موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الاحـابـيش ومـن استجلب وضوى اليه ,فلما رايته هبته على النعت الذي نعته لي رسول اللّه , فقلت
في نفسي : صـدق اللّه ورسوله , فصليت العصر ايما براسي وانا امشي .

فلما دنوت منه قال : م ن الرجل ؟ فقلت : من خزاعة , سمعت بجمعك لمحمدفجئتك لاكون معك قال
: اجل اني لفي الجمع له فمشيت معه وانا اقول : عجبا لمااحدث محمد من هذا الدين المحدث , فارق
الابـا وسـفه الاحلام وانتهى الى خبائه «926» وتفرق عنه اصحابه الى منازل قريبة منه , فقال لجاريته : احلبي فحلبت
ثم ناولتني فمصصت ثم دفعته اليه , فعب منه ثم قال : اجلس , فجلست معه حتى اذا هدا الناس وناموا
, وهـدا هـو فـقتلته واخذت راسه واقبلت حافيا حتى صعدت في جبل فدخلت غارا واختفيت فيه ,
وضربت العنكبوت على الغار , وانااذكر تهامة وحرها وكان اهم امري عندي العطش .

وتـفـقـدنه نساؤه فاخذن يبكين عليه , واقبل الرجال على الخيل في طلبي وتوزعوا في كل وجه ,
واقـبل رجل نعلاه في يده ومعه اداوة ضخمة فوضعها على باب الغار وقال لاصحابه : ليس في الغار
احد فانصرفوا راجعين وجلس هو على باب الغار يبول , فخرجت الى الاداوة فشربت منها واخذت
النعلين فلبستهما ,واقبلت اتوارى النهار واسير الليل حتى قدمت المدينة في يوم السبت لسبع بقين من
«927» قلت : افلح
فوجدت رسول اللّه في المسجد , فلمـا رآني قال : افلح الوجه وجهك يا رسول اللّه في الجنة فـان المتخصرين في الجنة قليل ولذلك اوصى اهله ان يدرجوها في كفنه «928» .

زوة بئر معونة :.

زوة بئر معونة
:


روى الـواقـدي بـسـنده عن ابي سعيد الخدري قال : كان سبعون رجلا شابامن الانصار اذا امسوا اجتمعوا في ناحية من المدينة فصلوا وتدارسوا القرآن حتى سموا القرا , حتى اذا كان الصبح جمعوا
حطبا واستعذبوا ما فحملوه الى حجر رسول اللّه فكان اهلهم يظنون ا نهم في المسجد واهل المسجد
يظنون ا نهم جاؤوا من اهليهم .

وقـال الـواقـدي : وارى ا نـهـم كـانـوا اربـعـيـن رجـلا فـهو الثبت «929» وكذلك قال ابن
اسحاق «930» .

ونـقـل الطبرسي في « اعلام الورى » عن كتاب ابـان البجلي الكوفي قال :قدم على رسول اللّه
بـالـمدينة ابو برا عامر بن مالك ملاعب الاسنة , فعرض عليه الاسـلام فاسلم «931» وقال : يا
محمد .

فقـال ابو برا : انا لهم جار فـبـعـث رسول اللّه المنـذر بن عمرو في بضعة وعشرين رجلا ـ وقيل : في اربعين , وقيل : في
سـبـعـيـن رجـلا ـ مـن خيار المسلمين , منهم : الحارث بن الصمة ,وحرام بن ملحان , وعامر بن
فهيرة «933» ومعهم كتاب رسول اللّه .

فـساروا حتى نزلوا بئر معونة , وهي بين ارض بني عامر وحرة بني سليم فبعثوا حرام بن ملحان
بـكتاب رسول اللّه الى عامر بن الطفيل , فلما اتاه لم ينظر( عامر ) في كتابه حتى عدا على الرجل
«934» .

ورب الكعبة ثـم دعـا ( عـامر ) بني عامر الى قتالهم , فقالوا : لا نخفر ابا برا عـصـيـة ورعلا وذكوان فاجابوه واحاطوا بالقوم في رحالهم فلما راوهم اخذوا اسيافهم وقاتلوا
القوم حتى قتلوا عن آخرهم «935» وانما كانوا قدخلفوا في سرحهم عمرو بن امية الضمري
ورجلا آخر من الانصار ( المنذر بن محمد «936» ) فلم ينبئهما بمصاب القوم الا الطير تحوم
عـلـى الـعـسـكـر , فـقالا , واللّه ان لهذاالطير لشانا الانصاري ( المنذر بن محمد ) لعمرو الضمري : ما ترى ؟ قال : ارى ان نلحق برسول اللّه فنخبره
الـخبر ,فقال الانصاري ( المنذر بن محمد ) : لكني لم اكن ارغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر
بن عمرو ( الساعدي اميرهم , وحمل ) فقاتل القوم حتى قتل .

ورجع عمرو الضمري «937» الى المدينة فاخبر رسول اللّه فقال : هذا عمل ابي برا , قد كنت
لهذا كارها.

فـبلغ ذلك ابا برا فشق عليه اخفار عامر ( بن الطفيل ) اياه وما اصاب من اصحاب رسول اللّه فحمل
ابنه ربيعة بن ابي برا على عامر بن الطفيل فطعنه فاصاب فخذه , فقال عامر :.

هذا عمل عمي ابي برا , ان مت فدمي لعمي لا تطلبوه به , وان اعش فسارى رايي فيه «938» .

