا قتلته فانهزم عنه عمر , ومر نحوه ضرار وضربه على راسه بالقناة ثم قال :احفظها يا عمر , فاني آليت
ان لا اقتل قرشيا ما قدرت عليه «1166» .


وقـال الكراجكي : صرعه امير المؤمنين (ع ) وجلس على صدره , وهويكبر اللّه ويمجده .


فلما هم ان يذبحه قال له عمرو :.


يـا علي , قد جلست مني مجلسا عظيما , فاذا قتلتني فلا تسلبني حلتي فقال (ع ) : هي اهون علي من ذلك .


وذبحه , واتى براسه وهو يتبختر في مشيته , فقال عمر للنبي :.


يا رسول اللّه , الا ترى الى علي كيف يتبختر في مشيته ؟ فقال رسول اللّه : انها لمشية لا يمقتها اللّه في هذا المقام .


ثم تلقاه النبي فمسح الغبار عن عينيه وقال له :.


لـو وزن الـيـوم عـمـلك بعمل جميع امة محمد لرجح عملك على عملهم , وذلك ا نه لم يبق بيت من
الـمـشـركـيـن الا وقـد دخله ذل بقتل عمرو , ولم يبق بيت من المسلمين الا وقد دخله عز بقتل
عمرو «1167» .


رجز علي (ع ) :.


رجز علي
(ع ) :



قال القاضي النعمان : انصرف علي (ع ) الى رسول اللّه وهو يقول :.








  • نصر الحجارة من سفاهة رايه
    فصددت حين تركته متجدلا
    وعففت عن اثوابه ولو انني
    لا تحسبن اللّه خاذل دينه
    عني وعنها خبروا اصحابي .
    ومصمم في الراس ليس بنابي .
    صافي الحديد مجرب قضاب .
    كالجذع بين دكادك وروابي .
    كالجذع بين دكادك وروابي .



  • ونصرت رب محمد بصواب .
    كالجذع بين دكادك وروابي .
    كنت المصرع بزني اثوابي «1168» .
    ونبيه , يا معشر الاحزاب «1169» .
    اعلي تقتحم الفوارس هكذا
    اليوم تمنعني الفرار حفيظتي
    ارديت عمرا اذ طغى بمهند
    فصددت حين تركته متجدلا
    كالجذع بين دكادك وروابي .





/ 31