غزوة بني النضير :.

غزوة بني النضير
:

فـي تـفسير القمي ـ وكانه عن كتاب ابان بن عثمان «939» البجلي الكوفي ـ قال :كان بالمدينة
ثـلاثـة ابـطـن مـن اليهود : بنو قينقاع وبنو قريظة والنضير , وكان بينهم وبين رسول اللّه عهد
فنقضوا عهدهم .

وكان السبب في نقض بني النضير عهدهم : ا نه اتاهم رسول اللّه (ص )يستسلفهم ـ يعني يستقرض
منهم ـ دية رجلين قتلهما رجل من اصحابه غيلة «940» وقصد كعب بن الاشرف .

فـلما دخل على كعب ( ومعه جمع من اصحابه ) قال له : مرحبا يا ابا القاسم واهلا وقام كا نه يصنع
لهم الطعام , وحدث نفسه ان يقتل رسول اللّه ثم يتبعه اصحابه .

فنزل جبرئيل (ع ) فاخبره بذلك , فرجع رسول اللّه الى المدينة «941» .

وقـال الـطبرسي في « اعلام الورى » : فنزل جبرئيل (ع ) فاخبره بماهم القوم من الغدر , فقام
رسـول اللّه كـا ن ه يـقـضي حاجة , وعرف ا نهم لا يقتلون اصحابه وهو حي , فاخذ الطريق نحو
المدينة .

وكـان كـعـب قـد ارسل بعض اصحابه الى من يستعين بهم على رسول اللّه ,فاستقبلوا رسول اللّه ,
فاخبروا كعبـا بذلك , فاخبر اصحاب النبي فسارواراجعين .

وكـان عـبـد اللّه بـن صوريا اعلمهم فقال لهم : واللّه ان ربه اطلعه على مااردتموه من الغدر ياتيكم ـ واللّه ـ اول ما ياتيكم الا رسول محمد يامركم عنه بالجلا في الثالثة : ان تسلموا ديـاركـم لاسلمت «942» .

قال القمي : فقال رسول اللّه لمحمد بن مسلمة الانصاري : اذهب الى بني النضير فاخبرهم : ان اللّه ـ
عـز وجـل ـ قد اخبرني بما هممتم به من الغدر «943» ثم بعثه اليهم «944» .

فقالوا : نخرج من بلادك .

فـبـعث اليهم عبد اللّه بن ابي : ان لا تخرجوا , واقيموا وتنابذوا محمداالحرب , فاني انصركم انا
وقومي وحلفائي , فان خرجتم خرجت معكم , وان قاتلتم قاتلت معكم فاقاموا واصلحوا حصونهم وتهياوا للقتال وبعثوا الى رسول اللّه : انا لانخرج فاصنع ما انت صانع فقام رسول اللّه وكبر , وكبر اصحابه , وقال لامير المؤمنين : تقدم الى بني النضير.

فـاخذ امير المؤمنين الراية وتقدم , وجا رسول اللّه واحاط بحصنهم وامربقطع نخلهم , فجزعوا
مـن ذلـك وقـالـوا : يـا مـحـمـدا ايـامـرك اللّه بـالـفساد ؟ ان كان هذالك فخذه وان كان لنا فلا
تقطعه «945» .

وقال المفيد في « الارشاد » : وضرب رسول اللّه قبته في اقصى بني خطمة من البطحا فلما جن
الـلـيل رماه رجل من بني النضير بسهم واحاط به المهاجرون والانصار.

فلما اختلط الظلام فقدوا امير المؤمنين (ع ) فقال الناس : يا رسول اللّه لانرى عليا ؟ في بعض ما يصلح شانكم فلم يلبث ان جا براس اليهودي الذي رمى النبي , وكان يقال له : عزورا ( او
عازورا «946» عزرا ) فطرحه بين يدي النبي (ص ).

فقال له النبي (ص ) : كيف صنعت يا ابا الحسن ؟ قال (ع ) :.

انـي رايـت هـذا الخبيث جريئا شجاعا , فقلت : ما اجراه ان يخرج اذااختلط الليل يطلب منا غرة فـكمنت له , فاقبل مصلتا بسيفه في تسعة نفر من اليهود , فشددت عليه وقتلته , وافلت اصحابه ولم
يبرحوا قريبا , فابعث معي نفرافاني ارجو ان اظفر بهم .

فبعث رسول اللّه معه عشرة فيهم ابو دجانة سماك بن خرشة , وسهل بن حنيف , فادركوهم قبل ان
يـلـجـوا الـحـصن فقتلوهم وجاؤوا برؤوسهم الى النبي (ص ) , فامر ان تطرح في بعض آبار بني
خطمة «947» .

قال القمي : وبعد ذلك قالوا : يا محمد نخرج من بلادك واعطنا مالنا.

فقال : لا , ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل فلم يقبلوا ذلك .

فبقوا اياما ثم قالوا : نخرج ولنا ما حملت الابل .

فقال : لا , ولكن تخرجون ولا يحمل احد منكم شيئا , فمن وجدنا معه شيئامن ذلك قتلناه فخرجوا على ذلك , خرج قوم منهم الى فدك ووادي القرى , وخرج قوم منهم الى الشام «948»
وقـال فـي « الـمـنـاقـب » : فـخرجوا الى خيبر والحيرة واريحاواذرعات , لكل ثلاثة منهم
بعير «949» .

قال المفيد في « الارشاد » واصطفى رسول اللّه اموال بني النضير , وكانت اول صافية «950»
.

نزول سورة الحشر فيهم :.

نزول سورة الحشر فيهم
:


قال القمي : وانزل اللّه فيهم : ( بسم اللّه الرحمن الرحيم , سبح للّه ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم هو الذي اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم , لاول الحشر , ما ظننتم ان
يـخـرجـوا , وظـنوا ا نهم مانعتهم حصونهم من اللّه , فاتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا , وقذف في
قلوبهم الرعب ,يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين , فاعتبروا يا اولي الابصار , ولولا ان كتب
اللّه عليهم الجلا لعذبهم في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب النار ذلك با نهم شاقوا اللّه ورسوله , ومن
يـشـاق اللّه فـان اللّه شـديـد العقاب ما قطعتم من لينة اوتركتموها قائمة على اصولها فباذن اللّه
ولـيـخزي الفاسقين وما افا اللّه على رسوله منهم فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب , ولكن اللّه
يسلط رسله على من يشا ,واللّه على كل شي قدير ) «951» .

فـفيه بسنده عن ابي بصير : ان رسول اللّه (ص ) قال للانصار : ان شئتم دفعت اليكم في المهاجرين
منها [ واخرجتهم عنكم ] وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم , وتركتهم معكم ؟.

فقالوا : قد شئنا ان تقسمها [ كلها ] فيهم .

فـقـسـمها رسول اللّه بين المهاجرين ولم يعط الانصار , الا رجلين منهم ذكراحاجة : ابو دجانة ,
وسهل بن حنيف «952» .

وفـي « الارشـاد » : فقسمها بين المهاجرين الاولين , وامر عليا (ع ) فحاز مالرسول اللّه منها
فجعله صدقة , وكانت بيده مدة حياته , ثم بيد امير المؤمنين بعده «953» .

ونـقل الطبرسي في « مجمع البيان » عن الكلبي قال : قال رؤسا المسلمين لرسول اللّه : يا رسول
اللّه , خذ صفيك والربع , ودعنا [ الرؤسا ] والباقي , فهكذاكنا نفعل في الجاهلية , وانشدوا :.

لك المرباع منها والصفايا ـــــوحكمك والنشيطة والفضول «954» .

فـنـزلـت [ الـسورة وفيها ] الاية : ( وما افا اللّه على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي
الـقـربى واليتامى والمساكين وابن السبيل , كي لا يكون دولة بين الاغنيا منكم , وما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا , واتقوا اللّه ان اللّه شديد العقاب ) «955» , فقالوا : سمعا وطاعة
لامر اللّه وامر رسوله «956» .

قال الطبرسي : فجعل اللّه اموال بني النضير لرسول اللّه خاصة يفعل بها مايشا «957» .

قـال : ولكن النبي قال للانصار : ان شئتم قسمتم للمهاجرين من اموالكم ودياركم , وتشاركونهم في
هذه الغنيمة , وان شئتم كانت لكم دياركم واموالكم ,ولم يقسم لكم شي من الغنيمة ؟.

فـقال الانصار : بل نقسم لهم من اموالنا وديارنا , ونؤثرهم بالغنيمة ولانشاركهم فيها فنزلت فيهم [
الـسورة وفيها ] الايات : ( للفقرا المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم , يبتغون فضلا من
اللّه ورضوانا , وينصرون اللّه ورسوله , اولئك هم الصادقون .

والذين تبواوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم , ولا يجدون في صدورهم حاجة ممـا
اوتـوا , ويـؤثـرون عـلى انفسهم ولوكان بهم خصاصة , ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون
) «958» .

فنقل الطبرسي عن الزجاج النحوي قال : بين اللّه سبحانه من « المساكين »الذين لهم الحق ـ في
الايـة الـسابقة ـ ثم ثنى سبحانه بوصف الانصار ومدحهم حيث طابت انفسهم عن الفي «959» ثم
قال : فقسمها رسول اللّه بين المهاجرين , ولم يعط الانصار منها شيئا , الا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة
: ابو دجانة , وسهل بن حنيف , والحارث بن الصمة «960» .

ومـن حـوادث ما بعد بني النضير : ان عامر بن الطفيل العامري تمر مع صاحبه اربد بن قيس ـ اخي
لبيد بن ربيعة الشاعر ـ على النبي (ص ) , قال له : اذاقدمنا على الرجل «961» فاني شاغل عنك
وجهه فاذا فعلته فاعله بالسيف فلمـا قدموا عليه قال عامر : يا محمد خالني ( اي تفرد لي خاليا ).

قـال (ص ) : لا, حـتى تؤمن باللّه وحده فلمـا ابى عليه رسول اللّه قال عامر : واللّه لاملانها عليك
خـيـلا حـمرا ورجالا عـامـر لاربـد : ايـن ما كنت امرتك به ؟قال : واللّه ماهممت بالذي امرتني به الا دخلت بيني وبين
الرجل افاضربك بالسيف ؟ فـلـمــا كـانا في الطريق اصابه اللّه بغدة طاعون في عنقه فقتلته , ثم اصاب صاحبه اربد بصاعقة
فقتلته «962» .

وفـيـمـا كان من امر امير المؤمنين في هذه الغزاة وقتله اليهودي ومجيئه الى النبي برؤوس التسعة
يقول حسان بن ثابت :.

للّه اي كريمة ابليتها ـــــببني قريظة , والنفوس تطلع .

اردى رئيسهم وآب بتسعة ـــــطورا يشلهم وطورا يدفع «963» .

ومن قصص الغنائم :.

نـقل العلامة الحلي عن السدي قال : لما فتح اللّه بنى النضير فغنم اموالهم ,قال عثمان بن عفان لعلي
(ع ) : ائت رسـول اللّه فاساله ارض كذا , فان اعطاكهافانا شريكك فيها وانا آتيه فاساله ذلك , فان
اعطانيها فانت شريكي فيها.

فـسـالـه عثمان قبل علي (ع ) فاعطاه اياها , وابى ان يشرك عليا معه , فدعاه الى حكم النبي (ص )
فـابى ذلك ايضا , فقيل له : لم لا تنطلق معه الى النبي ؟ قال :هو ابن عمه فاخاف ان يقضي له فنزلت
الايـات من سورة النور : ( لقد انزلناآيات مبينات واللّه يهدي من يشا الى صراط مستقيم ويقولون
آمنا باللّه وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين واذادعوا الى اللّه
ورسـولـه لـيحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق ياتوا اليه مذعنين افي قلوبهم
مـرض ام ارتـابـوا ام يـخـافون ان يحيف اللّه عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون انما كان قول
المؤمنين اذا دعوا الى اللّه ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون ومن
يـطـع اللّه ورسوله ويخش اللّه ويتقه فاولئك هم الفائزون ) «964» فلم ا علم النبي بذلك حكم
بالحق لعلي (ع ) «965» .

غزوة ذات الرقاع :.

غزوة ذات الرقاع
:

قـال الـطـبـرسي في « اعلام الورى » : ثم كانت غزوة ذات الرقاع «966» بعدغزوة بني
النضير بشهرين لقي بها جمعا من غطفان , ولم يكن بينهما حرب , ولكن خاف الناس فصلى بهم رسول
اللّه صلاة الخوف , ثم انصرف بالناس «967» .

وقال في تفسيره « مجمع البيان » في تفسير الاية من سورة النسا :.

( واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفـروا
ان الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ولياخذوا
اسـلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معـك ولياخذوا
حـذرهم واسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحـدة
ولاجناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم وخذواحذركم ان اللّه
اعد للكافرين عذابا مهينا ) «968» .

قـال : نزلت والنبي بعسفان , والمشركون بضجنان , فتواقفوا ,فصلى النبي واصحـابه صلاة الظهر
بتمام الركوع والسجود , فهم المشركون بان يغيروا عليهم , فقال بعضهم : ان لهم صلاة اخرى احب
اليهم من هذه ـ يعنون صلاة العصر فانزل اللّه عليه هذه الاية , فصلى بهم صلاة الخوف .

ثم ذكر فيها رواية اخرى عن تفسير ابي حمزة الثمالي قال : ان النبي غزا بني انمار , فنزل رسول
اللّه والـمـسـلـمـون وهم لا يرون احدا من العدو , فوضعوااسلحتهم , وخرج رسول اللّه ليقضي
حاجته وقد وضع سلاحه , والسما ترش ,فعبر الوادي وجلس في ظل شجرة .

فبصـر به ( بنو المحارب فقالوا ) لغورث بن الحارث المحاربي : يا غورث ,هذا محمد قد انقلع من
اصحابه وهـو قـائم على راسه ومعه السيف , قدسله من غمده وقال : يا محمد , من يعصمك مني الان ؟ فقال
الـرسول : اللّه فانكب عدو اللّه لوجهه , فقام رسول اللّه فاخذ سيفه وقال : يا غورث من يمنعك مني
الان ؟ قال : لا احد ان لا اقاتلك ابـدا ولا اعين عليك عدوا فاعطاه رسول اللّه سيفه مني قال (ص ) : اني احق بذلك .

وخرج غورث الى اصحابه , فقالوا : يا غورث , لقد رايناك قائما على راسه بالسيف فما منعك منه ؟
قـال : اهـويـت لـه بـالسيف لاضربه فما ادري من طعنني بين كتفي فخررت لوجهي وخر سيفي ,
فسبقني اليه محمد فاخذه .

ونـزلـت الايات , ولم يلبث الوادي ان سكن , فقطعه رسول اللّه الى اصحابه فاخبرهم الخبر وقرا
عليهم الايتين «969» .

ونـقـلـه فـي « اعلام الورى » مختصرا مرسلا , ويبدو لي ا نه نقله عن ابان بن عثمان الاحمر
البجلي الكوفي عن ابي بصير عن الصادق (ع ) , كما اسنده عنه الكليني في « روضة الكافي » قال
: فـي غزوة ذات الرقاع نزل رسول اللّه (ص ) تحت شجرة على شفير واد , فاقبل سيل فحال بينه
وبـين اصحابه , وهم قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل , فراى ( النبي ) رجل من
الـمـشركين فقال لقومه : انااقتل محمدا يامحمد ؟ واخذ السيف وجلس على صدره وقال : من ينجيك مني ياغورث ؟ فتركه , فقام وهو يقول : واللّه لانت خير مني واكرم «970» .

وردد ابـن شهرآشوب صلاة الخوف بين غزوتين : غزوة بني لحيان في جمادى الاولى ( من السنة
الـرابـعـة ) فـي عـسـفـان ثـم قـال : ويـقال : في ذات الرقاع مع غطفان , وكان ذلك بعد النضير
بشهرين «971» .

التشديد في تحريم الخمر :.

التشديد في تحريم
الخمر :

قال ابن هشام : في شهر ربيع الاول نزل تحريم الخمر «972» .
وذكـر الـقـمـي فـي تـفسير قوله سبحانه : ( يا ايها الذين آمنوا انما الخمروالميسر والانصاب
والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة
والـبـغضا في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر اللّه وعن الصلاة فهل انتم منتهون واطيعوا اللّه
واطيعوا الرسول واحـذروافان توليتم فاعلموا ا نما على رسولنا البلاغ المبين ) «973» قال :
ذلـك ان رجـلا مـن الـصـحـابـة شرب قبل ان يحرم الخمر , فجعل يقول الشعر ويبكي على قتلى
المشركين من اهل بدر , فسمع رسول اللّه , فقال : اللهم امسك على لسانه فامسك على لسانه فلم يتكلم
حتى ذهب عنه السكر , فانزل اللّه تحريمها بعد ذلك .

فلما نزل تحريمها خرج رسول اللّه فقعد في المسجد ثم دعا بنيتهم التي كانواينبذون فيها ( فضيخ
البسر والتمر ) فاكفا عليها , ثم قال : هذه كلها خمر , وقدحرمها اللّه فكان اكثر شي اكفئ من ذلك
يـومـئذ من الاشربة : الفضيخ , ولااعلم اكفئ يومئذ من خمر العنب شي الا انا واحد كان فيه زبيب
وتمر جميعا ,واما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة منه شي وسمي المسجد الذي قعدفيه رسول
اللّه يوم اكفئت المشربة : مسجد الفضيخ من يومئذ لا نه كان اكثر شي اكفئ من الاشربة .

قال : فلما نزل تحريم الخمر والميسر والتشديد في امرهما قال الناس من المهاجرين والانصار : يا
رسـول اللّه , قـتل اصحابنا وهم يشربون الخمر , وقد سماه اللّه رجسا وجعله من عمل الشيطان ,
وقـد قـلـت مـا قـلت , افيضر اصحابنا ذلك شيئا بعد ما ماتوا ؟ فانزل اللّه : ( ليس على الذين آمنوا
وعـمـلـوا الـصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنـوا ثم
اتـقـواواحـسـنوا واللّه يحب المحسنين ) «974» فهـذا لمن مـات او قتل قبل تحريم الخمر
,والجناح على من شربها بعد التحريم «975» .

وروى العياشي في تفسيره عن ابي الصباح الكناني قال : قلت لابي عبداللّه (ع ) :.

ارايت رسول اللّه كيف كان يضرب في الخمر ؟ فقال : كان يضرب بالنعال ,ويزيد كلما اتي بالشارب
, ثم لم يزل الناس يزيدون حتى وقف على ثمانين ( جلدة ) «976» .

وروى الـقـمي في تفسيره قال : وقال رسول اللّه : من شرب الخمر فاجلدوه ,ومن عاد فاجلدوه ,
ومن عاد فاجلدوه , ومن عاد في الرابعة فاقتلوه «977» .

ونـقـل الطوسي في « التبيان » في سبب نزول الاية : ا نه لما نزل قوله : ( يا ايهاالذين آمنوا لا
تقربوا الصلاة وانتم سكارى .

) «978» قـال عـمـر : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ولاحق سعد بن ابي وقاص رجلا من
الانـصــار وقـد كـانـا شـربـاالـخمر فضربه بلحي جمل فزر انف سعد بن ابي وقاص , فنزلت
الاية «979» .

ونـقـلـه الـطبرسي في «مجمع البيان » عن ابن عباس قال : يريد سعد بن ابي وقاص ورجلا من
الانصار كان مؤاخيا لسعد فدعاه الى طعام فاكلوا وشربوانبيذا مسكرا , فوقع بين الانصاري وسعد
مرا ومفاخرة فاخذ الانصاري لحي جمل فضرب به سعدا ففزر انفه , فانزل «980» .

ورواه السيوطي في « الدر المنثور » عن سعد بن ابي وقاص «981» .

وفـي « ربـيـع الابرار » للزمخشري قال : انزل في الخمر ثلاث آيات :( يسالونك عن الخمر
والـمـيـسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ) فكان المسلمون بين شارب
وتـارك الى ان شربها رجل فدخل في صلاته فهجر , فنزل : ( يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة
وانتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون ).

فشربها من شربها من المسلمين حتى شربها عمر فاخذ لح ي بعيرفشج راس عبد الرحمان بن عوف
ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الاسود بن يغفر :.

وكاين بالقليب قليب بدر ـــــمن الفتيان والشرب الكرام .

وكاين بالقليب قليب بدر ـــــمن الشيزى المكلل بالسنام .

ايوعدنا ابن كبشة ان سنحيا ـــــوكيف حياة اصلا وهام .

ايعجز ان يرد الموت عني ـــــوينشرني اذا بليت عظامي .

الا من مبلغ الرحمن عني ـــــباني تارك شهر الصيام .

فقل للّه : يمنعني شرابي ـــــوقل للّه يمنعني طعامي .

فبلـغ ذلك رسول اللّه (ص ) فخرج مغضبا يجر رداه فرفع شيئا كان في يده ليضربه , فقال عمر :
اعـوذ بـاللّه مـن غضب اللّه وغضب رسوله الخمر والميسر.

) «982» .

وقد روى ابن اسحاق في سيرته عن خلاد بن قرة السدوسي من بكر بن وائل : ان اعشى بني قيس
بن ثعلبة من بكر بن وائل , اراد الاسلام فقال قصيدة يمدح فيها رسول اللّه وخرج اليه يريد الاسلام
.

قـال : فلما كان بمكة او قريبا منها اعترضه بعض المشركين من قريش فساله عن امره فاخبره ا نه
جـا يـريـد رسول اللّه ليسلم , فقال له : يا ابا بصير , انه يحرم الزنا , فقال الاعشى : واللّه ان ذلك
لامر ما لي فيه من ارب فقـال له : يا ابابصير , فانه يحرم الخمر , فقال الاعشى : اما هذه فواللّه ان
فـي الـنفس منها لعلالات ,ولكني منصرف فاتروى منها عامي هذا ثم آتيه فاسلم فانصرف فمات في
عامه ذلك ولم يعد الى رسول اللّه .

وذكر قصيدة في احد وعشرين بيتا يقول فيها :.

الا ايهذا السائلي : اين يممت ـــــفان لها في اهل يثرب موعدا.

وآليت لا آوي لها من كلالة ـــــولا من حفي حتى تلاقي محمدا.

متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ـــــتراحي , وتلقي من فواضله ندى .

نبيا يرى ما لا ترون وذكره ـــــاغار لعمري في البلاد وانجدا.

له صدقات ما تغب ونائل ـــــوليس عطا اليوم مانعه غدا «983» .

ولـذلـك قـال الـسهيلي في « الروض الانف » ان صح خبر الاعشى فلم يكن هذا بمكة وانما كان
بـالمدينة , وفي القصيدة ما يدل على هذا قوله : « فان لها في اهل يثرب موعدا » وقد الفيت للقالي
روايـة عن ابي حاتم عن ابي عبيدة قـال : لقي الاعشى عامر بن الطفيل في بلاد قيس وهو مقبل الى
رسـول اللّه , فـذكر انه يحرم الخمر فرجع فهذا اولى بالصواب وهذه غفلة من ابن هشام ومن قال
بـقـولـه ,فان الناس مجمعون على ان الخمر لم ينزل تحريمها الا بالمدينة بعـد ان مضت بدرواحد ,
وحرمت في سورة المائدة , وهي من آخر ما نزل «984» .

ولـكـنها وان كان من المسلم به نزولها في اواخر عهد الوحي , لكن من المسلم به ايضا ا نها لم تنزل
دفـعـة واحدة , فان في خلالها آيات لا شبهة في نزولهاقبل ذلك بكثير , ويشهد بذلك مضامينها وما
ورد فيها من اسباب النزول «985» .

غزوة بني لحيان :.

غزوة بني لحيان
:


وقبـل قصة بطن الرجيع كانت قصة بئر معونة بدعوة ابي برا الخزاعي العامري وخيانة بني لحيـان من هذيل وبيعهم خبيب بن عدي وزيد الدثنة الى اهل مكة وقتلهم هناك .

وفي « اعلام الورى » قال : وكانت بعد غزوة بني النضير غزوة بني لحيان «986» .

وفـي « الـمـناقب » قـال : كانت غزوة بني لحيان في جمادى الاولى ( بعد بني النضير بشهرين
) «987» .

وكـذلـك قال ابن الاثير في « الكامل في التاريخ » الا ا نه قال : في السنة السادسة , خرج رسول
اللّه الـى بـنـي لـحـيان يطلب باصحاب الرجيع , خبيب بن عدي واصحابه , واظهر ا نه يريد الشام
ليصيب من القوم غرة , واسرع السيرحتى نزل غران منازل بني لحيان بين امج وعسفان , فوجدهم
قد حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال .

فلمـا اخطاه ما اراد منهم خرج في مئتي راكب حتى نزل عسفان تخويفالاهل مكة , وارسل فارسين
من الصحابة حتى بلغا كراع الغميم , ثم عاد «988» .

وفاة عبداللّه بن عثمان :.

ومن الحوادث في هـذا الشهر جمادى الاولى من السنة الرابعة , ان توفي فيه عبد اللّه بن عثمان من
رقية بنت رسول اللّه (ص ).

تـزوجها عثمان قبل الهجرة بها الى الحبشة , ثم عاد بها في اول من عاد ,فولدت له غلاما سماه عبد
اللّه , قـبـل الهجرة بسنتين , وكني به ابا عبد اللّه , ثم هاجربهما الى المدينة وعمر الولد سنتان ,
وتوفيت امه رقية بالحصبة في ذي القعدة من السنة الثالثة , وعمر الولد خمس سنين , فخطب عثمان
حـفـصـة ابـنـة عمر فرده عمر ,فخطبها رسول اللّه وتزوجها وهي ارملة شهيد, وزوج عثمان
ابنته الاخرى ام كلثوم كي تكون لابنه عبد اللّه كامه رقية اختها , وبعد احد ولجؤ عم عثمان المغيرة
او ابنه معاوية بن المغيرة اليه , وقتله بامر رسول اللّه , وظن عثمان بام كلثوم ا نها اخبرت به اباها
, ضربها , فماتت ودفنها رسول اللّه , في شوال .

وبقي الولد عبد اللّه بلا ام ولا خالة هي له بمنزلة امه رقية , فقالوا عنه :.

بـلـغ عـبـد اللّه سـت سنين , فنقره ديك على عينيه فمرض ومات في جمادى الاولى سنة اربع من
الهجرة , فصلى عليه رسول اللّه , ونزل في حفرته عثمان بن عفان «989» .

وفاة فاطمة بنت اسد :.

وفاة فاطمة بنت
اسد :


ومـن الـحـوادث فـيه : ان توفيت فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف , ام علي (ع ) , واسلمت , وكانت صالحة , وكان رسول اللّه يزورها ويقيل في بيتها «990» .

قـال الـيـعـقـوبي : وكانت مسلمة فاضلة , ويروى ا نها لما توفيت قال رسول اللّه : اليوم ماتت امي وكفنها بقميصه ونزل في قبرها واضطجع في لحدها فقيل له : يا رسول اللّه , لقد اشتد جزعك على فاطمة قال : انها كانت امي , ان كانت لتجيع صبيانها وتشبعني , وتشعثهم وتدهنني , وكانت امي «991» .

وروى الـبـلاذري فـي « انساب الاشراف » بسنده عن علي (ع ) ا نه قال لامه فاطمة بنت اسد
(بـعد زواجه بالزهرا): اكفي فاطمة بنت رسول اللّه ما كان خارجا,من السقي وغيره , وتكفيك ما
كان داخلا , من العجن والطحن وغير ذلك «992» .

وروى ابـن الاثـير في « اسد الغابة » بسنده عن جعدة بن هبيرة المخزومي عن علي (ع ) قال :
اهدي الى رسول اللّه حلة مسيرة ( مخططة مخلوطة ) بحرير اماسداها واما لحمتها , فبعث النبي
بـها الي , فقلت : ما اصنع بها ؟ البسها ؟ قال :ارضى لك ما اكره لنفسي ؟ قــال : فـشققت منها اربعة اخمرة : خمارا لفاطمة بنت اسد , وخمارا لفاطمة بنت محمد , وخمارا
لفاطمة بنت حمزة وذكر فاطمة اخرى فنسيتها «993» .

ويعلم من الخبر كراهة بل حرمة لبس الحرير للرجال وجوازه للنسا من يومئذ.

ويعلم من الخبرين ان فاطمة بنت اسد توفيت بعد زواج ابنهاعلي بالزهرا.

ويعلم من تاريخ وفاتها ا ن ها توفيت بعد ميلاد الحسن (ع ) , ومع ذلك نفتقد ذكرها في زفاف الزهرا
ومـيـلاد الحسن (ع ) , ونجد بدلا عنها اسم اسما بنت عميس مصحفا عن اسما بنت يزيد بن السكن
الانصارية الخطيبة ( خطيبة النسا ).

وروى الاصـفهاني الاموي في « مقاتل الطالبيين » بسنده عن الصادق (ع )قال : كانت فاطمة بنت
اسـد ام عـلي بن ابي طالب حادية عشرة ( امراة اسلمت )وكانت بدرية ( من النسا اللواتي حضرن
بدرا بعد الوقعة ).

ثم روى بسنده عن الزبير بن العوام قال : لما نزلت الاية : ( يا ايها النبي اذاجاك المؤمنات يبايعنك .

) سمعت النبي يدعو النسا الى البيعـة , فكانت فاطمة بنت اسد اول امراة بايعته (ص ).

وقال الاصفهاني : ولما حضرتها الوفاة اوصت اليه فقبل وصيتها «994» .

وروى الـكليني في « الكافي » بسنده عن الصادق (ع ) قال : ان فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين
(ع ) كانت اول امراة هاجرت الى رسول اللّه (ص ) من مكة الى المدينة على قدميها «995» وكان
لـها جارية فقالت لرسول اللّه يوما : اني اريد ان اعتق جاريتي هذه فلما مرضت اعتقل لسانها فجعلت
تـومـى الـى رسـول اللّه ايـمـابـالـوصية فقبل رسول اللّه وصيتها فبينما هو ذات يوم قاعد اذ اتاه
امـيـرالمؤمنين (ع ) وهو يبكي فقال له رسول اللّه : ما يبكيك ؟ فقال : ماتت امي فاطمة فقال رسول
اللّه : وامـي واللّه واتـاها فنظر اليها (وذلك قبل وجوب الحجاب )فبكى ثم امر النسا ان يغسلنها ,
فـلـمـا فـرغن اعلمنه بذلك , فاعطاهن احدى قميصيه الذي يلي جسده وامرهن ان يكفنها فيه فلما
فرغن من غسلهاوكفنها دخل فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى اوردها( مقبرتها
) فوضعها ودخل القبر فاضطجع فيه ثم قام فاخذها على يديه ( قبل الحجاب ) حتى وضعها في القبر
, ثم انكب عليها يناجيها ثم خرج وسوى عليها «996» .

وروى الامـوي الاصفهاني بسنده عن عطا عن ابن عباس قال : لما ماتت فاطمة ام علي البسها رسول
اللّه قميصه واضطجع معها في قبرها فقال له اصحابه :يا رسول اللّه ما رايناك صنعت باحد ما صنعت
بـهذه المراة ؟ من حلل الجنة ,واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها وروى بـسـنـده عـن عـلـي (ع ) : ان رسـول اللّه دفـن فاطمة بنت اسد بالروحامقابل حمام ابي
قطيفة «997» .

وقـال المالكي في « الفصول المهمة » : لما ماتت كفنها النبي بقميصه , وامر اباايوب الانصاري وا
سـامـة بـن زيـد وعمر وغلاما اسودا فحفروا قبرها , فلما بلغوالحدها حفره النبي بيده واخرج
ترابه فلما فرغ اضطجع فيه وقال :.

« اللّه الـذي يـحـيي ويميت وهو حي لا يموت اللهم اغفر لامي فاطمة بنت اسد , ولقنها حجتها ,
ووسع عليها مدخلها , بحق نبيك محمد والانبيا الذين من قبلي , فانك ارحم الراحمين ».

فقيل : يا رسول اللّه , رايناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه باحد قبلها ؟ فقال : البستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة , واضطجعت في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر انها
كانت من احسن خلق اللّه صنعا بي بعد ابي طالب «998» .

وروى الخبر الصفار في « بصائر الدرجات » بسنده عن الصادق (ع ) الى ان قال :.

فـلـما خرج قيل له : يا رسول اللّه , لقد صنعت بها شيئا في تكفينك اياهاثيابك , ودخولك في قبرها
وطول صلاتك وطول مناجاتك ما رايناك صنعته باحد قبلها ؟ قـال : اما تكفيني اياها فاني لما قلت لها : يعرض الناس عراة يوم يحشرون من قبورهم سواتاه ذلـك وامـا دخـولي في قبرها فاني قلت لها يوما : ان الميت اذا ادخل وانصرف الناس عنه دخل عليه
مـلـكان : منكرونكير , فيسالانه فقالت : وا غوثاه باللّه , فما زلت اسال ربي في قبرها حتى فتح لها
روضـة مـن قـبرها الى الجنة , فقبرها روضة من رياض الجنة «999» ولعل في سائرالاخبار
اخـتـصارا لهذا , ومنه يعلم تاريخ نشر هذه الافكار والمفاهيم الاخروية والبرزخية بين المسلمين
الاوائل .

وفاة ابي سلمة :.

وفاة ابي
سلمة :


ومن الحوادث في شهر جمادى الثانية وفاة ابي سلمة ( عبد اللّه ) بن عبدالاسد المخزومي :.

روى الـواقـدي بـسـنده عن عمر بن ابي سلمة قال : رمى ابا سلمة : ابواسامة الجشمي بمعلبة في
عضده باحد , فمكث شهرا يداويه , فبرا فيما كان يرى ,وبعثه رسول اللّه ـ في المحرم على راس
خـمـسـة وثلاثين شهرا ـ الى قطن , فغاب بضع عشرة ليلة , فلما قدم المدينة انتقض عليه جرحه
فـمات , لثلاث ليال مضين «1000» من جمادى الاخرة ( من السنة الرابعة ) فغسل بين قرني بئر
اليسيرة في بني امية بن يزيد , ثم حمل الى المدينة فدفن بها وابتدات امي (ام سلمة ) بعدتها (اربعة
اشهروعشرا) «1001» .

وروى عـنـهـا : ا نـهـا كــانت قد سمعت من ابي سلمة عن رسول اللّه قال : لايصاب احد بمصيبة
فيسترجع عند ذلك ويقول : اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه , اللهم اخلفني فيها خيرا منها الا اعطاه
اللّه عـز وجـل فـلما اصبت بابي سلمة قلت : اللهم عندك احتسب مصيبتي ولم تطب نفسي ان اقول :
اللهم اخلفني فيهاخيرا منها , لا ني قلت : من خير من ابي سلمة ؟ «1002» .

ميلاد الحسين (ع ) :.

ميلاد الحسين
(ع ) :


ومن الحوادث في اوائل شهر شعبان المعظم من السنة الرابعة ميلاد الامام الحسين بن علي (ع ).

روى الـدولابـي في « الذرية الطاهرة » بسنده عن الليث بن سعد قال :ولدت فاطمة بنت رسول
اللّه الـحـسـيـن فـي لـيـال خـلـون مـن شعبان سنة اربع «1003» وكذلك الطبري «1004»
والـمسعودي «1005» وعين الاصفهاني اليوم فقال : كان مولده لخمس خلون من شعبان سنة اربع
من الهجرة «1006» وكذلك المفيد في « الارشاد » «1007» من دون رواية خبر.

وروى خـبره الطوسي في « المصباح » عن الحسين بن زيد عن الصادق (ع )قال : و لد الحسين
لـخـمـس لـيال خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة ولكنه روى ايضا عن القاسم بن العلا الهمداني
وكيل العسكري (ع ) قال : خرج اليه من الناحية المقدسة : ان مولانا الحسين (ع ) ولد يوم الخميس
لثلاث خلون من شعبان «1008» واختاره المفيد في « مسار الشيعة » «1009» ولذلك تردد
الـطـبرسي في « اعلام الورى » فقال : ولد بالمدينة قيل : يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ,
وقـيـل :لـخـمـس خـلـون مـنه , سنة اربع من الهجرة «1010» ورجع ابن شهرآشوب فرجح
روايـة الخمس وزاد مدة الحمل فقال في « المناقب » : ولد الحسين في المدينة , لخمس خلون من
شعبان , سنة اربع من الهجرة , بعد اخيه بعشرة اشهر وعشرين يوما «1011» .

وروى القمي في تفسيره مرسلا عن الصادق (ع ) قال : وكان بين الحسن والحسين (ع ) طهر واحد
وكـان الـحـسـين (ع ) في بطن امه ستة اشهر وفصاله اربعة وعشرون شهرا , وهو قول اللّه : (
وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) «1012» .

/ 31